صحة وطبكيفية

كيفية الوقاية من تجلط الدم بعد جراحة العظام

كيفية الوقاية من تجلط الدم بعد جراحة العظام

دليلك الشامل لتقليل المخاطر والتعافي الآمن

جراحة العظام خطوة مهمة نحو استعادة الحركة والصحة، ولكنها تحمل معها بعض المخاطر المحتملة، ومن أبرزها تكون الجلطات الدموية. يمكن أن تكون هذه الجلطات خطيرة إذا لم يتم التعامل معها بشكل صحيح، لذا فإن فهم كيفية الوقاية منها أمر حيوي لضمان تعافٍ سلس وآمن. سيقدم هذا المقال إرشادات مفصلة وخطوات عملية لتقليل مخاطر تجلط الدم بعد جراحة العظام.

فهم تجلط الدم بعد الجراحة: لماذا يحدث؟

أسباب وعوامل الخطر

كيفية الوقاية من تجلط الدم بعد جراحة العظامتحدث الجلطات الدموية غالبًا في الأوردة العميقة للساقين (تجلط الأوردة العميقة – DVT) ويمكن أن تنتقل إلى الرئتين (الانصمام الرئوي – PE)، وهي حالة طارئة. بعد جراحة العظام، تزداد مخاطر التجلط بسبب عدة عوامل رئيسية. يتضمن ذلك قلة الحركة والراحة المطولة في السرير، مما يبطئ تدفق الدم في الأوردة. كما أن العملية الجراحية نفسها، بما في ذلك التخدير، يمكن أن تزيد من قابلية الدم للتجلط. بالإضافة إلى ذلك، قد تكون هناك عوامل خطر شخصية مثل التاريخ العائلي للجلطات، السمنة، التدخين، وبعض الحالات الطبية المزمنة. فهم هذه العوامل هو الخطوة الأولى نحو الوقاية الفعالة من هذه المشكلة الصحية.

استراتيجيات الوقاية الدوائية

مضادات التخثر (مخففات الدم)

الأدوية المضادة للتخثر هي العلاج الوقائي الأكثر شيوعًا وفعالية. تهدف هذه الأدوية إلى تقليل قدرة الدم على التجلط. هناك أنواع مختلفة من مضادات التخثر، مثل الهيبارين منخفض الوزن الجزيئي (مثل الإينوكسابارين) الذي يعطى عن طريق الحقن، والوارفارين الذي يؤخذ عن طريق الفم، بالإضافة إلى مضادات التخثر الفموية المباشرة (DOACs) مثل ريفاروكسابان وأبيكسابان. يعتمد اختيار الدواء المناسب على عوامل متعددة يحددها الطبيب، بما في ذلك نوع الجراحة والحالة الصحية للمريض. يجب الالتزام بالجرعات المحددة وفترة العلاج بدقة لضمان أفضل النتائج والوقاية من المخاطر.

كيفية استخدام مضادات التخثر بأمان

لضمان فعالية وسلامة مضادات التخثر، يجب اتباع تعليمات الطبيب بدقة. إذا كنت تتلقى حقن الهيبارين، تعلم كيفية إعطائها لنفسك أو اطلب المساعدة من مقدم رعاية صحية. في حالة الأدوية الفموية، التزم بالجرعات والأوقات المحددة. كن حذرًا من أي نزيف غير عادي مثل الكدمات الكبيرة، نزيف اللثة، أو الدم في البول/البراز، وأبلغ طبيبك فورًا. تجنب الأدوية الأخرى التي قد تتفاعل مع مضادات التخثر مثل الأسبرين أو مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs) دون استشارة طبية. النظام الغذائي قد يؤثر أيضًا على بعض الأدوية، لذا ناقش أي تغييرات مع طبيبك.

إجراءات الوقاية غير الدوائية

الحركة المبكرة والنشاط البدني

تعد الحركة المبكرة بعد الجراحة من أهم الإجراءات الوقائية. بمجرد أن يسمح لك الطبيب، ابدأ بتحريك ساقيك وقدميك بانتظام، حتى وأنت مستلقٍ في السرير. قم بتمارين الكاحل مثل تحريك القدم لأعلى ولأسفل ولليمين ولليسار بشكل دوري. المشي لمسافات قصيرة عدة مرات في اليوم، حتى لو كان بضع خطوات، يساعد على تنشيط الدورة الدموية بشكل كبير. قد تحتاج إلى مساعدة أو استخدام أجهزة مساعدة في البداية، وهذا أمر طبيعي. الهدف هو عدم البقاء في وضع واحد لفترات طويلة. كلما زادت حركتك، قلت فرصة ركود الدم وتجلطه.

الجوارب الضاغطة (Compression Stockings)

الجوارب الضاغطة، أو الجوارب المرنة، هي أداة فعالة أخرى للوقاية من تجلط الدم. تعمل هذه الجوارب على الضغط على الساقين بلطف، مما يساعد على تحسين تدفق الدم ومنع تجمع الدم في الأوردة. يجب أن تكون الجوارب مناسبة الحجم ومريحة، ويتم ارتداؤها وفقًا لتعليمات الطبيب. غالبًا ما يوصى بارتدائها طوال اليوم وخلعها قبل النوم. تأكد من عدم وجود تجعدات في الجورب قد تضغط على الجلد وتسبب عدم الراحة. يجب استبدالها إذا أصبحت فضفاضة أو تالفة.

أجهزة الضغط الهوائي المتقطع (Sequential Compression Devices – SCDs)

تستخدم هذه الأجهزة بشكل شائع في المستشفى، وتتكون من أكمام قابلة للنفخ توضع حول الساقين. تقوم هذه الأكمام بالنفخ والانكماش بشكل متناوب، محاكية حركة عضلات الساق الطبيعية، مما يساعد على ضخ الدم من الأوردة العميقة ويمنع ركوده. يرتدي المرضى SCDs عادةً أثناء وجودهم في السرير أو أثناء فترات عدم الحركة المطولة. من المهم ارتداء هذه الأجهزة بشكل صحيح ومستمر طوال فترة التوصية بها لضمان أقصى حماية.

الترطيب الجيد والتغذية السليمة

الحفاظ على الترطيب الجيد أمر بالغ الأهمية، حيث يساعد الماء على الحفاظ على سيولة الدم ويمنع زيادة كثافته، مما يقلل من خطر التجلط. اشرب كميات كافية من الماء والسوائل الأخرى الخالية من السكر والكافيين. تلعب التغذية دورًا داعمًا أيضًا، حيث يمكن أن تساعد الأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة والفيتامينات في دعم صحة الأوعية الدموية. تجنب الأطعمة المصنعة والدهون المشبعة التي قد تزيد من الالتهاب وتؤثر سلبًا على الدورة الدموية.

التعرف على علامات وأعراض تجلط الدم

متى تطلب المساعدة الطبية؟

من الضروري معرفة علامات وأعراض تجلط الأوردة العميقة (DVT) والانصمام الرئوي (PE) للتدخل المبكر. علامات DVT تشمل ألمًا في الساق (غالبًا في ربلة الساق)، تورمًا، احمرارًا أو دفئًا في المنطقة المصابة. قد تبدو الساق أكثر دفئًا عند اللمس. بينما تشمل أعراض PE ضيقًا مفاجئًا في التنفس، ألمًا حادًا في الصدر يزداد مع التنفس العميق، سعالًا (قد يكون مصحوبًا بدم)، ودوارًا أو إغماء. إذا شعرت بأي من هذه الأعراض، يجب عليك الاتصال بالطوارئ فورًا. لا تتردد أبدًا في طلب المساعدة الطبية العاجلة.

نصائح إضافية للتعافي الآمن

متابعة مواعيد الطبيب

الالتزام بمواعيد المتابعة مع طبيبك أمر حيوي. في هذه الزيارات، سيقوم الطبيب بتقييم تقدمك، وقد يعدل خطة العلاج الوقائي حسب الحاجة. لا تتردد في طرح أي أسئلة أو مخاوف لديك خلال هذه المواعيد.

تعديل نمط الحياة

بعد التعافي، استمر في تبني نمط حياة صحي يتضمن نشاطًا بدنيًا منتظمًا وتغذية متوازنة. تجنب الجلوس أو الوقوف لفترات طويلة. إذا كنت مضطرًا للجلوس، قم بتحريك قدميك وكاحليك بشكل متكرر. الإقلاع عن التدخين والتحكم في الوزن عوامل أساسية لتقليل المخاطر على المدى الطويل.

الوقاية من تجلط الدم بعد جراحة العظام ليست مجرد خطوة علاجية، بل هي جزء أساسي من عملية التعافي الشاملة. من خلال الالتزام بالتعليمات الطبية، واتباع الإجراءات الوقائية الدوائية وغير الدوائية، وفهم علامات الخطر، يمكن للمرضى تقليل مخاطر التجلط بشكل كبير والتمتع بتعافٍ آمن وسريع. تذكر دائمًا أن التواصل المفتوح مع فريق الرعاية الصحية الخاص بك هو مفتاح النجاح.

Mena

كاتب ومحرر بموقع هاو منذ عام 2014.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock