التقنيةالهواتفكيفية

كيفية مقارنة الهواتف في دعم التحديثات الأمنية

كيفية مقارنة الهواتف في دعم التحديثات الأمنية


دليل شامل لاختيار الهاتف الأفضل من حيث الأمان والموثوقية


في عالمنا الرقمي المتسارع، أصبحت الهواتف الذكية جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية. مع تزايد الاعتماد عليها، يزداد القلق بشأن أمان بياناتنا وخصوصيتنا. تلعب التحديثات الأمنية دورًا حيويًا في حماية أجهزتنا من الثغرات والهجمات الإلكترونية. لكن كيف يمكن للمستخدم العادي مقارنة الهواتف المختلفة في دعم هذه التحديثات قبل اتخاذ قرار الشراء؟ هذا المقال سيقدم لك دليلاً مفصلاً وخطوات عملية لمساعدتك في هذا الاختيار الهام، لضمان حصولك على هاتف يوفر أعلى مستويات الأمان والدعم المستمر.

أهمية التحديثات الأمنية للهواتف الذكية


لماذا لا يمكن الاستغناء عن التحديثات الأمنية؟

كيفية مقارنة الهواتف في دعم التحديثات الأمنيةتعتبر التحديثات الأمنية بمثابة درع واقٍ يحمي هاتفك الذكي من المخاطر المحتملة. كلما اكتشف الباحثون والمطورون ثغرات أمنية جديدة في أنظمة التشغيل أو التطبيقات، تعمل الشركات المصنعة على إصدار تحديثات لسد هذه الثغرات. إهمال هذه التحديثات قد يجعل هاتفك عرضة للاختراق وسرقة البيانات الشخصية أو المالية، أو حتى تعطيل الجهاز بالكامل. لذلك، فإن متابعة هذه التحديثات وتثبيتها فور توفرها أمر بالغ الأهمية للحفاظ على أمان بياناتك وخصوصيتك.

يساعد التحديث المستمر في الحفاظ على أداء الجهاز واستقراره. غالبًا ما تتضمن التحديثات إصلاحات للأخطاء وتحسينات في الأداء العام، مما يضمن تجربة استخدام سلسة وموثوقة. كما أنها تحمي من البرمجيات الخبيثة والتطبيقات الضارة التي قد تستغل الثغرات القديمة للدخول إلى نظام الهاتف والتلاعب به أو سرقة معلومات منه. بالتالي، فإن اختيار هاتف يدعم التحديثات الأمنية لفترة طويلة هو استثمار في أمانك الرقمي.

معايير أساسية لمقارنة دعم التحديثات الأمنية


التحقق من سياسة التحديثات الخاصة بالشركة المصنعة

الخطوة الأولى والأكثر أهمية هي البحث عن سياسة التحديثات الخاصة بالشركة المصنعة للهاتف. تختلف هذه السياسات بشكل كبير بين الشركات. بعض الشركات مثل جوجل (لهواتف بيكسل) وسامسونج وأبل، تلتزم بتقديم تحديثات أمنية بانتظام ولفترات طويلة قد تمتد لعدة سنوات. في المقابل، قد لا تكون بعض الشركات الأخرى ملتزمة بنفس المستوى، مما يعني أن هواتفها قد تتوقف عن تلقي التحديثات بعد فترة قصيرة من إصدارها.

عادة ما تعلن الشركات عن سياستها للتحديثات على مواقعها الرسمية أو في بياناتها الصحفية عند إطلاق الهواتف الجديدة. يجب البحث عن معلومات محددة حول عدد سنوات الدعم الأمني وتواتر إصدار التحديثات (شهرية، ربع سنوية). معرفة هذه التفاصيل ستساعدك على تكوين صورة واضحة حول مدى التزام الشركة بأمان مستخدميها. لا تكتف بالوعود العامة، بل ابحث عن الأرقام والمدد الزمنية المحددة لضمان أقصى حماية.

مدة الدعم الأمني والتحديثات الرئيسية لنظام التشغيل

بالإضافة إلى التحديثات الأمنية الشهرية، من المهم النظر إلى عدد التحديثات الرئيسية لنظام التشغيل التي يتلقاها الهاتف. تحديثات نظام التشغيل الرئيسية (مثل الانتقال من أندرويد 12 إلى أندرويد 13) غالبًا ما تتضمن تحسينات أمنية كبيرة وميزات جديدة. الهواتف التي تتلقى تحديثات لنظام التشغيل لفترة أطول تكون عادة أكثر أمانًا وموثوقية على المدى الطويل.

تتراوح مدة الدعم الأمني للهواتف الذكية عادة بين سنتين إلى سبع سنوات، اعتمادًا على الشركة وفئة الهاتف. هواتف الفئة العليا غالبًا ما تحصل على دعم أطول. عند المقارنة، ابحث عن الهواتف التي تقدم ثلاث سنوات على الأقل من تحديثات نظام التشغيل الرئيسية وخمس سنوات من التحديثات الأمنية كحد أدنى. كلما زادت هذه المدة، كلما كان الهاتف استثمارًا أفضل من الناحية الأمنية، وسيبقى آمنًا ومحدثًا لفترة أطول قبل الحاجة إلى استبداله.

تواتر إصدار التحديثات وجودتها

ليس المهم فقط الحصول على التحديثات، بل مدى تواترها وجودتها. الشركات الملتزمة بالأمان تصدر تحديثات أمنية بشكل منتظم، عادةً كل شهر أو ربع سنة. هذا يضمن سد الثغرات المكتشفة حديثًا في أقرب وقت ممكن. كما أن جودة التحديثات تلعب دورًا. هل التحديثات مستقرة ولا تتسبب في مشاكل جديدة للجهاز؟ يمكن تقييم ذلك من خلال مراجعات المستخدمين والتقارير التقنية.

لتقييم تواتر وجودة التحديثات، يمكنك البحث في المنتديات التقنية ومواقع المراجعات المتخصصة. غالبًا ما يتم الإبلاغ عن سجل تحديثات كل هاتف بشكل مفصل. ابحث عن أي تقارير حول التأخير في إصدار التحديثات أو وجود مشكلات بعد تثبيتها. الشركات ذات السمعة الجيدة في هذا المجال هي تلك التي تقدم تحديثات سريعة وموثوقة، وهذا يعكس التزامها بحماية مستخدميها ويوفر راحة بال أكبر للمالكين.

طرق عملية لمقارنة الهواتف


الاستعانة بالمواقع المتخصصة ومنتديات الدعم الفني

توجد العديد من المواقع والمنصات المتخصصة التي توفر معلومات مفصلة حول دعم التحديثات للهواتف المختلفة. مواقع مثل “GSMArena” أو “XDA Developers” أو حتى مدونات التكنولوجيا الكبرى غالبًا ما تتتبع سجل التحديثات لكل جهاز. يمكنك البحث باسم الهاتف الذي تهتم به والتحقق من تاريخ إصدار التحديثات الأمنية وتحديثات نظام التشغيل التي تلقاها الجهاز.

تعتبر منتديات الدعم الفني ومجتمعات المستخدمين مصدرًا قيمًا للمعلومات. يمكن للمستخدمين مشاركة تجاربهم مع التحديثات، والإبلاغ عن أي مشاكل أو تأخيرات. الانضمام إلى هذه المنتديات أو تصفحها سيمكنك من الحصول على آراء حقيقية ومفيدة حول مدى جودة دعم الشركة المصنعة لتحديثات هواتفها. ابحث عن الأقسام المخصصة لنماذج الهواتف التي تهمك واقرأ المناقشات المتعلقة بالتحديثات.

مقارنة سجل التحديثات للهواتف المرشحة

إذا كنت قد حصرت خياراتك في عدد قليل من الهواتف، يمكنك إجراء مقارنة مباشرة لسجل تحديثات كل منها. أنشئ جدولاً بسيطًا يتضمن اسم الهاتف، تاريخ إصداره، عدد تحديثات نظام التشغيل الرئيسية التي تلقاها، وعدد سنوات الدعم الأمني المتوقع. هذا سيساعدك على تصور الفروقات بوضوح واتخاذ قرار مستنير بناءً على البيانات.

تأكد من أن المعلومات التي تجمعها حديثة وموثوقة. قد تتغير سياسات الشركات بمرور الوقت، لذا اعتمد على أحدث التقارير والمراجعات. ركز على الهواتف التي أثبتت التزامها بتقديم تحديثات منتظمة وسريعة، وتجنب الهواتف التي لديها تاريخ من التأخير أو إيقاف الدعم الأمني مبكرًا. هذه المقارنة ستوفر لك رؤية شاملة وتساعدك على اختيار الهاتف الذي يلبي احتياجاتك الأمنية على أفضل وجه.

التحقق من إصدار الأندرويد أو iOS المثبت

عند شراء هاتف جديد، خاصة إذا كان قد مضى بعض الوقت على إصداره، تحقق من إصدار نظام التشغيل المثبت عليه. إذا كان الهاتف يعمل بإصدار قديم جدًا من الأندرويد أو iOS، فقد يعني ذلك أنه سيتطلب عدة تحديثات فورية فور إخراجه من الصندوق. الأفضل دائمًا اختيار هاتف يعمل بأحدث إصدار متاح من نظام التشغيل، أو على الأقل إصدار حديث جدًا لضمان حصولك على أحدث الميزات الأمنية.

يمكنك العثور على هذه المعلومات عادة في صندوق الهاتف أو في مواصفاته الفنية على موقع الشركة المصنعة أو متاجر التجزئة. الهواتف التي تأتي بإصدارات حديثة تقلل من الحاجة إلى تحديثات فورية وتضمن أنك تبدأ باستخدام جهاز محمي بأحدث التدابير الأمنية المتاحة. هذا يقلل من القلق بشأن الثغرات المعروفة التي قد تكون موجودة في الإصدارات الأقدم من أنظمة التشغيل.

نصائح إضافية لتعزيز أمان هاتفك


تفعيل ميزات الأمان المدمجة

بعد اختيار الهاتف، لا تتوقف جهودك عند هذا الحد. تأكد من تفعيل جميع ميزات الأمان المدمجة في نظام التشغيل. يشمل ذلك قفل الشاشة بكلمة مرور قوية أو بصمة الإصبع أو التعرف على الوجه، وتشفير الجهاز، وتفعيل المصادقة الثنائية للحسابات الهامة، واستخدام ميزة “العثور على جهازي” في حال فقدانه أو سرقته. هذه الميزات تشكل طبقة حماية إضافية لا غنى عنها.

الحذر من التطبيقات والمصادر غير الموثوقة

تجنب تنزيل التطبيقات من مصادر غير رسمية أو غير موثوقة، واحرص دائمًا على تنزيل التطبيقات من المتاجر الرسمية مثل جوجل بلاي ستور أو آبل آب ستور. حتى عند التنزيل من المتاجر الرسمية، اقرأ مراجعات التطبيق وتحقق من صلاحيات الوصول التي يطلبها. بعض التطبيقات قد تطلب صلاحيات غير ضرورية لوظيفتها، وهذا قد يكون مؤشرًا على مخاطر أمنية محتملة. كن دائمًا حذرًا عند منح الأذونات للتطبيقات.

النسخ الاحتياطي المنتظم للبيانات

مهما كانت إجراءات الأمان قوية، فإن النسخ الاحتياطي المنتظم لبياناتك أمر حيوي. في حالة حدوث أي مشكلة غير متوقعة، مثل عطل في الجهاز أو هجوم إلكتروني، فإن وجود نسخة احتياطية من صورك ومستنداتك وجهات اتصالك يضمن عدم فقدانها. استخدم خدمات النسخ الاحتياطي السحابية الموثوقة مثل جوجل درايف أو آي كلاود، أو قم بعمل نسخ احتياطية يدوية على جهاز كمبيوتر أو قرص صلب خارجي بشكل دوري. هذا يوفر لك راحة البال ويحميك من فقدان بياناتك الثمينة.

Dr. Merna

كاتب ومحرر بموقع هاو منذ عام 2017.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock