محتوى المقال
كيفية فحص أداء الهاتف بالكامل بطريقة آمنة
دليلك الشامل لتقييم صحة هاتفك الذكي وضمان عمله بأفضل كفاءة ممكنة
يعتبر الهاتف الذكي جزءاً أساسياً من حياتنا اليومية، ومع مرور الوقت قد نلاحظ تباطؤاً في أدائه أو ظهور مشاكل لم تكن موجودة. إن فحص أداء الهاتف بشكل دوري ليس مجرد رفاهية، بل هو إجراء ضروري للحفاظ على كفاءته وإطالة عمره الافتراضي. يساعدك هذا الفحص على اكتشاف المشاكل المحتملة في العتاد أو البرامج قبل تفاقمها، مما يوفر عليك تكاليف الإصلاح الباهظة ويضمن لك تجربة استخدام سلسة وآمنة. في هذا المقال، سنقدم لك خطوات عملية ومفصلة لفحص كل جانب من جوانب هاتفك.
لماذا يجب عليك فحص أداء هاتفك بشكل دوري؟
الكشف المبكر عن المشاكل
الفحص الدوري للهاتف يشبه الفحص الطبي للإنسان، فهو يهدف إلى اكتشاف أي خلل في مراحله الأولى. قد تكون هناك مشكلة خفية في البطارية تفقد شحنها بسرعة غير طبيعية، أو قد يكون هناك تطبيق ضار يعمل في الخلفية ويستهلك موارد الجهاز دون علمك. من خلال إجراء اختبارات منتظمة، يمكنك تحديد هذه المشكلات ومعالجتها فوراً قبل أن تتسبب في أضرار أكبر للنظام أو تؤثر بشكل ملحوظ على تجربة استخدامك اليومية للهاتف.
تحسين الأداء وإطالة العمر الافتراضي
مع كثرة الاستخدام وتراكم الملفات والتطبيقات، يبدأ أداء الهاتف في التراجع تدريجياً. يساعدك الفحص الشامل على تحديد الأسباب الرئيسية لهذا التباطؤ، سواء كانت متعلقة بامتلاء ذاكرة التخزين، أو ضعف أداء المعالج تحت الضغط، أو مشاكل في ذاكرة الوصول العشوائي. بمعرفة نقاط الضعف، يمكنك اتخاذ الإجراءات اللازمة مثل حذف الملفات غير الضرورية أو إيقاف التطبيقات المستهلكة للموارد، مما يعيد لهاتفك سرعته ويساهم في إطالة عمره التشغيلي لسنوات إضافية.
التأكد من سلامة الهاتف عند الشراء أو البيع
يعتبر الفحص الكامل خطوة لا غنى عنها عند التفكير في شراء هاتف مستعمل أو حتى عند بيع هاتفك القديم. بالنسبة للمشتري، يضمن هذا الفحص أن كل مكونات الهاتف تعمل بشكل سليم من الشاشة واللمس إلى الكاميرات والمستشعرات والبطارية، مما يجنبه الوقوع في فخ شراء جهاز معطوب. أما بالنسبة للبائع، فإن تقديم تقرير فحص شامل يثبت سلامة الهاتف يزيد من مصداقيته ويساعده في الحصول على سعر عادل مقابل جهازه.
طرق فحص أداء الهاتف باستخدام الأدوات المدمجة
فحص أداء البطارية
توفر معظم أنظمة تشغيل الهواتف الذكية أدوات مدمجة لمراقبة صحة البطارية. في هواتف أندرويد، يمكنك الذهاب إلى “الإعدادات” ثم “البطارية” أو “العناية بالجهاز” لرؤية تفاصيل الاستخدام والتطبيقات الأكثر استهلاكاً للطاقة. أما في هواتف آيفون، فيمكنك الذهاب إلى “الإعدادات”، ثم “البطارية”، واختيار “حالة البطارية والشحن” لمعرفة السعة القصوى للبطارية مقارنة بحالتها عندما كانت جديدة. إذا كانت النسبة منخفضة جداً، فهذا مؤشر واضح على ضرورة تغيير البطارية قريباً للحفاظ على أداء الجهاز.
استخدام وضع التشخيص المخفي (Diagnostic Mode)
تحتوي الكثير من الهواتف على قوائم تشخيص سرية يمكن الوصول إليها عبر إدخال أكواد معينة في تطبيق الاتصال. على سبيل المثال، هواتف سامسونج تستجيب غالباً للكود `#0#` الذي يفتح قائمة لاختبار الشاشة، المستشعرات، الكاميرا، واللمس. بينما يعمل الكود `##4636##` على العديد من هواتف أندرويد الأخرى لعرض معلومات مفصلة عن الهاتف والبطارية وإحصائيات الاستخدام. تتيح لك هذه الأوضاع فحص المكونات الأساسية بشكل مباشر دون الحاجة لتثبيت أي تطبيقات خارجية، وهي أداة قوية للفحص السريع.
استخدام تطبيقات خارجية موثوقة لفحص شامل
تطبيقات فحص العتاد (Hardware)
للحصول على نظرة أعمق على مكونات هاتفك الداخلية، يمكنك الاعتماد على تطبيقات متخصصة مثل CPU-Z أو AIDA64. تقوم هذه التطبيقات بعرض تقارير مفصلة للغاية حول كل قطعة في هاتفك، بدءاً من نوع المعالج وسرعته، ومروراً بحجم ذاكرة الوصول العشوائي (RAM) ومساحة التخزين المتاحة، وانتهاءً بقائمة كاملة لجميع المستشعرات الموجودة في الجهاز وحالتها. استخدام هذه التطبيقات يمنحك صورة دقيقة لمواصفات جهازك الفعلية ويساعدك على التحقق من أن كل المكونات تعمل كما هو متوقع.
تطبيقات قياس الأداء (Benchmarking)
إذا أردت معرفة القوة الحقيقية لهاتفك ومقارنتها مع الأجهزة الأخرى، فإن تطبيقات قياس الأداء مثل Geekbench أو AnTuTu Benchmark هي خيارك الأمثل. تقوم هذه التطبيقات بإجراء سلسلة من الاختبارات المكثفة على المعالج ومعالج الرسوميات والذاكرة، ثم تمنحك في النهاية درجة رقمية تعبر عن أداء جهازك. يمكنك بعد ذلك مقارنة هذه النتيجة بنتائج هواتف أخرى عبر الإنترنت. يعد هذا الفحص مفيداً جداً لمعرفة ما إذا كان هاتفك يعمل بأقصى إمكاناته أم أن هناك مشكلة ما تحد من أدائه.
تطبيقات فحص سلامة الشاشة واللمس
تعتبر الشاشة من أهم وأغلى مكونات الهاتف، وأي خلل فيها يؤثر مباشرة على تجربة الاستخدام. تطبيقات مثل Display Tester أو Touch Screen Test تساعدك على فحص الشاشة بدقة. يمكنك من خلالها عرض ألوان أساسية مختلفة لكشف أي بكسلات ميتة (Dead Pixels) أو مناطق تعاني من احتراق الشاشة (Burn-in). كما أنها تتيح لك اختبار استجابة اللمس في كل جزء من الشاشة، مما يضمن عدم وجود أي مناطق ميتة أو غير مستجيبة لأوامر اللمس.
خطوات عملية لفحص يدوي دقيق
فحص الكاميرات الأمامية والخلفية
ابدأ بفتح تطبيق الكاميرا والتقاط صور في ظروف إضاءة مختلفة، ثم قم بتكبير الصور للتحقق من وضوحها وعدم وجود أي بقع أو تشويش غير طبيعي. لاختبار وجود بكسلات تالفة في المستشعر، التقط صورة لسطح أبيض بالكامل. انتقل بين الكاميرا الأمامية والخلفية وجرب جميع الأوضاع مثل البورتريه والوضع الليلي. سجل مقطع فيديو قصير مع التحدث للتأكد من أن الميكروفون يلتقط الصوت بوضوح أثناء التصوير. لا تنسَ تجربة الفلاش للتأكد من عمله بشكل سليم.
اختبار جودة الصوت والميكروفون
يمكنك فحص مكبرات الصوت بسهولة عبر تشغيل مقطع موسيقي أو فيديو ورفع مستوى الصوت تدريجياً. استمع جيداً لأي تشويش أو اهتزاز غير طبيعي قد يدل على وجود مشكلة. لاختبار الميكروفون الرئيسي، قم بإجراء مكالمة هاتفية واسأل الطرف الآخر عن وضوح صوتك. ولاختبار الميكروفون الثانوي المستخدم في تسجيل الفيديو أو إلغاء الضوضاء، استخدم تطبيق مسجل الصوت لتسجيل مقطع قصير ثم استمع إليه للتأكد من نقاء وجودة الصوت المسجل.
التحقق من أداء الاتصال والشبكات
يعد الاتصال السلس بالشبكات جزءاً حيوياً من وظائف الهاتف. ابدأ باختبار شبكة الواي فاي بالاتصال بشبكتك المنزلية والابتعاد تدريجياً عن جهاز التوجيه لملاحظة مدى قوة الإشارة. بعد ذلك، قم بتعطيل الواي فاي وتفعيل بيانات الهاتف لتصفح الإنترنت والتأكد من استقرار اتصال الجيل الرابع أو الخامس. لا تنسَ تفعيل البلوتوث ومحاولة الاقتران بجهاز آخر مثل سماعة رأس أو مكبر صوت للتأكد من أن عملية الاقتران ونقل البيانات تتم بنجاح ودون انقطاع.
فحص المستشعرات الأساسية
يمكن اختبار معظم المستشعرات بشكل عملي. لاختبار مستشعر القرب، قم بإجراء مكالمة ولاحظ هل تنطفئ الشاشة عند تقريب الهاتف من أذنك. لاختبار مقياس التسارع والجيروسكوب، قم بتفعيل خاصية تدوير الشاشة التلقائي وقم بإمالة الهاتف في اتجاهات مختلفة. أما مستشعر الضوء المحيط، فيمكن اختباره بالانتقال بين غرفة مظلمة ومكان مضيء وملاحظة ما إذا كانت الشاشة تعدل سطوعها تلقائياً. أخيراً، افتح تطبيق خرائط لاختبار نظام تحديد المواقع (GPS) وتأكد من أنه يحدد موقعك بدقة.
نصائح إضافية لضمان فحص آمن وفعال
النسخ الاحتياطي للبيانات أولاً
قبل البدء في أي عملية فحص مكثفة أو استخدام تطبيقات قد تجهد النظام، من الحكمة دائماً أخذ نسخة احتياطية كاملة من بياناتك المهمة. يشمل ذلك الصور، الفيديوهات، جهات الاتصال، والمستندات. على الرغم من أن معظم عمليات الفحص آمنة، إلا أن اتخاذ هذا الإجراء الاحترازي يضمن لك عدم فقدان أي معلومات قيمة في حال حدوث أي خطأ غير متوقع أثناء الاختبار، خاصة عند استخدام أوضاع التشخيص المتقدمة أو تطبيقات قياس الأداء القوية.
استخدم مصادر موثوقة للتطبيقات
عندما تقرر استخدام تطبيقات خارجية لإجراء الفحص، تأكد من تحميلها من مصادرها الرسمية والموثوقة فقط، وهي متجر جوجل بلاي (Google Play Store) لهواتف أندرويد، ومتجر التطبيقات (App Store) لهواتف آيفون. تجنب تماماً تحميل أي تطبيقات تشخيص من مواقع ويب غير معروفة أو متاجر تطبيقات بديلة، حيث إنها قد تحتوي على برمجيات ضارة أو فيروسات يمكن أن تضر بهاتفك وتسرق بياناتك الشخصية بدلاً من مساعدتك على فحصه.
فهم نتائج الاختبارات
بعد إجراء اختبارات الأداء والحصول على أرقام ونتائج، قد لا تكون هذه البيانات واضحة لك. الخطوة التالية هي البحث عبر الإنترنت عن متوسط النتائج والدرجات لنفس طراز هاتفك. سيعطيك هذا مقارنة واضحة ويساعدك على تحديد ما إذا كان أداء جهازك ضمن النطاق الطبيعي أم أنه يعاني من ضعف ملحوظ. إذا كانت نتائجك أقل بكثير من المتوسط، فهذا مؤشر قوي على وجود مشكلة برمجية أو عتادية تحتاج إلى مزيد من التحقيق لحلها.