محتوى المقال
كيفية فحص السكر لحديثي الولادة
دليلك الشامل لضمان صحة مولودك الجديد
يعد فحص مستوى السكر في الدم لدى حديثي الولادة إجراءً روتينياً وحيوياً في الساعات والأيام الأولى بعد الولادة. يهدف هذا المقال إلى تقديم دليل عملي ومفصل للآباء والأمهات حول أهمية هذا الفحص، وكيفية إجرائه بالطرق الطبية الصحيحة، مع توضيح الأعراض التي تستدعي القلق، وتقديم حلول عملية للحفاظ على صحة المولود وتجنب أي مضاعفات محتملة.
لماذا يعتبر فحص السكر لحديثي الولادة أمراً ضرورياً؟
يعد الحفاظ على مستوى طبيعي لسكر الدم أمراً بالغ الأهمية لوظائف دماغ المولود ونموه السليم. نقص السكر في الدم، المعروف طبياً باسم “Hypoglycemia”، يمكن أن يؤثر سلباً على الجهاز العصبي للمولود إذا لم يتم اكتشافه وعلاجه بسرعة. لذلك، يعتبر الفحص إجراءً وقائياً للكشف المبكر عن أي خلل وتوفير التدخل الطبي المناسب في الوقت المناسب لضمان سلامة الطفل.
أسباب انخفاض سكر الدم (نقص السكر) عند المواليد
هناك عدة عوامل قد تزيد من خطر إصابة المولود بنقص السكر. من أبرز هذه العوامل أن تكون الأم مصابة بالسكري، أو ولادة الطفل قبل الأوان (الخداج)، أو أن يكون حجمه كبيراً أو صغيراً جداً بالنسبة لعمره الحملي. كما أن صعوبات التنفس بعد الولادة أو وجود عدوى قد تساهم أيضاً في استهلاك مخزون الجلوكوز لدى الطفل بسرعة، مما يؤدي إلى انخفاض مستواه في الدم.
أعراض هبوط السكر التي يجب الانتباه إليها
قد لا تظهر أعراض واضحة على كل المواليد المصابين بنقص السكر، ولهذا السبب يعتبر الفحص الروتيني مهماً. ولكن، هناك بعض العلامات التي يجب على الأهل والفريق الطبي مراقبتها، وتشمل الارتعاش أو الاهتزاز، ازرقاق لون الجلد أو الشفاه، التنفس السريع، ضعف الرضاعة، الخمول الشديد أو صعوبة الاستيقاظ، البكاء بصوت ضعيف، ورخاوة العضلات. ملاحظة أي من هذه الأعراض تستدعي إجراء فحص فوري.
الطريقة الطبية القياسية لفحص السكر: وخز الكعب
الطريقة الأكثر شيوعاً وأماناً لفحص سكر الدم لدى المواليد الجدد هي عبر وخز كعب القدم. هذا الإجراء بسيط وسريع ويتم إجراؤه عادة بواسطة الممرضات أو الأطباء في المستشفى. يتم اختيار الكعب لأنه يحتوي على شبكة غنية من الأوعية الدموية القريبة من سطح الجلد، مما يسهل الحصول على قطرة دم كافية للفحص بأقل قدر من الإزعاج للطفل.
التحضير لعملية الفحص
قبل إجراء الوخز، يقوم الفريق الطبي بتجهيز الأدوات اللازمة والتي تشمل قفازات معقمة، ومسحات كحولية للتطهير، وقطن جاف، وجهاز وخز خاص بالمواليد (Lancet) مصمم لاختراق الجلد لعمق بسيط وآمن، بالإضافة إلى شرائط اختبار وجهاز قياس السكر (Glucometer). قد يتم تدفئة كعب الطفل بقطعة قماش دافئة لبضع دقائق لزيادة تدفق الدم وتسهيل الحصول على العينة.
خطوات إجراء فحص وخز الكعب بالتفصيل
الخطوة الأولى هي تدفئة كعب المولود بلطف لضمان تدفق الدم بشكل جيد. بعد ذلك، يتم تنظيف المنطقة الجانبية من الكعب، وليس المنتصف، باستخدام مسحة كحولية وتركها لتجف تماماً في الهواء. تطهير المنطقة بشكل صحيح يمنع تلوث العينة ويقلل من خطر الإصابة بالعدوى.
باستخدام جهاز الوخز المخصص للمواليد، يتم إجراء وخزة سريعة على الجزء الجانبي من باطن الكعب. يتم الضغط بلطف على الكعب لتكوين قطرة دم كافية. يتم مسح القطرة الأولى غالباً لأنها قد تكون ممزوجة بسوائل الأنسجة، ثم يتم جمع القطرة الثانية على شريط الاختبار المخصص.
يتم إدخال شريط الاختبار الذي يحمل عينة الدم في جهاز قياس السكر. خلال ثوانٍ قليلة، يعرض الجهاز قراءة رقمية دقيقة لمستوى الجلوكوز في دم الطفل. بعد الحصول على العينة، يتم الضغط على مكان الوخز بقطعة قطن جافة ونظيفة لوقف أي نزيف بسيط وتهدئة الطفل.
ماذا بعد الفحص؟
بناءً على نتيجة الفحص، يقرر الطبيب الإجراء التالي. إذا كان مستوى السكر ضمن المعدل الطبيعي، فلا حاجة لأي تدخل. أما إذا كانت النتيجة منخفضة، فإن الحل الأول غالباً ما يكون تشجيع الأم على إرضاع الطفل فوراً، حيث يوفر حليب الأم السكريات اللازمة لرفع مستوى الجلوكوز. في الحالات الأكثر شدة، قد يحتاج المولود إلى محلول سكري عبر الفم أو عن طريق الوريد.
هل يمكن فحص سكر المولود في المنزل؟
لا يوصى عموماً بقيام الأهل بفحص سكر المولود في المنزل بشكل روتيني. هذا الإجراء يجب أن يتم تحت إشراف طبي متخصص، خاصة في الأيام الأولى من حياة الطفل. الأجهزة المنزلية قد لا تكون بالدقة الكافية للمواليد، كما أن تفسير النتائج واتخاذ الإجراءات المناسبة يتطلب خبرة طبية لتجنب أي قرارات خاطئة قد تضر بصحة الطفل.
متى يكون الفحص المنزلي ضرورياً؟
في حالات نادرة جداً وتحت توصية وإشراف مباشر من طبيب الأطفال، قد يُطلب من الأهل مراقبة سكر دم المولود في المنزل. يحدث هذا عادة مع الأطفال الذين يعانون من حالات طبية مزمنة تتطلب متابعة مستمرة. في هذه الحالة، سيقوم الفريق الطبي بتدريب الأهل بشكل مكثف على كيفية استخدام الجهاز بشكل صحيح، وكيفية تفسير القراءات، وماذا يفعلون في حال كانت النتائج غير طبيعية.
حلول وإجراءات وقائية للحفاظ على مستوى سكر طبيعي
الوقاية دائماً خير من العلاج. يمكن اتخاذ عدة خطوات بسيطة وفعالة للمساعدة في استقرار مستويات السكر لدى المولود الجديد، مما يقلل من الحاجة إلى تدخلات طبية مكثفة ويعزز صحة الطفل بشكل عام.
أهمية الرضاعة الطبيعية المبكرة والمتكررة
تعتبر الرضاعة الطبيعية هي خط الدفاع الأول ضد نقص السكر. يجب البدء بإرضاع الطفل في أقرب وقت ممكن بعد الولادة، ويفضل خلال الساعة الأولى. كما أن الرضاعة المتكررة كل ساعتين إلى ثلاث ساعات، أو عند الطلب، تضمن حصول المولود على إمداد مستمر من السعرات الحرارية والجلوكوز، مما يساعد في الحفاظ على استقرار سكر الدم بشكل طبيعي وفعال.
المتابعة مع طبيب الأطفال
الالتزام بجدول زيارات طبيب الأطفال أمر حيوي لمراقبة نمو الطفل وصحته العامة، بما في ذلك مستويات السكر إذا كان هناك أي عوامل خطر. الطبيب هو الشخص القادر على تقييم حالة الطفل بشكل شامل وتقديم النصح والإرشاد الصحيح للأهل، واتخاذ قرار إجراء فحوصات إضافية عند الحاجة لضمان سلامة المولود.