التقنيةالهواتفكيفية

كيفية تقييم سرعة فتح التطبيقات في الهواتف

كيفية تقييم سرعة فتح التطبيقات في الهواتف

دليل شامل لتشخيص وتحسين أداء تطبيقاتك

هل تشعر بأن تطبيقات هاتفك أصبحت تفتح ببطء شديد؟ هل تبحث عن طرق فعالة لتقييم هذا البطء وتحديد أسبابه؟ يعد فهم سرعة استجابة التطبيقات أمرًا بالغ الأهمية لتجربة استخدام ممتعة وفعالة لهاتفك الذكي. في هذا المقال، سنقدم لك دليلاً شاملاً لتقييم سرعة فتح التطبيقات على جهازك، مع توفير حلول عملية ومبسطة لمساعدتك في استعادة الأداء الأمثل وتحسين تجربتك اليومية.

فهم أسباب بطء فتح التطبيقات

العوامل المؤثرة على سرعة التطبيقات

كيفية تقييم سرعة فتح التطبيقات في الهواتفتتأثر سرعة فتح التطبيقات بعدة عوامل أساسية تتعلق بمواصفات الهاتف وطريقة استخدامه. من هذه العوامل، سعة ذاكرة الوصول العشوائي (RAM) للمعالج المركزي، ونوع وحدة التخزين الداخلية، وعدد التطبيقات المثبتة. كذلك، تؤثر مساحة التخزين المتاحة وحجم التطبيقات نفسها، بالإضافة إلى تحديثات نظام التشغيل وتراكم الملفات المؤقتة، بشكل مباشر على مدى سرعة استجابة التطبيقات عند محاولة فتحها أو التنقل بينها.

أهمية التقييم الدوري

يساعد التقييم المنتظم لسرعة التطبيقات في تحديد المشكلات مبكرًا قبل أن تتفاقم وتؤثر بشكل كبير على تجربة الاستخدام اليومية. هذا التقييم يمكن أن يكشف عن التطبيقات التي تستهلك موارد زائدة أو عن وجود مشكلات في النظام تحتاج إلى معالجة. كما أنه يتيح للمستخدمين اتخاذ إجراءات وقائية مثل تحرير مساحة التخزين أو تحديث البرامج، مما يضمن الحفاظ على الأداء الأمثل للهاتف ويطيل من عمره الافتراضي.

طرق عملية لتقييم سرعة فتح التطبيقات

المراقبة اليدوية والملاحظة الشخصية

ابدأ بتقييم يدوي بسيط يعتمد على ملاحظاتك الشخصية. قم بفتح نفس التطبيقات عدة مرات متتالية في أوقات مختلفة من اليوم، خاصة بعد إعادة تشغيل الهاتف وبعد استخدامه لفترة طويلة. لاحظ الوقت الذي يستغرقه كل تطبيق للانتقال من أيقونته على الشاشة الرئيسية إلى واجهته الكاملة القابلة للاستخدام. كرر هذه العملية مع مجموعة متنوعة من التطبيقات، بدءًا من التطبيقات الخفيفة وصولاً إلى التطبيقات الأكثر تعقيدًا وثقلاً مثل الألعاب. سجل ملاحظاتك عن أي تغييرات تطرأ على سرعة الفتح بمرور الوقت.

ركز على مدى سلاسة الانتقال والوقت المستغرق لظهور المحتوى. هل هناك تأخير ملحوظ قبل أن يصبح التطبيق مستجيباً لأوامرك؟ هل تظهر شاشة بيضاء أو سوداء لفترة طويلة؟ هذه الملاحظات الأولية ستعطيك مؤشرًا جيدًا عن التطبيقات التي تعاني من بطء في التشغيل. كما أنها ستساعدك في تحديد ما إذا كانت المشكلة عامة تؤثر على جميع التطبيقات أم أنها مقتصرة على تطبيقات معينة، مما يضيق نطاق البحث عن الحلول المناسبة.

استخدام أدوات تقييم الأداء المدمجة

توفر معظم الهواتف الذكية الحديثة، سواء كانت تعمل بنظام أندرويد أو iOS، أدوات مدمجة لمراقبة أداء النظام واستهلاك الموارد. في أندرويد، يمكنك تفعيل “خيارات المطور” (Developer Options) من خلال النقر المتكرر على رقم الإصدار في معلومات الهاتف. داخل هذه الخيارات، ستجد أدوات مثل “إحصائيات العمليات” (Running services) التي تظهر التطبيقات النشطة في الخلفية واستهلاكها لذاكرة الوصول العشوائي، مما يساعدك على تحديد التطبيقات المستهلكة للموارد بشكل مفرط. كما يمكن مراقبة استهلاك البطارية لتحديد التطبيقات التي تعمل بشكل مكثف.

بالنسبة لمستخدمي iOS، يمكن ملاحظة استخدام البطارية لكل تطبيق من خلال “الإعدادات” ثم “البطارية”، حيث يتم عرض قائمة بالتطبيقات واستهلاكها للطاقة. على الرغم من أن هذه الأداة لا تقيس سرعة الفتح مباشرة، إلا أنها تعطي مؤشرًا على التطبيقات التي تعمل بكثافة في الخلفية وتؤثر على الأداء العام. كما يمكنك الاستفادة من ميزة “إحصائيات استخدام التطبيقات” (App Usage Statistics) في بعض الهواتف للحصول على نظرة عامة حول مدى استخدام التطبيقات والموارد التي تستهلكها.

الاستعانة بتطبيقات الطرف الثالث

توجد العديد من التطبيقات المتخصصة في قياس أداء الهواتف الذكية بشكل أكثر دقة وتفصيلاً. هذه التطبيقات، مثل Speed Test G، AnTuTu Benchmark، PCMark for Android، وGeekbench، تسمح لك بإجراء اختبارات شاملة لتقييم سرعة المعالج، أداء الرسوميات، سرعة الذاكرة، وقدرات التخزين. تقوم هذه الأدوات بتشغيل سيناريوهات مختلفة تحاكي الاستخدام اليومي المكثف، ثم تقدم لك درجات مقارنة يمكنك من خلالها تقييم أداء هاتفك مقارنةً بالهواتف الأخرى.

بعض هذه التطبيقات توفر أيضًا ميزة مراقبة الأداء في الوقت الفعلي، حيث يمكنك ملاحظة استهلاك موارد النظام أثناء فتح التطبيقات أو تشغيل الألعاب. استخدام هذه الأدوات يمكن أن يوفر لك بيانات موضوعية وقياسات رقمية تساعدك على فهم أعمق لمشكلة بطء التطبيقات، وتحديد ما إذا كان البطء ناتجًا عن قيود في الأجهزة أو عن مشاكل برمجية. اختر تطبيقًا موثوقًا وقم بإجراء الاختبارات بانتظام لتتبع التغييرات في الأداء.

مقارنة الأداء بعد تحديثات النظام أو التطبيقات

بعد كل تحديث لنظام التشغيل أو لتطبيق معين، من الضروري ملاحظة أي تغييرات تطرأ على سرعة الفتح. قد تؤدي التحديثات أحيانًا إلى تحسينات ملحوظة في الأداء بفضل إصلاحات الأخطاء أو تحسينات الكفاءة. وفي المقابل، قد تتسبب بعض التحديثات في تدهور الأداء بسبب مشكلات التوافق أو إضافة ميزات جديدة تتطلب موارد أكبر. احتفظ بسجل لأداء تطبيقاتك قبل وبعد التحديثات لمقارنة النتائج.

إذا لاحظت انخفاضًا في السرعة بعد تحديث معين، فقد يكون الحل هو العودة إلى الإصدار السابق من التطبيق (إذا كان ذلك متاحًا ومناسبًا) أو انتظار تحديث جديد يعالج المشكلة. هذه المقارنات تساعدك في تحديد ما إذا كانت المشكلة مرتبطة بالتحديثات نفسها أم أنها مشكلة مستقلة تحتاج إلى حلول أخرى. كن استباقيًا في مراقبة أداء هاتفك بعد كل تحديث لضمان استمرار عمله بكفاءة.

حلول لتحسين سرعة فتح التطبيقات

تحرير مساحة التخزين

تعتبر مساحة التخزين الممتلئة أحد الأسباب الرئيسية لبطء الهاتف بشكل عام وبطء فتح التطبيقات بشكل خاص. عندما تكون مساحة التخزين ممتلئة، يجد نظام التشغيل صعوبة في إدارة الملفات المؤقتة والبيانات، مما يؤثر على الأداء. احذف الملفات غير الضرورية، الصور والفيديوهات القديمة، والتطبيقات غير المستخدمة. يمكنك استخدام أدوات إدارة الملفات المدمجة في هاتفك أو تطبيقات تنظيف التخزين الموثوقة لتحديد الملفات الكبيرة والمكررة التي يمكن التخلص منها بسهولة.

إدارة التطبيقات في الخلفية

تعمل العديد من التطبيقات في الخلفية وتستهلك موارد النظام مثل ذاكرة الوصول العشوائي والمعالج، حتى عندما لا تكون تستخدمها بشكل فعال. هذا الاستهلاك المستمر يؤثر على سرعة فتح التطبيقات الأخرى. ادخل إلى إعدادات التطبيقات في هاتفك وقم بتقييد عمل التطبيقات غير الضرورية في الخلفية. يمكنك أيضًا إجبار إغلاق التطبيقات التي لا تحتاج إليها بشكل فوري. كن حذرًا عند إغلاق تطبيقات النظام، وركز على تطبيقات الطرف الثالث التي تستخدمها بشكل أقل.

تحديث نظام التشغيل والتطبيقات

تأكد دائمًا من أن نظام تشغيل هاتفك وجميع تطبيقاتك محدثة لأحدث إصدار. التحديثات غالبًا ما تتضمن إصلاحات للأخطاء، تحسينات للأداء، وتوافقًا أفضل مع مكونات الجهاز. تجاهل التحديثات يمكن أن يترك هاتفك عرضة للمشكلات الأمنية وبطء الأداء بسبب عدم التوافق مع أحدث التقنيات. قم بزيارة “الإعدادات” ثم “تحديثات النظام” وتأكد من تطبيق جميع التحديثات المتاحة فور صدورها.

مسح ذاكرة التخزين المؤقت (Cache)

تراكم ذاكرة التخزين المؤقت للتطبيقات يمكن أن يؤدي إلى بطء في الأداء وحتى إلى أعطال متكررة. ذاكرة التخزين المؤقت هي بيانات مؤقتة يستخدمها التطبيق لتحميل أسرع في المرة القادمة، ولكن عندما تتراكم بكميات كبيرة، قد تصبح عائقًا. يمكنك مسح ذاكرة التخزين المؤقت لكل تطبيق على حدة من خلال “إعدادات التطبيقات”، أو مسح ذاكرة التخزين المؤقت للنظام بالكامل إذا كانت هذه الميزة متاحة في هاتفك. تذكر أن مسح ذاكرة التخزين المؤقت لا يحذف بياناتك الشخصية في التطبيق.

إعادة تشغيل الهاتف بانتظام

يساعد إعادة تشغيل الهاتف بانتظام في تحديث النظام، مسح ذاكرة الوصول العشوائي، وإغلاق العمليات التي قد تكون عالقة في الخلفية. هذه الخطوة البسيطة ولكنها فعالة يمكن أن تحل العديد من مشكلات الأداء المؤقتة التي تتسبب في بطء فتح التطبيقات. اجعل إعادة تشغيل هاتفك مرة واحدة يوميًا أو كل بضعة أيام جزءًا من روتينك للحفاظ على أدائه الأمثل. إنها طريقة سريعة وسهلة لتنشيط الجهاز وتحسين استجابته.

تقليل الرسوم المتحركة والواجهات المعقدة

يمكن أن تؤثر الرسوم المتحركة والانتقالات البصرية الكثيفة على سرعة الواجهة، خاصة في الهواتف ذات المواصفات المتوسطة أو القديمة. في “خيارات المطور” لأندرويد، يمكنك تقليل مقياس الرسوم المتحركة (Window animation scale, Transition animation scale, Animator duration scale) إلى 0.5x أو إيقافها تمامًا. هذا سيجعل التنقل بين الشاشات وفتح التطبيقات يبدو أسرع بشكل ملحوظ. في iOS، يمكن تفعيل “تقليل الحركة” (Reduce Motion) من إعدادات “تسهيلات الاستخدام” للحصول على تأثير مماثل وتقليل العبء على المعالج.

استعادة إعدادات المصنع (كحل أخير)

إذا استمرت مشكلة البطء بعد تجربة جميع الحلول السابقة، قد تكون استعادة إعدادات المصنع هي الملاذ الأخير. هذه العملية ستقوم بمسح جميع بياناتك وإعداداتك وتثبيت نسخة نظيفة من نظام التشغيل، مما يعيد هاتفك إلى حالته الأصلية كما كان عند شرائه. تأكد من عمل نسخة احتياطية لجميع بياناتك الهامة (صور، فيديوهات، جهات اتصال، رسائل) قبل القيام بهذه الخطوة لأنها لا رجعة فيها. هذه العملية غالبًا ما تحل المشكلات العميقة المتعلقة بالبرمجيات.

نصائح إضافية لضمان أفضل أداء

استخدام إصدارات خفيفة من التطبيقات (Lite versions)

بعض التطبيقات الشائعة مثل Facebook وMessenger وGoogle Go توفر إصدارات “Lite” أو خفيفة الوزن مصممة خصيصًا للهواتف ذات الموارد المحدودة أو الاتصالات البطيئة. هذه الإصدارات تستهلك بيانات أقل وتوفر واجهة أبسط وميزات أساسية، مما يجعلها تفتح وتعمل بشكل أسرع بكثير. إذا كنت تعاني من بطء في تطبيق معين، تحقق مما إذا كان هناك إصدار Lite متاحًا له واستخدمه بدلًا من الإصدار الكامل لتقليل العبء على هاتفك وتحسين سرعة الفتح.

تجنب التطبيقات التي تستهلك الكثير من الموارد

بعض التطبيقات، بطبيعتها، تستهلك الكثير من موارد المعالج وذاكرة الوصول العشوائي (RAM)، حتى لو كانت مفيدة. تطبيقات تحرير الفيديو والصور عالية الدقة، أو الألعاب ثلاثية الأبعاد الثقيلة، قد تكون هي السبب وراء بطء الأداء العام للهاتف. إذا كان هاتفك يعاني من بطء مستمر، فكر في تقليل استخدام هذه التطبيقات أو البحث عن بدائل أخف وزنًا إذا كان ذلك ممكنًا. راقب استهلاك موارد التطبيقات بانتظام لتحديد المتسبب الرئيسي في البطء واتخاذ الإجراء المناسب.

مراقبة درجة حرارة الهاتف

ارتفاع درجة حرارة الهاتف قد يؤدي إلى تباطؤ في الأداء بشكل متعمد من قبل النظام لحماية المكونات الداخلية من التلف. عندما يسخن الهاتف، يقوم المعالج تلقائيًا بتقليل سرعة تشغيله (Thermal Throttling) لخفض الحرارة. تجنب استخدام الهاتف في بيئة حارة، وامنحه فترات راحة بين الاستخدامات المكثفة، وتجنب شحنه أثناء استخدامه لتشغيل الألعاب أو التطبيقات الثقيلة. حافظ على هاتفك باردًا لضمان استمراره في العمل بأقصى سرعة ممكنة.

إن تقييم سرعة فتح التطبيقات وتحسينها ليس مجرد رفاهية، بل هو ضرورة للحفاظ على تجربة مستخدم مرضية وفعالة لهاتفك الذكي. باتباع الخطوات والحلول التي قدمناها في هذا الدليل الشامل، ستتمكن من تشخيص أي بطء محتمل في تطبيقاتك ومعالجته بفعالية. تذكر أن الصيانة الدورية والنظافة الرقمية لجهازك هي مفتاح الأداء المستمر والمثالي. استثمر وقتًا في تطبيق هذه النصائح وستلاحظ فرقًا كبيرًا في سرعة واستجابة هاتفك.

Dr. Merna

كاتب ومحرر بموقع هاو منذ عام 2017.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock