صحة وطبكيفية

كيفية تناول الطعام وفقًا لإشارات الجوع الحقيقية

كيفية تناول الطعام وفقًا لإشارات الجوع الحقيقية

دليلك الشامل لفهم جسدك وتحقيق التغذية الواعية

في عالم مليء بالمشتتات والعادات الغذائية السريعة، غالبًا ما نجد أنفسنا نأكل لأسباب غير الجوع الحقيقي.
إن تعلم كيفية الاستماع إلى إشارات الجوع والشبع التي يرسلها جسدك يعد خطوة أساسية نحو بناء علاقة صحية ومستدامة مع الطعام.
هذا المقال سيقدم لك دليلاً عمليًا ومفصلاً لمساعدتك على تمييز جوعك الحقيقي وتناول الطعام بوعي، مما يؤدي إلى تحسين صحتك البدنية والنفسية.

فهم إشارات الجوع الحقيقية

ما هو الجوع الفسيولوجي؟

كيفية تناول الطعام وفقًا لإشارات الجوع الحقيقية
الجوع الفسيولوجي هو الحاجة البيولوجية للجسم للطاقة والمغذيات.
تتضمن إشاراته التقليدية قرقرة المعدة، الشعور بالخفة، أو انخفاض مستويات الطاقة.
هذه الإشارات تتطور تدريجيًا وعادة ما تكون مصحوبة بأعراض جسدية واضحة.
الاستجابة لهذه الإشارات تمنع الإفراط في الأكل وتساعد في الحفاظ على وزن صحي.
تجاهل هذه الإشارات يمكن أن يؤدي إلى الشراهة عند تناول الطعام لاحقًا.
تذكر أن جسمك ذكي ويرسل لك إشارات واضحة عند حاجته للطعام.

علامات الجوع الحقيقي

تظهر علامات الجوع الحقيقي بشكل تدريجي وتبدأ بالحد الأدنى قبل أن تزداد قوة.
قد تشعر ببعض الانزعاج الخفيف في المعدة، أو إحساس بالفراغ.
يمكن أن تشمل هذه العلامات أيضًا انخفاضًا طفيفًا في مستويات الطاقة أو صعوبة في التركيز.
قد تلاحظ أيضًا شعورًا بالتعب أو حتى صداعًا خفيفًا في بعض الحالات المتقدمة.
من المهم ملاحظة أن الجوع الحقيقي لا يصاحبه شعور بالذنب أو الندم بعد الأكل.
بل هو دافع طبيعي وصحي للحفاظ على وظائف الجسم.

تمييز أنواع الجوع المختلفة

الجوع العاطفي

الجوع العاطفي هو الرغبة في تناول الطعام استجابةً للمشاعر وليس للحاجة الجسدية.
يمكن أن يكون ناتجًا عن التوتر، الملل، الحزن، أو حتى السعادة.
غالبًا ما يكون هذا النوع من الجوع مفاجئًا ومحددًا تجاه أنواع معينة من الطعام، مثل الحلويات أو الوجبات السريعة.
بعد تناول الطعام، قد يشعر الشخص بالندم أو الذنب.
معالجة الجوع العاطفي تتطلب فهم الأسباب الكامنة وراء هذه المشاعر.
يمكن أن يساعد تدوين المشاعر وتحديد محفزات الأكل العاطفي في التعامل معها بفعالية.

الجوع البصري والشمي

الجوع البصري والشمي ينجم عن رؤية أو شم الطعام.
قد لا تكون جائعًا جسديًا، ولكن منظر طبق شهي أو رائحة طعام جذاب تحفز رغبتك في الأكل.
هذا النوع من الجوع شائع في المطاعم أو عند تصفح صور الطعام.
يمكن أن يؤدي إلى تناول الطعام دون وعي أو الحاجة الحقيقية.
للتغلب على هذا، حاول التركيز على الإشارات الداخلية لجسمك قبل الاستسلام للمؤثرات الخارجية.
مارس تناول الطعام في بيئة هادئة بعيدًا عن المشتتات البصرية.

الجوع الاجتماعي

يحدث الجوع الاجتماعي عندما نأكل لأن الآخرين من حولنا يأكلون، أو لأن المناسبة تتطلب ذلك.
على سبيل المثال، تناول الطعام في الحفلات أو المناسبات الاجتماعية حيث يتوفر الطعام بكميات كبيرة.
قد لا تكون جائعًا، لكن الضغط الاجتماعي أو الرغبة في المشاركة تدفعك للأكل.
يمكن أن يؤدي هذا إلى استهلاك سعرات حرارية زائدة دون وعي.
من المهم تعلم كيفية وضع الحدود والاعتراف بأنك لست بحاجة إلى الأكل لمجرد أن الآخرين يفعلون ذلك.
ركز على المحادثة والاستمتاع بالصحبة بدلاً من التركيز على الطعام وحده.

خطوات عملية لتناول الطعام بوعي

مقياس الجوع والشبع

استخدم مقياس الجوع والشبع لتقييم مدى جوعك قبل الأكل ومدى شبعك بعده.
يمكن أن يتراوح المقياس من 1 (جوع شديد) إلى 10 (شبع مفرط).
هدفنا هو البدء بتناول الطعام عندما نكون في مستوى 3-4 (جوع خفيف إلى متوسط).
ونتوقف عند مستوى 6-7 (شبع مريح، ولكن ليس ممتلئًا).
تدرب على استخدام هذا المقياس قبل كل وجبة لتنمية الوعي بإشارات جسمك.
يمكنك تسجيل مستويات جوعك وشبعك في دفتر يوميات لتتبع تقدمك.

تناول الطعام ببطء وتركيز

خصص وقتًا كافيًا لتناول وجباتك دون تشتيت الانتباه.
ابتعد عن شاشات التلفزيون والهواتف الذكية أثناء الأكل.
امضغ طعامك ببطء واستمتع بكل قضمة، مركزًا على النكهات والقوام.
يستغرق الدماغ حوالي 20 دقيقة لتلقي إشارات الشبع من المعدة.
الأكل ببطء يمنح جسمك الوقت الكافي لإرسال هذه الإشارات، مما يمنع الإفراط في تناول الطعام.
يمكنك وضع الشوكة أو الملعقة بين اللقيمات لمساعدتك على إبطاء وتيرة الأكل.

الاستجابة لإشارات الشبع

تمامًا كما تستجيب لإشارات الجوع، من الضروري أن تستجيب لإشارات الشبع.
عندما تشعر بالشبع المريح، توقف عن الأكل، حتى لو كان هناك طعام متبقٍ في طبقك.
لا تضغط على نفسك لإنهاء كل شيء، فالأولويات هي الاستماع إلى جسدك.
تذكر أن بإمكانك حفظ بقية الطعام لوقت لاحق.
ممارسة هذه العادة تساعد في تجنب التخمة وتطوير علاقة صحية مع الطعام.
التوقف عند الشعور بالراحة يساهم في الحفاظ على وزن صحي.

تجاوز عقبات الأكل العاطفي والاجتماعي

تحديد محفزات الأكل العاطفي

ابدأ بتتبع الأوقات التي تشعر فيها بالرغبة في تناول الطعام دون جوع جسدي.
سجل المشاعر التي تشعر بها في تلك اللحظات، مثل التوتر، الملل، أو الحزن.
ابحث عن أنماط معينة لتحديد محفزاتك الشخصية.
بمجرد تحديد هذه المحفزات، يمكنك البدء في إيجاد طرق بديلة للتعامل معها.
بدلاً من اللجوء إلى الطعام، يمكنك ممارسة الرياضة، القراءة، أو التحدث مع صديق.
هذا الوعي سيساعدك على كسر حلقة الأكل العاطفي.

إيجاد بدائل صحية

عندما تشعر بالرغبة في الأكل العاطفي، حاول استبدال الطعام بأنشطة أخرى.
إذا كنت تشعر بالملل، جرب المشي في الهواء الطلق، حل الألغاز، أو تعلم مهارة جديدة.
إذا كنت متوترًا، مارس تمارين التنفس العميق، التأمل، أو استمع إلى موسيقى مريحة.
حاول الاحتفاظ بوجبات خفيفة صحية في متناول اليد إذا كنت بحاجة إلى تناول شيء ما.
على سبيل المثال، الفواكه، الخضروات، أو المكسرات النيئة.
تذكر أن هذه البدائل تساعدك على معالجة المشاعر دون اللجوء إلى الطعام.

إدارة الأكل الاجتماعي

في المناسبات الاجتماعية، خطط مسبقًا لكيفية التعامل مع الطعام.
لا تذهب إلى الحفلات وأنت جائع جدًا، وتناول وجبة خفيفة صحية قبل المغادرة.
ركز على المحادثات والتفاعلات الاجتماعية بدلاً من التركيز على الطعام وحده.
اختر الأطعمة الصحية أولًا وتناول كميات صغيرة من الأطعمة الأخرى إذا رغبت.
لا تشعر بالضغط لتناول الطعام لمجرد أن الآخرين يفعلون ذلك.
كن واثقًا في قراراتك وقيم احتياجات جسمك الخاصة.

بناء علاقة صحية مع الطعام

التغذية الحدسية

التغذية الحدسية هي نهج يركز على الاستماع إلى إشارات الجوع والشبع الداخلية لجسمك.
إنها تتجاوز القواعد الغذائية الصارمة وتعتمد على ثقتك بجسدك.
تشمل التغذية الحدسية احترام جوعك، الشعور بالشبع، وتقييم شعورك تجاه الطعام.
كما تشمل تحدي شرطة الطعام الداخلية التي تملي عليك ما يجب أن تأكله.
هذا النهج يعزز السلام النفسي مع الطعام ويقلل من الأكل المضطرب.
إنه يساعدك على بناء علاقة طويلة الأمد ومستدامة مع الأكل الصحي.

تجنب القيود المفرطة

الحرمان الشديد من الطعام أو مجموعات غذائية معينة يمكن أن يؤدي إلى رد فعل عكسي.
غالبًا ما ينتهي الأمر بالشراهة عند تناول الطعام أو الإفراط فيه.
بدلاً من ذلك، اسمح لنفسك بتناول جميع الأطعمة باعتدال وبوعي.
لا يوجد طعام “جيد” أو “سيء” بالكامل؛ الأهم هو التوازن والكمية.
ركز على إضافة المزيد من الأطعمة المغذية إلى نظامك الغذائي بدلاً من التركيز على ما يجب تجنبه.
هذا النهج المرن يعزز الاستمرارية ويقلل من الشعور بالذنب المرتبط بالطعام.

الصبر والمثابرة

بناء علاقة صحية مع الطعام والاستماع إلى إشارات الجوع الحقيقية يستغرق وقتًا وجهدًا.
ستكون هناك أيام جيدة وأيام أقل جودة، وهذا أمر طبيعي تمامًا.
لا تيأس من النكسات الصغيرة؛ تعلم منها واستمر في المضي قدمًا.
كن لطيفًا مع نفسك وتذكر أن كل خطوة صغيرة هي تقدم.
احتفل بنجاحاتك، مهما كانت بسيطة، وكن صبورًا مع نفسك.
التحلي بالوعي تجاه الطعام هو رحلة مستمرة نحو صحة أفضل.

Mena

كاتب ومحرر بموقع هاو منذ عام 2014.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock