صحة وطبكيفية

كيفية التحكم في الشهية خلال فترات الرجيم

كيفية التحكم في الشهية خلال فترات الرجيم

دليلك الشامل لضبط الجوع والنجاح في رحلتك نحو الرشاقة

تعتبر فترات الرجيم تحديًا كبيرًا للكثيرين، ويبقى الشعور المستمر بالجوع أو الشهية المفتوحة من أبرز العقبات التي تواجه الراغبين في فقدان الوزن. لا يقتصر الأمر على مجرد الإرادة، بل يتطلب فهمًا عميقًا لكيفية عمل جسمك وتطبيق استراتيجيات عملية للسيطرة على هذه الرغبات. يهدف هذا المقال إلى تزويدك بمجموعة من الحلول الفعالة والمجربة التي تساعدك على التحكم في شهيتك، مما يضمن لك رحلة رجيم أكثر سلاسة ونجاحًا.

استراتيجيات غذائية للتحكم في الشهية

التركيز على البروتين والألياف

كيفية التحكم في الشهية خلال فترات الرجيميلعب البروتين دورًا محوريًا في زيادة الشعور بالشبع وتقليل الرغبة في الأكل. عند تناول كمية كافية من البروتين، يستغرق الجسم وقتًا أطول لهضمه، مما يحافظ على استقرار مستويات السكر في الدم ويقلل من التقلبات المفاجئة في الشهية. يمكنك دمج مصادر البروتين المتنوعة في وجباتك اليومية لضمان أقصى استفادة.

ابدأ يومك بوجبة فطور غنية بالبروتين مثل البيض المسلوق، أو الزبادي اليوناني، أو الشوفان المضاف إليه بذور الشيا. خلال الغداء والعشاء، اختر مصادر البروتين الخالية من الدهون مثل صدور الدجاج، الأسماك، البقوليات كالعدس والفول، أو اللحوم الحمراء قليلة الدهن. هذه الخيارات تساعد على بناء العضلات والحفاظ على الشبع لساعات طويلة.

الألياف الغذائية هي مكون أساسي آخر يساهم بشكل كبير في التحكم بالشهية. تعمل الألياف على زيادة حجم الطعام في الجهاز الهضمي دون إضافة سعرات حرارية كبيرة، مما يمنحك شعورًا بالامتلاء. كما أنها تبطئ من امتصاص السكر، مما يمنع الارتفاعات والانخفاضات الحادة التي تؤدي إلى نوبات الجوع الشديدة.

لزيادة استهلاك الألياف، احرص على تناول كميات كبيرة من الخضروات الورقية مثل السبانخ والبروكلي، وكذلك الفواكه الكاملة كالتفاح والتوت. الحبوب الكاملة مثل الأرز البني وخبز القمح الكامل والشوفان تعد مصادر ممتازة للألياف. جرب إضافة البقوليات مثل الحمص والفاصوليا إلى السلطات أو الحساء لزيادة محتواها من الألياف والبروتين معًا.

اختيار الأطعمة بطيئة الهضم

الأطعمة التي تستغرق وقتًا أطول للهضم تساعد في الحفاظ على شعور الشبع لفترة أطول وتقليل الرغبة في تناول الوجبات الخفيفة غير الصحية. الكربوهيدرات المعقدة هي مثال جيد على هذه الأطعمة، حيث تتحلل ببطء إلى سكر في الدم، مما يوفر طاقة مستدامة ويجنبك الشعور بالجوع المفاجئ.

اختر الأرز البني، الكينوا، البطاطا الحلوة، وخبز القمح الكامل بدلاً من الأرز الأبيض والخبز الأبيض والمعجنات التي تهضم بسرعة. هذه الأطعمة غنية بالألياف وتوفر طاقة ثابتة لجسمك. تجنب السكريات المضافة والأطعمة المصنعة قدر الإمكان لأنها تسبب ارتفاعًا سريعًا في سكر الدم يتبعه انخفاض حاد يؤدي إلى الشعور بالجوع مرة أخرى.

الدهون الصحية، بالرغم من سعراتها الحرارية العالية، تلعب دورًا في تعزيز الشبع. الأحماض الدهنية الموجودة في الأفوكادو، المكسرات النيئة (مثل اللوز والجوز)، البذور (مثل بذور الشيا والكتان)، وزيت الزيتون البكر الممتاز، تساعد على إبطاء عملية الهضم. قم بإضافة كميات صغيرة من هذه الدهون إلى وجباتك لتعزيز الشبع.

عند دمج الدهون الصحية، تناولها باعتدال لعدم تجاوز سعراتك الحرارية اليومية المحددة للرجيم. يمكنك إضافة شرائح الأفوكادو إلى السلطة، أو رش بعض المكسرات على الزبادي، أو استخدام زيت الزيتون في تتبيل الخضروات. هذه الإضافات الصغيرة تحدث فرقًا كبيرًا في شعورك بالشبع والرضا عن وجبتك.

أهمية الترطيب وشرب الماء

غالبًا ما يخلط الجسم بين إشارات العطش والجوع، مما قد يدفعك لتناول الطعام بينما كل ما تحتاجه هو كوب من الماء. شرب كميات كافية من الماء طوال اليوم هو استراتيجية بسيطة وفعالة للتحكم في الشهية، ويساعدك على الشعور بالامتلاء دون إضافة أي سعرات حرارية.

لضمان ترطيب جسمك بشكل كافٍ، حاول شرب حوالي 8 أكواب من الماء يوميًا، أو أكثر إذا كنت تمارس نشاطًا بدنيًا مكثفًا. أفضل طريقة لدمج الماء في روتينك هي شرب كوب كبير من الماء قبل كل وجبة رئيسية بحوالي 15-30 دقيقة. هذه الخطوة البسيطة ستساعد على ملء معدتك جزئيًا، مما يقلل من كمية الطعام التي ستتناولها.

بالإضافة إلى الماء النقي، يمكنك تناول المشروبات الخالية من السعرات الحرارية مثل الشاي الأخضر أو الماء المنكه بشرائح الليمون أو الخيار. تجنب المشروبات الغازية والعصائر المحلاة صناعيًا التي تحتوي على كميات عالية من السكر ولا تقدم أي فائدة في السيطرة على الشهية، بل قد تزيدها.

احتفظ بزجاجة ماء معك طوال اليوم لتشجع نفسك على الشرب باستمرار. عندما تشعر بالرغبة في تناول الطعام بين الوجبات، جرب شرب كوب من الماء أولًا وانتظر بضع دقائق. قد تجد أن شعور الجوع قد تلاشى، وأنك كنت في الواقع تشعر بالعطش فقط.

أساليب سلوكية ونفسية للتحكم في الجوع

الأكل بوعي وتركيز

الأكل بوعي يعني الانتباه الكامل لتجربة الطعام، بدءًا من رائحته ومظهره وصولاً إلى طعمه وملمسه. عندما تأكل بوعي، فإنك تمنح عقلك الفرصة لتسجيل تناول الطعام وإدراك علامات الشبع. هذه الممارسة تقلل من الإفراط في الأكل وتساعدك على التحكم في كمية الطعام التي تستهلكها.

ابدأ بوضع الطعام في أطباق صغيرة لتحديد الكميات. تناول الطعام ببطء، وامضغ كل لقمة جيدًا قبل البلع. ضع الشوكة أو الملعقة بين اللقمات لإجبار نفسك على أخذ فترات استراحة. تجنب المشتتات مثل التلفزيون، الهاتف، أو الكمبيوتر أثناء تناول الطعام، وركز فقط على وجبتك.

استمتع بكل لقمة وتذوق النكهات المختلفة. اسأل نفسك ما إذا كنت ما زلت جائعًا حقًا أم أنك تأكل بسبب الملل أو العادة. هذه الأسئلة البسيطة تساعدك على التمييز بين الجوع الحقيقي والجوع العاطفي، وبالتالي تمنعك من تناول سعرات حرارية زائدة.

يمكنك أيضًا تجربة تسجيل مشاعرك قبل وأثناء وبعد الأكل. هل تأكل لأنك متوتر أو حزين؟ هل تشعر بالشبع بعد كمية معينة؟ تتبع هذه الأنماط يساعدك على فهم سلوكياتك الغذائية وتطوير استراتيجيات أفضل للتحكم في شهيتك بناءً على الوعي الذاتي.

إدارة التوتر والنوم الجيد

التوتر المزمن يمكن أن يؤثر سلبًا على شهيتك. فعندما تكون متوترًا، يفرز جسمك هرمون الكورتيزول، الذي يمكن أن يزيد من الرغبة الشديدة في تناول الأطعمة السكرية والدهنية. لذا، فإن إدارة التوتر تعد خطوة أساسية في التحكم بالشهية خلال فترة الرجيم.

مارس تقنيات الاسترخاء مثل التأمل، اليوجا، تمارين التنفس العميق، أو قضاء الوقت في الطبيعة. تحديد الأسباب الجذرية لتوترك ومحاولة معالجتها سيساعدك بشكل كبير. تخصيص وقت للأنشطة التي تستمتع بها يمكن أن يقلل من مستويات التوتر ويحسن مزاجك، مما ينعكس إيجابًا على عاداتك الغذائية.

النوم الجيد لا يقل أهمية عن التغذية والنشاط البدني في التحكم بالشهية. قلة النوم تؤثر على هرمونين رئيسيين يتحكمان في الجوع والشبع: الليبتين (هرمون الشبع) والغريلين (هرمون الجوع). عندما لا تحصل على قسط كافٍ من النوم، تنخفض مستويات الليبتين وترتفع مستويات الغريلين، مما يزيد من شعورك بالجوع والرغبة في تناول الطعام.

اهدف إلى الحصول على 7-9 ساعات من النوم الجيد كل ليلة. أنشئ روتينًا للنوم يساعدك على الاسترخاء قبل النوم، مثل قراءة كتاب أو أخذ حمام دافئ. تجنب الكافيين والشاشات قبل النوم بفترة كافية. تحسين جودة نومك سيساعد في تنظيم هرمونات الشهية، مما يجعل التحكم في الجوع أسهل بكثير.

التخطيط المسبق للوجبات والوجبات الخفيفة

التخطيط المسبق لوجباتك ووجباتك الخفيفة هو استراتيجية قوية لمنع الجوع المفاجئ واتخاذ خيارات غذائية غير صحية. عندما تكون خطة واضحة لديك، فإنك تقلل من فرصة الوقوع في فخ الأكل العاطفي أو تناول الوجبات السريعة في لحظات الجوع الشديد.

خصص وقتًا أسبوعيًا للتخطيط لوجباتك القادمة، بما في ذلك الوجبات الخفيفة. قم بإعداد قائمة تسوق بناءً على هذه الخطة واشترِ المكونات الصحية اللازمة. يمكنك أيضًا تخصيص يوم لتحضير الوجبات المسبق (Meal Prep)، حيث تقوم بطهي كميات أكبر من الأطعمة الصحية وتخزينها في الثلاجة أو الفريزر.

احرص على أن تكون وجباتك الخفيفة صحية ومتاحة بسهولة. بدلاً من الوصول إلى البسكويت أو الحلوى، احتفظ بالفواكه، الخضروات المقطعة (مثل الجزر والخيار)، المكسرات النيئة، أو الزبادي قليل الدسم في متناول يدك. هذه الوجبات الخفيفة تساعد على سد الجوع بين الوجبات الرئيسية وتمدك بالطاقة دون إضافة سعرات حرارية غير ضرورية.

ضع مواعيد منتظمة لوجباتك وحاول الالتزام بها قدر الإمكان. تناول ثلاث وجبات رئيسية ووجبتين خفيفتين صحيتين يمكن أن يساعد في الحفاظ على مستويات السكر في الدم مستقرة ومنع الشعور بالجوع الشديد. هذه الوجبات المنتظمة تعلم جسمك أن الطعام سيأتي في أوقات محددة، مما يقلل من التقلبات المفاجئة في الشهية.

نصائح إضافية لدعم التحكم في الشهية

ممارسة النشاط البدني بانتظام

النشاط البدني لا يساهم فقط في حرق السعرات الحرارية، بل يلعب أيضًا دورًا في تنظيم الشهية وتحسين المزاج. ممارسة التمارين الرياضية بانتظام يمكن أن تؤثر إيجابًا على مستويات هرمونات الشبع، مما يساعدك على الشعور بالرضا بعد تناول كميات أقل من الطعام.

لا يجب أن تكون التمارين شاقة أو معقدة. ابدأ بالمشي السريع لمدة 30 دقيقة يوميًا، أو جرب الرقص، ركوب الدراجات، أو السباحة. الأهم هو الانتظام والاستمرارية. النشاط البدني يساعد أيضًا على تقليل التوتر، وهو ما ينعكس إيجابًا على الميل لتناول الطعام العاطفي.

يمكن أن تساعد التمارين في تحسين حساسية الجسم للأنسولين، مما يساهم في استقرار مستويات السكر في الدم ويقلل من الرغبة الشديدة في تناول السكريات. ابحث عن نوع النشاط البدني الذي تستمتع به حتى تتمكن من الالتزام به على المدى الطويل كجزء من أسلوب حياتك الصحي.

حاول دمج كل من تمارين القوة (مثل رفع الأثقال الخفيفة أو تمارين وزن الجسم) وتمارين الكارديو (مثل المشي أو الجري). تمارين القوة تساعد في بناء العضلات، التي تزيد من معدل الأيض الأساسي، مما يعني أن جسمك يحرق المزيد من السعرات الحرارية حتى في وضع الراحة.

تدوين الطعام وتتبع التقدم

تدوين ما تأكله يمكن أن يكون أداة قوية لزيادة الوعي بسلوكياتك الغذائية وتحديد الأنماط التي تؤثر على شهيتك. عندما تسجل كل وجبة ووجبة خفيفة، تصبح أكثر وعيًا بالكميات التي تتناولها، وتحديد الأطعمة التي تشعرك بالشبع، وتلك التي تزيد من رغبتك في الأكل.

استخدم دفتر ملاحظات أو تطبيقًا على الهاتف لتدوين كل ما تأكله وتشربه، بالإضافة إلى الأوقات والمشاعر المرتبطة بتناول الطعام. هل شعرت بالملل؟ بالتوتر؟ هل تناولت الطعام بسرعة؟ هذا التتبع يكشف لك المحفزات التي تدفعك لتناول الطعام ويزودك ببيانات قيمة لتعديل عاداتك.

تتبع تقدمك في الرجيم، سواء كان ذلك بفقدان الوزن، تحسن المقاسات، أو ببساطة زيادة شعورك بالطاقة. الاحتفال بالنجاحات الصغيرة يمنحك الدافع للمضي قدمًا ويقوي إرادتك في التحكم بالشهية. إذا واجهت صعوبات، فإن سجل الطعام يمكن أن يساعدك في تحديد الأسباب وإيجاد الحلول المناسبة.

راجع سجلاتك بانتظام لتحديد نقاط القوة والضعف في نظامك الغذائي. قد تكتشف أنك تتناول وجبات خفيفة غير صحية في أوقات معينة من اليوم، أو أن بعض الأطعمة تثير شهيتك بشكل خاص. هذه المعلومات تمكنك من اتخاذ قرارات مستنيرة وتعديل خطتك الغذائية لتعزيز التحكم في الشهية.

طلب الدعم والمشورة

رحلة الرجيم والتحكم في الشهية قد تكون صعبة بمفردك. الحصول على الدعم من الأصدقاء، العائلة، أو مجتمع يدعم نفس الأهداف يمكن أن يحدث فرقًا كبيرًا في التزامك ونجاحك. التحدث عن التحديات التي تواجهها وتلقي التشجيع يمكن أن يعزز من قدرتك على الاستمرار.

فكر في الانضمام إلى مجموعات دعم عبر الإنترنت أو في مجتمعك المحلي للأشخاص الذين يتبعون حمية غذائية. مشاركة التجارب والنصائح مع الآخرين يمكن أن توفر لك رؤى جديدة وحلولًا مبتكرة لمشاكل التحكم في الشهية. ستجد أنك لست وحدك في مواجهة هذه التحديات.

في بعض الحالات، قد يكون الحصول على مشورة مهنية أمرًا ضروريًا. يمكن لأخصائي التغذية أو اختصاصي التغذية المسجل أن يقدم لك خطة غذائية مخصصة تتناسب مع احتياجاتك الصحية وأهدافك في فقدان الوزن. يمكنهم أيضًا مساعدتك في تحديد الأسباب الكامنة وراء الشهية المفرطة وتقديم استراتيجيات للتعامل معها.

لا تتردد في استشارة طبيبك إذا كنت تعاني من مشكلات صحية تؤثر على شهيتك أو إذا كنت تواجه صعوبة بالغة في التحكم بها. يمكن للطبيب استبعاد أي حالات طبية كامنة وتقديم التوجيه المناسب. تذكر أن طلب المساعدة هو علامة قوة وليس ضعف.

Mena

كاتب ومحرر بموقع هاو منذ عام 2014.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock