التقنيةالكمبيوتر والانترنتالهواتفكيفية

كيفية مقارنة أداء البطاريات في الاستخدام المكثف

كيفية مقارنة أداء البطاريات في الاستخدام المكثف

دليلك الشامل لتقييم كفاءة البطارية ومدى تحملها

كيفية مقارنة أداء البطاريات في الاستخدام المكثففي عالمنا الرقمي المتسارع، أصبحت الأجهزة الإلكترونية جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية. من الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر المحمولة إلى الساعات الذكية والأجهزة اللوحية، تعتمد جميعها بشكل كبير على البطاريات لتوفير الطاقة اللازمة. مع الاستخدام المتزايد والمكثف لهذه الأجهزة، يصبح فهم ومقارنة أداء البطاريات أمرًا بالغ الأهمية لضمان تجربة مستخدم سلسة وفعالة. يهدف هذا المقال إلى تزويدك بدليل شامل حول كيفية تقييم كفاءة البطاريات وقدرتها على التحمل تحت الضغط.

لماذا تعد مقارنة أداء البطاريات ضرورية؟

أهمية الاستخدام المكثف

يواجه المستخدمون اليوم تحديات كبيرة تتعلق بعمر البطارية، خاصة عند استخدام الأجهزة لتطبيقات تتطلب طاقة عالية مثل الألعاب، تحرير الفيديو، البث المباشر، أو تشغيل عدة تطبيقات في وقت واحد. في هذه السيناريوهات، تستهلك البطارية طاقتها بمعدل أسرع بكثير من الاستخدام العادي. لذا، فإن القدرة على مقارنة أداء البطاريات تمنحك فهمًا واضحًا لمدى قدرة جهازك على تلبية احتياجاتك، وتجنب الانقطاعات غير المرغوبة أثناء المهام الهامة.

توفير المال وتحسين التجربة

معرفة أداء البطاريات المختلفة تساعدك على اتخاذ قرارات شراء مستنيرة، سواء كنت تختار جهازًا جديدًا أو تبحث عن بطارية بديلة. البطارية ذات الأداء الضعيف قد تجعلك تستبدل جهازك قبل الأوان أو تضطر لحمل شواحن محمولة باستمرار. مقارنة الأداء تمكنك من اختيار البطاريات التي توفر أفضل توازن بين السعة، العمر الافتراضي، وكفاءة الشحن والتفريغ، مما يوفر عليك المال على المدى الطويل ويحسن تجربتك العامة مع الجهاز.

الطرق العملية لمقارنة أداء البطاريات

الاختبارات المعيارية (Benchmark Tests)

تعد الاختبارات المعيارية من أكثر الطرق شيوعًا ودقة لتقييم أداء البطاريات. توفر هذه البرامج بيئة محاكاة للاستخدام المكثف، وتراقب استهلاك الطاقة بمرور الوقت حتى نفاذ البطارية. يمكن لهذه الاختبارات تقديم نتائج قابلة للمقارنة بين أجهزة وبطاريات مختلفة. من الأمثلة الشائعة للهواتف: AnTuTu Battery Test وPCMark for Android. لأجهزة الكمبيوتر المحمولة، يمكن استخدام برامج مثل PCMark وGeekbench التي تتضمن اختبارات مخصصة للبطارية.

لإجراء هذه الاختبارات، تأكد من شحن البطارية بالكامل (100%)، وإغلاق جميع التطبيقات الخلفية غير الضرورية. قم بتعيين سطوع الشاشة إلى مستوى ثابت (عادة 50%) وقم بتعطيل أي ميزات توفير الطاقة. ابدأ الاختبار واتركه يعمل حتى ينفد شحن البطارية تمامًا. سجل المدة الزمنية التي استغرقتها البطارية لتفريغ شحنها بالكامل. كرر الاختبار عدة مرات للحصول على متوسط أكثر دقة وموثوقية.

المراقبة اليدوية للاستهلاك

تعتبر المراقبة اليدوية طريقة بسيطة وفعالة لتقييم أداء البطارية في ظل ظروف استخدامك اليومي. تتضمن هذه الطريقة استخدام الجهاز في مهام محددة ومكثفة مثل الألعاب لساعة واحدة، أو مشاهدة فيديو عالي الدقة، أو تصفح الإنترنت بشكل مكثف. قم بتسجيل نسبة شحن البطارية قبل بدء المهمة وبعدها، مع ملاحظة المدة الزمنية. على سبيل المثال، يمكنك تشغيل لعبة مكثفة لمدة 30 دقيقة وتسجيل النسبة المئوية التي انخفضت بها البطارية.

لتكون النتائج أكثر دقة، حاول تثبيت المتغيرات قدر الإمكان. استخدم نفس مستوى السطوع، واتصال Wi-Fi أو بيانات الهاتف، ونفس التطبيقات المفتوحة في الخلفية. يمكنك أيضًا استخدام تطبيقات مراقبة البطارية المدمجة في نظام التشغيل (مثل إعدادات البطارية في Android و iOS) لتتبع التطبيقات التي تستهلك أكبر قدر من الطاقة. اجمع البيانات على مدار عدة أيام أو أسابيع لتكوين صورة شاملة وموثوقة عن أداء البطارية في ظل استخدامك الفعلي.

أدوات قياس الطاقة الخارجية

للمستخدمين الأكثر تقدمًا والذين يرغبون في الحصول على بيانات دقيقة للغاية، يمكن استخدام أدوات قياس الطاقة الخارجية. تتضمن هذه الأدوات مقاييس USB الرقمية (USB Power Meters) التي يمكن توصيلها بين الشاحن والجهاز لقياس التيار (أمبير) والجهد (فولت) الذي يتم سحبه أثناء الشحن والتفريغ. كما يمكن استخدام أجهزة الملتيميتر (Multimeters) لقياس الجهد والتيار الخارج من البطارية مباشرة، وإن كان هذا يتطلب بعض المعرفة الفنية وتفكيك الجهاز في بعض الأحيان.

عند استخدام مقياس USB، يمكنك مراقبة معدل الشحن أو التفريغ الفعلي بالواط (وات = فولت × أمبير). يساعدك هذا على فهم كفاءة الشحن والتفريغ للبطارية. على سبيل المثال، إذا كان الجهاز يستهلك 5 واط أثناء تشغيل الفيديو، يمكنك تقدير المدة التي ستصمد فيها البطارية إذا كانت سعتها معروفة. هذه الأدوات توفر رؤى عميقة حول الأداء الفعلي للبطارية وتساعد في تحديد أي مشاكل محتملة في كفاءة الطاقة.

مقارنة السعة الفعلية مقابل المعلنة

في بعض الأحيان، قد تختلف السعة الفعلية للبطارية عن السعة المعلنة من قبل الشركة المصنعة. يمكن لبعض تطبيقات الطرف الثالث على الهواتف الذكية أو أجهزة الكمبيوتر المحمولة أن تقدم قراءات للسعة الفعلية للبطارية (بالمللي أمبير ساعة mAh أو الواط ساعة Wh). هذه القراءات يمكن أن تساعدك في مقارنة بطاريتين مختلفتين وتحديد ما إذا كانت البطارية تقدم بالفعل السعة التي تدعيها.

على سبيل المثال، على نظام Windows، يمكنك فتح موجه الأوامر وكتابة “powercfg /batteryreport” لإنشاء تقرير مفصل عن البطارية يشمل السعة المعلنة (Design Capacity) والسعة الكاملة الأخيرة (Full Charge Capacity). مقارنة هذه الأرقام بمرور الوقت يمكن أن يكشف عن تدهور أداء البطارية. بينما على أندرويد، توفر بعض التطبيقات مثل AccuBattery بيانات حول السعة المقدرة للبطارية بناءً على دورات الشحن. هذه المعلومات حاسمة لتقييم القيمة الحقيقية للبطارية.

العوامل المؤثرة في أداء البطارية أثناء الاستخدام المكثف

نوع البطارية وتقنيتها

تختلف أنواع البطاريات بشكل كبير في أدائها وكفاءتها. بطاريات ليثيوم أيون (Li-ion) والليثيوم بوليمر (Li-Po) هي الأكثر شيوعًا في الأجهزة الحديثة، وتوفر كثافة طاقة عالية وعمرًا افتراضيًا جيدًا. ومع ذلك، هناك اختلافات في التركيب الكيميائي والجودة بين البطاريات من مختلف الشركات المصنعة، مما يؤثر على قدرتها على تحمل الاستخدام المكثف ومعدلات التفريغ العالية. البطاريات ذات الجودة العالية غالبًا ما تكون أكثر قدرة على الحفاظ على الجهد ثابتًا تحت الحمل.

برمجيات الجهاز وتحسيناتها

تلعب البرمجيات دورًا حاسمًا في إدارة استهلاك طاقة البطارية. أنظمة التشغيل الحديثة مثل Android و iOS و Windows تتضمن ميزات متقدمة لتحسين استهلاك الطاقة، مثل وضع توفير الطاقة، وإدارة التطبيقات في الخلفية، وتحسين أداء المعالج لتجنب استهلاك الطاقة الزائد. تحديثات البرامج غالبًا ما تتضمن تحسينات في إدارة الطاقة يمكن أن تؤثر بشكل كبير على عمر البطارية، خاصة أثناء الاستخدام المكثف.

درجة الحرارة المحيطة

تؤثر درجة الحرارة بشكل كبير على أداء وعمر البطارية. درجات الحرارة المرتفعة جدًا أو المنخفضة جدًا يمكن أن تؤدي إلى تدهور أداء البطارية وتلفها على المدى الطويل. عند الاستخدام المكثف، يرتفع الجهاز وبالتالي ترتفع درجة حرارة البطارية، مما قد يزيد من معدل تفريغها ويقلل من كفاءتها. يفضل دائمًا استخدام الأجهزة في بيئة ذات درجة حرارة معتدلة للحفاظ على أفضل أداء للبطارية.

نصائح إضافية للحفاظ على أداء البطارية

معايرة البطارية

تساعد معايرة البطارية على إعادة ضبط نظام التشغيل لقراءة مستويات شحن البطارية بدقة. يمكن أن تصبح قراءات مستوى البطارية غير دقيقة بمرور الوقت، مما يؤثر على تقديرات عمر البطارية. تتم المعايرة عادة عن طريق تفريغ البطارية بالكامل حتى إيقاف تشغيل الجهاز، ثم شحنها بالكامل دون انقطاع. يوصى بإجراء هذه العملية كل بضعة أشهر للحفاظ على دقة القراءات وتحسين إدارة الطاقة.

تجنب التفريغ والشحن الكامل المتكرر

على الرغم من أن معايرة البطارية تتطلب تفريغًا وشحنًا كاملاً، إلا أن التوصيات العامة لبطاريات الليثيوم أيون هي تجنب التفريغ الكامل والشحن الكامل المتكرر. الشحن الجزئي (مثل الشحن بين 20% و 80%) يمكن أن يطيل العمر الافتراضي للبطارية. التفريغ العميق والشحن إلى 100% يضع ضغطًا أكبر على البطارية ويقلل من عدد دورات الشحن التي يمكن أن تتحملها قبل أن تبدأ في التدهور.

تحديث البرامج بانتظام

تتضمن تحديثات أنظمة التشغيل والتطبيقات غالبًا تحسينات في إدارة الطاقة وإصلاحات للأخطاء التي قد تتسبب في استنزاف البطارية. التأكد من تحديث جهازك بانتظام يضمن لك الاستفادة من أحدث التحسينات التي تهدف إلى تحسين كفاءة البطارية وأدائها، خاصة عند الاستخدام المكثف. هذه التحديثات قد تشمل أيضًا تحسينات في التعامل مع درجات الحرارة، مما يساهم في الحفاظ على صحة البطارية على المدى الطويل.

Dr. Merna

كاتب ومحرر بموقع هاو منذ عام 2017.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock