صحة وطبكيفية

كيفية علاج أورام الكبد بالحقن المباشر للأدوية

كيفية علاج أورام الكبد بالحقن المباشر للأدوية

دليل شامل لفهم العلاجات الموضعية المتقدمة لأورام الكبد

يعد علاج أورام الكبد تحديًا طبيًا كبيرًا، ولكن مع التقدم العلمي ظهرت تقنيات مبتكرة توفر حلولًا فعالة وأقل ضررًا على الجسم. من أبرز هذه التقنيات هو العلاج بالحقن المباشر للأدوية داخل الورم أو في الأوعية الدموية التي تغذيه. هذا الأسلوب يسمح بتركيز جرعات عالية من الدواء في مكان الإصابة مباشرة، مما يزيد من فعاليته ويقلل من الآثار الجانبية على بقية أعضاء الجسم. في هذا المقال، سنستعرض بالتفصيل طرق علاج أورام الكبد بالحقن المباشر وخطواتها العملية.

ما هو علاج أورام الكبد بالحقن المباشر؟

كيفية علاج أورام الكبد بالحقن المباشر للأدويةعلاج أورام الكبد بالحقن المباشر هو مجموعة من الإجراءات الطبية طفيفة التوغل التي تهدف إلى توصيل الأدوية العلاجية أو المواد العلاجية الأخرى مباشرة إلى الورم الموجود في الكبد. يتم هذا الإجراء عادةً تحت توجيه تقنيات التصوير الطبي مثل الأشعة المقطعية أو الموجات فوق الصوتية لضمان الدقة الكاملة. الفكرة الأساسية هي تدمير الخلايا السرطانية أو منع نموها عن طريق مهاجمتها بشكل مباشر، مع الحفاظ على الأنسجة السليمة المحيطة قدر الإمكان، وهو ما يميزها عن العلاج الكيميائي التقليدي الذي ينتشر في الجسم كله.

تتنوع المواد المستخدمة في الحقن بناءً على نوع التقنية المتبعة وحالة المريض. قد تشمل هذه المواد أدوية العلاج الكيميائي، أو حبيبات دقيقة مشعة، أو حتى مواد كيميائية بسيطة مثل الكحول الإيثيلي. يعتمد اختيار الطريقة الأنسب على عدة عوامل منها حجم الورم وموقعه وعدد الأورام والحالة الصحية العامة للمريض، ويتم تحديدها بواسطة فريق طبي متخصص في أمراض الكبد والأورام والأشعة التداخلية.

أنواع تقنيات الحقن المباشر لعلاج أورام الكبد

توجد عدة طرق متقدمة لتطبيق العلاج بالحقن المباشر، كل منها له آليته الخاصة ومميزاته. يقوم الطبيب المعالج باختيار التقنية الأفضل التي تتناسب مع حالة المريض لضمان تحقيق أفضل النتائج الممكنة. فهم هذه التقنيات يساعد المريض على تكوين صورة واضحة حول خطته العلاجية.

العلاج الكيميائي عبر الشريان الكبدي (TACE)

تعتبر تقنية TACE من أكثر الطرق شيوعًا لعلاج أورام الكبد الأولية التي لا يمكن استئصالها جراحيًا. يتم الإجراء عبر إدخال قسطرة رفيعة جدًا من خلال شريان في منطقة الفخذ وتوجيهها باستخدام الأشعة السينية حتى تصل إلى الشريان الكبدي الذي يغذي الورم. بعد الوصول إلى الموقع المستهدف، يتم حقن جرعة مركزة من دواء العلاج الكيميائي مباشرة في الورم. يتم بعدها حقن مادة صمغية صغيرة لسد الشريان، مما يحقق هدفين: حبس الدواء الكيميائي داخل الورم لأطول فترة ممكنة، وقطع إمداد الدم والأكسجين عن الخلايا السرطانية، مما يؤدي إلى موتها.

الانصمام الإشعاعي أو العلاج الإشعاعي الداخلي الانتقائي (SIRT)

هذه التقنية تشبه TACE من حيث المبدأ ولكنها تستخدم الإشعاع بدلًا من العلاج الكيميائي. يتم حقن الملايين من الحبيبات الدقيقة المشعة (غالبًا ما تكون محملة بمادة اليتريوم-90) عبر قسطرة في الشريان الكبدي. تستقر هذه الحبيبات في الأوعية الدموية الدقيقة المحيطة بالورم وتطلق جرعة عالية وموجهة من الإشعاع لقتل الخلايا السرطانية على مدار عدة أيام. تتميز هذه الطريقة بقدرتها على علاج أورام أكبر حجمًا وبآثار جانبية أقل حدة مقارنة بالعلاج الإشعاعي الخارجي التقليدي.

الحقن عبر الجلد بالإيثانول (PEI)

يعد الحقن بالإيثانول أحد أقدم تقنيات العلاج الموضعي وأبسطها، وهو فعال جدًا في علاج الأورام الصغيرة. خلال هذا الإجراء، يقوم الطبيب بتحديد موقع الورم بدقة باستخدام الموجات فوق الصوتية أو الأشعة المقطعية. بعد ذلك، يتم إدخال إبرة رفيعة عبر الجلد مباشرة إلى قلب الورم. يتم حقن كمية محسوبة من الكحول الإيثيلي المركز (الإيثانول) الذي يعمل على تجفيف الخلايا السرطانية وتدمير بروتيناتها، مما يؤدي إلى موتها الفوري. عادة ما يتطلب الأمر عدة جلسات لضمان القضاء على الورم بالكامل.

خطوات عملية للتحضير والاستعداد للعلاج

التحضير الجيد قبل إجراء الحقن المباشر يلعب دورًا مهمًا في نجاح العلاج وتقليل المضاعفات المحتملة. تتضمن هذه العملية عدة مراحل تبدأ من التشخيص الدقيق وتنتهي بمرحلة التعافي والمتابعة بعد الإجراء.

مرحلة التشخيص والتقييم

قبل اتخاذ قرار العلاج بالحقن، يخضع المريض لتقييم شامل. تشمل هذه المرحلة إجراء فحوصات الدم لتقييم وظائف الكبد والكلى. كما يتم إجراء فحوصات تصويرية متقدمة مثل الأشعة المقطعية (CT) أو التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) لتحديد حجم الورم وموقعه بدقة، وتقييم الأوعية الدموية التي تغذيه. بناءً على هذه النتائج، يقرر الفريق الطبي ما إذا كان المريض مرشحًا مناسبًا لهذا النوع من العلاج ويختار التقنية الأنسب له.

التحضيرات قبل الإجراء

قبل يوم الإجراء، سيقدم الفريق الطبي للمريض مجموعة من التعليمات الواجب اتباعها. عادة ما تشمل هذه التعليمات الصيام عن الطعام والشراب لمدة تتراوح بين 6 إلى 8 ساعات. قد يُطلب من المريض أيضًا التوقف عن تناول بعض الأدوية، خاصة مميعات الدم مثل الأسبرين، لتجنب خطر النزيف. من الضروري إبلاغ الطبيب بجميع الأدوية التي يتناولها المريض وأي حساسية يعاني منها. كذلك، يجب الترتيب مع أحد أفراد العائلة أو صديق لمرافقة المريض إلى المستشفى وإعادته إلى المنزل بعد الإجراء.

ما يمكن توقعه أثناء وبعد الإجراء

يتم إجراء معظم علاجات الحقن المباشر في قسم الأشعة التداخلية. يُعطى المريض تخديرًا موضعيًا وأدوية مهدئة لمساعدته على الاسترخاء. يستغرق الإجراء عادةً من ساعة إلى ساعتين. بعد الانتهاء، يتم نقل المريض إلى غرفة الإفاقة للمراقبة لعدة ساعات. من الطبيعي الشعور ببعض الألم أو الغثيان أو الحمى الخفيفة، وهي أعراض تعرف بمتلازمة ما بعد الانصمام. يتم التحكم في هذه الأعراض بالأدوية المناسبة. قد يحتاج المريض للبقاء في المستشفى لليلة واحدة أو يمكنه العودة إلى المنزل في نفس اليوم حسب حالته.

حلول إضافية ونصائح لتعزيز فعالية العلاج

لتحقيق أقصى استفادة من العلاج وضمان التعافي السريع، يمكن اتباع بعض النصائح والحلول الداعمة التي تكمل الإجراء الطبي وتساهم في تحسين جودة حياة المريض.

أولًا، الالتزام بنظام غذائي صحي ومتوازن يلعب دورًا حيويًا في دعم وظائف الكبد ومساعدة الجسم على التعافي. ينصح بالتركيز على تناول الفواكه والخضروات والبروتينات الخالية من الدهون وتجنب الأطعمة المصنعة والدهنية. ثانيًا، الحصول على قسط كافٍ من الراحة بعد الإجراء أمر ضروري لمنح الجسم فرصة للشفاء. يجب تجنب الأنشطة البدنية الشاقة لعدة أيام أو أسابيع حسب توصيات الطبيب. أخيرًا، المتابعة الدورية مع الطبيب المعالج أمر لا غنى عنه. سيقوم الطبيب بجدولة فحوصات تصويرية منتظمة لمراقبة استجابة الورم للعلاج والكشف عن أي تغييرات في وقت مبكر.

Dr. Merna

كاتب ومحرر بموقع هاو منذ عام 2017.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock