محتوى المقال
كيفية فحص نظام التوجيه قبل شراء سيارة دفع رباعي
ضمان سلامة وأداء مركبتك قبل الشراء
عند التفكير في شراء سيارة دفع رباعي مستعملة، تتعدد النقاط التي يجب الانتباه إليها لضمان الحصول على صفقة جيدة ومركبة آمنة وموثوقة. يُعد نظام التوجيه أحد أهم هذه الأنظمة، حيث يؤثر بشكل مباشر على سلامة القيادة والتحكم بالمركبة. إهمال فحصه قد يؤدي إلى مشاكل خطيرة ومكلفة في المستقبل. في هذا المقال، سنقدم لك دليلاً شاملاً وخطوات عملية دقيقة لفحص نظام التوجيه قبل إتمام عملية الشراء، مما يمكنك من اتخاذ قرار مستنير وحماية استثمارك.
الأهمية القصوى لفحص نظام التوجيه
لماذا يعتبر فحص نظام التوجيه حيويًا؟
يمكن أن تكون مشاكل نظام التوجيه مكلفة للغاية لإصلاحها بعد الشراء. تحديد أي عيوب قبل إتمام الصفقة يمنحك قوة تفاوضية أو ينقذك من شراء سيارة تتطلب استثمارات ضخمة فورية. من خلال اتباع الخطوات المنهجية التي سنقدمها، يمكنك التأكد من أنك تستثمر في مركبة ذات نظام توجيه سليم وقوي.
الفحص الأولي المرئي لنظام التوجيه
الخطوات الأولية قبل بدء تشغيل المحرك
ابدأ بفحص بصري شامل أسفل السيارة وهي متوقفة على أرض مستوية. ابحث عن أي علامات واضحة للتسربات الزيتية حول المكونات الهيدروليكية لنظام التوجيه، مثل علبة التروس ومضخة التوجيه المعزز. يجب أن تكون جميع الخراطيم متصلة بإحكام وخالية من التشققات أو التآكل.
افحص أذرع وصلات التوجيه (tie rods) والمفاصل الكروية (ball joints). ابحث عن أي علامات للانحناء أو الضرر الفيزيائي أو التآكل الشديد. يمكن أن يشير وجود تشققات في الأغطية المطاطية لهذه المكونات إلى تسرب الشحوم وتلف محتمل بسبب دخول الأوساخ والرطوبة. يجب أن تكون هذه المكونات سليمة لتوفير استجابة توجيه دقيقة.
فحص المقود وعلبة التروس
مع إيقاف تشغيل المحرك، اجلس في مقعد السائق وحرك عجلة القيادة يمينًا ويسارًا بلطف. لاحظ إذا كان هناك أي خلوص زائد أو حركة غير طبيعية قبل أن تبدأ العجلات بالتحرك. وجود “لعب” كبير في المقود قد يدل على تآكل في علبة التروس أو وصلات التوجيه. يجب أن يكون استجابة المقود فورية ومباشرة.
افحص المقود نفسه بحثًا عن أي علامات اهتراء مفرط، تشققات، أو أضرار. كما يجب عليك التأكد من أن جميع الأزرار والوظائف الموجودة على المقود تعمل بشكل سليم. استمع لأي أصوات غير طبيعية مثل طقطقة أو صرير عند تحريك المقود، فقد تشير هذه الأصوات إلى مشاكل داخلية في عمود التوجيه أو في مفصل عجلة القيادة.
فحص أداء نظام التوجيه أثناء القيادة التجريبية
اختبار التوجيه على الطرق المستوية
أثناء القيادة التجريبية، ابدأ بالقيادة على طريق مستقيم ومستوٍ. يجب أن تبقى السيارة في مسارها دون الحاجة إلى تعديلات مستمرة من السائق. إذا كانت السيارة تميل إلى الانحراف يمينًا أو يسارًا، فقد يشير ذلك إلى مشكلة في نظام التوجيه، مثل خلل في زوايا العجلات أو مشكلة في نظام التعليق.
لاحظ شعور المقود. يجب أن يكون ثابتاً ومستجيباً، وليس خفيفاً بشكل مفرط أو ثقيلاً جداً. يجب أن يكون هناك قدر مناسب من المقاومة التي تمنحك شعوراً جيداً بالطريق. أي تذبذب في المقود أثناء السير بسرعة، أو شعور بعدم الاستقرار، هو علامة تحذيرية تستدعي المزيد من الفحص.
تقييم التوجيه عند الانعطاف والوقوف
قم بالانعطاف الكامل لليمين ولليسار عدة مرات على سرعات منخفضة وفي مساحات واسعة. استمع لأي أصوات غير عادية مثل طقطقة، صرير، أو ونين من مضخة التوجيه المعزز. هذه الأصوات قد تشير إلى نقص في سائل التوجيه، وجود هواء في النظام، أو تلف في المضخة نفسها.
عند الوقوف التام، حاول تدوير عجلة القيادة بالكامل في كلا الاتجاهين. يجب أن تكون الحركة سلسة ودون جهد كبير. إذا شعرت بصعوبة مفرطة في التوجيه، أو أن هناك مناطق “خشنة” في حركة المقود، فقد يكون هناك مشكلة في مضخة التوجيه المعزز أو في علبة التروس. يجب أن يكون مستوى سائل التوجيه المعزز صحيحاً وبلون واضح ونظيف.
فحص المكونات الرئيسية لنظام التوجيه
فحص مفاصل الربط والمفاصل الكروية
لإجراء فحص دقيق لمفاصل الربط والمفاصل الكروية، ستحتاج إلى رفع الجزء الأمامي من السيارة باستخدام رافعة ووضعها على حوامل أمان. أمسك كل عجلة بقوة من الساعة 3 و 9 (جانبي العجلة) وحاول هزها للداخل والخارج. أي حركة كبيرة أو “لعب” يشير إلى تآكل في أذرع وصلات التوجيه أو المفاصل الكروية.
بعد ذلك، أمسك العجلة من الساعة 12 و 6 (أعلى وأسفل العجلة) وحاول هزها. إذا كان هناك “لعب” هنا، فقد يشير ذلك إلى مشكلة في المفاصل الكروية العلوية أو السفلية أو محامل العجلات. يجب أن تكون كل هذه المكونات محكمة وثابتة تمامًا لضمان توجيه دقيق وآمن. يمكن لهذه الأجزاء أن تسبب اهتزازًا في المقود وسوء تحكم إذا كانت معيبة.
التأكد من سلامة مضخة التوجيه وعلبة التروس
فحص مضخة التوجيه المعزز يتضمن التحقق من مستوى السائل في الخزان ومراقبة أي تسربات. يجب أن يكون السائل نظيفًا وليس داكنًا أو يحتوي على فقاعات. إذا كان السائل متسخًا أو ذا رائحة احتراق، فقد يشير ذلك إلى مشاكل داخلية في النظام. اطلب من المالك تشغيل المحرك واستمع إلى المضخة، يجب أن تعمل بهدوء دون أصوات ونين عالية.
بالنسبة لعلبة التروس (steering rack أو steering box)، ابحث عن أي تسربات زيتية حول أختامها. تأكد من أن الأغطية الواقية (boots) سليمة وغير ممزقة، حيث تحمي هذه الأغطية الأجزاء الداخلية من الأوساخ والتلوث. أي تلف في هذه المكونات يمكن أن يؤدي إلى تكاليف إصلاح باهظة ومشكلات في التوجيه لا يمكن التهاون بها.
نصائح إضافية لضمان فحص شامل
استشارة فني متخصص
إذا لم تكن متأكدًا من قدرتك على إجراء فحص شامل لنظام التوجيه بنفسك، فإن أفضل حل هو اصطحاب السيارة إلى ورشة ميكانيكية متخصصة. يمكن للميكانيكي استخدام معدات تشخيص متقدمة والكشف عن مشاكل قد لا تكون واضحة للمشتري العادي. هذا الاستثمار الصغير في الفحص المسبق يمكن أن يوفر عليك آلافًا من العملات لاحقًا.
اطلب من الميكانيكي إجراء فحص شامل لنظام التعليق والتوجيه والمحاذاة. يجب أن يقدم لك تقريرًا مفصلاً عن حالة هذه الأنظمة، مع تحديد أي إصلاحات ضرورية أو محتملة. سيساعدك هذا التقرير على اتخاذ قرار مستنير بشأن الشراء، وربما استخدامه للتفاوض على سعر أفضل.
مراجعة سجلات الصيانة
اطلب من البائع سجلات الصيانة الكاملة للسيارة. يمكن أن تكشف هذه السجلات عن تاريخ الصيانة والإصلاحات التي تمت على نظام التوجيه. ابحث عن أي إشارات إلى استبدال أجزاء مهمة أو إصلاحات كبرى. إذا كانت السيارة قد تعرضت لحوادث سابقة أثرت على مقدمتها، فتأكد من أن جميع الإصلاحات المتعلقة بنظام التوجيه قد تمت بشكل احترافي وموثق.
عدم وجود سجلات صيانة أو سجلات غير مكتملة يجب أن يثير شكوكك. السجلات المنتظمة تدل على أن المالك السابق كان مهتمًا بالحفاظ على السيارة في حالة جيدة. إن الشفافية في تاريخ الصيانة هي مؤشر قوي على أن السيارة قد حظيت بالعناية اللازمة، مما يقلل من احتمالية وجود مفاجآت غير سارة بعد الشراء.
