التقنيةالكمبيوتر والانترنتالهواتفكيفية

كيفية تعطيل مشاركة البيانات التلقائية مع التطبيقات

كيفية تعطيل مشاركة البيانات التلقائية مع التطبيقات

دليلك الشامل للتحكم في خصوصيتك الرقمية وحماية معلوماتك

في عالمنا الرقمي اليوم، أصبحت مشاركة البيانات بين التطبيقات والخدمات جزءًا لا يتجزأ من تجربتنا اليومية. ومع ذلك، قد تؤدي هذه المشاركة التلقائية إلى مخاوف تتعلق بالخصوصية والأمان. فهم كيفية التحكم في هذه الإعدادات هو خطوتك الأولى نحو استعادة السيطرة على معلوماتك الشخصية.
يهدف هذا الدليل إلى تزويدك بخطوات عملية ومفصلة لتعطيل مشاركة البيانات التلقائية عبر مختلف المنصات والأجهزة. سنتناول طرقًا متعددة لتقليل بصمتك الرقمية وحماية معلوماتك من الاستخدام غير المرغوب فيه. كن مستعدًا لتطبيق هذه الإرشادات لضمان خصوصية أفضل.

فهم مشاركة البيانات التلقائية ومخاطرها

ما هي مشاركة البيانات التلقائية؟

كيفية تعطيل مشاركة البيانات التلقائية مع التطبيقات
تشير مشاركة البيانات التلقائية إلى قيام التطبيقات والخدمات بجمع وتبادل معلوماتك الشخصية وسلوكياتك عبر الإنترنت دون تدخل مباشر منك. يحدث هذا غالبًا بمجرد الموافقة على شروط الخدمة أو أذونات التطبيق عند التثبيت الأولي. يمكن أن تشمل هذه البيانات كل شيء من موقعك الجغرافي إلى جهات الاتصال وسجل التصفح.

تستخدم الشركات هذه البيانات لتحسين خدماتها، تخصيص الإعلانات، وتحليل سلوك المستخدمين. في بعض الأحيان، يتم بيع هذه البيانات لجهات خارجية، مما يثير مخاوف كبيرة بشأن من يمكنه الوصول إلى معلوماتك وكيف يتم استخدامها. معرفة أنواع البيانات التي تتم مشاركتها يساعدك على اتخاذ قرارات مستنيرة.

لماذا تعد مشاركة البيانات مقلقة؟

تكمن المخاوف الرئيسية في مخاطر انتهاك الخصوصية والتعرض للاختراق. عندما تتم مشاركة بياناتك مع عدد كبير من الأطراف، يزداد احتمال وصول جهات غير مصرح لها إليها. قد يؤدي ذلك إلى سرقة الهوية، الإعلانات المستهدفة المزعجة، وحتى الاستهداف الاحتيالي بناءً على معلوماتك الشخصية.

عدم الشفافية حول كيفية استخدام البيانات يجعل من الصعب على المستخدمين معرفة مصير معلوماتهم. هذا النقص في السيطرة يمكن أن يؤدي إلى شعور بعدم الأمان وعدم القدرة على حماية الذات في الفضاء الرقمي. لذا، أصبح التحكم في هذه المشاركة ضرورة ملحة لكل مستخدم.

كيفية تعطيل مشاركة البيانات على أندرويد

التحكم في أذونات التطبيقات الفردية

أحد أكثر الطرق فعالية للتحكم في مشاركة البيانات على أجهزة أندرويد هو إدارة أذونات التطبيقات بشكل فردي. يتيح لك نظام أندرويد تحديد الأذونات التي يمكن لكل تطبيق الوصول إليها، مثل الكاميرا، الميكروفون، الموقع، وجهات الاتصال.

للقيام بذلك، افتح “الإعدادات” على جهازك. ثم انتقل إلى “التطبيقات والإشعارات” أو “التطبيقات”. اختر التطبيق الذي ترغب في تعديل أذوناته. اضغط على “الأذونات” وقم بتعطيل أي إذن لا يبدو ضروريًا لعمل التطبيق أو لا تشعر بالراحة تجاه مشاركته.

راجع هذه الأذونات بانتظام، خاصة بعد تحديث التطبيقات، حيث قد تطلب بعض التحديثات أذونات جديدة. تعطيل الأذونات غير الضرورية يقلل بشكل كبير من كمية البيانات التي يمكن للتطبيق جمعها ومشاركتها مع أطراف أخرى.

مراجعة إعدادات خصوصية جوجل

تجمع جوجل كمية كبيرة من البيانات من مستخدمي أندرويد عبر خدماتها المختلفة. للتحكم في ذلك، يمكنك زيارة “حساب جوجل” الخاص بك. اذهب إلى “البيانات والخصوصية” ضمن إعدادات حسابك.

في هذا القسم، ستجد خيارات مثل “عناصر التحكم في النشاط”. يمكنك إيقاف تشغيل “نشاط الويب والتطبيقات”، “سجل المواقع”، و”سجل يوتيوب” لمنع جوجل من تتبع هذه الأنشطة. سيقلل هذا من التخصيص لكنه سيزيد من خصوصيتك.

كما يمكنك مراجعة “إعدادات الإعلانات” ضمن نفس القسم. قم بإيقاف تشغيل “تخصيص الإعلانات” لتقليل الإعلانات المستهدفة التي تظهر لك بناءً على بياناتك الشخصية ونشاطك عبر الإنترنت.

إيقاف التخصيص والإعلانات المستهدفة

بالإضافة إلى إعدادات جوجل، توفر العديد من التطبيقات نفسها خيارات لتعطيل التخصيص ومشاركة البيانات. في كثير من الأحيان، تجد هذه الإعدادات داخل التطبيق نفسه تحت قسم “الخصوصية” أو “الإعدادات”.

ابحث عن خيارات مثل “مشاركة البيانات التحليلية” أو “إرسال تقارير الأخطاء” أو “تخصيص الإعلانات داخل التطبيق”. قم بإلغاء تحديد هذه الخيارات قدر الإمكان لتقليل بصمتك الرقمية. قد تتطلب هذه العملية مراجعة كل تطبيق على حدة.

بعض التطبيقات قد تتطلب منك الوصول إلى إعدادات الجهاز لإيقاف تتبع الإعلانات. على أندرويد، اذهب إلى “الإعدادات” ثم “جوجل” ثم “الإعلانات”. يمكنك إعادة ضبط “معرف الإعلانات” الخاص بك أو حذف معرف الإعلانات لتقليل التتبع المستمر.

تعطيل مشاركة البيانات على iOS (آيفون وآيباد)

إدارة أذونات التطبيقات

على أجهزة آيفون وآيباد، يمكنك إدارة أذونات التطبيقات بنفس الفعالية. اذهب إلى “الإعدادات” ثم قم بالتمرير لأسفل للعثور على قائمة التطبيقات المثبتة. اضغط على كل تطبيق على حدة لمراجعة الأذونات الممنوحة له.

قم بإيقاف تشغيل أي أذن لا يبدو ضروريًا لعمل التطبيق، مثل الوصول إلى الصور، جهات الاتصال، الميكروفون، أو الكاميرا. كن حذرًا عند منح التطبيقات حق الوصول إلى موقعك الجغرافي واختر “أبدًا” أو “أثناء استخدام التطبيق” بدلاً من “دائمًا”.

كما يوفر iOS خيارًا لإدارة “تتبع التطبيقات”. يمكن الوصول إليه من “الإعدادات” ثم “الخصوصية والأمن” ثم “التتبع”. هنا يمكنك إيقاف تشغيل خيار “السماح للتطبيقات بطلب التتبع” لمنع التطبيقات من طلب تتبع نشاطك عبر تطبيقات ومواقع الويب الأخرى.

إعدادات تتبع التطبيقات

تسمح ميزة شفافية تتبع التطبيقات (ATT) في iOS للمستخدمين بمنع التطبيقات من تتبعهم عبر تطبيقات وخدمات الشركات الأخرى لأغراض الإعلان المستهدف. للوصول إليها، اذهب إلى “الإعدادات” ثم “الخصوصية والأمن” ثم “التتبع”.

من هنا، يمكنك إما تعطيل “السماح للتطبيقات بطلب التتبع” بشكل عام لمنع جميع الطلبات المستقبلية، أو مراجعة قائمة التطبيقات التي طلبت التتبع واتخاذ قرار لكل تطبيق على حدة. يوصى بإيقاف تشغيل هذا الخيار لزيادة خصوصيتك.

تأكد من مراجعة كل تطبيق وتحديد ما إذا كنت ترغب في السماح له بتتبعك. تذكر أن تعطيل التتبع قد يؤثر على تجربة استخدام بعض التطبيقات، ولكنها خطوة حاسمة للحفاظ على خصوصية بياناتك ومنع مشاركتها.

التحكم في خصوصية الموقع

بيانات الموقع الجغرافي من أكثر البيانات حساسية التي يمكن للتطبيقات الوصول إليها. للتحكم في ذلك على iOS، اذهب إلى “الإعدادات” ثم “الخصوصية والأمن” ثم “خدمات الموقع”.

هنا، يمكنك تعطيل “خدمات الموقع” بشكل كامل، أو الأفضل من ذلك، مراجعة كل تطبيق وتحديد متى يمكنه الوصول إلى موقعك. اختر “أبدًا” أو “أثناء استخدام التطبيق” بدلاً من “دائمًا” للتطبيقات التي لا تحتاج إلى موقعك بشكل مستمر.

قم أيضًا بمراجعة “خدمات النظام” في نفس القسم. يمكنك تعطيل الوصول إلى الموقع لخدمات مثل “إعلانات أبل القائمة على الموقع” أو “تحليلات أيفون” لتقليل جمع البيانات بواسطة نظام التشغيل نفسه.

تقليل مشاركة البيانات مع الخدمات والتطبيقات الأخرى

المراجعة الدورية للتطبيقات المرتبطة

غالبًا ما نربط حساباتنا على وسائل التواصل الاجتماعي أو حسابات جوجل/أبل بخدمات وتطبيقات أخرى لتسهيل عملية التسجيل أو تسجيل الدخول. هذه التطبيقات يمكنها الوصول إلى بياناتك حتى لو لم تستخدمها لفترة طويلة.

لمراجعة هذه التطبيقات، اذهب إلى إعدادات حسابك الرئيسي (مثل حساب جوجل، فيسبوك، أبل آي دي). ابحث عن قسم “التطبيقات ومواقع الويب” أو “التطبيقات المرتبطة”. هنا ستجد قائمة بجميع الخدمات التي منحتها حق الوصول إلى حسابك.

قم بإزالة أي تطبيق أو خدمة لم تعد تستخدمها أو لا تثق بها. هذه خطوة بسيطة ولكنها فعالة للغاية في تقليل نطاق مشاركة بياناتك مع أطراف ثالثة قد تكون قد نسيتها تمامًا.

استخدام متصفحات تحمي الخصوصية

المتصفحات التي نستخدمها على هواتفنا وأجهزتنا هي نقطة دخول أخرى لمشاركة البيانات. بعض المتصفحات مصممة خصيصًا لحماية خصوصيتك عن طريق حظر أدوات التتبع والإعلانات تلقائيًا.

فكر في استخدام متصفحات مثل Brave أو Firefox Focus أو DuckDuckGo Browser. هذه المتصفحات تقلل من تتبع المواقع لزياراتك ونشاطك، مما يحد من البيانات التي يمكن جمعها عنك أثناء تصفح الويب.

يمكنك أيضًا استخدام وضع التصفح المتخفي (Incognito Mode) أو التصفح الخاص (Private Browsing) عند الحاجة، لكن تذكر أن هذا لا يمنع مزود خدمة الإنترنت أو المواقع التي تزورها من معرفة هويتك تمامًا.

تعطيل التخصيص في الخدمات السحابية

العديد من الخدمات السحابية مثل دروبوكس، جوجل درايف، وآي كلاود قد تجمع بيانات عن استخدامك لتحسين خدماتها أو تقديم توصيات مخصصة. يمكنك غالبًا التحكم في هذه الإعدادات من داخل حساباتك لهذه الخدمات.

اذهب إلى إعدادات الخصوصية لكل خدمة سحابية تستخدمها. ابحث عن خيارات مثل “جمع البيانات التشخيصية”، “تحسين المنتج”، أو “التخصيص”. قم بإلغاء تحديد هذه الخيارات لتقليل كمية البيانات التي تتم مشاركتها مع مزودي الخدمة.

تذكر أن تعطيل بعض هذه الميزات قد يؤثر على بعض الوظائف أو التوصيات المخصصة، ولكنها خطوة ضرورية إذا كانت حماية خصوصيتك هي الأولوية القصوى بالنسبة لك.

نصائح إضافية لحماية خصوصيتك الرقمية

قراءة سياسات الخصوصية

على الرغم من أنها قد تكون طويلة ومملة، إلا أن قراءة سياسات الخصوصية للتطبيقات والخدمات التي تستخدمها يمكن أن توفر لك فهمًا واضحًا لكيفية جمع بياناتك واستخدامها ومشاركتها. لا توافق عليها دون فهم.

ابحث عن الأقسام التي تتحدث عن مشاركة البيانات مع أطراف ثالثة، ومدة الاحتفاظ بالبيانات، وخيارات المستخدم للتحكم في هذه البيانات. يمكن لهذه المعلومات أن ترشدك في تحديد ما إذا كنت تريد استخدام التطبيق أم لا.

استخدام VPN موثوق

شبكة VPN (الشبكة الافتراضية الخاصة) يمكن أن تخفي عنوان IP الخاص بك وتشفير اتصالك بالإنترنت، مما يجعل من الصعب على المتطفلين ومقدمي خدمات الإنترنت تتبع نشاطك.

اختر خدمة VPN موثوقة ذات سمعة جيدة وسياسة “عدم الاحتفاظ بالسجلات”. استخدام VPN يضيف طبقة إضافية من الحماية لبياناتك عند الاتصال بالإنترنت، خاصة على الشبكات العامة غير الآمنة.

تحديث التطبيقات وأنظمة التشغيل

التحديثات المنتظمة للتطبيقات وأنظمة التشغيل لا تجلب ميزات جديدة فحسب، بل تتضمن أيضًا إصلاحات أمنية مهمة. هذه الإصلاحات تعالج الثغرات الأمنية التي يمكن للمخترقين استغلالها للوصول إلى بياناتك.

تأكد دائمًا من أن جهازك وتطبيقاتك محدثة. تفعيل التحديثات التلقائية هو أفضل طريقة لضمان حصولك على أحدث الحمايات الأمنية دون الحاجة للتدخل اليدوي بشكل مستمر.

في النهاية، التحكم في مشاركة البيانات هو عملية مستمرة تتطلب الوعي والمراجعة الدورية. باتباع هذه الخطوات، ستكون قادرًا على بناء حاجز أقوى لحماية خصوصيتك الرقمية واستعادة السيطرة على معلوماتك الشخصية في هذا العالم المتصل.

Dr. Merna

كاتب ومحرر بموقع هاو منذ عام 2017.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock