كيفية تفعيل الوضع الاقتصادي لتوفير الطاقة

دليلك الشامل لتقليل استهلاك الأجهزة الإلكترونية

في عالم اليوم الذي يعتمد بشكل كبير على الأجهزة الإلكترونية، أصبح ترشيد استهلاك الطاقة ضرورة ملحة. لا يقتصر الأمر على تقليل فاتورة الكهرباء فحسب، بل يمتد ليشمل المساهمة في حماية البيئة وإطالة عمر الأجهزة. تفعيل الوضع الاقتصادي، أو وضع توفير الطاقة، هو أحد أهم الأدوات التي توفرها لنا التكنولوجيا لتحقيق هذا الهدف.
يهدف هذا المقال إلى تقديم دليل شامل وعملي لتفعيل هذا الوضع في مختلف أجهزتك، بالإضافة إلى نصائح إضافية لتعزيز كفاءة استهلاك الطاقة لديك.

فهم الوضع الاقتصادي وأهميته

الوضع الاقتصادي، المعروف أيضًا بوضع توفير الطاقة أو وضع البطارية المنخفضة، هو إعداد برمجي مصمم لتقليل استهلاك الطاقة في الأجهزة الإلكترونية. يعمل هذا الوضع عن طريق تقييد بعض الوظائف الخلفية، وتعديل أداء المعالج، وتقليل سطوع الشاشة، وغيرها من الإجراءات التي تساهم في تقليل سحب الطاقة.
تكمن أهميته في قدرته على تمديد عمر البطارية في الأجهزة المحمولة، وتقليل فاتورة الكهرباء للأجهزة المتصلة بشكل دائم، وكذلك تقليل البصمة الكربونية للفرد والمؤسسات. فهم كيفية عمل هذا الوضع يتيح لنا استخدامه بفعالية لتحقيق أقصى استفادة منه.

تفعيل الوضع الاقتصادي في الهواتف الذكية

لأجهزة أندرويد

تتيح هواتف أندرويد خيارًا مدمجًا لتوفير الطاقة يمكن تفعيله بسهولة. هذا الوضع يساعد في تقليل استهلاك البطارية عن طريق تقييد تطبيقات الخلفية، وتقليل المؤثرات البصرية، وإدارة أداء المعالج بشكل أكثر كفاءة.
تختلف تسمية الخيار ومكانه قليلًا بين إصدارات أندرويد ومصنعي الهواتف، ولكن الخطوات الأساسية تبقى متشابهة.

الخطوات:
1. افتح تطبيق “الإعدادات” على هاتفك.
2. ابحث عن “البطارية” أو “العناية بالجهاز والبطارية”.
3. اضغط على “توفير الطاقة” أو “وضع توفير البطارية”.
4. قم بتفعيل الخيار الموجود، ويمكنك غالبًا تخصيص بعض الإعدادات مثل متى يتم تفعيل الوضع تلقائيًا.
5. يمكنك أيضًا الوصول إليه بسرعة من لوحة الإشعارات السريعة بسحب الشاشة من الأعلى والنقر على أيقونة توفير الطاقة.

لأجهزة iOS (آيفون)

تقدم هواتف آيفون وضع “نمط الطاقة المنخفضة” الذي يعمل على تقليل استهلاك الطاقة عند انخفاض مستوى البطارية أو عند الحاجة لتمديد عمرها. يقوم هذا النمط بتقليل تنشيط التطبيقات في الخلفية، وتقليل سرعة التحديث للشاشة في بعض الأجهزة، وتقليل سطوع الشاشة.
تفعيل هذا النمط بسيط للغاية وله تأثير فوري على استهلاك البطارية.

الخطوات:
1. انتقل إلى “الإعدادات” في جهاز آيفون الخاص بك.
2. انقر على “البطارية”.
3. قم بتفعيل “نمط الطاقة المنخفضة”.
4. يمكنك أيضًا إضافته إلى “مركز التحكم” لسهولة الوصول إليه. اذهب إلى “الإعدادات” ثم “مركز التحكم” ثم “تخصيص عناصر التحكم” وأضف “نمط الطاقة المنخفضة”.

تفعيل الوضع الاقتصادي في أجهزة الكمبيوتر (ويندوز وماك)

لنظام ويندوز

توفر أنظمة تشغيل ويندوز خيارات متعددة لتوفير الطاقة تساعد على تقليل استهلاك الكهرباء وإطالة عمر البطارية لأجهزة اللابتوب. يمكن تخصيص هذه الخيارات لتناسب احتياجات المستخدم، سواء كان يسعى لأداء عالٍ أو لتوفير أقصى قدر من الطاقة.
يُعرف هذا الإعداد باسم “خطة الطاقة” أو “وضع توفير شحن البطارية” في الإصدارات الأحدث من ويندوز.

الخطوات:
1. انقر بزر الماوس الأيمن على أيقونة البطارية في شريط المهام واختر “إعدادات الطاقة والنوم” أو “خيارات الطاقة”.
2. في ويندوز 10/11، يمكنك الذهاب إلى “الإعدادات” ثم “النظام” ثم “الطاقة والبطارية”.
3. قم بتفعيل “وضع توفير شحن البطارية” ليتم تنشيطه تلقائيًا عند مستوى بطارية معين، أو قم بتشغيله يدويًا.
4. للمزيد من الخيارات، اختر “خيارات طاقة إضافية” للوصول إلى “لوحة التحكم” حيث يمكنك تخصيص “خطط الطاقة” مثل “توفير الطاقة” أو “متوازن”.
5. يمكنك تعديل إعدادات مثل إيقاف تشغيل الشاشة أو وضع الجهاز في وضع السكون بعد فترة معينة من عدم النشاط.

لنظام macOS

في أجهزة ماك، يتم التحكم في إعدادات توفير الطاقة عبر قسم “البطارية” أو “موفر الطاقة” في “إعدادات النظام”. تهدف هذه الإعدادات إلى تحسين عمر البطارية وتقليل استهلاك الطاقة الكلي، خاصة عند استخدام الجهاز على طاقة البطارية.
يمكنك التحكم في جوانب مثل سطوع الشاشة، وضع سكون القرص الصلب، وفتح تطبيقات الشبكة.

الخطوات:
1. انقر على قائمة آبل في الزاوية العلوية اليسرى من الشاشة واختر “إعدادات النظام” (أو “تفضيلات النظام” في الإصدارات الأقدم).
2. انقر على “البطارية” (أو “موفر الطاقة”).
3. ستجد خيارات مثل “نمط الطاقة المنخفضة” والتي يمكن تفعيلها يدويًا أو ضبطها للتفعيل تلقائيًا عندما يكون الجهاز على طاقة البطارية.
4. يمكنك أيضًا ضبط إعدادات مثل “السكون التلقائي للشاشة” و “إيقاف القرص الصلب عند الإمكان لتوفير الطاقة”.
5. تأكد من تحديد الخيارات التي تقلل من استهلاك الطاقة عندما يكون الجهاز غير نشط.

تفعيل الوضع الاقتصادي في الأجهزة المنزلية الذكية

الثلاجات والغسالات الذكية

العديد من الأجهزة المنزلية الحديثة، خاصة تلك التي تحمل وصف “ذكية” أو “موفرة للطاقة”، تأتي مع أوضاع مدمجة لتقليل الاستهلاك. غالبًا ما تعمل هذه الأوضاع عن طريق تحسين دورات التشغيل أو استخدام مستشعرات لتقليل الحمل عندما لا تكون هناك حاجة قصوى.
يُعد قراءة دليل المستخدم الخاص بالجهاز الخطوة الأولى والأكثر أهمية لمعرفة الخيارات المتاحة.

الخطوات:
1. راجع دليل المستخدم الخاص بالجهاز (الثلاجة، الغسالة، غسالة الأطباق).
2. ابحث عن إعدادات مثل “وضع Eco” أو “وضع توفير الطاقة” أو “Energy Saver Mode”.
3. عادة ما يتم تفعيلها من لوحة التحكم الرقمية للجهاز أو من خلال التطبيق الذكي المرتبط به.
4. في الثلاجات، قد يتضمن ذلك ضبط درجة الحرارة تلقائيًا بناءً على الاستخدام أو إيقاف تشغيل بعض الميزات مؤقتًا.
5. في الغسالات، قد تكون هناك دورات غسيل أقصر أو تستخدم درجة حرارة ماء أقل لتقليل استهلاك الطاقة.

مكيفات الهواء

مكيفات الهواء من أكثر الأجهزة استهلاكًا للطاقة في المنزل. لحسن الحظ، العديد من المكيفات الحديثة مزودة بوضع “توفير الطاقة” أو “Eco Mode” الذي يمكن أن يحدث فرقًا كبيرًا في فاتورة الكهرباء.
يعمل هذا الوضع عادةً عن طريق تعديل درجة الحرارة المستهدفة بشكل طفيف أو تنظيم عمل الضاغط لتقليل التشغيل المستمر.

الخطوات:
1. باستخدام جهاز التحكم عن بعد الخاص بالمكيف، ابحث عن زر “Eco” أو “Energy Saver” أو “Power Saving”.
2. اضغط على الزر لتفعيل الوضع. قد تظهر أيقونة خاصة على شاشة المكيف أو جهاز التحكم.
3. عادة ما يقوم المكيف بضبط درجة الحرارة تلقائيًا إلى مستوى مثالي لتوفير الطاقة (مثل 26 درجة مئوية)، مع الحفاظ على راحة معقولة.
4. يمكن لبعض المكيفات الذكية توفير خيارات جدولة أو ربطها بتطبيقات المنزل الذكي لضبط الإعدادات عن بُعد بناءً على وجود الأشخاص.

نصائح إضافية لتعظيم التوفير في الطاقة

إدارة الإضاءة

الإضاءة تمثل جزءًا كبيرًا من استهلاك الطاقة في المنازل والمكاتب. يمكن لتحسين استخدام الإضاءة أن يقلل من الفاتورة بشكل ملحوظ. البدء بتقنيات بسيطة يمكن أن يؤدي إلى فرق كبير على المدى الطويل.
تغيير نوع المصابيح والتحكم في وقت التشغيل هما عاملان أساسيان.

الخطوات:
1. استبدل المصابيح التقليدية بمصابيح LED موفرة للطاقة؛ فهي تستهلك طاقة أقل بكثير وتدوم لفترة أطول.
2. استفد من الإضاءة الطبيعية قدر الإمكان عن طريق فتح الستائر والنوافذ خلال النهار.
3. استخدم مفاتيح الإضاءة ذات التعتيم (Dimmer switches) لضبط شدة الإضاءة حسب الحاجة.
4. قم بتركيب أجهزة استشعار الحركة في الممرات والحمامات لتشغيل الإضاءة عند الحاجة فقط وإيقافها تلقائيًا.

فصل الأجهزة غير المستخدمة

العديد من الأجهزة الإلكترونية تستهلك طاقة حتى وهي مطفأة ولكنها موصولة بالكهرباء، وهي ظاهرة تُعرف باسم “الحمل الشبح” أو “الطاقة الوهمية”. يمكن أن تتراكم هذه الطاقة المهدرة لتشكل نسبة كبيرة من فاتورة الكهرباء السنوية.
إن اتخاذ خطوة بسيطة مثل فصل الأجهزة يمكن أن يوفر لك الكثير من الطاقة والنفقات.

الخطوات:
1. افصل شواحن الهواتف وأجهزة الكمبيوتر المحمولة من المقبس عند عدم استخدامها.
2. افصل الأجهزة الإلكترونية مثل أجهزة التلفاز، أجهزة الصوت، وأجهزة الألعاب من المقبس عندما تكون في وضع الاستعداد لفترات طويلة.
3. استخدم شرائط الطاقة المزودة بمفاتيح تشغيل/إيقاف؛ هذا يتيح لك فصل مجموعة من الأجهزة بضغطة زر واحدة.
4. فكر في استخدام مقابس ذكية يمكن التحكم فيها عن بُعد أو ضبطها على جداول زمنية للفصل التلقائي.

استخدام مصادر الطاقة المتجددة

لتحقيق أقصى درجات توفير الطاقة، يمكن التفكير في دمج مصادر الطاقة المتجددة. هذه الخطوة تتجاوز مجرد ترشيد الاستهلاك إلى توليد الطاقة بشكل مستدام.
في حين أن هذا قد يتطلب استثمارًا أوليًا، إلا أنه يوفر وفورات كبيرة على المدى الطويل ويقلل من الاعتماد على الشبكة الكهربائية التقليدية.

الخطوات:
1. النظر في تركيب ألواح شمسية لتوليد الكهرباء للمنزل؛ هذه الألواح تحول ضوء الشمس إلى طاقة كهربائية نظيفة.
2. استخدام سخانات المياه الشمسية لتقليل استهلاك سخانات المياه الكهربائية أو الغازية.
3. استكشاف خيارات الطاقة الكهرومائية الصغيرة أو طاقة الرياح إذا كانت منطقتك تسمح بذلك وتتوفر الموارد.
4. دعم شركات الكهرباء التي تعتمد على مصادر الطاقة المتجددة، إذا كانت هذه الخيارات متاحة في منطقتك.