التقنيةالهواتفصحة وطبكيفية

كيفية استخدام الهاتف في التوعية الصحية

كيفية استخدام الهاتف في التوعية الصحية

استراتيجيات فعالة لجعل هاتفك أداة قوية لتعزيز صحتك وسلامة مجتمعك

في عصرنا الحالي، أصبح الهاتف الذكي رفيقًا لا يفارق معظم الأفراد حول العالم. إنه ليس مجرد أداة للتواصل، بل تحول إلى مركز للوصول إلى المعلومات والخدمات المتنوعة. تفتح هذه الأهمية الباب أمام فرصة ذهبية لاستخدامه في مجال حيوي وهام للغاية، وهو التوعية الصحية. يمكن للهاتف أن يلعب دورًا محوريًا في نشر الوعي الصحي، وتقديم حلول عملية للمشاكل الشائعة، وتمكين الأفراد من اتخاذ قرارات مستنيرة بشأن صحتهم. سنستعرض في هذا المقال طرقًا عملية متعددة للاستفادة القصوى من هذه الأداة التقنية في خدمة الصحة العامة.

الدور المحوري للهاتف في نشر الوعي الصحي

سهولة الوصول وسرعة الانتشار للمعلومات الصحية

كيفية استخدام الهاتف في التوعية الصحيةيعتبر الهاتف المحمول وسيلة فعالة لتوصيل المعلومات الصحية إلى أعداد كبيرة من الناس، بغض النظر عن موقعهم الجغرافي أو ظروفهم. بلمسة زر، يمكن للمستخدمين الوصول إلى مكتبات ضخمة من المقالات ومقاطع الفيديو والنصائح التي تتناول مختلف الجوانب الصحية، من التغذية السليمة إلى الوقاية من الأمراض. هذه السرعة في الانتشار تضمن وصول الرسائل الصحية الهامة في الوقت المناسب، خاصة في حالات الطوارئ أو الأوبئة، مما يعزز الاستجابة الفورية ويحد من المخاطر المحتملة.

بالإضافة إلى ذلك، توفر الهواتف الذكية منصات متعددة لبث المحتوى الصحي، مما يضمن وصوله إلى شرائح مختلفة من الجمهور. يمكن للمؤسسات الصحية استخدام قنوات متنوعة مثل تطبيقات المراسلة الفورية والرسائل النصية والبريد الإلكتروني للوصول إلى المستخدمين مباشرة. هذه المرونة في التوصيل تجعل الهاتف أداة لا غنى عنها في حملات التوعية واسعة النطاق، مما يضمن أن الرسائل الحيوية لا تقتصر على فئة معينة بل تشمل الجميع.

التفاعل المباشر والتخصيص الفعال للتجارب الصحية

يتميز الهاتف بقدرته على تقديم تجارب صحية تفاعلية وشخصية. يمكن للمستخدمين طرح الأسئلة، المشاركة في استطلاعات الرأي، وتلقي نصائح مخصصة بناءً على بياناتهم الصحية المدخلة. هذا التفاعل المباشر يعزز الشعور بالانخراط والمسؤولية تجاه الصحة الشخصية. كما يسمح بتكييف المحتوى الصحي ليناسب احتياجات كل فرد، مما يزيد من فعاليته وقابليته للتطبيق في الحياة اليومية، ويجعل التوعية الصحية أكثر صلة واهتمامًا للمستخدمين.

بالتخصيص، يمكن للهاتف أن يقدم تذكيرات شخصية للمواعيد الطبية أو جرعات الأدوية، بالإضافة إلى تحفيز المستخدمين على تحقيق أهداف صحية معينة. هذا النهج الموجه يضمن أن كل فرد يتلقى الدعم والمعلومات التي يحتاجها بالضبط، مما يعزز فرص التزامه بالخطط الصحية الموصى بها. إنه يمثل تحولًا من التوعية الصحية العامة إلى نهج يركز على الفرد، ويساهم بشكل كبير في بناء عادات صحية مستدامة على المدى الطويل.

تطبيقات الهاتف الذكي كحلول متكاملة للتوعية الصحية

تطبيقات تتبع اللياقة البدنية والصحة العامة

تعتبر تطبيقات اللياقة البدنية من أبرز الأمثلة على كيفية استخدام الهاتف في التوعية الصحية. توفر هذه التطبيقات ميزات مثل عد الخطوات، تتبع حرق السعرات الحرارية، مراقبة جودة النوم، وتسجيل التمارين الرياضية. إنها تشجع المستخدمين على تبني أنماط حياة نشطة وصحية من خلال تحديد أهداف قابلة للقياس وتوفير حوافز للإنجاز. هذه التطبيقات تحول الهاتف إلى مدرب صحي شخصي يتابع التقدم ويوفر تقارير مفصلة عن الأداء البدني.

كما تقدم بعض هذه التطبيقات برامج تدريب مخصصة وخطط تغذية مصممة لتلبية الاحتياجات الفردية، مما يساعد المستخدمين على تحقيق أهدافهم بشكل أكثر فعالية. القدرة على تسجيل البيانات وتتبعها بانتظام تمكن المستخدمين من فهم تأثير سلوكياتهم اليومية على صحتهم، وتساعدهم على إجراء التعديلات اللازمة. هذا النوع من التطبيقات لا يقتصر على تتبع الأنشطة البدنية فحسب، بل يمتد ليشمل مراقبة الجوانف الشاملة للصحة والعافية، مثل مستوى التوتر واستهلاك المياه.

تطبيقات إدارة الأمراض المزمنة والرعاية المستمرة

بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة، تقدم تطبيقات الهاتف حلولًا عملية لإدارة حالاتهم بفعالية. تشمل هذه الحلول تذكيرات لتناول الأدوية في مواعيدها، تسجيل مستويات السكر في الدم لمرضى السكري، مراقبة ضغط الدم، وتتبع الأعراض. هذه التطبيقات تساعد المرضى على البقاء على اطلاع بحالتهم الصحية، وتسهل عليهم مشاركة البيانات مع أطبائهم، مما يعزز جودة الرعاية الصحية المقدمة.

تعمل هذه التطبيقات كأداة مساعدة للمرضى لتوثيق تفاصيل حالتهم الصحية بشكل منظم، مما يوفر للأطباء نظرة شاملة ودقيقة للتقدم أو التغيرات. يمكنها أيضًا ربط المرضى بمصادر معلومات موثوقة حول حالتهم، وتقديم نصائح للتعايش مع المرض وتحسين نوعية الحياة. هذا الدعم المستمر عبر الهاتف يعزز شعور المرضى بالتحكم في صحتهم، ويقلل من الحاجة للزيارات المتكررة للعيادات في بعض الحالات، مما يوفر الوقت والجهد على حد سواء.

تطبيقات التثقيف الصحي والمعلومات الموثوقة

لتجنب انتشار المعلومات المضللة، يمكن تصميم تطبيقات خاصة لتقديم معلومات صحية موثوقة من مصادر رسمية ومعتمدة. هذه التطبيقات يمكن أن تحتوي على مقالات، فيديوهات، ورسوم بيانية توضيحية حول مختلف الأمراض، طرق الوقاية، التغذية السليمة، والصحة النفسية. تضمن هذه الطريقة حصول المستخدمين على معلومات دقيقة ومبنية على أسس علمية، مما يمكنهم من اتخاذ قرارات صحية صائبة ومسؤولة. كما توفر هذه التطبيقات غالبًا أقسامًا للأسئلة الشائعة وإجابات الخبراء.

كما يمكن لهذه التطبيقات أن تقدم أدوات لتقييم المخاطر الصحية، مثل حاسبات مؤشر كتلة الجسم أو تقييمات مدى التعرض لأمراض معينة بناءً على نمط الحياة والعوامل الوراثية. الهدف هو تمكين الأفراد بالمعرفة اللازمة ليكونوا شركاء فاعلين في رحلتهم الصحية. من خلال توفير منصة مركزية للمعلومات الموثوقة، تساعد هذه التطبيقات على بناء ثقافة صحية قائمة على الحقائق، وتحد من تأثير الشائعات والمعلومات غير الدقيقة التي قد تضر بالصحة العامة.

الاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي في التوعية الصحية

حملات التوعية الفيروسية عبر المنصات الاجتماعية

تعد وسائل التواصل الاجتماعي بيئة مثالية لإطلاق حملات توعية صحية يمكن أن تنتشر بسرعة كبيرة. باستخدام الهاشتاجات الجذابة والمحتوى التفاعلي مثل مقاطع الفيديو القصيرة، الرسوم البيانية، والتحديات الصحية، يمكن للمؤسسات والأفراد نشر رسائل صحية مهمة إلى جمهور واسع جدًا. هذه الحملات يمكن أن تركز على موضوعات محددة مثل أهمية التطعيمات، مخاطر التدخين، أو فوائد النشاط البدني، وتحفز المستخدمين على مشاركة المحتوى مع شبكاتهم.

القدرة على الوصول إلى ملايين المستخدمين في وقت قصير تجعل هذه المنصات أداة قوية في تعزيز الوعي الصحي. يمكن للحملات الفيروسية أن تخلق نقاشًا عامًا حول قضايا صحية مهمة، وتشجع على تبني سلوكيات صحية. التفاعل المباشر من خلال التعليقات والإعجابات والمشاركات يعطي صانعي المحتوى مؤشرًا على مدى فعالية حملاتهم، ويمكّنهم من تعديل استراتيجياتهم لتحقيق تأثير أكبر، وبالتالي الوصول إلى أهداف التوعية المرجوة.

مجموعات الدعم والمجتمعات الصحية الافتراضية

توفر منصات التواصل الاجتماعي مساحات للمستخدمين للانضمام إلى مجموعات دعم ومجتمعات صحية افتراضية. يمكن لهذه المجموعات أن تجمع الأشخاص الذين يواجهون تحديات صحية مماثلة، مثل مرضى السكري، أو الأمهات الجدد، أو الأفراد الذين يحاولون الإقلاع عن عادة سيئة. في هذه المجموعات، يمكن للأعضاء تبادل الخبرات، تقديم الدعم المعنوي، وطرح الأسئلة، مما يخلق بيئة داعمة ومحفزة لتعزيز الصحة والرفاهية. هذه البيئات توفر شعورًا بالانتماء والتفهم المتبادل.

يمكن للمتخصصين في الرعاية الصحية أيضًا الانضمام إلى هذه المجموعات لتقديم نصائح موثوقة، والإجابة على الاستفسارات، وتصحيح أي معلومات مغلوطة. هذا التفاعل المباشر بين الخبراء والجمهور يزيد من ثقة المستخدمين في المعلومات المقدمة، ويسهم في بناء مجتمعات صحية قوية وواعية. إنها طريقة فعالة لتقديم الدعم المستمر والتوجيه للأفراد الذين قد لا يتمكنون من الوصول إلى مثل هذا الدعم في حياتهم الواقعية، مما يعزز من فرص التعافي أو إدارة الحالات المرضية بنجاح.

البث المباشر وورش العمل الافتراضية التفاعلية

من خلال ميزة البث المباشر على منصات التواصل الاجتماعي، يمكن للمختصين في الصحة تنظيم جلسات أسئلة وأجوبة مباشرة، وورش عمل افتراضية حول موضوعات صحية متنوعة. يتيح ذلك للمشاهدين التفاعل مباشرة، طرح أسئلتهم، والحصول على إجابات فورية من خبراء موثوقين. هذا التفاعل يعزز المشاركة ويزيد من فعالية التوعية، حيث يشعر الجمهور بأنه جزء من المحادثة الصحية ويستطيع الحصول على معلومات مخصصة. كما يمكن تسجيل هذه الجلسات وإعادة نشرها لتعميم الفائدة.

هذه الورش الافتراضية يمكن أن تغطي مجموعة واسعة من المواضيع، من تمارين اللياقة البدنية التي يمكن ممارستها في المنزل، إلى جلسات الطهي الصحي، أو محاضرات حول الصحة النفسية وإدارة التوتر. إنها تتيح الوصول إلى جمهور عالمي، وتزيل الحواجز الجغرافية التي قد تمنع الأفراد من حضور الفعاليات التوعوية التقليدية. هذا النهج المبتكر يجعل التثقيف الصحي متاحًا وممتعًا، ويسهم في بناء مجتمع صحي مثقف ومتمكن. وتوفر فرصة للتعلم المستمر بمرونة عالية.

طرق مبتكرة لتقديم الحلول الصحية عبر الهاتف

الرسائل النصية القصيرة (SMS) للتذكير والنصائح

على الرغم من انتشار تطبيقات المراسلة الحديثة، لا تزال الرسائل النصية القصيرة (SMS) وسيلة فعالة جدًا في التوعية الصحية، خاصة في المناطق التي قد تكون فيها تغطية الإنترنت محدودة. يمكن استخدامها لإرسال تذكيرات بمواعيد التطعيم، نصائح صحية يومية، أو إرشادات للوقاية من الأمراض الموسمية. إنها طريقة مباشرة وغير مكلفة لضمان وصول المعلومات الهامة إلى أكبر شريحة ممكنة من السكان، وتتميز بمعدلات فتح عالية جدًا مقارنة بالبريد الإلكتروني.

تعتبر هذه الطريقة مثالية للحملات الصحية الطارئة أو لإيصال معلومات سريعة وموجزة. يمكن للمنظمات الصحية إرسال رسائل تحتوي على روابط لمصادر معلومات أعمق لمن يرغب في المزيد من التفاصيل، مما يجمع بين بساطة الرسائل النصية وعمق المعلومات عبر الويب. كما يمكن استخدامها لتذكير المرضى بتناول أدويتهم أو متابعة فحوصاتهم الدورية، مما يساهم في تحسين الالتزام بالخطط العلاجية وتقليل المضاعفات الصحية التي قد تنجم عن الإهمال.

المكالمات الصوتية والمرئية لل استشارات عن بُعد

لقد أحدثت الاستشارات الطبية عن بُعد عبر المكالمات الصوتية والمرئية ثورة في توفير الرعاية الصحية، خاصة في المناطق النائية أو للأشخاص الذين يواجهون صعوبات في الوصول إلى العيادات والمستشفيات. يمكن للمرضى التحدث مباشرة مع الأطباء والمختصين من خلال هواتفهم، والحصول على تشخيص مبدئي، وصفات طبية، أو استشارات نفسية. هذه الخدمة لا توفر الوقت والجهد فحسب، بل تزيد أيضًا من إمكانية الوصول إلى الرعاية الصحية الجيدة. إنها تقدم حلولًا فعالة للتحديات الجغرافية والزمنية.

بالإضافة إلى الاستشارات الفردية، يمكن استخدام المكالمات الجماعية لعقد ورش عمل توعوية أو جلسات دعم لعدة أفراد في نفس الوقت. هذا يعزز التواصل ويسمح بتبادل الخبرات والمعلومات بين المشاركين. تكنولوجيا الفيديو تتيح أيضًا للأطباء إجراء تقييمات بصرية مبدئية، مما يعزز دقة التشخيص عن بعد. هذه الحلول المبتكرة تجعل الرعاية الصحية أكثر شمولية ومرونة، وتؤكد على الدور المتزايد للهاتف في تقديم خدمات صحية متطورة.

الألعاب التفاعلية والمحتوى الترفيهي الصحي

لجذب انتباه الفئات العمرية الأصغر وتشجيعهم على تبني عادات صحية، يمكن تطوير ألعاب تفاعلية ومحتوى ترفيهي تعليمي عبر الهاتف. هذه الألعاب يمكن أن تعلم الأطفال والمراهقين عن التغذية السليمة، أهمية النظافة، ومخاطر السلوكيات غير الصحية بطريقة ممتعة وجذابة. يمكن أن تتضمن الألعاب تحديات صحية، مكافآت للإنجاز، وقصصًا تعليمية تعزز السلوكيات الإيجابية. هذه الطريقة تجعل التعلم عن الصحة تجربة ممتعة لا عبئًا.

يمكن أيضًا تصميم ألعاب تستهدف البالغين، مثل ألعاب المحاكاة التي تتيح للمستخدمين اتخاذ قرارات صحية ورؤية نتائجها، مما يساعدهم على فهم العواقب المحتملة لاختياراتهم. هذا النهج المبتكر يجمع بين الترفيه والتثقيف، ويزيد من فرص استيعاب المعلومات الصحية وتطبيقها في الحياة اليومية. إنها طريقة فعالة للتغلب على الملل المرتبط بالأساليب التقليدية للتوعية، وتقديم المحتوى الصحي بطريقة تلبي اهتمامات الجماهير الحديثة وتفاعلهم مع التكنولوجيا.

تحديات وحلول في استخدام الهاتف للتوعية الصحية

تحدي المعلومات المضللة وتأثيرها السلبي

أحد أكبر التحديات في استخدام الهاتف للتوعية الصحية هو انتشار المعلومات المضللة والشائعات عبر الإنترنت ومنصات التواصل الاجتماعي. هذه المعلومات الخاطئة يمكن أن تؤدي إلى قرارات صحية سيئة، وتضر بالصحة العامة، وتقلل من الثقة في المصادر الطبية الموثوقة. يجد المستخدمون صعوبة في التمييز بين المعلومات الصحيحة والمغلوطة، مما يجعل الحاجة إلى حلول فعالة أمرًا ضروريًا وحاسمًا. يجب التصدي لهذا التحدي لضمان فعالية حملات التوعية.

للتغلب على هذا التحدي، يجب التركيز على تعزيز الوعي النقدي لدى المستخدمين، وتدريبهم على كيفية التحقق من مصداقية المصادر. يمكن للمؤسسات الصحية إطلاق حملات لمكافحة المعلومات الخاطئة، وتوفير أدوات للتحقق من الحقائق، والترويج لمصادر المعلومات الرسمية والمعتمدة مثل مواقع منظمة الصحة العالمية أو وزارات الصحة. كما يجب على المنصات الرقمية نفسها أن تتخذ إجراءات أكثر صرامة ضد المحتوى المضلل لضمان بيئة معلوماتية صحية وآمنة للمستخدمين.

تحدي الخصوصية والأمن للبيانات الصحية الحساسة

يتضمن استخدام الهاتف في التوعية الصحية عادة جمع ومشاركة بيانات شخصية وصحية حساسة، مما يثير مخاوف كبيرة بشأن الخصوصية والأمن. قد يتردد المستخدمون في مشاركة معلوماتهم خوفًا من الاختراق أو سوء الاستخدام. هذه المخاوف يمكن أن تعيق تبني التقنيات الصحية وتحد من فعاليتها. لذلك، يجب أن تكون هناك آليات قوية لحماية البيانات وضمان سريتها، مما يرسخ الثقة بين المستخدمين ومقدمي الخدمات الصحية عبر الهاتف.

الحل يكمن في تطوير تطبيقات ومنصات صحية تتبع أعلى معايير الأمن السيبراني وتلتزم بلوائح حماية البيانات الصارمة. يجب أن تكون سياسات الخصوصية واضحة وشفافة، وأن يتم توعية المستخدمين بحقوقهم وكيفية حماية بياناتهم. توفير خيارات للمستخدمين للتحكم في من يمكنه الوصول إلى بياناتهم وتشفيرها يعتبر خطوة أساسية. كما يجب على مطوري التطبيقات والجهات الصحية الاستثمار في تقنيات الأمن الحديثة وتحديثها باستمرار لمواجهة التهديدات المتطورة، مما يضمن بيئة رقمية آمنة وموثوقة.

تحدي الفجوة الرقمية وعدم المساواة في الوصول

لا يزال هناك جزء من السكان لا يمتلكون هواتف ذكية، أو ليس لديهم وصول موثوق إلى الإنترنت، أو يفتقرون إلى المهارات الرقمية اللازمة لاستخدام تطبيقات الصحة بفعالية. هذه الفجوة الرقمية يمكن أن تخلق عدم مساواة في الوصول إلى التوعية والخدمات الصحية عبر الهاتف، مما يزيد من التباينات الصحية بين الفئات المختلفة. يجب معالجة هذه القضية لضمان أن فوائد التكنولوجيا الصحية تصل إلى الجميع وليس فقط الفئات المتمكنة رقميًا.

لمعالجة هذه الفجوة، يمكن للحكومات والمنظمات غير الربحية تنفيذ برامج لتوفير هواتف ذكية بأسعار معقولة ووصول مجاني أو مدعوم للإنترنت في المجتمعات المحرومة. كما يجب توفير برامج تدريب على المهارات الرقمية لكبار السن والأشخاص ذوي الدخل المنخفض، لمساعدتهم على استخدام التكنولوجيا الصحية بفاعلية. بالإضافة إلى ذلك، يمكن تصميم تطبيقات صحية بواجهات بسيطة وسهلة الاستخدام، وتوفير دعم فني للمستخدمين. يجب أن تكون هناك استراتيجيات متعددة الأوجه لضمان أن التكنولوجيا تخدم العدالة الصحية للجميع.

نصائح إضافية لتعزيز التوعية الصحية بالهاتف

تطوير محتوى جذاب وتفاعلي باستمرار

للحفاظ على اهتمام المستخدمين وضمان فعالية التوعية الصحية عبر الهاتف، من الضروري تطوير محتوى جذاب وتفاعلي باستمرار. يجب أن يتجاوز المحتوى مجرد النصوص، ليشمل مقاطع الفيديو القصيرة، الرسوم البيانية المتحركة، الاختبارات التفاعلية، والقصص الملهمة. المحتوى المتنوع والمبتكر يحافظ على مشاركة الجمهور ويشجعه على البحث عن المزيد من المعلومات الصحية، مما يعزز من عملية التعلم والوعي على المدى الطويل.

يمكن استخدام صيغ مختلفة مثل البث المباشر مع خبراء، أو تحديات صحية يومية، أو حتى مسابقات بجوائز بسيطة لزيادة التفاعل. الهدف هو جعل التوعية الصحية تجربة ممتعة ومحفزة بدلاً من أن تكون مجرد واجب. كما يجب تحديث المحتوى بانتظام ليعكس أحدث التطورات العلمية والتوصيات الصحية، مما يضمن حصول المستخدمين على معلومات حديثة وموثوقة دائمًا، ويجعلهم يعتمدون على هذه المصادر للحصول على كل جديد في عالم الصحة.

الشراكات مع المؤسسات الصحية والمؤثرين

لتعزيز مصداقية ووصول رسائل التوعية الصحية، يمكن للمطورين والمنظمات التعاون مع المؤسسات الصحية المرموقة والخبراء الطبيين والمؤثرين في مجال الصحة. تضمن هذه الشراكات أن المعلومات المقدمة دقيقة ومبنية على أسس علمية، كما أن دعم الجهات الموثوقة يزيد من ثقة الجمهور في المحتوى. يمكن للمؤثرين الصحيين الذين يتمتعون بمتابعة كبيرة المساعدة في نشر الرسائل الصحية إلى جماهير أوسع وبطريقة أكثر جاذبية وتأثيرًا.

هذه الشراكات يمكن أن تتخذ أشكالًا متعددة، مثل ظهور الأطباء في مقاطع فيديو توعوية، أو قيام المؤسسات الصحية باعتماد تطبيقات معينة، أو تنظيم فعاليات مشتركة على وسائل التواصل الاجتماعي. التعاون يعزز من نطاق الوصول والمصداقية، مما يسهم في تحقيق تأثير أكبر في التوعية الصحية العامة. كما يوفر فرصة للاستفادة من خبرات متنوعة في صياغة الرسائل التوعوية لضمان فعاليتها وتناسبها مع مختلف الشرائح المجتمعية المستهدفة.

التدريب والتوعية بالاستخدام الآمن والمسؤول

لا يقتصر دور التوعية على المعلومات الصحية فحسب، بل يمتد ليشمل تعليم المستخدمين كيفية استخدام هواتفهم وتطبيقات الصحة بأمان ومسؤولية. هذا يتضمن توعيتهم بمخاطر المعلومات المضللة، كيفية حماية خصوصيتهم وبياناتهم الشخصية، وأهمية استشارة المتخصصين الطبيين للحصول على تشخيص وعلاج دقيق. يجب أن يتم التأكيد على أن تطبيقات الهاتف هي أدوات مساعدة وليست بديلاً عن الرعاية الطبية المهنية.

يمكن تقديم هذه التوعية من خلال أدلة إرشادية داخل التطبيقات، أو حملات توعية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أو ورش عمل افتراضية. الهدف هو تمكين المستخدمين من الاستفادة القصوى من التكنولوجيا الصحية مع الحفاظ على سلامتهم وخصوصيتهم. هذا النهج الشامل يضمن أن الأفراد ليسوا فقط على دراية بالمعلومات الصحية، بل هم أيضًا مستخدمون أذكياء ومسؤولون للتقنيات التي تدعم صحتهم، مما يعزز من الثقة في الأدوات الرقمية ويحسن من فعاليتها في النهاية.

Dr. Merna

كاتب ومحرر بموقع هاو منذ عام 2017.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock