كيفية التحكم في إعدادات الإنترنت لكل تطبيق

فهم أهمية إدارة وصول التطبيقات للإنترنت

في عصرنا الرقمي الحالي، تتطلب معظم التطبيقات اتصالاً بالإنترنت لتعمل بكامل طاقتها. ومع ذلك، قد لا يكون السماح لكل تطبيق بالوصول غير المقيد إلى شبكتك هو الخيار الأمثل. يمكن أن يؤثر التحكم في إعدادات الإنترنت لكل تطبيق بشكل كبير على خصوصيتك وأمان بياناتك، بالإضافة إلى المساعدة في توفير استهلاك البيانات وتقليل إشعارات التشتيت.

تتعدد الأسباب التي تدفع المستخدمين للبحث عن طرق لتقييد وصول بعض التطبيقات إلى الإنترنت، بدءاً من التطبيقات التي تستهلك كميات كبيرة من البيانات في الخلفية، وصولاً إلى تلك التي قد تثير مخاوف بشأن الخصوصية. يوفر التحكم الدقيق حلاً لهذه المشكلات، مما يمنحك سيطرة كاملة على كيفية تفاعل تطبيقاتك مع العالم الخارجي.

طرق التحكم في الإنترنت على نظام ويندوز

استخدام جدار الحماية المدمج في ويندوز

يُعد جدار حماية ويندوز أداة قوية مدمجة تسمح لك بالتحكم في حركة مرور الشبكة الواردة والصادرة. يمكنك استخدامه لحظر وصول تطبيق معين إلى الإنترنت تمامًا، أو السماح له بالوصول تحت شروط محددة. هذه الطريقة فعالة ولا تتطلب تثبيت برامج إضافية.

الخطوة الأولى هي فتح جدار حماية ويندوز. يمكنك القيام بذلك بالبحث عن “جدار حماية ويندوز مع أمان متقدم” في قائمة ابدأ. عند فتحه، ستظهر لك نافذة التحكم في الإعدادات المتقدمة لجدار الحماية، والتي تمنحك خيارات متعددة لإدارة القواعد.

بعد ذلك، انتقل إلى “قواعد الصادرة” (Outbound Rules) في اللوحة اليسرى. انقر بزر الماوس الأيمن في أي مكان فارغ ضمن القواعد واختر “قاعدة جديدة” (New Rule). ستظهر لك نافذة معالج إنشاء قاعدة جديدة، حيث ستحدد نوع القاعدة التي ترغب في إنشائها.

في معالج القاعدة الجديدة، اختر “برنامج” (Program)، ثم انقر على “التالي”. في الشاشة التالية، حدد مسار التطبيق الذي ترغب في حظر وصوله إلى الإنترنت بالنقر على “استعراض” (Browse) وتحديد ملف “.exe” الخاص به. اضغط “التالي” مرة أخرى.

الخطوة الأخيرة تتضمن اختيار الإجراء “حظر الاتصال” (Block the connection). انقر على “التالي”، ثم حدد ملفات التعريف (الدومين، الخاص، العام) التي تنطبق عليها هذه القاعدة. امنح القاعدة اسماً ووصفاً واضحين لمساعدتك في التعرف عليها لاحقًا، ثم انقر على “إنهاء” لإتمام العملية.

استخدام برامج جدار الحماية الخارجية (طرف ثالث)

بالإضافة إلى جدار حماية ويندوز المدمج، هناك العديد من برامج جدار الحماية الخارجية التي توفر ميزات أكثر تقدمًا وتحكمًا دقيقًا. تقدم هذه البرامج واجهات مستخدم سهلة الاستخدام وميزات إضافية مثل مراقبة حركة مرور الشبكة في الوقت الفعلي وحماية متقدمة من التهديدات.

من الأمثلة الشهيرة على هذه البرامج: ZoneAlarm Firewall و Comodo Firewall. بعد تثبيت أحد هذه البرامج، يمكنك عادةً الانتقال إلى قسم “التطبيقات” أو “البرامج” ضمن إعداداته. هناك، ستجد قائمة بالتطبيقات المثبتة على جهازك وستتمكن من تحديد قواعد الوصول إلى الإنترنت لكل تطبيق على حدة.

عادةً ما توفر هذه البرامج خيارات مثل السماح بالاتصال، حظر الاتصال، أو السؤال عن الإجراء في كل مرة يحاول فيها التطبيق الاتصال. بعضها يقدم أيضًا ميزات لتحديد سرعة النطاق الترددي لكل تطبيق، مما يمنحك سيطرة أكبر على استهلاك الشبكة.

إدارة الإنترنت للتطبيقات على نظام ماك (macOS)

استخدام جدار الحماية المدمج في ماك

يحتوي نظام macOS أيضًا على جدار حماية مدمج يوفر طبقة أساسية من الحماية. يمكن تفعيله وإدارته بسهولة من تفضيلات النظام للتحكم في اتصالات التطبيقات الواردة والصادرة، على الرغم من أنه أقل تفصيلاً في التحكم بالتطبيقات الفردية مقارنة بويندوز.

للوصول إلى جدار الحماية في ماك، اذهب إلى “إعدادات النظام” (System Settings) أو “تفضيلات النظام” (System Preferences) حسب إصدار نظام التشغيل لديك. ثم اختر “الشبكة” (Network) أو “الأمن والخصوصية” (Security & Privacy)، وبعدها تبويب “جدار الحماية” (Firewall).

إذا كان جدار الحماية متوقفاً، قم بتشغيله بالنقر على “تشغيل جدار الحماية” (Turn On Firewall). لتحرير إعدادات التطبيقات، انقر على “خيارات جدار الحماية” (Firewall Options). هنا، يمكنك إضافة تطبيقات معينة إلى القائمة والسماح بالاتصالات الواردة أو حظرها. ومع ذلك، فإن التحكم في الاتصالات الصادرة للتطبيقات الفردية محدود بشكل افتراضي.

تطبيقات جدار الحماية لطرف ثالث على ماك

للحصول على تحكم أكثر دقة في وصول التطبيقات إلى الإنترنت على macOS، يوصى باستخدام تطبيقات جدار الحماية التابعة لجهات خارجية. توفر هذه الأدوات مستوى عالٍ من المراقبة والتحكم الذي لا يتوفر في جدار الحماية المدمج.

أحد أشهر وأقوى هذه التطبيقات هو Little Snitch. يقوم هذا البرنامج بمراقبة جميع اتصالات الشبكة الصادرة ويطلب منك الموافقة أو الرفض لكل اتصال جديد يحاول التطبيق القيام به، مما يمنحك تحكمًا كاملاً. كما يمكنه عرض تفاصيل حول الاتصال ووجهته.

برامج أخرى مثل Lulu (مجاني ومفتوح المصدر) تقدم وظائف مشابهة. بعد تثبيت هذه البرامج، ستراقب بشكل فعال جميع محاولات الاتصال الصادرة. عندما يحاول تطبيق ما الاتصال بالإنترنت لأول مرة، ستظهر نافذة منبثقة تسألك عما إذا كنت تريد السماح أو رفض هذا الاتصال، ويمكنك حفظ هذه القاعدة للمستقبل.

التحكم في استهلاك البيانات للتطبيقات على الهواتف الذكية (أندرويد و iOS)

أندرويد: التحكم في بيانات الخلفية وتقييد استخدام الإنترنت

توفر هواتف أندرويد أدوات مدمجة قوية للتحكم في استهلاك البيانات لكل تطبيق، مما يساعد على توفير باقة الإنترنت وإطالة عمر البطارية. يمكنك بسهولة منع التطبيقات من استخدام بيانات الهاتف في الخلفية، أو حتى حظر وصولها للإنترنت بشكل كامل.

للقيام بذلك، اذهب إلى “الإعدادات” (Settings) على هاتفك الأندرويد. ثم اختر “التطبيقات والإشعارات” (Apps & notifications) أو “التطبيقات” (Apps). ابحث عن التطبيق الذي ترغب في تعديل إعداداته وانقر عليه. ستجد خيار “استخدام البيانات” (Data usage) أو “بيانات الهاتف” (Mobile data).

داخل هذا القسم، يمكنك عادةً إيقاف تشغيل “بيانات الخلفية” (Background data) لمنع التطبيق من استهلاك البيانات عندما لا تستخدمه. في بعض إصدارات أندرويد أو واجهات المستخدم المخصصة، قد تجد خيار “تقييد استخدام البيانات” (Restrict app data usage) الذي يمنع التطبيق من استخدام بيانات الهاتف تمامًا.

iOS: إيقاف بيانات الجوال لتطبيقات محددة

يتيح نظام iOS للمستخدمين التحكم بشكل دقيق في أي التطبيقات يمكنها استخدام بيانات الجوال (البيانات الخلوية). هذا الأمر مفيد لتوفير استهلاك البيانات على شبكة الجوال ومنع التطبيقات من استنزاف باقتك.

لضبط هذه الإعدادات، افتح تطبيق “الإعدادات” (Settings) على جهاز الآيفون أو الآيباد الخاص بك. ثم انقر على “البيانات الخلوية” (Cellular) أو “بيانات الهاتف” (Mobile Data). ستجد قائمة بجميع التطبيقات المثبتة على جهازك.

بجانب كل تطبيق، يوجد مفتاح تبديل. يمكنك ببساطة إيقاف تشغيل المفتاح لأي تطبيق لا ترغب في أن يستخدم بيانات الجوال. سيستمر التطبيق في العمل عبر الواي فاي، لكنه لن يتمكن من الاتصال بالإنترنت عند استخدام بيانات شبكة الجوال.

استخدام وضع توفير البيانات أو VPN لتضييق الخناق

بالإضافة إلى التحكم الفردي بالتطبيقات، توفر أنظمة التشغيل خيارات عامة لتوفير البيانات. على أندرويد، يمكنك تفعيل “وضع توفير البيانات” (Data Saver) الذي يقيد معظم التطبيقات من إرسال أو استقبال البيانات في الخلفية. وعلى iOS، يمكن تفعيل “نمط البيانات المنخفضة” (Low Data Mode) لنفس الغرض.

كما يمكن استخدام تطبيقات VPN التي توفر ميزات جدار حماية مدمجة. بعض تطبيقات VPN تتيح لك اختيار التطبيقات التي يمكنها تمرير حركة مرورها عبر الشبكة الافتراضية الخاصة، أو حتى حظر تطبيقات معينة تمامًا. هذه الطريقة توفر طبقة إضافية من التحكم والأمان.

نصائح إضافية لتحكم أفضل في الإنترنت

مراجعة أذونات التطبيقات بانتظام

بالإضافة إلى التحكم في وصول الإنترنت، من المهم مراجعة الأذونات التي تطلبها التطبيقات بانتظام. قد يطلب تطبيق غير ضار ظاهرياً أذونات غير ضرورية مثل الوصول إلى جهات الاتصال أو الموقع، مما قد يثير مخاوف الخصوصية. يمكنك مراجعة هذه الأذونات وتعديلها من إعدادات التطبيقات في نظام التشغيل لديك.

تحديث البرامج وأنظمة التشغيل

تضمن التحديثات الدورية للبرامج وأنظمة التشغيل الحصول على أحدث التصحيحات الأمنية التي يمكن أن تساعد في سد الثغرات التي قد تستغلها التطبيقات للوصول غير المصرح به إلى الإنترنت أو البيانات. الحفاظ على نظامك محدثاً هو خط دفاع أول ضد أي محاولات اختراق.

استخدام أدوات مراقبة الشبكة

هناك العديد من الأدوات والتطبيقات المتاحة التي تسمح لك بمراقبة حركة مرور الشبكة في الوقت الفعلي. يمكن أن تساعدك هذه الأدوات في تحديد التطبيقات التي تستهلك أكبر قدر من البيانات أو تلك التي تحاول الاتصال بخوادم غير معروفة، مما يمنحك رؤى قيمة لإدارة وصولها.

الخلاصة

إن التحكم في إعدادات الإنترنت لكل تطبيق هو خطوة أساسية نحو إدارة أفضل لخصوصيتك، وأمان بياناتك، وحتى توفير باقة الإنترنت. سواء كنت تستخدم نظام ويندوز، ماك، أندرويد، أو iOS، توفر كل منصة أدوات مدمجة أو خارجية تمنحك هذه القدرة.

من خلال تطبيق الخطوات العملية المذكورة في هذا المقال، ستتمكن من فرض سيطرة كاملة على كيفية تفاعل تطبيقاتك مع الإنترنت، مما يؤدي إلى تجربة رقمية أكثر أمانًا وفعالية. تذكر دائمًا أن التحكم بين يديك، وكلما زادت معرفتك، زادت قدرتك على حماية بياناتك.