التقنيةالكمبيوتر والانترنتالهواتفكيفية

كيفية اكتشاف التطبيقات التي تعمل بالخلفية

كيفية اكتشاف التطبيقات التي تعمل بالخلفية

دليل شامل لتحسين أداء جهازك وحماية خصوصيتك

تُعد التطبيقات التي تعمل في الخلفية أحد الأسباب الشائعة لتباطؤ الأجهزة واستنزاف البطارية واستهلاك بيانات الإنترنت. غالبًا ما تعمل هذه التطبيقات بصمت دون علم المستخدم، مما يؤثر على كفاءة الجهاز وعمر بطاريته. قد تشكل بعضها أيضًا خطرًا على الخصوصية من خلال جمع البيانات أو الوصول إلى موارد الجهاز دون داعٍ. يهدف هذا المقال إلى تزويدك بالمعرفة والأدوات اللازمة لاكتشاف هذه التطبيقات وإدارتها بفعالية على مختلف أنظمة التشغيل، مما يساعدك على استعادة التحكم الكامل في جهازك وتحسين أدائه بشكل ملحوظ. سنقدم لك خطوات عملية ومفصلة تمكنك من تحديد التطبيقات النشطة في الخلفية واتخاذ الإجراءات المناسبة بشأنها لضمان تجربة استخدام سلسة وآمنة.

فهم التطبيقات الخلفية وأثرها

ما هي التطبيقات الخلفية؟

كيفية اكتشاف التطبيقات التي تعمل بالخلفيةالتطبيقات الخلفية هي البرامج والعمليات التي تستمر في العمل على جهازك حتى بعد إغلاقها أو عدم استخدامها بشكل مباشر. قد تقوم هذه التطبيقات بمهام مثل تحديث المحتوى، تلقي الإشعارات، مزامنة البيانات، أو البقاء جاهزة للتشغيل السريع. على سبيل المثال، قد يستمر تطبيق البريد الإلكتروني في التحقق من الرسائل الجديدة، أو قد يقوم تطبيق المراسلة بتحديث حالتك باستمرار، أو قد يقوم تطبيق للتخزين السحابي بمزامنة الملفات. هذه الأنشطة تتم غالبًا في الخفاء، بعيدًا عن انتباه المستخدم المباشر.

لماذا تعمل التطبيقات في الخلفية؟

تعمل التطبيقات في الخلفية لأسباب متعددة تهدف إلى تحسين تجربة المستخدم وتوفير وظائف مستمرة. تشتمل هذه الأسباب على تلقي التحديثات والإشعارات الفورية التي تتطلب اتصالاً دائمًا بالشبكة. كما تقوم بعض التطبيقات بمزامنة البيانات تلقائيًا مع الخدمات السحابية لضمان توفر أحدث المعلومات عبر الأجهزة المختلفة. بالإضافة إلى ذلك، قد تقوم التطبيقات بتنزيل تحديثات للمحتوى أو إجراء نسخ احتياطي للملفات. تعمل بعض التطبيقات الأخرى في الخلفية لتكون جاهزة للتشغيل الفوري عند طلبها، مما يوفر وقت التحميل ويحسن الاستجابة.

التأثير السلبي للتطبيقات الخلفية

تُحدث التطبيقات التي تعمل في الخلفية تأثيرات سلبية عديدة على أداء جهازك بشكل عام. أولاً، تستهلك هذه التطبيقات موارد النظام مثل الذاكرة العشوائية (RAM) ووحدة المعالجة المركزية (CPU)، مما يؤدي إلى بطء الجهاز وتأخره في الاستجابة للأوامر. ثانيًا، تزيد من استهلاك طاقة البطارية بشكل كبير، مما يقلل من عمر البطارية ويفرض عليك شحن جهازك بشكل متكرر. ثالثًا، قد تستهلك هذه التطبيقات بيانات الإنترنت في الخلفية لإجراء تحديثات أو مزامنات، مما قد يؤدي إلى تجاوز حد البيانات المخصص لديك. أخيرًا، يمكن أن تشكل بعض التطبيقات الخلفية خطرًا على خصوصيتك إذا كانت تجمع معلومات شخصية أو تراقب نشاطك دون موافقتك الصريحة.

اكتشاف التطبيقات الخلفية على أنظمة التشغيل المختلفة

نظام ويندوز

للكشف عن التطبيقات التي تعمل في الخلفية على نظام ويندوز، ابدأ بفتح “إدارة المهام” (Task Manager) بالضغط على مفاتيح Ctrl + Shift + Esc معًا، أو بالنقر بزر الماوس الأيمن على شريط المهام واختيار “إدارة المهام”. ضمن نافذة إدارة المهام، انتقل إلى علامة التبويب “العمليات” (Processes). ستجد قائمة بالتطبيقات والعمليات التي تعمل حاليًا على جهازك، مصنفة حسب استهلاكها لوحدة المعالجة المركزية، الذاكرة، القرص، والشبكة. يمكنك فرز هذه القائمة لتحديد التطبيقات التي تستهلك أكبر قدر من الموارد. بالإضافة إلى ذلك، قم بزيارة علامة التبويب “بدء التشغيل” (Startup) لمعرفة التطبيقات التي تبدأ تلقائيًا مع تشغيل النظام. هذه التطبيقات يمكن أن تعمل في الخلفية فور بدء تشغيل الجهاز وتؤثر على سرعته.

نظام ماك أو إس

على نظام ماك أو إس، يمكن اكتشاف التطبيقات الخلفية باستخدام “مراقب النشاط” (Activity Monitor). يمكنك فتحه بالذهاب إلى “التطبيقات” (Applications) ثم “الأدوات المساعدة” (Utilities) أو ببساطة البحث عنه باستخدام Spotlight (Cmd + Space ثم اكتب “مراقب النشاط”). داخل مراقب النشاط، توجد عدة علامات تبويب مفيدة. علامة التبويب “وحدة المعالجة المركزية” (CPU) تعرض العمليات التي تستهلك أكبر قدر من طاقة المعالج، بينما تعرض علامة التبويب “الذاكرة” (Memory) العمليات التي تستخدم أكبر قدر من ذاكرة الوصول العشوائي. يمكنك من خلال هاتين العلامتين تحديد التطبيقات التي تعمل في الخلفية وتستهلك موارد النظام بشكل كبير. كما يمكنك الضغط على أي تطبيق أو عملية لمعرفة مزيد من التفاصيل عنها أو إيقافها إذا لزم الأمر.

نظام أندرويد

لاكتشاف التطبيقات الخلفية على نظام أندرويد، اذهب إلى “الإعدادات” (Settings)، ثم اختر “التطبيقات والإشعارات” (Apps & Notifications) أو “التطبيقات” (Apps). من هناك، يمكنك رؤية قائمة بجميع التطبيقات المثبتة على جهازك. عند النقر على أي تطبيق، يمكنك رؤية تفاصيل استخدامه للبطارية والبيانات، بالإضافة إلى خيار “فرض الإيقاف” (Force Stop) لإيقاف تشغيله مؤقتًا. لخيارات أكثر تقدمًا، يمكنك تفعيل “خيارات المطور” (Developer Options) بالذهوع إلى “حول الهاتف” (About Phone) والنقر المتكرر على “رقم البنية” (Build Number) سبع مرات. بعد تفعيلها، ستجد خيار “الخدمات قيد التشغيل” (Running Services) ضمن خيارات المطور، والذي يعرض لك قائمة مفصلة بالعمليات والتطبيقات النشطة في الخلفية ومقدار استهلاكها للذاكرة.

نظام آي أو إس

نظام آي أو إس مصمم لإدارة التطبيقات الخلفية بشكل أكثر صرامة من الأنظمة الأخرى، ولكن لا يزال بإمكانك التحقق من نشاطها. لإظهار التطبيقات المستخدمة مؤخرًا، اسحب لأعلى من أسفل الشاشة (أو انقر مرتين على زر الشاشة الرئيسية للأجهزة الأقدم). هذه الشاشة لا تظهر بالضرورة التطبيقات التي تعمل في الخلفية بشكل نشط، بل تعرض فقط التطبيقات التي كانت مفتوحة مؤخرًا. للتحكم في تحديث التطبيقات في الخلفية، اذهب إلى “الإعدادات” (Settings)، ثم “عام” (General)، ثم “تحديث التطبيقات في الخلفية” (Background App Refresh). هنا يمكنك إيقاف تشغيل هذه الميزة بالكامل أو التحكم فيها بشكل فردي لكل تطبيق. تذكر أن إيقافها قد يؤثر على تلقي الإشعارات أو تحديث المحتوى الفوري لبعض التطبيقات.

إدارة التطبيقات الخلفية لتحسين الأداء

إيقاف التطبيقات يدويًا

بمجرد تحديد التطبيقات التي تعمل في الخلفية وتستهلك موارد جهازك، يمكنك اتخاذ خطوات لإيقافها يدويًا. على نظام ويندوز، يمكنك تحديد التطبيق في “إدارة المهام” ثم النقر على “إنهاء المهمة” (End Task). على نظام ماك أو إس، حدد العملية في “مراقب النشاط” وانقر على زر “X” ثم اختر “إنهاء” (Quit) أو “فرض الإنهاء” (Force Quit). بالنسبة لأجهزة أندرويد، انتقل إلى “إعدادات التطبيق” واختر “فرض الإيقاف” (Force Stop). في نظام آي أو إس، على الرغم من أن النظام يدير معظم العمليات تلقائيًا، يمكنك إغلاق التطبيقات من شاشة تبديل التطبيقات بالسحب لأعلى على كل تطبيق لإزالته من الذاكرة النشطة. هذه الطريقة تساعد في تحرير الموارد بشكل فوري.

تعديل إعدادات التشغيل التلقائي

للحفاظ على أداء جهازك، من الضروري تعديل إعدادات التشغيل التلقائي للتطبيقات. على ويندوز، في “إدارة المهام” ضمن علامة التبويب “بدء التشغيل”، يمكنك تعطيل التطبيقات التي لا تحتاجها للبدء مع النظام. هذا يمنعها من استهلاك الموارد من البداية. على أندرويد، قد تحتوي بعض الأجهزة على “مدير التشغيل التلقائي” ضمن “الإعدادات” أو “الأمان” للتحكم في التطبيقات التي يُسمح لها بالبدء عند تشغيل الجهاز. في آي أو إس، يمكنك التحكم في “تحديث التطبيقات في الخلفية” من خلال الإعدادات، مما يمنع التطبيقات من تحديث محتواها في الخلفية دون الحاجة الماسة. تعديل هذه الإعدادات يقلل بشكل كبير من عدد التطبيقات النشطة ويوفر الموارد.

استخدام أدوات النظام المدمجة

تُوفر أنظمة التشغيل أدوات مدمجة مفيدة لمساعدتك في إدارة التطبيقات الخلفية وتحسين الأداء. في ويندوز، بالإضافة إلى إدارة المهام، يمكنك استخدام “إعدادات التطبيقات” (App Settings) للتحكم في أذونات الخلفية لكل تطبيق. على ماك، يمكنك استخدام إعدادات “تسجيل الدخول” (Login Items) ضمن “المستخدمون والمجموعات” (Users & Groups) في “تفضيلات النظام” لمنع التطبيقات من الفتح تلقائيًا عند تسجيل الدخول. أندرويد يقدم خيارات تحسين البطارية (Battery Optimization) التي تحد من نشاط التطبيقات الخلفية بشكل فعال. آي أو إس، على الرغم من إدارته الصارمة، يوفر وضع “النمط المنخفض للطاقة” (Low Power Mode) الذي يقلل تلقائيًا من تحديثات الخلفية. استغلال هذه الأدوات يعزز كفاءة جهازك دون الحاجة لبرامج خارجية.

نصائح إضافية للحفاظ على جهازك آمناً وفعالاً

مراجعة أذونات التطبيقات

تُعد مراجعة أذونات التطبيقات خطوة أساسية للحفاظ على خصوصيتك وأمان جهازك. كثير من التطبيقات تطلب أذونات للوصول إلى الكاميرا، الميكروفون، الموقع، جهات الاتصال، أو الملفات حتى عندما لا تكون هذه الأذونات ضرورية لوظيفتها الأساسية. يجب عليك بانتظام الذهاب إلى “إعدادات التطبيقات” في نظام التشغيل الخاص بك (ويندوز، ماك، أندرويد، آي أو إس) ومراجعة الأذونات الممنوحة لكل تطبيق. قم بإلغاء أي أذونات غير ضرورية أو غير منطقية لوظيفة التطبيق. على سبيل المثال، لماذا يحتاج تطبيق مصباح يدوي إلى الوصول إلى موقعك أو جهات اتصالك؟ تقييد هذه الأذونات يمنع التطبيقات من جمع البيانات في الخلفية ويحمي معلوماتك الشخصية من الوصول غير المصرح به.

التحديث المنتظم للنظام والتطبيقات

يُعتبر التحديث المنتظم لنظام التشغيل والتطبيقات المثبتة على جهازك ضرورة قصوى للحفاظ على أمانه وكفاءته. غالبًا ما تتضمن تحديثات النظام إصلاحات للأخطاء، تحسينات في الأداء، وتصحيحات أمنية تسد الثغرات التي يمكن أن تستغلها البرامج الضارة أو التطبيقات الخبيثة. كما أن تحديثات التطبيقات تضمن حصولك على أحدث الميزات وتحسينات الأداء، وقد تتضمن أيضًا تعديلات لتقليل استهلاك الموارد في الخلفية. إهمال التحديثات قد يجعل جهازك عرضة للمخاطر الأمنية ويؤدي إلى مشاكل في الأداء، بما في ذلك سوء إدارة التطبيقات الخلفية. لذا، تأكد دائمًا من تفعيل التحديثات التلقائية أو التحقق منها يدويًا بانتظام.

استخدام وضع توفير الطاقة

يُعد استخدام وضع توفير الطاقة ميزة قيمة تتوفر في معظم أنظمة التشغيل الحديثة للمساعدة في إدارة استهلاك البطارية وتقليل نشاط التطبيقات الخلفية. عند تفعيل هذا الوضع، يقوم النظام تلقائيًا بتقييد بعض الأنشطة التي تحدث في الخلفية، مثل تحديثات البريد الإلكتروني الفورية، تنزيلات التطبيقات، ومزامنة بعض البيانات. على سبيل المثال، قد يقلل من تحديثات الخلفية للتطبيقات أو يؤخر بعض المهام غير الضرورية. في هواتف أندرويد وآي أو إس، يمكنك تفعيل هذا الوضع من “الإعدادات” ثم “البطارية”. في أجهزة ويندوز وماك، توجد خيارات مشابهة لتحسين استهلاك الطاقة. هذا الوضع مفيد بشكل خاص عندما تكون البطارية منخفضة أو عندما ترغب في إطالة عمر البطارية لأطول فترة ممكنة.

تجنب التطبيقات المشبوهة

يُعد تجنب تنزيل وتثبيت التطبيقات المشبوهة أو غير الموثوقة خطوة حاسمة للحفاظ على أمان جهازك وخصوصيتك. غالبًا ما تكون هذه التطبيقات مصممة لتشغيل عمليات خفية في الخلفية، مثل جمع البيانات الشخصية، عرض الإعلانات المزعجة، أو حتى تثبيت برامج ضارة إضافية دون علمك. احرص دائمًا على تنزيل التطبيقات من المتاجر الرسمية الموثوقة مثل Google Play Store لأندرويد وApple App Store لآي أو إس، أو من مواقع الويب الرسمية للمطورين المعروفين. قبل التثبيت، قم بقراءة مراجعات المستخدمين، وتحقق من تقييمات التطبيق، وانتبه إلى الأذونات التي يطلبها. إذا بدا أي شيء مريبًا أو غير ضروري، فمن الأفضل تجنب تثبيت هذا التطبيق للحفاظ على جهازك آمناً وفعالاً.

Dr. Mena

كاتب ومحرر بموقع هاو منذ عام 2016.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock