التقنيةالكمبيوتر والانترنتالهواتفكيفية

كيفية منع المواقع من تتبعك عبر الهاتف

كيفية منع المواقع من تتبعك عبر الهاتف

حماية خصوصيتك الرقمية على الأجهزة المحمولة

في عالمنا الرقمي المتسارع، أصبحت هواتفنا الذكية امتداداً لذواتنا، تحمل كماً هائلاً من المعلومات الشخصية والحساسة.
لكن هذا التطور يأتي مصحوباً بتحديات جسيمة تتعلق بالخصوصية، حيث تسعى المواقع والتطبيقات المختلفة لتتبع نشاطنا،
جمع بياناتنا، وبناء ملفات تعريف مفصلة عنا. فهم هذه الآليات وكيفية التصدي لها هو خط الدفاع الأول لحماية هويتنا الرقمية.
يهدف هذا المقال إلى تقديم حلول عملية وخطوات دقيقة لمساعدتك على استعادة السيطرة على خصوصيتك ومنع التتبع غير المرغوب فيه.

فهم آليات التتبع عبر الهاتف

تتبع ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز)

كيفية منع المواقع من تتبعك عبر الهاتف
تُعد ملفات تعريف الارتباط، أو “الكوكيز”، من أشهر أدوات التتبع. هذه الملفات النصية الصغيرة تُخزّن في متصفحك عند زيارة موقع ويب معين.
تساعد الكوكيز الموقع على تذكر تفضيلاتك، مثل تسجيل الدخول أو محتويات سلة التسوق.
ومع ذلك، تستخدمها جهات خارجية، مثل شركات الإعلانات، لتتبعك عبر مواقع متعددة وبناء صورة مفصلة عن اهتماماتك وسلوكك على الإنترنت.
يمكن أن يؤدي هذا إلى استهداف إعلاني دقيق وقد يثير مخاوف بشأن خصوصية بياناتك الشخصية.

البصمة الرقمية للجهاز (Fingerprinting)

تعتبر البصمة الرقمية للجهاز طريقة تتبع أكثر تعقيداً ودقة من الكوكيز.
بدلاً من تخزين البيانات على جهازك، يقوم هذا الأسلوب بجمع معلومات فريدة حول جهازك ومتصفحك.
تشمل هذه المعلومات نوع المتصفح وإصداره، نظام التشغيل، دقة الشاشة، الخطوط المثبتة، وعناوين IP.
عند دمج هذه البيانات، يمكن إنشاء “بصمة” فريدة يصعب تغييرها، مما يسمح للمواقع بتحديد هويتك حتى لو قمت بمسح الكوكيز.
تُستخدم هذه الطريقة بشكل متزايد لتجاوز إجراءات الخصوصية التقليدية.

تتبع الإعلانات والشبكات الاجتماعية

تستخدم معظم التطبيقات والمواقع الاجتماعية آليات تتبع لتقديم إعلانات مستهدفة.
تقوم هذه المنصات بجمع بيانات عن تفاعلاتك، اهتماماتك، وحتى موقعك الجغرافي.
تُدمج هذه البيانات مع معلومات من مصادر أخرى لتكوين ملف شخصي دقيق للمستخدمين.
كما أن أزرار المشاركة والإعجاب التابعة لشبكات التواصل الاجتماعي، حتى لو لم تقم بالنقر عليها، يمكنها تتبع نشاطك على المواقع التي تزورها.
هذا التتبع يثير تساؤلات جدية حول مدى تحكم الأفراد في بياناتهم الشخصية وكيفية استخدامها تجارياً.

تتبع الموقع الجغرافي

تعتمد العديد من التطبيقات والخدمات على بيانات موقعك الجغرافي لتقديم وظائف معينة، مثل خرائط الطقس أو توصيات المطاعم.
لكن هذه البيانات يمكن أن تُجمع وتُستخدم لأغراض تتبع سلوكي أو إعلاني.
يمكن أن يتم التتبع عبر نظام تحديد المواقع العالمي (GPS)، شبكات الواي فاي، أو أبراج الشبكة الخلوية.
يُعد التحكم في أذونات الموقع على هاتفك أمراً حيوياً لمنع التطبيقات من الوصول إلى هذه المعلومات الحساسة بشكل مستمر دون علمك أو موافقتك الصريحة.
حماية موقعك الجغرافي تعزز خصوصيتك بشكل كبير.

خطوات عملية لمنع تتبع المتصفح

استخدام متصفحات تركز على الخصوصية

تعتبر المتصفحات المتخصصة في حماية الخصوصية خطوة أولى ممتازة لمنع التتبع.
متصفحات مثل Brave، Firefox Focus، و DuckDuckGo Browser تأتي مزودة بميزات مدمجة لحظر الإعلانات، أجهزة التتبع، والبصمات الرقمية.
يقوم متصفح Brave على سبيل المثال بحظر الإعلانات وأجهزة التتبع تلقائياً، مما يسرع التصفح ويقلل من استهلاك البيانات.
بينما يوفر Firefox Focus تجربة تصفح نظيفة تماماً بدون سجل أو ملفات تعريف ارتباط بعد إغلاق الجلسة.
اختيارك لمتصفح يعطي الأولوية للخصوصية يقلل بشكل كبير من فرص تتبعك على الإنترنت.

للاستفادة القصوى، قم بتحميل أحد هذه المتصفحات من متجر التطبيقات الخاص بهاتفك (Google Play Store لأندرويد أو Apple App Store لـ iOS).
بعد التثبيت، اجعله المتصفح الافتراضي. في إعدادات المتصفح، تأكد من تفعيل جميع خيارات حظر التتبع والحماية من البصمة الرقمية إن وجدت.
بعض المتصفحات توفر تقارير مفصلة عن أجهزة التتبع التي تم حظرها، مما يساعدك على فهم مدى فاعلية الحماية التي تحصل عليها.
لا تتردد في استكشاف الإعدادات المتقدمة لتحسين مستوى خصوصيتك.

تعديل إعدادات المتصفح

بغض النظر عن المتصفح الذي تستخدمه، يمكنك تعزيز خصوصيتك عن طريق تعديل إعداداته الافتراضية.
أولاً، قم بحظر ملفات تعريف الارتباط للجهات الخارجية (third-party cookies).
تُستخدم هذه الكوكيز بشكل أساسي لتتبعك عبر مواقع متعددة لأغراض إعلانية.
يمكن العثور على هذا الخيار عادة في قسم “الخصوصية والأمان” ضمن إعدادات المتصفح.
ثانياً، قم بتفعيل ميزة “عدم التتبع” (Do Not Track) إذا كانت متوفرة.
رغم أن هذه الميزة لا تضمن منع التتبع بنسبة 100% (لأنها تعتمد على التزام المواقع بها)، إلا أنها ترسل طلباً للمواقع بعدم تتبع نشاطك.

بالإضافة إلى ذلك، يُنصح بمسح سجل التصفح، ذاكرة التخزين المؤقت (Cache)، وملفات تعريف الارتباط بانتظام.
يمكن القيام بذلك يدوياً من إعدادات المتصفح، أو يمكنك ضبط المتصفح ليقوم بذلك تلقائياً عند الإغلاق، حسب المتصفح الذي تستخدمه.
هذه الخطوة تضمن إزالة أي بيانات تتبع متبقية من جلسات التصفح السابقة.
كما يمكنك استخدام وضع التصفح المتخفي (Incognito Mode) أو الخاص (Private Mode) للتصفح الذي لا تريد حفظ بياناته،
مع الأخذ في الاعتبار أن هذا الوضع لا يمنع مزود خدمة الإنترنت أو المواقع من تتبعك.

استخدام إضافات حظر التتبع (على المتصفحات التي تدعمها)

تُعد إضافات المتصفح أدوات قوية لتعزيز الخصوصية، خاصة على متصفحات مثل Firefox و Kiwi Browser (لأندرويد) التي تدعم الإضافات.
من أبرز هذه الإضافات: uBlock Origin، وهي أداة فعالة لحظر الإعلانات وأجهزة التتبع التي تعمل على تسريع التصفح وتقليل المخاطر الأمنية.
كما أن Privacy Badger من مؤسسة الحدود الإلكترونية (EFF) يتعلم تلقائياً من أجهزة التتبع ويكشفها ويحظرها.
وتعمل Ghostery على الكشف عن أجهزة التتبع وحظرها أيضاً، مما يمنحك سيطرة أكبر على بياناتك.

لتركيب هذه الإضافات، افتح المتصفح الذي يدعمها، ثم انتقل إلى قسم الإضافات (Extensions) أو الملحقات (Add-ons) في قائمة الإعدادات.
ابحث عن الإضافة المطلوبة وقم بتثبيتها. بعد التثبيت، تأكد من تفعيلها وتعديل إعداداتها حسب رغبتك.
بعض الإضافات تسمح لك بتخصيص قائمة الحظر، أو السماح لبعض أجهزة التتبع الضرورية لعمل الموقع بشكل صحيح.
استخدام هذه الإضافات يمكن أن يوفر طبقة إضافية من الحماية ضد تتبع الجهات الخارجية.

حماية خصوصية التطبيقات وإعدادات الهاتف

مراجعة أذونات التطبيقات

تطلب التطبيقات على هاتفك أذونات مختلفة للوصول إلى بيانات وميزات الجهاز، مثل الكاميرا، الميكروفون، جهات الاتصال، والموقع.
غالباً ما يوافق المستخدمون على هذه الأذونات دون تفكير، مما قد يعرض خصوصيتهم للخطر.
من الضروري مراجعة هذه الأذونات بانتظام.
انتقل إلى “إعدادات” هاتفك، ثم “التطبيقات”، ومن هناك يمكنك مراجعة أذونات كل تطبيق على حدة.
قم بإلغاء أي إذن يبدو غير ضروري لوظيفة التطبيق. على سبيل المثال، لماذا يحتاج تطبيق مصباح يدوي للوصول إلى موقعك أو جهات اتصالك؟
لا تتردد في إلغاء الأذونات التي تشك في ضرورة وجودها.

تتيح أنظمة التشغيل الحديثة (مثل Android 10+ و iOS 13+) خيارات أكثر دقة لإدارة الأذونات.
يمكنك منح بعض الأذونات “مرة واحدة فقط” أو “عند استخدام التطبيق” بدلاً من السماح بالوصول “دائماً”.
استخدم هذه الخيارات لتقييد وصول التطبيقات إلى البيانات الحساسة عندما لا تكون بحاجة ماسة إليها.
المراجعة الدورية لأذونات التطبيقات هي عادة صحية لتعزيز خصوصيتك الرقمية بشكل مستمر وتقليل فرص التتبع غير المرغوب فيه من قبل التطبيقات المثبتة على جهازك.

تعطيل معرفات الإعلانات

تستخدم أنظمة تشغيل الهواتف المحمولة (Android و iOS) معرفات إعلانية فريدة لكل جهاز.
تعمل هذه المعرفات بشكل مشابه لملفات تعريف الارتباط ولكن على مستوى نظام التشغيل، مما يسمح لشركات الإعلانات بتتبع نشاطك عبر تطبيقات مختلفة.
يمكنك إعادة تعيين هذا المعرف أو حتى تعطيله لمنع هذا النوع من التتبع.
على هواتف أندرويد، اذهب إلى “الإعدادات” > “جوجل” > “الإعلانات”، ثم اختر “إعادة تعيين معرّف الإعلانات” أو “حذف معرّف الإعلانات”.
على هواتف آيفون (iOS)، اذهب إلى “الإعدادات” > “الخصوصية والأمان” > “تتبع”، وقم بإيقاف تشغيل خيار “السماح للتطبيقات بطلب التتبع” أو اذهب إلى “إعلانات أبل” واختر “إيقاف الإعلانات المخصصة”.

يُعد تعطيل أو إعادة تعيين معرف الإعلانات خطوة مهمة للحد من التتبع المستهدف الذي قد يؤثر على تجربتك الإعلانية داخل التطبيقات.
عند إعادة تعيين المعرف، يصبح من الصعب على المعلنين ربط نشاطك القديم بالجديد، مما يحد من قدرتهم على بناء ملف تعريفي دقيق عنك.
قد لا يمنع هذا ظهور الإعلانات تماماً، لكنه يقلل من مدى استهدافها لاهتماماتك الشخصية.
حافظ على فحص هذه الإعدادات بانتظام، خاصة بعد تحديثات النظام، حيث قد تتغير مواقعها أو خياراتها.

إدارة خدمات الموقع الجغرافي

خدمات الموقع الجغرافي من أهم مصادر البيانات التي يمكن استخدامها لتتبعك.
يمكنك التحكم فيها بدقة لمنع التطبيقات والمواقع من معرفة مكانك باستمرار.
انتقل إلى “إعدادات” هاتفك، ثم ابحث عن قسم “الموقع الجغرافي” أو “خدمات الموقع”.
من هناك، يمكنك تعطيل الوصول إلى الموقع بشكل كامل للتطبيقات التي لا تتطلب هذه الميزة لوظيفتها الأساسية.
لكل تطبيق على حدة، اختر خيار السماح بالوصول “عند الاستخدام فقط” بدلاً من “دائماً”.
على سبيل المثال، تطبيق الخرائط يحتاج إلى موقعك عند استخدامه، بينما تطبيق الألعاب قد لا يحتاجه أبداً.

بالإضافة إلى أذونات التطبيقات الفردية، تحقق من إعدادات خدمات الموقع على مستوى النظام.
تأكد من تعطيل “الموقع الدقيق” (Precise Location) للتطبيقات التي لا تحتاج إلى معرفة مكانك بدقة عالية، والاكتفاء بالموقع التقريبي.
كما يمكنك تعطيل سجل المواقع الجغرافية (Location History) إن كان مفعلاً، والذي يخزن تاريخ تحركاتك.
التحكم الفعال في خدمات الموقع يقلل بشكل كبير من كمية البيانات الجغرافية التي تُجمع عنك، مما يعزز خصوصيتك بشكل مباشر ويمنع التتبع المبني على تحركاتك اليومية.

طرق إضافية لتعزيز الخصوصية

استخدام الشبكات الافتراضية الخاصة (VPN)

تُعد الشبكة الافتراضية الخاصة (VPN) أداة قوية لتعزيز خصوصيتك على الإنترنت.
عند استخدام VPN، يتم تشفير اتصالك بالإنترنت وتوجيهه عبر خادم وسيط تابع لخدمة VPN.
هذا يعني أن عنوان IP الخاص بك يتم إخفاؤه، ويظهر للمواقع أنك تتصفح من موقع الخادم، وليس من موقعك الفعلي.
بالإضافة إلى ذلك، تقوم VPN بتشفير بياناتك، مما يجعل من الصعب على مزود خدمة الإنترنت أو أي جهة أخرى اعتراضها وتتبعها.
اختر خدمة VPN موثوقة ذات سياسة صارمة لعدم الاحتفاظ بالسجلات (No-Log Policy) لضمان أقصى درجات الحماية.

لتثبيت VPN، قم بتحميل التطبيق الخاص بالخدمة التي اخترتها من متجر التطبيقات.
بعد التثبيت، قم بتسجيل الدخول واختيار الخادم الذي ترغب في الاتصال به، ثم قم بتفعيل الاتصال.
تأكد من أن VPN مفعلة دائماً عند تصفح الإنترنت أو استخدام التطبيقات التي تتعامل مع بيانات حساسة.
بالرغم من أن VPN لا تمنع كل أنواع التتبع (مثل تتبع الكوكيز أو البصمة الرقمية على المتصفح)، إلا أنها توفر طبقة حماية أساسية قوية لعنوان IP الخاص بك وتشفير بيانات اتصالك.
استخدامها هو خطوة حاسمة نحو تصفح أكثر أماناً وخصوصية.

التصفح الخفي (Incognito Mode)

يُوفر التصفح الخفي، المعروف أيضاً بالوضع الخاص أو المتخفي، مستوى معيناً من الخصوصية داخل المتصفح.
عند استخدام هذا الوضع، لا يقوم المتصفح بحفظ سجل التصفح، ملفات تعريف الارتباط، بيانات المواقع، أو المعلومات التي يتم إدخالها في النماذج بعد إغلاق النافذة.
هذا يعني أن من يستخدم جهازك بعدك لن يتمكن من رؤية المواقع التي زرتها في جلسة التصفح هذه.
لتمكين التصفح الخفي، افتح متصفحك (مثل Chrome أو Firefox) وابحث عن خيار “نافذة تصفح جديدة بوضع التخفي” أو “نافذة خاصة جديدة” في قائمة المتصفح.

من المهم فهم أن التصفح الخفي له حدوده.
فهو لا يمنع المواقع التي تزورها من تتبعك (خاصة باستخدام البصمة الرقمية أو كوكيز الطرف الأول).
كما أنه لا يخفي عنوان IP الخاص بك عن مزود خدمة الإنترنت أو المواقع.
بالإضافة إلى ذلك، إذا قمت بتنزيل ملفات أو حفظ إشارات مرجعية أثناء التصفح الخفي، فستظل هذه العناصر موجودة على جهازك بعد إغلاق الجلسة.
يجب استخدام التصفح الخفي كأداة لإخفاء نشاطك عن مستخدمين آخرين للجهاز نفسه، وليس كحل شامل لمنع التتبع على الإنترنت.

استخدام محركات بحث صديقة للخصوصية

محركات البحث التقليدية مثل جوجل تجمع كميات هائلة من البيانات عن استعلامات بحثك لتقديم إعلانات مستهدفة وتخصيص نتائج البحث.
لتعزيز خصوصيتك، يمكنك التحول إلى محركات بحث تركز على الخصوصية، مثل DuckDuckGo أو Startpage.
لا تقوم DuckDuckGo بتتبع استعلامات بحثك أو سجل البحث، ولا تقوم بتخزين أي معلومات شخصية عنك.
بينما تقوم Startpage بتوجيه استعلاماتك عبر خوادمها إلى جوجل بشكل مجهول، ثم تقدم لك النتائج دون أن تعرف جوجل هويتك.
هذه المحركات توفر نتائج بحث غير مخصصة وغير متحيزة بناءً على ملفك الشخصي.

للاستفادة من هذه المحركات، يمكنك تعيين أحدها كمحرك البحث الافتراضي في متصفحك.
عادةً ما يتم ذلك من خلال إعدادات المتصفح في قسم “محرك البحث”.
التحول إلى محرك بحث صديق للخصوصية هو خطوة بسيطة ولكنها فعالة لتقليل كمية البيانات التي يتم جمعها عنك أثناء البحث على الإنترنت.
ستلاحظ أن نتائج البحث قد تكون مختلفة قليلاً عما اعتدت عليه، لكنها ستكون أكثر حيادية ولن تستند إلى تاريخك الشخصي، مما يضمن تجربة بحث أكثر خصوصية.

تحديثات البرامج والنظام

تُعد تحديثات البرامج، سواء لنظام التشغيل الخاص بهاتفك (Android أو iOS) أو للتطبيقات المثبتة، عنصراً حيوياً للحفاظ على خصوصيتك وأمانك.
غالباً ما تتضمن هذه التحديثات إصلاحات للثغرات الأمنية التي قد تستغلها أجهزة التتبع أو البرامج الضارة للوصول إلى بياناتك.
كما يمكن أن تضيف التحديثات ميزات جديدة لتحسين الخصوصية والتحكم في البيانات.
تأكد دائماً من أن نظام تشغيل هاتفك محدث لأحدث إصدار، وأن جميع تطبيقاتك محدثة.
يمكنك تفعيل التحديثات التلقائية لتطبيقاتك ونظام التشغيل لضمان أنك تتمتع بأحدث الحماية.

للتحقق من تحديثات النظام، اذهب إلى “الإعدادات” > “حول الهاتف” أو “عام” > “تحديث البرامج”.
للتطبيقات، افتح متجر التطبيقات (Google Play Store أو App Store) وانتقل إلى قسم “تطبيقاتي وألعابي” أو “التحديثات”.
إهمال التحديثات يجعلك عرضة للاختراقات ونقاط الضعف التي قد تُمكن أطرافاً ثالثة من تتبعك أو الوصول إلى بياناتك الشخصية.
الالتزام بتحديثات منتظمة هو ممارسة أمنية أساسية لا غنى عنها في استراتيجية حماية خصوصيتك الرقمية على هاتفك المحمول.

خاتمة

حماية خصوصيتك من تتبع المواقع والتطبيقات على هاتفك ليست مجرد رفاهية، بل ضرورة ملحة في العصر الرقمي.
من خلال تطبيق الخطوات العملية المذكورة في هذا المقال، بدءاً من استخدام المتصفحات الصديقة للخصوصية وتعديل إعداداتها،
وصولاً إلى إدارة أذونات التطبيقات وتعطيل معرفات الإعلانات، يمكنك استعادة جزء كبير من التحكم في بياناتك الشخصية.
تذكر أن التكنولوجيا تتطور باستمرار، ومعها تتطور أساليب التتبع. لذا، فإن اليقظة المستمرة وتحديث معلوماتك حول أفضل ممارسات الخصوصية أمر بالغ الأهمية.

اجعل من مراجعة إعدادات خصوصيتك عادة منتظمة، وكن حذراً بشأن المعلومات التي تشاركها عبر الإنترنت.
إن كل خطوة تتخذها لتعزيز خصوصيتك هي خطوة نحو تجربة رقمية أكثر أماناً وحرية.
لا تتردد في تطبيق هذه الحلول المتعددة والمتكاملة لتوفير دروع حماية متينة ضد أي محاولات لتتبعك.
بتبني هذه الممارسات، فإنك لا تحمي بياناتك فحسب، بل تساهم أيضاً في بناء وعي أكبر بأهمية الخصوصية الرقمية لمجتمع الإنترنت بأكمله.

Dr. Merna

كاتب ومحرر بموقع هاو منذ عام 2017.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock