التقنيةالهواتفكيفية

كيفية مقارنة الهواتف في تجربة تعدد التطبيقات

كيفية مقارنة الهواتف في تجربة تعدد التطبيقات

أساسيات فهم أداء الهواتف لتعدد المهام

تعتبر تجربة تعدد التطبيقات أحد المعايير الأساسية التي يرتكز عليها المستخدمون عند اختيار هواتفهم الذكية اليوم. فمع تزايد اعتمادنا على الأجهزة المحمولة لإنجاز مهام متعددة في آن واحد، مثل تصفح الويب، استخدام تطبيقات المراسلة، تشغيل الألعاب، ومشاهدة الفيديو، يصبح من الضروري فهم كيفية تقييم أداء الهاتف في هذا الجانب الحاسم. هذا المقال يقدم دليلاً شاملاً وخطوات عملية لمقارنة الهواتف وضمان تجربة سلسة وخالية من التأخير أو التعليق، مما يساعدك على اتخاذ قرار مستنير يواكب احتياجاتك اليومية والمتغيرة.

المعايير الأساسية لمقارنة أداء تعدد التطبيقات

1. الذاكرة العشوائية (RAM) وأهميتها

كيفية مقارنة الهواتف في تجربة تعدد التطبيقاتتعد الذاكرة العشوائية، المعروفة بـ RAM، عنصراً حيوياً في قدرة الهاتف على التعامل مع تعدد المهام. هي بمثابة مساحة العمل المؤقتة التي يستخدمها الجهاز لتخزين البيانات التي تحتاجها التطبيقات المفتوحة حالياً للوصول إليها بسرعة. كلما زاد حجم الذاكرة العشوائية، زادت قدرة الهاتف على الاحتفاظ بعدد أكبر من التطبيقات قيد التشغيل في الخلفية دون الحاجة إلى إعادة تحميلها عند التبديل بينها، مما يوفر تجربة استخدام أكثر سلاسة وكفاءة.

لتقييم الذاكرة العشوائية، يجب النظر ليس فقط إلى حجمها بالجيجابايت، بل أيضاً إلى كفاءتها في إدارة التطبيقات. الهواتف ذات الذاكرة العشوائية الكبيرة (8 جيجابايت أو أكثر) غالباً ما تقدم أداءً أفضل في تعدد المهام. ومع ذلك، لا يعتمد الأمر على الحجم فقط، بل يلعب نظام التشغيل وتحسيناته دوراً كبيراً في كيفية استغلال هذه الذاكرة. فبعض الأنظمة قادرة على إدارة الذاكرة بكفاءة عالية حتى مع أحجام أقل.

2. قوة المعالج (Processor) وكفاءته

يعتبر المعالج، أو وحدة المعالجة المركزية (CPU)، بمثابة عقل الهاتف الذي ينفذ جميع العمليات والتعليمات. تؤثر قوة المعالج بشكل مباشر على سرعة استجابة الهاتف ومرونته في التعامل مع المهام المعقدة وتعدد التطبيقات. المعالجات الحديثة تأتي بتصميمات متعددة الأنوية (مثل ثماني الأنوية) وبترددات أعلى، مما يسمح لها بمعالجة عدة مهام بالتوازي بكفاءة أكبر.

عند مقارنة المعالجات، يجب الانتباه إلى الجيل المصنّع منه المعالج وتقنية التصنيع (مثل 7 نانومتر أو 5 نانومتر)، والتي تؤثر على كفاءة استهلاك الطاقة والأداء. كما أن وجود وحدة معالجة رسومية (GPU) قوية ضمن المعالج يساهم في تحسين الأداء العام، خاصةً عند تشغيل الألعاب أو التطبيقات التي تتطلب موارد رسومية مكثفة، مما يقلل العبء على المعالج الرئيسي ويحسن تجربة تعدد المهام.

3. نظام التشغيل والتحسينات البرمجية

لا يقتصر أداء تعدد التطبيقات على المكونات المادية فحسب، بل يلعب نظام التشغيل (مثل أندرويد أو iOS) وتحسيناته البرمجية دوراً محورياً. تقوم الشركات المصنعة للهواتف بتطوير واجهات المستخدم الخاصة بها فوق نظام التشغيل الأساسي، وتضيف إليها تحسينات وبرمجيات لإدارة الموارد. هذه التحسينات يمكن أن تؤثر بشكل كبير على كيفية تخصيص الذاكرة وقوة المعالج للتطبيقات المختلفة.

أنظمة التشغيل التي تتميز بإدارة موارد ذكية يمكنها تحديد أولويات التطبيقات في الخلفية، وإغلاق التطبيقات غير المستخدمة بفعالية، أو تجميدها لتقليل استهلاك الذاكرة والطاقة. بعض الهواتف توفر وضعاً خاصاً للألعاب أو وضع الأداء العالي الذي يمكنه تخصيص موارد إضافية لتطبيق معين. البحث عن مراجعات تتعلق بتحسينات نظام التشغيل وتجربته الواقعية يعد أمراً ضرورياً.

طرق عملية لاختبار ومقارنة أداء تعدد التطبيقات

1. الاختبارات اليدوية الواقعية

تعد الاختبارات اليدوية هي الطريقة الأكثر واقعية لتقييم أداء تعدد التطبيقات. ابدأ بفتح مجموعة من التطبيقات التي تستخدمها بشكل متكرر، مثل متصفح الويب (مع عدة علامات تبويب)، تطبيق المراسلة، تطبيق وسائط اجتماعية، لعبة ثقيلة، وتطبيق تحرير صور. قم بفتح هذه التطبيقات بالترتيب، ثم حاول التبديل بينها بسرعة. لاحظ مدى سرعة استجابة الهاتف وكفاءة التبديل بين التطبيقات دون أي تأخير أو إعادة تحميل.

للحصول على مقارنة دقيقة، نفذ هذا الاختبار على الهواتف التي ترغب في مقارنتها في نفس الوقت، مع التأكد من أن جميع التطبيقات مفتوحة وأنها في نفس الحالة. لاحظ ما إذا كانت بعض التطبيقات تُغلق في الخلفية أو تحتاج إلى وقت أطول لإعادة التحميل. سجل ملاحظاتك حول الانسيابية العامة للتجربة، ومعدل الإطارات في الألعاب عند التبديل، وسرعة فتح الملفات الثقيلة في تطبيقات الإنتاجية.

2. استخدام تطبيقات قياس الأداء (Benchmarks)

تطبيقات قياس الأداء توفر تقييمات رقمية وموضوعية لأداء الهاتف في مختلف السيناريوهات، بما في ذلك أداء المعالج والذاكرة العشوائية والرسوميات. هناك العديد من التطبيقات الشهيرة مثل Geekbench التي تقيس أداء المعالج الفردي والمتعدد الأنوية، وتطبيقات أخرى مثل AnTuTu التي تقدم تقييماً شاملاً لجميع مكونات الجهاز. هذه التطبيقات تقوم بتشغيل مهام مكثفة وتوفر درجة يمكن مقارنتها بسهولة بين الأجهزة المختلفة.

عند استخدام تطبيقات قياس الأداء، تأكد من إجراء الاختبارات عدة مرات للحصول على متوسط موثوق به. قارن النتائج بين الهواتف المختلفة، ولكن تذكر أن هذه الأرقام هي مؤشرات وليست الصورة الكاملة. الأداء الواقعي يمكن أن يختلف بناءً على تحسينات نظام التشغيل والاستخدام اليومي. استخدم هذه الدرجات كدليل إضافي بجانب اختباراتك اليدوية لتقييم شامل وموضوعي.

3. تحليل سرعة فتح التطبيقات والتبديل بينها

تعد سرعة فتح التطبيقات والتبديل السريع بينها مؤشراً حيوياً على كفاءة الهاتف في إدارة المهام. يمكنك قياس ذلك يدوياً باستخدام ساعة توقيت أو ببسايرتك. ابدأ بتطبيقات غير مفتوحة في الخلفية، ثم قم بفتحها واحداً تلو الآخر مع قياس الوقت المستغرق لكل منها. بعد فتح مجموعة من التطبيقات، قم بالتبديل بينها بشكل متكرر وراقب أي تأخير أو وميض على الشاشة يشير إلى إعادة تحميل التطبيق من البداية.

لتعزيز دقة هذا التحليل، كرر العملية عدة مرات وفي ظروف مختلفة (مثل وجود اتصال بالإنترنت أو عدمه، أو بعد إعادة تشغيل الهاتف). قارن الأوقات المستغرقة لفتح التطبيقات الشائعة والثقيلة، ولاحظ الفروقات بين الهواتف. هذا يساعد في تحديد مدى سرعة استجابة الهاتف وتعامله مع الطلبات المتكررة لفتح التطبيقات وإعادة استئنافها من حالتها السابقة، مما يعكس كفاءة إدارة الذاكرة والمعالج.

4. مراقبة استهلاك الموارد

يمكنك مراقبة استهلاك موارد الهاتف مثل الذاكرة العشوائية والمعالج بشكل مباشر من خلال أدوات المطورين المتاحة في معظم أنظمة التشغيل (مثل خيارات المطور في أندرويد). تتيح لك هذه الأدوات رؤية التطبيقات التي تستهلك أكبر قدر من الذاكرة العشوائية أو وحدة المعالجة المركزية، وكيفية تصرف الهاتف تحت الضغط عند تشغيل تطبيقات متعددة.

لتفعيل هذه الميزة، عادة ما يتوجب عليك تفعيل “خيارات المطور” من إعدادات الهاتف. بمجرد التفعيل، يمكنك الوصول إلى قوائم تعرض استخدام الذاكرة أو العمليات قيد التشغيل. قم بتشغيل عدة تطبيقات ثقيلة ثم راقب هذه المقاييس. الهاتف الذي يدير موارده بفعالية سيظهر استهلاكاً مستقراً ومعقولاً حتى مع تعدد المهام، دون أن يصل إلى مستويات حرجة تؤثر سلباً على الأداء العام وتؤدي إلى تباطؤ الجهاز.

نصائح إضافية لتحسين تجربة تعدد التطبيقات

1. إدارة التطبيقات في الخلفية

تؤثر التطبيقات التي تعمل في الخلفية بشكل كبير على أداء تعدد المهام. قم بمراجعة قائمة التطبيقات التي تستهلك موارد كبيرة وقم بتقييد عملها في الخلفية إذا لم تكن بحاجة إليها بشكل دائم. العديد من أنظمة التشغيل توفر إعدادات للتحكم في هذا الأمر، حيث يمكنك تحديد التطبيقات التي يمكنها العمل بحرية في الخلفية وتلك التي يجب تقييدها. هذا الإجراء يحرر الذاكرة العشوائية ويقلل الضغط على المعالج، مما يحسن الاستجابة العامة للهاتف.

2. تحديث نظام التشغيل بانتظام

تصدر الشركات المصنعة تحديثات دورية لأنظمة التشغيل الخاصة بها تتضمن تحسينات للأداء وإدارة الموارد. تحديث هاتفك بانتظام يضمن حصولك على أحدث التحسينات البرمجية التي قد تساهم في تعزيز كفاءة تعدد التطبيقات، وإصلاح الأخطاء، وتحسين استغلال الموارد المادية للجهاز. لا تهمل هذه التحديثات لأنها مفتاح الحفاظ على أداء الهاتف الأمثل بمرور الوقت.

3. اختيار التطبيقات الخفيفة

عندما يكون ذلك ممكناً، اختر الإصدارات “الخفيفة” (Lite versions) من التطبيقات الشهيرة، مثل Facebook Lite أو Messenger Lite، إذا كانت متوفرة. هذه الإصدارات مصممة لتستهلك موارد أقل من الذاكرة والمعالج، مما يقلل العبء على الهاتف بشكل عام ويترك المزيد من الموارد متاحة لتطبيقات أخرى أو لمهام أكثر أهمية. هذا الخيار مفيد بشكل خاص للهواتف ذات المواصفات المتوسطة أو القديمة لتحسين تجربتها في تعدد المهام.

4. مساحة التخزين وتأثيرها

على الرغم من أن مساحة التخزين الداخلية لا تؤثر بشكل مباشر على أداء تعدد التطبيقات مثل الذاكرة العشوائية والمعالج، إلا أن امتلاءها بشكل مفرط يمكن أن يؤثر سلباً على الأداء العام للهاتف. قد يؤدي نقص المساحة إلى بطء في نظام التشغيل والتطبيقات، وصعوبة في حفظ البيانات المؤقتة، مما ينعكس على تجربة تعدد المهام. حافظ على مساحة تخزين كافية خالية لتحسين سرعة واستجابة الهاتف.

الخلاصة

إن اختيار الهاتف المناسب لتجربة تعدد التطبيقات يتطلب فهماً عميقاً للمواصفات الفنية وطرق الاختبار العملي. باتباع الخطوات والنصائح المذكورة في هذا الدليل، مثل تقييم الذاكرة العشوائية والمعالج، وإجراء الاختبارات اليدوية، والاستعانة بتطبيقات قياس الأداء، ومراقبة استهلاك الموارد، ستكون قادراً على اتخاذ قرار مستنير يضمن لك أقصى درجات الكفاءة والراحة في استخدام هاتفك الذكي. تذكر أن التوازن بين المواصفات المادية والتحسينات البرمجية هو المفتاح لتجربة سلسة وممتعة.

Dr. Merna

كاتب ومحرر بموقع هاو منذ عام 2017.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock