صحة وطبكيفية

كيفية تحسين وظيفة اليد بعد الكسور

كيفية تحسين وظيفة اليد بعد الكسور

دليل شامل لاستعادة الحركة والقوة في يدك خطوة بخطوة

تعتبر فترة التعافي بعد كسر في اليد مرحلة حساسة تتطلب الصبر والالتزام ببرنامج تأهيلي مدروس. إن إزالة الجبيرة ليست نهاية المطاف، بل هي بداية رحلة استعادة وظيفة اليد بشكل كامل. يواجه الكثيرون تحديات مثل التصلب والضعف وفقدان القدرة على أداء المهام الدقيقة. هذا المقال يقدم لك خريطة طريق واضحة وخطوات عملية لمساعدتك على تحسين وظيفة يدك، واستعادة قوتها ومرونتها، والعودة لممارسة أنشطتك اليومية بثقة وكفاءة.

المرحلة الأولى: الرعاية الأولية بعد إزالة الجبيرة

التعامل مع التورم والتصلب الأولي

كيفية تحسين وظيفة اليد بعد الكسوربعد إزالة الجبيرة، من الطبيعي أن تلاحظ بعض التورم والتصلب في يدك ومعصمك. الخطوة الأولى هي التعامل مع هذه الأعراض بلطف. يمكنك رفع يدك فوق مستوى القلب قدر الإمكان لتقليل تجمع السوائل والتورم. ابدأ بتحريك أصابعك بلطف شديد لتعزيز الدورة الدموية وتخفيف التصلب. تجنب أي حركات قوية أو مفاجئة قد تسبب ألمًا. استخدام الكمادات الباردة لمدة 15 دقيقة عدة مرات في اليوم يمكن أن يساعد أيضًا في السيطرة على التورم خلال الأيام الأولى.

أهمية استشارة أخصائي العلاج الطبيعي

قبل البدء بأي برنامج تمارين، من الضروري الحصول على تقييم من طبيبك أو أخصائي العلاج الطبيعي. سيقوم الأخصائي بتقييم مدى الشفاء وقوة العظام وحالة الأنسجة الرخوة المحيطة بمنطقة الكسر. بناءً على هذا التقييم، سيضع لك خطة تمارين مخصصة تناسب حالتك وتضمن لك التقدم بأمان دون المخاطرة بإعادة إصابة المنطقة. الالتزام بتوجيهات الخبراء هو أقصر وأسلم طريق نحو الشفاء الكامل.

المرحلة الثانية: تمارين استعادة نطاق الحركة والمرونة

تمارين الإحماء وتحريك المفاصل

ابدأ دائمًا بتمارين إحماء بسيطة لتهيئة العضلات والمفاصل. يمكنك غمر يدك في ماء دافئ لمدة خمس دقائق لتليين الأنسجة. بعد ذلك، ابدأ بتحريك معصمك بلطف إلى الأعلى والأسفل، ثم إلى اليمين واليسار دون إجبار المفصل. حرك كل إصبع على حدة بشكل دائري وبطيء. الهدف من هذه المرحلة هو استعادة المرونة تدريجيًا وزيادة نطاق الحركة دون الشعور بألم حاد. استمع لجسدك وتوقف إذا شعرت بأي ألم قوي.

تمرين ثني ومد الأصابع الكامل

هذا التمرين يستهدف مرونة جميع مفاصل الأصابع. ابدأ بمد يدك بشكل مستقيم. أولاً، قم بثني المفاصل العلوية والوسطى لأصابعك مع إبقاء مفاصل الكف مستقيمة، ليشبه شكل “الخطاف”. اثبت على هذه الوضعية لعدة ثوانٍ ثم استرخ. ثانيًا، قم بثني الأصابع من مفاصل الكف لتكوين قبضة كاملة ومستقيمة. أخيرًا، قم بثني أصابعك لتلامس أطرافها قاعدة راحة اليد. كرر كل حركة 10 مرات، مع التركيز على الأداء البطيء والمتحكم فيه.

تمرين انزلاق الأوتار

يهدف هذا التمرين إلى تحسين حركة الأوتار داخل أغشيتها. ابدأ بمد أصابعك ويدك بشكل مستقيم. انتقل ببطء إلى وضعية “الخطاف” كما في التمرين السابق. بعد ذلك، انتقل إلى وضعية “سطح الطاولة” عن طريق ثني مفاصل الكف بزاوية 90 درجة مع الحفاظ على الأصابع مستقيمة. ثم انتقل إلى وضعية “القبضة المستقيمة”، وأخيرًا إلى “القبضة الكاملة”. كرر هذه السلسلة من الحركات بتتابع بطيء وسلس. يساعد هذا التمرين على منع التصاق الأوتار ويحسن التنسيق الحركي الدقيق.

المرحلة الثالثة: تمارين تقوية اليد والمعصم

استخدام كرة الضغط أو المعجون العلاجي

بمجرد أن تستعيد جزءًا جيدًا من مرونتك ويسمح لك الأخصائي بذلك، يمكنك البدء في تمارين التقوية. تعتبر كرة الضغط أو المعجون العلاجي (Therapeutic Putty) أداة ممتازة للبدء. امسك الكرة أو قطعة المعجون في راحة يدك واضغط عليها بكل قوتك لمدة 3 إلى 5 ثوانٍ، ثم استرخِ. كرر التمرين من 10 إلى 15 مرة. يمكنك أيضًا استخدام المعجون لتقوية الأصابع بشكل فردي عن طريق قرصه بين الإبهام وكل إصبع على حدة.

تمارين المقاومة باستخدام الشريط المطاطي

تساعد تمارين المقاومة في بناء قوة العضلات الباسطة للأصابع، والتي غالبًا ما يتم إهمالها. ضع شريطًا مطاطيًا حول جميع أصابعك وهي في وضع الثني الخفيف. حاول الآن فتح أصابعك ومباعدتها عن بعضها ضد مقاومة الشريط. اثبت على وضعية المد الكامل لبضع ثوان ثم عد ببطء إلى نقطة البداية. هذا التمرين يعيد التوازن العضلي في اليد ويحسن من قدرتك على الإمساك بالأشياء وفردها.

تمرين رفع الأوزان الخفيفة للمعصم

لتقوية المعصم، يمكنك استخدام أوزان خفيفة جدًا مثل علبة حساء أو دمبل بوزن نصف كيلوجرام. اجلس وضع ساعدك على طاولة مع ترك كف يدك خارج الحافة. إذا كان كفك متجهًا للأسفل، ارفع الوزن ببطء عن طريق ثني معصمك لأعلى. وإذا كان كفك متجهًا للأعلى، ارفع الوزن عن طريق ثني معصمك لأعلى أيضًا. قم بأداء الحركات ببطء وتركيز لضمان استهداف العضلات الصحيحة وتجنب الإصابة.

المرحلة الرابعة: حلول إضافية لتسريع الشفاء

دمج اليد في الأنشطة اليومية

أفضل طريقة لاستعادة وظيفة اليد هي استخدامها. ابدأ بدمج يدك المصابة تدريجيًا في مهامك اليومية البسيطة والآمنة. حاول استخدامها في ارتداء الملابس، تزرير القميص، الإمساك بأدوات المائدة، أو الكتابة بالقلم. هذه الأنشطة تعمل كتمرين علاجي طبيعي، حيث تحسن من المهارات الحركية الدقيقة والتنسيق بين العقل والعضلات. كلما استخدمت يدك في مهام متنوعة، زادت سرعة تكيفها وعودتها إلى طبيعتها.

التغذية السليمة ودورها في بناء العظام

يلعب النظام الغذائي دورًا حيويًا في عملية شفاء العظام. تأكد من أنك تستهلك كميات كافية من الكالسيوم وفيتامين د، فهما ضروريان لإعادة بناء العظام وتقويتها. تشمل مصادر الكالسيوم الجيدة منتجات الألبان والخضروات الورقية الخضراء واللوز. أما فيتامين د فيمكن الحصول عليه من التعرض لأشعة الشمس والأسماك الدهنية والأطعمة المدعمة. استشارة الطبيب حول إمكانية تناول المكملات الغذائية قد يكون خيارًا جيدًا لدعم عملية الشفاء.

أهمية الراحة والاستماع لإشارات الألم

على الرغم من أهمية التمارين، إلا أن الراحة لا تقل أهمية. تحتاج الأنسجة والعظام إلى وقت كافٍ للشفاء والتعافي بين جلسات التمرين. تجنب الإفراط في ممارسة التمارين أو دفع نفسك إلى درجة الشعور بألم حاد. الألم الخفيف أو الشعور بالإجهاد أمر طبيعي، لكن الألم الشديد أو المستمر هو إشارة من جسدك للتوقف والراحة. التوازن بين التمرين والراحة هو مفتاح تحقيق تقدم ثابت وآمن دون انتكاسات.

Mena

كاتب ومحرر بموقع هاو منذ عام 2014.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock