التقنيةالكمبيوتر والانترنتالهواتفكيفية

كيفية استخراج النص من الصور

كيفية استخراج النص من الصور

دليلك الشامل لتقنيات التعرف البصري على الحروف (OCR)

في عصر الرقمنة المتسارع، غالبًا ما نجد أنفسنا أمام صور تحتوي على نصوص مهمة نحتاج إلى استخراجها والتعامل معها كبيانات قابلة للتحرير. سواء كانت هذه الصور عبارة عن مستندات ممسوحة ضوئيًا، أو لقطات شاشة، أو حتى صور فوتوغرافية لنصوص مكتوبة، فإن التحدي يكمن في تحويلها إلى نص رقمي يمكن البحث فيه وتعديله. لحسن الحظ، توفر تقنية التعرف البصري على الحروف (OCR) الحل الأمثل لهذه المشكلة، مما يفتح الأبواب أمام إمكانيات لا حصر لها لإدارة المعلومات.
تعتبر هذه التقنية أساسية للعديد من المهام، بدءًا من أرشفة المستندات الورقية وصولًا إلى استخراج البيانات من الفواتير والعقود. في هذا الدليل الشامل، سنتناول الطرق المختلفة لاستخراج النصوص من الصور، بدءًا من الأدوات المجانية المتاحة عبر الإنترنت وصولًا إلى البرامج الاحترافية وتطبيقات الهواتف الذكية. سنقدم لك خطوات عملية ومفصلة لضمان حصولك على أفضل النتائج بأقصى دقة ممكنة، مع الأخذ في الاعتبار مختلف السيناريوهات الممكنة.

ما هو التعرف البصري على الحروف (OCR)؟

مفهوم تقنية OCR وأهميتها

كيفية استخراج النص من الصورالتعرف البصري على الحروف (Optical Character Recognition – OCR) هو تقنية تسمح بتحويل أنواع مختلفة من المستندات، مثل المستندات الورقية الممسوحة ضوئيًا، وملفات PDF، والصور الفوتوغرافية، إلى بيانات قابلة للتحرير والبحث فيها. ببساطة، تقوم هذه التقنية “بقراءة” النص الموجود في الصورة وتحويله إلى نص رقمي يمكن نسخه ولصقه وتعديله. هذه القدرة على تحويل البيانات غير المهيكلة إلى معلومات منظمة تعد ثورة في التعامل مع الوثائق.

تكمن أهمية OCR في قدرتها على أتمتة إدخال البيانات، مما يوفر الوقت والجهد المبذول في إعادة كتابة النصوص يدويًا. كما أنها تساهم في أرشفة المستندات الرقمية وتسهيل الوصول إليها، مما يعزز كفاءة العمليات الإدارية والشخصية. هذه التقنية ليست مجرد أداة لاستخراج النص، بل هي جسر يربط بين العالم المادي والرقمي للمعلومات.

أدوات استخراج النص من الصور عبر الإنترنت

استخدام أدوات Google Docs لاستخراج النص

تُقدم Google Docs طريقة سهلة ومجانية لاستخراج النص من الصور، خاصة إذا كنت تستخدم حساب Google. هذه الطريقة لا تتطلب تنزيل أي برامج إضافية، وتعتمد على محرر المستندات السحابي الخاص بجوجل. للبدء، قم بتحميل الصورة التي تحتوي على النص إلى Google Drive الخاص بك. يجب أن تكون الصورة ذات جودة مقبولة لضمان دقة الاستخراج. افتح متصفح الويب الخاص بك وتوجه إلى Google Drive.

بمجرد تحميل الصورة، انقر بزر الماوس الأيمن عليها. من القائمة المنسدلة، اختر “فتح باستخدام” ثم “مستندات Google”. ستقوم Google بمعالجة الصورة وتحويلها إلى مستند نصي جديد. في هذا المستند، ستجد الصورة الأصلية في الأعلى، ويليها النص المستخرج أسفلها. يمكنك حينئذٍ نسخ النص أو تعديله أو حفظه بأي صيغة تفضلها. هذه الطريقة مثالية للمستخدمين الذين يحتاجون إلى حل سريع ومجاني.

مواقع OCR مجانية متعددة (مثل OnlineOCR.net أو Convertio)

تتوفر العديد من المواقع الإلكترونية المتخصصة في تقديم خدمات OCR المجانية، والتي تسمح لك بتحويل الصور إلى نصوص دون الحاجة إلى إنشاء حساب أو تنزيل برامج. من أمثلة هذه المواقع OnlineOCR.net و Convertio. لاستخدام هذه المواقع، قم بزيارة الموقع المطلوب عبر متصفح الويب. ستجد عادة زرًا لتحميل الملفات أو سحب وإفلات الصورة مباشرة إلى الصفحة.

بعد تحميل الصورة (أو ملف PDF)، اختر اللغة التي يكتب بها النص في الصورة، فهذا يساعد على تحسين دقة الاستخراج. ثم انقر على زر “تحويل” أو “استخراج”. ستقوم الأداة بمعالجة الصورة وتقديم النص المستخرج في غضون ثوانٍ أو دقائق قليلة حسب حجم الصورة وتعقيد النص. يمكنك بعد ذلك نسخ النص أو تنزيله كملف نصي. هذه الأدوات مفيدة للمهام الفردية العاجلة.

برامج استخراج النص من الصور لسطح المكتب

استخدام Adobe Acrobat Pro لاستخراج النص

يُعد Adobe Acrobat Pro أداة قوية لإدارة مستندات PDF، ويحتوي على وظيفة OCR مدمجة تسمح بتحويل ملفات PDF والصور الممسوحة ضوئيًا إلى نصوص قابلة للبحث والتعديل. لكي تستفيد من هذه الميزة، افتح مستند PDF أو الصورة التي تريد استخراج النص منها في Adobe Acrobat Pro. إذا كانت الصورة ليست بتنسيق PDF، يمكنك تحويلها إلى PDF أولاً عبر خيار “إنشاء PDF”.

بمجرد فتح الملف، ابحث عن أداة “تحرير PDF” أو “تحسين المسح الضوئي” في القائمة الجانبية أو شريط الأدوات. اختر “التعرف على النص” (Recognize Text) ثم “في هذا الملف”. سيقوم Acrobat بمعالجة المستند وتحويل النص داخله إلى نص قابل للتحديد والنسخ. هذه الميزة مفيدة جدًا للمحترفين الذين يتعاملون مع كميات كبيرة من المستندات الممسوحة ضوئيًا ويحتاجون إلى دقة عالية وقدرات تحرير متقدمة.

استخدام Microsoft OneNote أو Office Lens

تدمج Microsoft العديد من أدوات OCR في تطبيقاتها، ومن أبرزها OneNote و Office Lens. إذا كنت تستخدم OneNote، يمكنك ببساطة إدراج صورة في أي صفحة. بعد إدراج الصورة، انقر بزر الماوس الأيمن عليها واختر “نسخ النص من الصورة”. ستقوم OneNote باستخراج النص ووضعه في حافظة النسخ، ويمكنك لصقه في أي مكان آخر. هذه الطريقة سهلة ومدمجة لمن يستخدم OneNote بالفعل لتدوين الملاحظات.

أما تطبيق Office Lens (المتوفر أيضًا للهواتف الذكية) فهو مصمم خصيصًا لالتقاط المستندات والسبورات البيضاء وتحويلها. يمكنك التقاط صورة لمستند باستخدام Office Lens، ثم حفظه كتنسيق Word أو PDF. عند الحفظ كـ Word، سيتم تلقائيًا تطبيق OCR على الصورة وتحويل النص إلى مستند Word قابل للتحرير. هذه الأدوات من مايكروسوفت توفر تكاملاً ممتازًا مع بيئة Office.

تطبيقات استخراج النص من الصور للهواتف الذكية

تطبيق Google Lens

يُعتبر Google Lens من أقوى وأسهل تطبيقات OCR المتاحة على الهواتف الذكية، وهو مدمج في العديد من هواتف أندرويد ويمكن تنزيله بشكل مستقل على iOS. لاستخدام Google Lens، افتح التطبيق ووجه كاميرا هاتفك نحو النص الذي ترغب في استخراجه. ستقوم الأداة بتحديد النص تلقائيًا على الشاشة. يمكنك بعد ذلك النقر على النص لتحديده.

بعد تحديد النص، ستظهر لك خيارات متعددة مثل “نسخ النص”، “البحث عن النص”، أو “ترجمة النص”. اختر “نسخ النص” للصقه في أي تطبيق آخر مثل الملاحظات أو الرسائل. يتميز Google Lens بقدرته على العمل في الوقت الفعلي وتقديم نتائج سريعة ودقيقة، مما يجعله مثاليًا للاستخدامات اليومية والسريعة في أي مكان.

تطبيق Microsoft Office Lens للهواتف

كما ذكرنا سابقًا، Office Lens متاح كتطبيق مستقل للهواتف الذكية (أندرويد و iOS). هذا التطبيق متخصص في تحويل الصور الملتقطة بالكاميرا إلى مستندات قابلة للتحرير. عند فتح التطبيق، يمكنك اختيار وضع الالتقاط المناسب (لوح معلومات، مستند، بطاقة عمل، صورة). قم بالتقاط الصورة للنص الذي تريد استخراجه.

بعد التقاط الصورة، يتيح لك Office Lens تعديلها وقصها لتحسين الجودة. بعد ذلك، يمكنك اختيار حفظ الصورة كـ Word Document أو PDF أو PowerPoint أو OneNote أو حتى في المعرض. عند الحفظ كـ Word، يقوم التطبيق تلقائيًا بتطبيق OCR لتحويل النص في الصورة إلى نص قابل للتعديل في مستند Word، مما يجعله أداة ممتازة للطلاب والمهنيين على حد سواء.

تطبيقات أخرى مثل Text Fairy (أندرويد) و Prizmo Go (iOS)

بالإضافة إلى Google Lens و Office Lens، هناك العديد من التطبيقات المتخصصة الأخرى التي تقدم وظائف OCR ممتازة. على نظام أندرويد، يُعد Text Fairy خيارًا مجانيًا وشائعًا. يتميز بواجهة بسيطة وقدرة على استخراج النص بدقة جيدة، ويدعم العديد من اللغات. ما عليك سوى التقاط صورة أو اختيار واحدة من المعرض، ثم تحديد المنطقة التي تحتوي على النص، وسيقوم التطبيق بالباقي.

لمستخدمي iOS، يُعتبر Prizmo Go خيارًا ممتازًا يقدم ميزات متقدمة. يتميز Prizmo Go بالتعرف السريع على النص في الوقت الفعلي وواجهة مستخدم أنيقة. يمكنه أيضًا معالجة النصوص متعددة الأعمدة وتصديرها إلى تنسيقات مختلفة. هذه التطبيقات توفر حلولًا متخصصة للمستخدمين الذين يحتاجون إلى ميزات محددة أو يفضلون تطبيقات مستقلة عن خدمات جوجل ومايكروسوفت.

نصائح لتحسين دقة استخراج النص

جودة الصورة والإضاءة

تُعد جودة الصورة العامل الأكثر أهمية في تحديد دقة استخراج النص. لضمان أفضل النتائج، يجب أن تكون الصورة واضحة وحادة وغير ضبابية. تجنب الصور التي تحتوي على اهتزاز أو ضبابية في التركيز. الإضاءة الجيدة ضرورية أيضًا؛ فالظلال أو الإضاءة الخافتة يمكن أن تؤثر سلبًا على قدرة برنامج OCR على تمييز الحروف. استخدم إضاءة متساوية ومشرقة قدر الإمكان، ويفضل الإضاءة الطبيعية. تجنب الإضاءة المباشرة التي قد تسبب انعكاسات.

ينصح بوضع المستند على سطح مستوٍ ومتباين اللون مع المستند نفسه. على سبيل المثال، إذا كان المستند أبيض اللون، ضعه على سطح داكن. كل هذه العوامل تساهم في تقديم صورة عالية الوضوح لبرنامج التعرف البصري على الحروف، مما يقلل من الأخطاء ويضمن استخراجًا دقيقًا للنص. استثمر الوقت في الحصول على صورة جيدة لتوفر على نفسك عناء تصحيح الأخطاء لاحقًا.

وضوح الخط والتباين

تؤثر خصائص الخط المستخدم في النص بشكل كبير على دقة OCR. الخطوط الواضحة والموحدة، مثل Arial أو Times New Roman، يتم التعرف عليها بسهولة أكبر من الخطوط الزخرفية أو المائلة أو الرفيعة جدًا. تجنب الصور التي تحتوي على خطوط متشابكة أو غير تقليدية. التباين بين النص والخلفية أمر حيوي أيضًا؛ فالتناقض القوي بين لون النص ولون الخلفية يسهل على برنامج OCR تمييز الحروف.

النصوص المكتوبة باللون الأسود على خلفية بيضاء هي الأمثل. الصور ذات الخلفيات المعقدة أو الألوان المتعددة قد تُسبب صعوبة في فصل النص عن الخلفية. إذا كان ذلك ممكنًا، حاول تعديل الصورة لزيادة التباين. بعض تطبيقات OCR توفر أدوات تحسين الصورة التي يمكن أن تساعد في هذا الجانب، مثل تصفية الضوضاء أو تعزيز التباين قبل عملية الاستخراج.

اختيار اللغة الصحيحة

تُعد خطوة اختيار اللغة الصحيحة للنص في الصورة من أهم العوامل التي تُحسن دقة OCR بشكل ملحوظ. معظم أدوات وبرامج OCR الحديثة تدعم العديد من اللغات. إذا كان النص الذي تحاول استخراجه باللغة العربية، فيجب عليك التأكد من اختيار “العربية” كلغة التعرف في إعدادات الأداة. إذا اخترت لغة خاطئة، مثل الإنجليزية، فلن يتمكن البرنامج من التعرف على الحروف والكلمات بشكل صحيح، وستكون النتائج غير دقيقة.

في بعض الحالات، قد تحتوي الصورة على نصوص بلغات متعددة. في هذه الحالة، توفر بعض الأدوات المتقدمة خيار تحديد لغات متعددة للتعرف عليها في نفس الوقت. ومع ذلك، للحصول على أفضل دقة، يُفضل معالجة النصوص أحادية اللغة بشكل منفصل إذا أمكن. دائمًا ما تُشدد الشركات المطورة على أهمية تحديد اللغة الصحيحة لتعزيز فعالية خوارزميات التعرف.

لماذا يعتبر استخراج النص من الصور مهمًا؟

تحويل المعلومات غير المنظمة إلى بيانات قابلة للبحث

تكمن الأهمية الجوهرية لاستخراج النص من الصور في قدرتها على تحويل كميات هائلة من المعلومات غير المنظمة، مثل الملاحظات المكتوبة بخط اليد أو المستندات الممسوحة ضوئيًا، إلى بيانات رقمية قابلة للبحث والتعديل. قبل تقنية OCR، كانت هذه المعلومات “محاصرة” في صيغتها الرسومية، مما يجعل البحث عنها أو تحليلها مهمة صعبة ومستهلكة للوقت. الآن، يمكن أرشفة المستندات الورقية بالكامل في شكل رقمي.

هذا التحول يعني أن الشركات والأفراد يمكنهم الوصول بسرعة إلى معلومات محددة داخل مجموعات كبيرة من المستندات دون الحاجة إلى القراءة اليدوية لكل صفحة. سواء كان ذلك للبحث عن كلمة مفتاحية في تقرير قديم أو استخراج بيانات من فاتورة، فإن OCR يجعل المعلومة في متناول اليد، مما يوفر وقتًا ثمينًا ويزيد من الكفاءة العامة لإدارة البيانات. إنها خطوة حاسمة نحو بيئة عمل بلا أوراق.

أتمتة العمليات وتقليل الجهد اليدوي

إحدى الفوائد الأكثر قيمة لاستخراج النص من الصور هي القدرة على أتمتة العمليات وتقليل الاعتماد على الإدخال اليدوي للبيانات. في العديد من الصناعات، مثل البنوك والرعاية الصحية والخدمات اللوجستية، يتم التعامل مع كميات هائلة من المستندات الورقية يوميًا. إعادة كتابة البيانات من هذه المستندات إلى أنظمة رقمية يدوياً هي عملية عرضة للأخطاء وتستهلك الكثير من الوقت والموارد البشرية.

مع تقنية OCR، يمكن لهذه المؤسسات استخدام الماسحات الضوئية والبرامج لتحويل المستندات تلقائيًا إلى بيانات رقمية قابلة للمعالجة. هذا لا يقلل فقط من الأخطاء البشرية بشكل كبير، بل يسرع أيضًا من سير العمليات بشكل لا يصدق. على سبيل المثال، يمكن للبنوك معالجة الشيكات والفواتير بشكل أسرع، ويمكن للمستشفيات أرشفة سجلات المرضى بكفاءة أكبر. هذه الأتمتة تترجم إلى توفير كبير في التكاليف وزيادة في الإنتاجية.

Dr. Mena

كاتب ومحرر بموقع هاو منذ عام 2016.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock