كيفية اكتشاف التطبيقات التي تعمل بالخلفية

لماذا يجب أن تهتم بالتطبيقات الخلفية وكيفية التحكم بها

تعد التطبيقات التي تعمل في الخلفية أحد الأسباب الرئيسية وراء استنزاف بطارية أجهزتنا، استهلاك باقات الإنترنت بشكل غير مرغوب فيه، وتراجع أداء الهواتف وأجهزة الكمبيوتر.
فالكثير من هذه التطبيقات تستمر في العمل والتحديث حتى عندما لا نستخدمها بشكل مباشر، مما يؤثر سلبًا على تجربة المستخدم ويقلل من عمر الجهاز الافتراضي.
إن فهم كيفية اكتشاف هذه التطبيقات وإدارتها بفعالية أمر بالغ الأهمية للحفاظ على جهازك يعمل بأفضل حالاته، وتعزيز خصوصيتك، وتوفير موارد الجهاز.
سنتناول في هذا المقال طرقًا عملية ودقيقة لمساعدتك على التحكم الكامل في هذه التطبيقات.

أهمية إدارة التطبيقات التي تعمل بالخلفية

إدارة التطبيقات الخلفية ليست مجرد رفاهية بل ضرورة لضمان كفاءة جهازك.
عندما تعمل التطبيقات في الخلفية، فإنها تستهلك موارد المعالج والذاكرة، مما يؤدي إلى بطء الجهاز بشكل عام، خاصة عند تشغيل تطبيقات أخرى تتطلب موارد كبيرة.
هذا الاستهلاك المستمر يؤثر مباشرة على عمر بطارية الجهاز، مما يجعلك بحاجة إلى الشحن المتكرر.

بالإضافة إلى الأداء والبطارية، تستهلك هذه التطبيقات بيانات الإنترنت في الخلفية لإجراء التحديثات أو إرسال الإشعارات، مما قد يؤدي إلى استهلاك باقتك بشكل أسرع من المتوقع.
على صعيد الخصوصية، بعض التطبيقات قد تجمع بيانات عن استخدامك أو موقعك حتى عندما لا تكون نشطة، مما يثير مخاوف تتعلق بأمن معلوماتك الشخصية.

اكتشاف وإدارة التطبيقات الخلفية على هواتف أندرويد

باستخدام إعدادات الجهاز

تتيح هواتف أندرويد للمستخدمين مراقبة وإدارة التطبيقات الخلفية من خلال الإعدادات المدمجة.
للبدء، افتح تطبيق “الإعدادات” على هاتفك.
ابحث عن خيار “التطبيقات” أو “إدارة التطبيقات”، حيث ستجد قائمة بجميع التطبيقات المثبتة على جهازك.
من هنا، يمكنك النقر على كل تطبيق على حدة لعرض تفاصيله واستهلاكه للموارد.

داخل تفاصيل التطبيق، ابحث عن خيارات مثل “استخدام البطارية” أو “استهلاك البيانات”.
ستظهر لك معلومات حول مقدار الطاقة والبيانات التي استهلكها التطبيق، سواء في الواجهة الأمامية أو الخلفية.
إذا كان التطبيق يستهلك الكثير في الخلفية، يمكنك خيارات مثل “إيقاف إجباري” لإغلاقه مؤقتًا، أو “إلغاء تثبيت” إذا لم تعد بحاجة إليه.

خيارات تحسين البطارية والبيانات

توفر معظم أجهزة أندرويد ميزات مخصصة لتحسين استهلاك البطارية والبيانات.
انتقل إلى “الإعدادات” ثم “البطارية” أو “العناية بالجهاز”.
هنا ستجد خيارات لتحسين استخدام البطارية، مثل “وضع توفير الطاقة” أو “تحسين استخدام البطارية للتطبيقات”.
يمكنك تحديد التطبيقات التي تسمح لها بالعمل في الخلفية وتلك التي تقيدها.

لإدارة استهلاك البيانات في الخلفية، اذهب إلى “الإعدادات” ثم “الشبكة والإنترنت” أو “استخدام البيانات”.
من هناك، يمكنك تحديد “التطبيقات التي تستخدم البيانات” والتحقق من التطبيقات التي تستهلك بيانات بشكل كبير في الخلفية.
يمكنك إيقاف “بيانات الخلفية” لتطبيقات معينة للحد من استهلاكها عندما لا تكون قيد الاستخدام.

باستخدام خيارات المطور (المتقدمة)

للمستخدمين الأكثر خبرة، توفر خيارات المطور معلومات وتحكمًا أكبر.
لتفعيلها، اذهب إلى “الإعدادات” > “حول الهاتف” وانقر سبع مرات على “رقم الإصدار”.
بعد التفعيل، ستجد “خيارات المطور” في الإعدادات.
داخلها، ابحث عن “الخدمات قيد التشغيل” أو “تشغيل العمليات”.

هذه الميزة تعرض قائمة دقيقة بالتطبيقات والعمليات التي تعمل حاليًا في الخلفية وتستهلك موارد النظام (الرام).
يمكنك النقر على أي منها لمشاهدة تفاصيلها وحتى إيقافها، لكن يجب الحذر عند استخدام هذا الخيار لتجنب إغلاق عمليات النظام الأساسية.

اكتشاف وإدارة التطبيقات الخلفية على هواتف آيفون (iOS)

التحقق من التطبيقات النشطة في الخلفية

على عكس أندرويد، يعتمد نظام iOS على إدارة الموارد بشكل أكثر صرامة تلقائيًا.
لرؤية التطبيقات المفتوحة مؤخرًا والتي قد تكون نشطة في الخلفية بشكل محدود، قم بالسحب لأعلى من أسفل الشاشة (أو الضغط مرتين على زر الشاشة الرئيسية للأجهزة القديمة) لفتح “مبدل التطبيقات”.
هذه الشاشة تعرض التطبيقات التي تم فتحها حديثًا ويمكنك إغلاقها يدويًا بالسحب لأعلى.

ومع ذلك، فإن إغلاق التطبيقات من مبدل التطبيقات لا يوقفها بالضرورة عن العمل تمامًا في الخلفية، بل يوقف واجهتها الرسومية.
نظام iOS مصمم لإيقاف معظم أنشطة الخلفية تلقائيًا للحفاظ على البطارية والأداء.

إدارة تحديث التطبيقات في الخلفية

الميزة الرئيسية التي تسمح للتطبيقات بالعمل في الخلفية على iOS هي “تحديث التطبيقات في الخلفية”.
لإدارتها، اذهب إلى “الإعدادات” > “عام” > “تحديث التطبيقات في الخلفية”.
هنا، يمكنك إما إيقاف هذه الميزة تمامًا (غير موصى به لمعظم المستخدمين)، أو السماح بها عبر “الواي فاي” أو “الواي فاي والبيانات الخلوية”.

الأهم من ذلك، يمكنك التحكم في كل تطبيق على حدة.
قم بإيقاف “تحديث التطبيقات في الخلفية” للتطبيقات التي لا تحتاج إلى تحديث مستمر أو إشعارات فورية، مثل الألعاب أو تطبيقات التسوق.
هذا يقلل بشكل كبير من استهلاك البطارية والبيانات.

اكتشاف وإدارة التطبيقات الخلفية على أجهزة ويندوز

باستخدام إدارة المهام (Task Manager)

تعد “إدارة المهام” أداة قوية في ويندوز لمراقبة وإدارة العمليات الجارية، بما في ذلك التطبيقات الخلفية.
لفتحها، اضغط على Ctrl + Shift + Esc، أو انقر بزر الفأرة الأيمن على شريط المهام واختر “إدارة المهام”.
انتقل إلى علامة التبويب “العمليات”.

في علامة التبويب “العمليات”، ستجد أقسامًا مثل “التطبيقات”، “عمليات الخلفية”، و”عمليات ويندوز”.
قم بمراجعة “عمليات الخلفية” لتحديد التطبيقات التي تستهلك موارد كبيرة من وحدة المعالجة المركزية (CPU)، الذاكرة (Memory)، أو القرص (Disk).
يمكنك النقر بزر الفأرة الأيمن على أي تطبيق غير مرغوب فيه واختيار “إنهاء المهمة” لإغلاقه.

إدارة تطبيقات بدء التشغيل

العديد من التطبيقات تعمل تلقائيًا بمجرد تشغيل ويندوز، مما يؤثر على سرعة الإقلاع وأداء الجهاز.
في “إدارة المهام”، انتقل إلى علامة التبويب “بدء التشغيل”.
ستجد قائمة بالتطبيقات التي تبدأ مع النظام وتأثيرها على سرعة البدء (مرتفع، متوسط، منخفض).
لإيقاف تطبيق من البدء تلقائيًا، انقر بزر الفأرة الأيمن عليه واختر “تعطيل”.

هذه الخطوة ضرورية لتسريع عملية إقلاع جهاز الكمبيوتر وتقليل عدد العمليات التي تعمل في الخلفية فور تشغيل النظام، مما يوفر موارد الجهاز للتطبيقات التي تستخدمها فعليًا.

إعدادات تطبيقات الخلفية في ويندوز

يوفر ويندوز 10 و 11 خيارات للتحكم في عمل التطبيقات في الخلفية.
اذهب إلى “الإعدادات” > “الخصوصية والأمان” (أو “الخصوصية” في ويندوز 10) > “تطبيقات الخلفية”.
هنا، يمكنك اختيار التطبيقات التي يمكنها التشغيل في الخلفية.
يمكنك إما إيقاف تشغيل جميع التطبيقات في الخلفية بنقرة واحدة، أو التحكم بها بشكل فردي.

إيقاف تشغيل هذه التطبيقات يمنعها من تلقي المعلومات أو إرسال الإشعارات أو التحديث في الخلفية عندما لا تستخدمها.
هذا يساعد بشكل كبير في توفير موارد النظام وتحسين أداء الجهاز.

اكتشاف وإدارة التطبيقات الخلفية على أجهزة ماك (macOS)

باستخدام مراقبة النشاط (Activity Monitor)

يعادل “مراقبة النشاط” في macOS “إدارة المهام” في ويندوز.
يمكن الوصول إليه من “التطبيقات” > “الأدوات المساعدة” > “مراقبة النشاط”.
يحتوي على علامات تبويب مثل “المعالج”، “الذاكرة”، “الطاقة”، “القرص”، و”الشبكة”.
انقر على علامة التبويب “المعالج” لرؤية العمليات التي تستهلك موارد وحدة المعالجة المركزية.

في علامة التبويب “المعالج”، يمكنك فرز العمليات حسب استهلاك المعالج أو الذاكرة.
إذا وجدت تطبيقًا يستهلك موارد كبيرة بشكل غير مبرر، يمكنك تحديده والنقر على علامة “X” في شريط الأدوات لإنهاء العملية.
تذكر أن إغلاق عمليات النظام قد يؤثر على استقرار الجهاز.

إدارة عناصر تسجيل الدخول (Login Items)

مثل ويندوز، تقوم العديد من التطبيقات بالتشغيل تلقائيًا عند بدء تشغيل macOS.
لإدارتها، اذهب إلى “إعدادات النظام” (أو “تفضيلات النظام” في الإصدارات الأقدم) > “عام” > “عناصر تسجيل الدخول”.
ستجد قائمة بالتطبيقات التي تفتح تلقائيًا عند تسجيل الدخول.

لإزالة تطبيق من هذه القائمة، حدده وانقر على علامة الناقص “-“.
هذه الخطوة ستساعد في تسريع عملية إقلاع جهاز Mac وتحسين أدائه العام عن طريق تقليل عدد التطبيقات التي تعمل في الخلفية منذ البداية.

نصائح إضافية لإدارة التطبيقات الخلفية

التحديث المنتظم للتطبيقات والنظام

يعد تحديث التطبيقات ونظام التشغيل بانتظام أمرًا بالغ الأهمية.
غالبًا ما تتضمن التحديثات إصلاحات للأخطاء التي قد تسبب استهلاكًا غير ضروري للموارد في الخلفية، بالإضافة إلى تحسينات في الأداء وكفاءة استهلاك الطاقة.

إلغاء تثبيت التطبيقات غير المستخدمة

أفضل طريقة لضمان عدم عمل تطبيق في الخلفية هو إلغاء تثبيته تمامًا إذا لم تعد بحاجة إليه.
العديد من المستخدمين يحتفظون بتطبيقات لا يستخدمونها أبدًا، ولكنها قد تستمر في استهلاك الموارد من وقت لآخر.

الحد من الإشعارات

الإشعارات المتكررة تعني أن التطبيق يتواصل باستمرار مع الخوادم، مما يستهلك بيانات وطاقة.
اذهب إلى إعدادات الإشعارات في جهازك وقم بإيقاف الإشعارات للتطبيقات التي لا تحتاج إلى تنبيهات فورية منها.

استخدام وضع توفير الطاقة

توفر معظم الأجهزة خيار وضع توفير الطاقة (أو وضع البطارية المنخفضة).
عند تفعيله، يقوم النظام تلقائيًا بتقييد أنشطة الخلفية وتحديثاتها لتقليل استهلاك الطاقة إلى أقصى حد ممكن.

مراجعة أذونات التطبيقات

بعض التطبيقات تطلب أذونات غير ضرورية تسمح لها بالعمل في الخلفية أو الوصول إلى معلومات حساسة.
راجع أذونات التطبيقات بانتظام وقم بإلغاء تلك التي لا تبدو منطقية أو ضرورية لوظيفة التطبيق الأساسية.

باتباع هذه الخطوات والتقنيات، ستتمكن من اكتشاف وإدارة التطبيقات التي تعمل بالخلفية بكفاءة على جميع أجهزتك، سواء كانت هواتف ذكية أو أجهزة كمبيوتر.
هذا التحكم يضمن لك تجربة استخدام أفضل بكثير، حيث يعمل جهازك بسلاسة، ويستهلك طاقة أقل، ويحافظ على خصوصيتك.
التحكم في التطبيقات الخلفية هو مفتاح الحفاظ على أداء جهازك على المدى الطويل.
ابدأ بتطبيق هذه الحلول اليوم وشاهد الفرق في أداء جهازك.