محتوى المقال
كيفية علاج البواسير الداخلية والخارجية
دليلك الشامل لراحة فورية وعلاج فعال
تُعد البواسير من المشكلات الصحية الشائعة التي تُصيب الكثير من الأشخاص، وتُسبب إزعاجًا وألمًا كبيرًا. يمكن أن تظهر البواسير داخليًا أو خارجيًا، ولكل نوع خصائصه وأساليب علاجه. يهدف هذا المقال إلى تقديم دليل شامل وخطوات عملية لمساعدتك على فهم البواسير، وطرق علاجها المتعددة، بالإضافة إلى نصائح للوقاية من عودتها.
فهم البواسير: الأنواع والأسباب
البواسير الداخلية
البواسير الداخلية هي أوردة متورمة تقع داخل المستقيم ولا تكون مرئية أو محسوسة في معظم الأحيان. غالبًا ما يكون العرض الرئيسي لها هو النزيف غير المؤلم أثناء التبرز، حيث تلاحظ وجود دم أحمر فاتح على ورق التواليت أو في المرحاض. في بعض الحالات، قد تتدلى البواسير الداخلية خارج فتحة الشرج، وتسمى حينها بواسير متدلية، وقد تسبب ألمًا أو حكة.
البواسير الخارجية
تتكون البواسير الخارجية تحت الجلد المحيط بالشرج، وهي أكثر وضوحًا ويمكن رؤيتها أو لمسها ككتل متورمة. غالبًا ما تسبب البواسير الخارجية ألمًا، حكة، إزعاجًا، خاصة عند الجلوس أو أثناء التبرز. في حال تكون جلطة دموية داخل البواسير الخارجية، تُعرف بالبواسير المتخثرة، ويُمكن أن تسبب ألمًا شديدًا ومفاجئًا وتتطلب رعاية طبية.
أسباب البواسير الشائعة
تتعدد الأسباب التي تؤدي إلى ظهور البواسير، وتنشأ بشكل عام نتيجة زيادة الضغط على الأوردة في منطقة الشرج والمستقيم. من أبرز هذه الأسباب: الإجهاد أثناء التبرز، الإمساك المزمن أو الإسهال، الحمل والولادة، السمنة، رفع الأثقال بشكل متكرر، والجلوس لفترات طويلة. يمكن أن تلعب العوامل الوراثية دورًا أيضًا في الاستعداد للإصابة بالبواسير.
طرق علاج البواسير الداخلية
العلاجات المنزلية وتغيير نمط الحياة
تُعد هذه الخطوات هي خط الدفاع الأول لعلاج البواسير الداخلية والخارجية على حد سواء. تشمل زيادة تناول الألياف في نظامك الغذائي من الخضروات والفواكه والحبوب الكاملة للمساعدة في تليين البراز ومنع الإمساك. شرب كميات كافية من الماء يوميًا أمر حيوي أيضًا. تجنب الإجهاد أثناء التبرز ولا تمكث في المرحاض لفترات طويلة. كما يمكن أن تساعد حمامات المقعدة الدافئة في تخفيف الألم وتقليل التورم.
العلاجات الدوائية بدون وصفة طبية
تتوفر العديد من الكريمات والمراهم والتحاميل التي لا تستلزم وصفة طبية لتخفيف أعراض البواسير الداخلية. تحتوي هذه المستحضرات غالبًا على مكونات مثل الهيدروكورتيزون لتخفيف الالتهاب والحكة، أو بندق الساحرة الذي يعمل كقابض للأوعية الدموية لتقليل التورم. يُنصح باتباع التعليمات المذكورة على العبوة واستخدامها لفترة قصيرة فقط لتجنب الآثار الجانبية.
الإجراءات الطبية غير الجراحية
في حال عدم استجابة البواسير الداخلية للعلاجات المنزلية والدوائية، قد يوصي الطبيب ببعض الإجراءات غير الجراحية. يُعد ربط الشريط المطاطي من أكثر الطرق شيوعًا، حيث يُوضع شريط مطاطي صغير حول قاعدة الباسور لقطع تدفق الدم عنه، مما يؤدي إلى ذبوله وسقوطه في غضون أيام. من الخيارات الأخرى حقن محلول كيميائي (التصلب) أو استخدام الليزر أو الأشعة تحت الحمراء (التخثير الضوئي) لتقليص الباسور.
طرق علاج البواسير الخارجية
العلاج التحفظي والرعاية الذاتية
للتخفيف من أعراض البواسير الخارجية، يُنصح بتطبيق كمادات باردة أو أكياس ثلج على المنطقة المتورمة لمدة 15 دقيقة عدة مرات في اليوم لتقليل الألم والتورم. يمكن استخدام المسكنات التي لا تستلزم وصفة طبية مثل الأيبوبروفين أو الأسيتامينوفين لتخفيف الألم. الحفاظ على نظافة المنطقة بلطف بعد التبرز وتجنب المناديل المعطرة أو الملونة أمر مهم جدًا لتجنب التهيج.
التعامل مع البواسير المتخثرة
عندما تتخثر البواسير الخارجية، أي تتكون جلطة دموية بداخلها، يزداد الألم بشكل كبير ومفاجئ. في هذه الحالة، يجب زيارة الطبيب فورًا. قد يقوم الطبيب بإجراء شق صغير في الباسور لإزالة الجلطة الدموية، وهو إجراء بسيط يُعرف باسم “استئصال الخثرة” ويُمكن أن يوفر راحة فورية من الألم. في بعض الحالات، قد يفضل الطبيب العلاج التحفظي إذا كانت الأعراض محتملة، حيث تذوب الجلطة من تلقاء نفسها بمرور الوقت.
نصائح إضافية للوقاية والتعافي
الوقاية من عودة البواسير
تُعد الوقاية خير من العلاج عندما يتعلق الأمر بالبواسير. للحفاظ على صحة الجهاز الهضمي ومنع عودة البواسير، احرص على تناول نظام غذائي غني بالألياف بشكل مستمر. اشرب كميات كافية من السوائل طوال اليوم. تجنب الجلوس لفترات طويلة، وحاول النهوض والمشي قليلًا كل ساعة. ممارسة النشاط البدني بانتظام تُساهم في تحسين حركة الأمعاء وتقليل الضغط على الأوردة الشرجية.
متى يجب زيارة الطبيب؟
على الرغم من أن البواسير غالبًا ما تُعالج بالعناية الذاتية، إلا أن هناك حالات تتطلب استشارة الطبيب. يجب زيارة الطبيب إذا كنت تعاني من نزيف شرجي مستمر أو كميات كبيرة من الدم، أو إذا كان الألم شديدًا ولا يخف مع العلاجات المنزلية، أو إذا لاحظت وجود كتلة مؤلمة لا تختفي، أو إذا كنت تشعر بالدوار أو الضعف. يمكن للطبيب تشخيص الحالة بدقة واستبعاد أي مشكلات صحية أخرى أكثر خطورة.
خاتمة
إن فهم البواسير وكيفية التعامل معها أمر بالغ الأهمية لتخفيف الألم وتحسين جودة الحياة. من خلال تطبيق الخطوات العملية المذكورة في هذا المقال، سواء كانت علاجات منزلية أو تدخلات طبية، يمكنك إدارة الأعراض بفعالية والحد من تكرارها. تذكر دائمًا أن استشارة الطبيب هي الخطوة الأفضل لتلقي التشخيص الصحيح والعلاج المناسب لحالتك.