التقنيةالكمبيوتر والانترنتالهواتفكيفية

كيفية حظر تتبع الإعلانات من جميع التطبيقات

كيفية حظر تتبع الإعلانات من جميع التطبيقات


دليلك الشامل لتعزيز خصوصيتك الرقمية ومنع التتبع المزعج



في عالم رقمي متزايد الاعتماد على البيانات، أصبح تتبع الإعلانات جزءًا لا يتجزأ من تجربة استخدام التطبيقات ومواقع الويب. على الرغم من أن هذا التتبع يهدف غالبًا إلى تقديم إعلانات أكثر ملاءمة للمستخدم، إلا أنه يثير مخاوف كبيرة بشأن الخصوصية والتحكم في البيانات الشخصية. يهدف هذا المقال إلى تزويدك بدليل شامل وعملي حول كيفية حظر تتبع الإعلانات من جميع تطبيقاتك، مما يمنحك راحة البال والتحكم الكامل في معلوماتك. سنستعرض طرقًا متعددة لتقليل التتبع إلى أقصى حد ممكن.

فهم آليات تتبع الإعلانات ولماذا يجب حظرها


كيف تعمل تقنيات تتبع الإعلانات؟

كيفية حظر تتبع الإعلانات من جميع التطبيقات
يعتمد تتبع الإعلانات على مجموعة من التقنيات لجمع بيانات حول سلوك المستخدمين عبر الإنترنت وخارجه. تشمل هذه التقنيات معرفات الجهاز الفريدة مثل معرف الإعلان (IDFA على iOS و AAID على Android)، وملفات تعريف الارتباط، والبكسل، وبصمات الأصابع الرقمية. تُستخدم هذه البيانات لإنشاء ملفات تعريف شاملة للمستخدمين، تُمكن المعلنين من استهدافهم بإعلانات مخصصة للغاية بناءً على اهتماماتهم وسلوكهم السابق.

تُشارك هذه البيانات غالبًا بين التطبيقات والشركات التابعة لها أو شركاء الإعلانات، مما يخلق شبكة معقدة من التتبع يصعب على المستخدم العادي فهمها أو التحكم بها. الهدف هو بناء صورة مفصلة عن اهتماماتك وعاداتك الشرائية وسلوكك العام لتقديم إعلانات ذات صلة. ومع ذلك، يمكن أن تُستخدم هذه البيانات أيضًا لأغراض أخرى، مثل تحليل السلوك أو حتى بيعها لأطراف ثالثة دون علمك.

المخاطر المحتملة لتتبع الإعلانات المكثف

تتجاوز مخاطر تتبع الإعلانات مجرد الإعلانات المزعجة أو المتكررة. أحد أكبر المخاوف هو انتهاك الخصوصية، حيث يتم جمع كميات هائلة من البيانات الشخصية دون موافقة صريحة أو فهم كامل من المستخدم. يمكن أن تُستخدم هذه البيانات لإنشاء ملفات تعريف مفصلة للغاية، والتي قد تكشف عن معلومات حساسة حول صحتك أو معتقداتك أو ميولك السياسية، مما يؤثر على خصوصيتك بشكل عام.

بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤدي التتبع المفرط إلى استنزاف بطارية الجهاز واستهلاك بيانات الإنترنت بشكل أكبر بسبب التحميل المستمر للإعلانات المستهدفة وموارد التتبع. كما أن هناك خطرًا أمنيًا محتملًا، فكلما زاد عدد الشركات التي تمتلك بياناتك، زادت فرص تعرض هذه البيانات للاختراق أو سوء الاستخدام. لذلك، فإن حظر تتبع الإعلانات خطوة أساسية لتعزيز أمنك الرقمي وحماية معلوماتك الحساسة.

خطوات عملية لحظر تتبع الإعلانات على أندرويد


الطريقة الأولى: إعادة تعيين أو حذف معرف الإعلان الخاص بك

على أجهزة أندرويد، يمكنك التحكم في معرف الإعلان الخاص بك (AAID) والذي تستخدمه الشركات لتتبع سلوكك عبر التطبيقات المختلفة. لإعادة تعيينه، انتقل إلى “الإعدادات” ثم ابحث عن “جوجل” أو “خدمات جوجل” ثم “الإعلانات”. ستجد خيار “إعادة تعيين معرف الإعلان” أو “حذف معرف الإعلان”. إعادة تعيينه تنشئ معرفًا جديدًا تمامًا، مما يقطع ارتباط بياناتك السابقة بالمعرف الجديد.

حذف المعرف يزيله تمامًا، مما يحد من قدرة التطبيقات على تتبعك باستخدام هذا المعرف. يجب تكرار هذه العملية بشكل دوري، على سبيل المثال كل بضعة أشهر، للحفاظ على مستوى عالٍ من الخصوصية وتجنب بناء ملفات تعريف طويلة الأمد عنك. تذكر أن هذا لا يوقف الإعلانات تمامًا، ولكنه يقلل من قدرة المعلنين على استهدافك بناءً على تاريخ نشاطك.

الطريقة الثانية: إيقاف تخصيص الإعلانات

ضمن نفس قائمة “الإعلانات” في إعدادات جوجل التي ذكرناها سابقًا، ستجد خيار “إيقاف تخصيص الإعلانات” أو “التحكم في الإعلانات المخصصة”. تفعيل هذا الخيار يخبر جوجل والتطبيقات التي تستخدم خدمة إعلانات جوجل بعدم استخدام معرف الإعلان الخاص بك لإنشاء إعلانات مخصصة بناءً على اهتماماتك أو نشاطك.

تطبيق هذا الإعداد ضروري إذا كنت ترغب في تقليل تتبع الإعلانات إلى الحد الأدنى. إنه لا يمنع ظهور الإعلانات كليًا، بل يمنعها من أن تكون موجهة بناءً على ملفك الشخصي التفصيلي. ستظل ترى إعلانات، ولكنها ستكون إعلانات عامة أو تعتمد على السياق الحالي للتطبيق أو موقع الويب الذي تزوره بدلاً من بياناتك الشخصية.

الطريقة الثالثة: ضبط أذونات التطبيقات

العديد من التطبيقات تطلب أذونات للوصول إلى بيانات حساسة مثل موقعك الجغرافي، الكاميرا، الميكروفون، أو جهات الاتصال. بعض هذه الأذونات قد تُستخدم بشكل غير مباشر لأغراض التتبع الإعلاني أو لجمع بيانات عنك. راجع أذونات كل تطبيق على حدة عن طريق الذهاب إلى “الإعدادات” ثم “التطبيقات” أو “إدارة التطبيقات” ثم اختيار التطبيق المطلوب والضغط على “الأذونات”.

قم بتعطيل أي أذونات تبدو غير ضرورية لعمل التطبيق الأساسي. على سبيل المثال، لا يحتاج تطبيق آلة حاسبة للوصول إلى موقعك، ولا يحتاج تطبيق الألعاب للوصول إلى جهات اتصالك. تقييد هذه الأذونات يقلل بشكل فعال من نقاط البيانات التي يمكن لشركات الإعلانات جمعها عنك، مما يعزز خصوصيتك ويقلل من فرص التتبع غير المرغوب فيه.

خطوات عملية لحظر تتبع الإعلانات على iOS (آيفون)


الطريقة الأولى: المطالبة بوقف تتبع التطبيقات (App Tracking Transparency)

تُعد ميزة شفافية تتبع التطبيقات (ATT) في iOS إحدى أقوى الأدوات التي قدمتها أبل لمكافحة تتبع الإعلانات عبر التطبيقات والمواقع المملوكة لشركات أخرى. عند فتح تطبيق جديد للمرة الأولى، ستطالبك هذه الميزة بالسماح للتطبيق بتتبعك عبر تطبيقات ومواقع الويب الأخرى. يجب عليك دائمًا اختيار “اطلب من التطبيق عدم التتبع” لتعزيز خصوصيتك.

لإدارة هذه الإعدادات لاحقًا، انتقل إلى “الإعدادات” ثم “الخصوصية والأمان” ثم “تتبع”. هنا يمكنك رؤية قائمة بجميع التطبيقات التي طلبت الإذن بالتتبع وتعديل اختيارك لكل منها. تأكد من إيقاف تشغيل الخيار “السماح للتطبيقات بطلب التتبع” لمنع أي تطبيقات جديدة من طلب تتبعك بشكل افتراضي، مما يضمن أقصى حماية لخصوصيتك.

الطريقة الثانية: تقييد تتبع الإعلانات وإعادة تعيين معرف الإعلان

على غرار أندرويد، تمتلك أجهزة iOS معرف إعلان خاص بها (IDFA) يُستخدم لتتبع سلوكك. للوصول إلى إعدادات هذا المعرف، اذهب إلى “الإعدادات” ثم “الخصوصية والأمان” ثم “إعلانات أبل”. ستجد خيار “إعلانات مخصصة”. قم بإيقاف تشغيل هذا الخيار لمنع أبل من تقديم إعلانات مخصصة لك بناءً على نشاطك وبياناتك الشخصية.

في نفس الشاشة، يمكنك البحث عن خيار “إعادة تعيين معرف الإعلان” أو ما شابه ذلك (في الإصدارات الأحدث من iOS، يتم إعادة تعيين المعرف تلقائيًا عند إيقاف تشغيل “إعلانات مخصصة” أو عند تفعيل ميزة ATT). إعادة تعيين المعرف تعني أن أي ملف تعريف إعلاني سابق مرتبط بهذا المعرف سيتم فصله، مما يجبر المعلنين على البدء من جديد في بناء ملفك الشخصي إذا تمكنوا من تتبعك بأي طريقة أخرى.

الطريقة الثالثة: مراجعة أذونات التطبيقات بشكل دوري

تمامًا مثل أندرويد، من الضروري مراجعة أذونات التطبيقات على iOS لضمان عدم وصولها إلى بيانات لا تحتاجها. انتقل إلى “الإعدادات” ثم “الخصوصية والأمان” وستجد قائمة بأنواع الأذونات المختلفة مثل “خدمات الموقع”، “جهات الاتصال”، “الصور”، “الميكروفون”، “الكاميرا”، إلخ. انقر على كل نوع من الأذونات لمراجعة التطبيقات التي لديها إذن بالوصول إليها.

قم بإلغاء أذونات الوصول للتطبيقات التي لا تحتاجها لتأدية وظائفها الأساسية. على سبيل المثال، لا يحتاج تطبيق لتعديل الصور للوصول إلى ميكروفونك. تقييد هذه الأذونات لا يمنع فقط جمع البيانات المحتملة لأغراض التتبع، بل يعزز أيضًا أمنك العام ويقلل من المخاطر المرتبطة بتسرب البيانات الشخصية، مما يمنحك سيطرة أكبر على معلوماتك.

حلول إضافية لتعزيز حظر تتبع الإعلانات


الاستفادة من متصفحات تركز على الخصوصية

تُقدم العديد من المتصفحات الحديثة ميزات مدمجة قوية لمكافحة التتبع والإعلانات. متصفحات مثل Brave، Firefox Focus، وDuckDuckGo تُصمم خصيصًا لحظر أدوات التتبع والإعلانات تلقائيًا دون الحاجة إلى إضافات إضافية. استخدام هذه المتصفحات بدلاً من المتصفحات التقليدية يمكن أن يقلل بشكل كبير من كمية البيانات التي يتم جمعها عنك أثناء تصفح الويب.

كما أن بعض المتصفحات تسمح بتثبيت إضافات (Extensions) لحظر الإعلانات والتتبع مثل uBlock Origin أو Ghostery. تذكر أن المتصفحات التقليدية مثل جوجل كروم وسفاري لديها أيضًا إعدادات للخصوصية يمكنك ضبطها يدويًا لحظر ملفات تعريف الارتباط التابعة لجهات خارجية ومنع التتبع عبر المواقع، ولكنها تتطلب منك تفعيل هذه الميزات بشكل صريح.

تفعيل ميزة VPN (الشبكة الافتراضية الخاصة)

خدمات VPN تُخفي عنوان IP الخاص بك وتُشفر اتصالك بالإنترنت، مما يجعل تتبع نشاطك عبر الإنترنت أكثر صعوبة بكثير بالنسبة لمزودي خدمة الإنترنت والمعلنين. على الرغم من أن VPN لا يمنع تتبع الإعلانات داخل التطبيقات نفسها بالكامل (حيث أن التطبيق قد يظل يتعرف عليك عبر معرف الجهاز)، إلا أنه يحمي خصوصيتك على مستوى الشبكة ويضيف طبقة إضافية من الأمان.

اختر خدمة VPN موثوقة لديها سياسة “عدم الاحتفاظ بالسجلات” (no-logs policy) لضمان عدم قيام موفر الخدمة نفسه بتتبع بياناتك أو مشاركتها. يمكن أن يكون VPN أداة قوية في ترسانة حماية خصوصيتك الرقمية عند استخدامه جنبًا إلى جنب مع الإعدادات الأخرى المذكورة، مما يعزز خصوصيتك بشكل شامل عبر الإنترنت.

تعديل إعدادات الخصوصية في خدمات جوجل وأبل

بالإضافة إلى إعدادات الجهاز والتطبيقات الفردية، لكل من جوجل وأبل لوحات تحكم مركزية للخصوصية على الويب حيث يمكنك مراجعة وتعديل بياناتك وسجل نشاطك. بالنسبة لجوجل، قم بزيارة “حساب جوجل” الخاص بك ثم انتقل إلى قسم “البيانات والخصوصية”. هنا يمكنك إيقاف “التحكم في النشاط” مثل نشاط الويب والتطبيق، وسجل المواقع، وسجل يوتيوب.

بالنسبة لأبل، قم بزيارة صفحة “بياناتك وخصوصيتك” على موقعها الرسمي. تتيح لك هذه الصفحات مراجعة البيانات التي تم جمعها، وحذف أجزاء منها، وتعديل إعدادات الخصوصية العامة لكيفية استخدام هذه الشركات لبياناتك. يُعد هذا الإجراء حاسمًا للتحكم في كيفية استخدام عمالقة التكنولوجيا لبياناتك على نطاق أوسع، مما يكمل جهودك لحظر التتبع.

خاتمة


التحكم في خصوصيتك الرقمية قرار شخصي ومستمر

إن حظر تتبع الإعلانات من جميع تطبيقاتك ليس مجرد خطوة تقنية معقدة، بل هو قرار واعٍ وضروري لاستعادة التحكم في خصوصيتك الرقمية في عصر المعلومات. بينما قد لا يكون من الممكن القضاء على كل أشكال التتبع بشكل كامل نظرًا لتعقيد البيئة الرقمية، فإن تطبيق الخطوات المذكورة في هذا المقال سيقلل بشكل كبير وفعال من كمية البيانات التي يتم جمعها عنك ويحد من قدرة المعلنين على استهدافك بشكل مفرط.

تذكر أن حماية خصوصيتك هي عملية مستمرة تتطلب مراجعة دورية لإعداداتك وتكييفها مع التقنيات الجديدة والتحديثات في أنظمة التشغيل والتطبيقات. من خلال اتخاذ هذه الخطوات العملية والالتزام بها، ستكون قد قطعت شوطًا كبيرًا نحو بناء تجربة رقمية أكثر أمانًا وخصوصية، مما يمنحك راحة البال والتحكم في بياناتك الشخصية في عالم متصل دائمًا.

Dr. Mena

كاتب ومحرر بموقع هاو منذ عام 2016.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock