صحة وطبكيفية

كيفية التصرف عند دخول مواد كيميائية إلى العين

كيفية التصرف عند دخول مواد كيميائية إلى العين

دليل شامل للتعامل الفوري والآمن

المقدمة

كيفية التصرف عند دخول مواد كيميائية إلى العينتُعد إصابات العين الكيميائية من الحالات الطارئة التي تتطلب استجابة فورية ودقيقة للحفاظ على سلامة الرؤية وصحة العين. قد تحدث هذه الإصابات في المنزل، مكان العمل، أو حتى في الأماكن العامة، وهي تتراوح في شدتها من تهيج بسيط إلى تلف دائم. يتطلب التعامل الصحيح مع هذه الحالات معرفة بالإسعافات الأولية الأساسية والخطوات الواجب اتخاذها لتقليل الضرر. سيقدم هذا المقال دليلاً شاملاً حول كيفية التصرف بشكل فعال وآمن عند تعرض العين للمواد الكيميائية المختلفة.

الإجراءات الفورية والأساسية

غسل العين بالماء بكميات وفيرة

الخطوة الأولى والأكثر أهمية هي البدء فوراً بغسل العين المصابة بكميات وفيرة من الماء النظيف أو محلول ملحي معقم. يجب فتح العين قدر الإمكان تحت الماء الجاري، سواء من صنبور، دش، أو محطة غسل العين المخصصة. استمر في الغسل لمدة لا تقل عن 15 إلى 20 دقيقة، مع التأكد من وصول الماء إلى جميع أجزاء العين بما في ذلك تحت الجفون. يساعد هذا الغسل المستمر على تخفيف المادة الكيميائية وغسلها من العين بشكل فعال.

إزالة العدسات اللاصقة فورًا

إذا كان المصاب يرتدي عدسات لاصقة، فيجب إزالتها على الفور أثناء عملية الغسل. قد تكون العدسات قد امتصت المادة الكيميائية، أو قد تحبسها تحتها، مما يزيد من الضرر الذي يلحق بالعين. إذا كان المصاب غير قادر على إزالة العدسات بنفسه بسبب الألم أو التورم، يمكن للمنقذ أن يحاول إزالتها برفق أثناء استمرار غسل العين بالماء. استخدم أصابع نظيفة أو قطعة قماش معقمة إذا كانت متوفرة للمساعدة في إزالتها.

طلب المساعدة الطبية الطارئة

بعد البدء بغسل العين فوراً، يجب الاتصال بالطوارئ الطبية أو التوجه لأقرب مستشفى أو عيادة عيون. حتى لو بدت الإصابة طفيفة بعد الغسل، فإن بعض المواد الكيميائية يمكن أن تسبب ضرراً خفياً يظهر لاحقاً. قدم للمسعفين أو الأطباء معلومات مفصلة عن نوع المادة الكيميائية التي دخلت العين، إن أمكن، ومدة التعرض لها. هذه المعلومات حيوية لتقديم العلاج المناسب وضمان أفضل النتائج.

التعامل مع أنواع مختلفة من المواد الكيميائية

الأحماض والقواعد (القلويات)

تتسبب الأحماض والقواعد في أنواع مختلفة من التلف للعين. الأحماض غالباً ما تسبب تجلطاً للبروتينات، مما يؤدي إلى حرق سطحي قد يظهر بوضوح. أما القواعد (مثل مواد التنظيف القوية أو هيدروكسيد الصوديوم) فتعتبر أكثر خطورة، حيث يمكنها اختراق أنسجة العين بعمق وتدميرها بشكل مستمر حتى بعد الغسل الأولي. في كلتا الحالتين، الغسل المطول والوفير بالماء هو الحل الأهم لتقليل تأثيرهما المدمر على العين.

المذيبات والمنظفات المنزلية

المذيبات العضوية مثل الأسيتون أو مخففات الطلاء، والمنظفات المنزلية الشائعة مثل الكلور أو المنظفات السائلة، يمكن أن تسبب تهيجاً شديداً وحروقاً كيميائية للعين. على الرغم من أنها قد لا تكون خطيرة مثل الأحماض والقواعد المركزة، إلا أنها تتطلب نفس الاستجابة الفورية بالغسل الشامل للعين بالماء لمدة لا تقل عن 15 دقيقة. بعد الغسل، يجب مراجعة الطبيب لتقييم أي ضرر محتمل وضمان الشفاء التام.

الغازات والأبخرة المهيجة

في بعض الحالات، قد لا تكون المادة الكيميائية سائلة، بل غاز أو بخار مهيج يتسبب في حروق كيميائية أو تهيج شديد للعين. في هذه الحالة، يجب الانتقال فوراً إلى منطقة جيدة التهوية بعيداً عن مصدر الغاز. ثم يتم غسل العينين بكميات كبيرة من الماء بنفس الطريقة المذكورة سابقاً. استمرار التهيج أو الألم بعد الغسل يستدعي مراجعة طبية عاجلة للتأكد من عدم وجود ضرر دائم للأنسجة الداخلية للعين.

نصائح إضافية للوقاية والتعامل المستقبلي

معدات الحماية الشخصية

الوقاية خير من العلاج. عند التعامل مع أي مواد كيميائية في المنزل أو العمل، يجب دائماً ارتداء معدات الحماية الشخصية المناسبة. تشمل هذه المعدات النظارات الواقية أو دروع الوجه التي توفر حماية كاملة للعينين من الرذاذ أو الغازات أو السوائل الكيميائية. التأكد من أن هذه المعدات بحالة جيدة ومناسبة للاستخدام يقلل بشكل كبير من مخاطر التعرض الكيميائي للعين.

معرفة الإسعافات الأولية الأساسية

يجب على الأفراد الذين يتعاملون بانتظام مع المواد الكيميائية، أو حتى في المنازل، أن يكونوا على دراية بخطوات الإسعافات الأولية الأساسية لحالات الطوارئ الكيميائية للعين. يمكن أن تشمل ذلك معرفة مكان أقرب محطة لغسل العين، أو كيفية الوصول إلى الماء النظيف بسرعة. التدريب على هذه الإجراءات يمكن أن يحدث فرقاً كبيراً في تقليل حجم الضرر الناجم عن التعرض الكيميائي للعين.

تخزين المواد الكيميائية بأمان

لتقليل خطر حوادث التعرض الكيميائي للعين، يجب تخزين جميع المواد الكيميائية بشكل صحيح وآمن. هذا يعني حفظها في عبواتها الأصلية محكمة الإغلاق، بعيداً عن متناول الأطفال والحيوانات الأليفة، وفي أماكن جافة وباردة. تجنب إعادة تعبئة المواد الكيميائية في زجاجات غير مخصصة لها أو زجاجات المشروبات، حيث يمكن أن يؤدي ذلك إلى حوادث خطيرة نتيجة الخلط أو التناول الخاطئ.

متى يجب الذهاب إلى الطبيب فورًا

الأعراض التي تستدعي الرعاية العاجلة

في جميع حالات التعرض الكيميائي للعين، يجب البحث عن رعاية طبية فورية. ومع ذلك، هناك بعض الأعراض التي تستدعي زيارة الطبيب فوراً حتى لو كانت الإصابة تبدو طفيفة. هذه الأعراض تشمل الألم الشديد والمستمر، عدم وضوح الرؤية أو فقدانها، احمرار شديد في العين، تورم الجفون، أو الشعور بوجود جسم غريب في العين. هذه العلامات قد تشير إلى ضرر داخلي يحتاج إلى تدخل طبي سريع.

المتابعة الطبية بعد الحادث

بعد تلقي الإسعافات الأولية والرعاية الطارئة، من الضروري الالتزام بالمتابعة الطبية مع طبيب العيون. قد تحتاج العين إلى فحوصات إضافية أو علاجات محددة مثل قطرات العين المضادة للالتهابات أو المضادات الحيوية لمنع العدوى. المتابعة المنتظمة تضمن الشفاء التام وتجنب المضاعفات طويلة الأمد التي قد تؤثر على الرؤية وجودة الحياة.

Dr. Merna

كاتب ومحرر بموقع هاو منذ عام 2017.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock