كيفية تقليل استهلاك البيانات أثناء التصيّف
محتوى المقال
كيفية تقليل استهلاك البيانات أثناء التصيّف
دليلك الشامل لتوفير بيانات الجوال والاستمتاع بإجازتك
مع حلول موسم الصيف والإجازات، يزداد اعتمادنا على هواتفنا الذكية للبقاء على اتصال، مشاركة اللحظات، وتصفح الإنترنت. لكن هذا الاستخدام المكثف قد يؤدي إلى استنزاف سريع لباقة البيانات أو فواتير مفاجئة، مما يفسد متعة التصيّف. في هذا المقال، سنقدم لك دليلاً شاملاً وخطوات عملية لتقليل استهلاك بيانات الجوال بفعالية، لتبقى متصلاً دون قلق وتستمتع بإجازتك الصيفية إلى أقصى حد.
فهم استهلاك البيانات وتحديد أولوياته
ما الذي يستهلك البيانات بشكل كبير؟
تتنوع الأنشطة التي تستهلك بيانات الإنترنت، وتختلف أحجام الاستهلاك بشكل كبير من تطبيق لآخر ومن نشاط لآخر. يقع في مقدمة المستهلكين الرئيسيين مشاهدة مقاطع الفيديو عالية الدقة عبر منصات مثل يوتيوب أو نتفليكس، بالإضافة إلى البث المباشر للفيديوهات أو الصوتيات. كما تستهلك الألعاب الإلكترونية التي تتطلب اتصالاً مستمراً بالإنترنت كميات كبيرة من البيانات.
لا يقتصر الأمر على ذلك، فالتصفح المكثف لمواقع الويب التي تحتوي على صور وفيديوهات متعددة، والاستخدام المتواصل لتطبيقات التواصل الاجتماعي التي تقوم بتحميل الوسائط بشكل تلقائي، يساهمان أيضاً في زيادة استهلاك البيانات. تذكر أن التحديثات التلقائية للتطبيقات ونظام التشغيل في الخلفية يمكن أن تستهلك جزءاً كبيراً من باقتك دون علمك المباشر.
مراقبة استهلاكك الحالي للبيانات
الخطوة الأولى للتحكم في استهلاك البيانات هي معرفة أين تذهب بياناتك. توفر معظم الهواتف الذكية أدوات مدمجة لمراقبة الاستهلاك. يمكنك الدخول إلى إعدادات الهاتف، ثم البحث عن “استخدام البيانات” أو “شبكة الإنترنت”. ستجد هناك قائمة بالتطبيقات التي تستخدم بيانات الجوال، مع تفصيل لكمية البيانات التي استهلكها كل تطبيق خلال فترة محددة.
بالنسبة لمستخدمي أندرويد، يمكن الوصول إليها عادة عبر “الإعدادات” ثم “الشبكة والإنترنت” أو “الاتصالات” ثم “استخدام البيانات”. بينما في هواتف آيفون، يمكن العثور عليها ضمن “الإعدادات” ثم “خلوي” أو “بيانات الجوال”. تحليل هذه المعلومات سيمكنك من تحديد التطبيقات الأكثر استهلاكاً واتخاذ قرارات مستنيرة بشأن كيفية تقييد استخدامها.
الإعدادات الذكية على هاتفك لتوفير البيانات
تفعيل وضع توفير البيانات
يعد وضع توفير البيانات أو وضع البيانات المنخفضة ميزة أساسية متوفرة في معظم الهواتف الذكية الحديثة. عند تفعيل هذا الوضع، يقوم الهاتف بتقليل استخدام البيانات في الخلفية عن طريق تقييد تحديثات التطبيقات، وإيقاف المزامنة التلقائية، وربما ضغط الصور والفيديوهات في بعض التطبيقات. هذا يساعد بشكل كبير في إطالة عمر باقتك.
لتفعيل هذا الوضع في هواتف أندرويد، اذهب إلى “الإعدادات” ثم “الشبكة والإنترنت” أو “الاتصالات” ثم “استخدام البيانات” وابحث عن “وضع توفير البيانات” أو “Data Saver”. في هواتف آيفون، يمكنك تفعيل “نمط البيانات المنخفضة” بالذهاب إلى “الإعدادات” ثم “خلوي” أو “بيانات الجوال” ثم “خيارات البيانات الخلوية” وتفعيل النمط هناك.
إيقاف تحديثات التطبيقات في الخلفية
العديد من التطبيقات تعمل في الخلفية وتقوم بتحديث المحتوى أو تنزيل البيانات حتى عندما لا تستخدمها. هذا النشاط الخفي يستهلك بياناتك دون علمك. لمنع ذلك، يمكنك تقييد عمل التطبيقات في الخلفية. في أندرويد، يمكنك الذهاب إلى “الإعدادات” ثم “التطبيقات والإشعارات”، اختر التطبيق، ثم “البيانات الخلوية والواي فاي” وقم بتعطيل “البيانات في الخلفية”.
بالنسبة لمستخدمي آيفون، اذهب إلى “الإعدادات” ثم “عام” ثم “تحديث التطبيقات في الخلفية” (Background App Refresh). يمكنك إما إيقاف تشغيل هذه الميزة بالكامل، أو السماح بها فقط عند الاتصال بشبكة الواي فاي، أو تعطيلها لتطبيقات معينة لا تحتاج إلى تحديث مستمر. يفضل دائماً إيقاف التحديثات التلقائية للتطبيقات عبر البيانات الخلوية.
تعطيل التنزيلات التلقائية للوسائط
تطبيقات المراسلة مثل واتساب وتيليجرام عادة ما تقوم بتنزيل الصور ومقاطع الفيديو تلقائياً إلى معرض الصور الخاص بك بمجرد استلامها، وهذا يستهلك كمية كبيرة من البيانات. لمنع ذلك، قم بتغيير إعدادات التنزيل التلقائي داخل هذه التطبيقات. في واتساب، اذهب إلى “الإعدادات” ثم “التخزين والبيانات” ثم “تنزيل الوسائط تلقائياً” وقم بتعطيل التنزيل عبر “بيانات الجوال” لكل من الصور والفيديوهات والمستندات والصوتيات.
كذلك، تأكد من أن تطبيقات المزامنة السحابية للصور مثل جوجل صور أو آي كلاود لا تقوم بتحميل صورك وفيديوهاتك تلقائياً باستخدام البيانات الخلوية. قم بضبط إعداداتها لتقوم بذلك فقط عند الاتصال بشبكة الواي فاي، وذلك لتجنب استنزاف باقتك أثناء مشاركة لحظات التصيّف الثمينة.
تقييد استخدام البيانات لتطبيقات معينة
إذا كنت تعرف أن هناك تطبيقات معينة تستهلك الكثير من البيانات بالنسبة لاحتياجاتك، يمكنك تقييد استخدامها بشكل مباشر. على سبيل المثال، قد لا تحتاج إلى جودة فيديو عالية الدقة عند مشاهدة يوتيوب على بيانات الجوال. في معظم تطبيقات الفيديو والبث، يمكنك ضبط جودة الفيديو إلى مستوى أقل (مثل 480p أو 360p) لتوفير البيانات بشكل كبير.
بعض التطبيقات تتيح لك اختيار استخدام البيانات الخلوية أو الواي فاي فقط. قم بمراجعة إعدادات الخصوصية والبيانات لكل تطبيق تستخدمه بكثرة. في بعض الحالات، يمكنك إزالة الإذن لأحد التطبيقات باستخدام البيانات الخلوية تماماً، مما يجبره على العمل فقط عند الاتصال بشبكة الواي فاي، وهو حل فعال لتطبيقات مثل الألعاب أو البث الصوتي.
الاستفادة القصوى من الواي فاي وتجنب البيانات الخلوية
البحث عن شبكات الواي فاي المجانية والآمنة
خلال التصيّف والسفر، تعد شبكات الواي فاي المجانية في الفنادق والمقاهي والمطارات والمراكز التجارية بمثابة كنز لتقليل استهلاك بياناتك. قبل الخروج، ابحث عن أماكن توفر خدمة الواي فاي المجانية. عند استخدامها، تأكد من أنها شبكات آمنة وموثوقة قدر الإمكان. تجنب إدخال معلومات حساسة مثل كلمات المرور البنكية أو تفاصيل بطاقات الائتمان على الشبكات العامة المفتوحة.
لتأمين اتصالك بشكل أكبر على الشبكات العامة، فكر في استخدام شبكة افتراضية خاصة (VPN) موثوقة. هذه الشبكات تقوم بتشفير بياناتك وتحمي خصوصيتك، مما يجعل استخدام الواي فاي العام أكثر أماناً. استخدم هذه الفرص لتنزيل التحديثات، ومشاهدة الفيديوهات، وتحميل المحتوى الذي ترغب به بدلاً من استخدام بياناتك الخلوية.
تنزيل المحتوى مسبقًا قبل الخروج
واحدة من أذكى الطرق لتوفير البيانات هي تنزيل المحتوى الذي ستحتاجه مسبقاً عندما تكون متصلاً بشبكة واي فاي. إذا كنت تخطط لمشاهدة أفلام أو مسلسلات، قم بتنزيلها من نتفليكس أو يوتيوب بريميوم. لتطبيقات الموسيقى مثل سبوتيفاي، قم بتنزيل قوائم التشغيل المفضلة لديك للاستماع إليها دون اتصال بالإنترنت.
بالنسبة للخرائط، يمكنك تنزيل خرائط المناطق التي ستزورها في خرائط جوجل أو تطبيق Here WeGo لاستخدامها دون الحاجة لاتصال بالإنترنت أثناء التنقل. وكذلك، قم بتنزيل الكتب الإلكترونية أو البودكاست. هذه الخطوة البسيطة ستوفر عليك الكثير من البيانات وتمكنك من الاستمتاع بترفيهك حتى في الأماكن التي لا يتوفر فيها اتصال جيد بالإنترنت.
استخدام الواي فاي لتحديث التطبيقات والنظام
تحديثات التطبيقات ونظام التشغيل يمكن أن تكون ضخمة وتستهلك مئات الميغابايت أو حتى عدة جيجابايت من البيانات. تأكد دائماً من ضبط إعدادات جهازك لتنزيل هذه التحديثات فقط عندما يكون متصلاً بشبكة الواي فاي. هذا يضمن عدم استنزاف باقتك الثمينة على تحديثات قد لا تكون ملحة أثناء وجودك خارج المنزل.
على أندرويد، اذهب إلى متجر جوجل بلاي، ثم الإعدادات، ثم تحديث التطبيقات تلقائياً، واختر “عبر الواي فاي فقط”. في آيفون، اذهب إلى “الإعدادات” ثم “متجر التطبيقات” ثم “التنزيلات التلقائية” وقم بتعطيل “تحديثات التطبيقات” و”تنزيلات التطبيقات” عبر “بيانات الجوال”. نفس الشيء ينطبق على تحديثات نظام التشغيل، حيث ينصح بالانتظار حتى الاتصال بالواي فاي لتنزيلها.
تطبيقات مفيدة لتقليل استهلاك البيانات
متصفحات الإنترنت الموفرة للبيانات
بعض متصفحات الإنترنت مصممة خصيصاً لتقليل استهلاك البيانات. متصفح أوبرا، على سبيل المثال، يمتلك ميزة توفير البيانات المدمجة التي تضغط صفحات الويب والصور قبل تحميلها على جهازك. كذلك، يوفر جوجل كروم وضع “توفير البيانات” الذي يعمل بطريقة مشابهة لضغط الصفحات وتقليل حجمها قبل عرضها لك.
استخدام هذه المتصفحات يمكن أن يحدث فرقاً كبيراً، خاصة إذا كنت تقوم بالكثير من التصفح أثناء التصيّف. قم بتفعيل وضع توفير البيانات في إعدادات المتصفح الخاص بك لضمان أقصى استفادة من هذه الميزة. هذا الحل البسيط يمكن أن يقلل من استهلاكك للبيانات بنسبة تتراوح بين 20% و 60% حسب نوع المحتوى الذي تتصفحه.
تطبيقات ضغط الصور والفيديوهات
إذا كنت من محبي مشاركة الصور والفيديوهات الملتقطة خلال إجازتك، فإن أحجامها الكبيرة يمكن أن تستهلك الكثير من البيانات عند الرفع أو الإرسال. توجد العديد من التطبيقات التي تتيح لك ضغط الصور والفيديوهات قبل مشاركتها، مما يقلل من حجم الملفات بشكل ملحوظ دون التأثير الكبير على الجودة المرئية.
ابحث عن تطبيقات “Image Compressor” أو “Video Compressor” في متجر التطبيقات الخاص بك. استخدم هذه التطبيقات لتقليل حجم الوسائط قبل إرسالها عبر تطبيقات المراسلة أو تحميلها على وسائل التواصل الاجتماعي. هذه العملية البسيطة ستوفر لك كمية لا بأس بها من البيانات عند كل مشاركة، خاصة إذا كنت تشارك العديد من الملفات يومياً.
تطبيقات الخرائط دون اتصال
التنقل واستخدام الخرائط يمكن أن يكون مستهلكاً للبيانات، خاصة إذا كنت تستكشف أماكن جديدة. لحسن الحظ، توفر العديد من تطبيقات الخرائط إمكانية تنزيل الخرائط للاستخدام دون اتصال بالإنترنت. خرائط جوجل تتيح لك تنزيل مناطق معينة، وكذلك تطبيق Here WeGo الذي يتميز بقدرات ممتازة للخرائط غير المتصلة بالإنترنت.
قبل مغادرتك لمنزلك أو فندقك، وعندما تكون متصلاً بالواي فاي، قم بتنزيل خرائط المدن أو المناطق التي تخطط لزيارتها. بهذه الطريقة، يمكنك استخدام نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) والتنقل بحرية دون الحاجة إلى استخدام بيانات الجوال. هذا لا يوفر البيانات فحسب، بل يضمن لك أيضاً الوصول إلى وجهتك حتى في المناطق ذات التغطية الضعيفة.
عادات ذكية للاستخدام اليومي
تحديد أوقات معينة للتحقق من الإنترنت
بدلاً من تصفح الإنترنت بشكل مستمر، حاول تخصيص أوقات محددة خلال اليوم للتحقق من الرسائل، وتصفح وسائل التواصل الاجتماعي، وقراءة الأخبار. الاستخدام المتقطع والمخطط له يقلل من فرص استهلاك البيانات بشكل غير ضروري، ويساعدك على التركيز أكثر على الاستمتاع بإجازتك الحالية.
يمكنك أيضاً تفعيل الإشعارات للتطبيقات الهامة فقط وتجاهل الإشعارات التي تدفعك لفتح تطبيقات تستهلك الكثير من البيانات. هذا يساعد في السيطرة على العادات الرقمية ويقلل من الوقت الذي تقضيه على هاتفك، مما يعزز تجربتك في التصيّف ويوفر في استهلاك البيانات بشكل ملحوظ.
استخدام إصدارات “لايت” من التطبيقات
تقدم العديد من التطبيقات الشهيرة مثل فيسبوك وتويتر إصدارات “لايت” (Lite) مصممة خصيصاً للاستهلاك المنخفض للبيانات وتعمل بشكل جيد حتى مع سرعات الإنترنت البطيئة. هذه الإصدارات عادة ما تكون أصغر حجماً وتستخدم بيانات أقل بكثير من الإصدارات الكاملة.
إذا كنت تستخدم هذه التطبيقات بكثرة، فكر في التحول إلى إصداراتها الخفيفة. قد تفتقر إلى بعض الميزات المتقدمة، لكنها توفر الوظائف الأساسية التي تحتاجها وتساهم بشكل فعال في توفير باقة بياناتك، مما يجعلك تستمتع بالتواصل دون استنزاف رصيدك.
إيقاف تشغيل البيانات عند عدم الحاجة
قد تبدو هذه النصيحة بسيطة وواضحة، ولكن إيقاف تشغيل البيانات الخلوية تماماً عندما لا تكون بحاجة إليها يمكن أن يوفر لك كمية كبيرة من البيانات. على سبيل المثال، أثناء النوم أو في الأماكن التي يتوفر فيها واي فاي مستقر، أو حتى عندما ترغب في أخذ استراحة من العالم الرقمي.
إيقاف البيانات يمنع التطبيقات من العمل في الخلفية وسحب التحديثات. يمكن الوصول إلى خيار إيقاف البيانات بسرعة من قائمة الإعدادات السريعة في معظم الهواتف (السحب من أعلى الشاشة للأسفل). تبني هذه العادة البسيطة يمكن أن يحدث فرقاً كبيراً في نهاية الشهر ويمنع أي استهلاك غير متوقع للبيانات.
باختصار، تقليل استهلاك البيانات أثناء التصيّف ليس صعباً إذا اتبعت الخطوات الصحيحة واتخذت بعض الإجراءات الوقائية. من خلال فهم استخدامك للبيانات، تفعيل الإعدادات الموفرة، الاستفادة من الواي فاي، واستخدام التطبيقات المناسبة، يمكنك الاستمتاع بإجازتك الصيفية دون القلق بشأن فواتير الهاتف المرتفعة أو نفاد باقة الإنترنت. استمتع بكل لحظة!