التقنيةالهواتفكيفية

كيفية تصوير صور HDR بالهاتف

كيفية تصوير صور HDR بالهاتف

ارتقِ بجودة صورك إلى مستوى احترافي

في عالم التصوير الفوتوغرافي، تُعد الإضاءة أحد أكبر التحديات التي يواجهها المصورون. غالبًا ما نجد أنفسنا أمام مشاهد تحتوي على مناطق ساطعة جدًا ومناطق مظلمة جدًا في نفس الإطار. هنا يأتي دور تقنية HDR (المدى الديناميكي العالي) كحل سحري لتحسين جودة الصور الملتقطة بالهاتف الذكي. هذه التقنية تتيح لك التقاط تفاصيل دقيقة في كل من الظلال والإضاءات، مما ينتج عنه صورة متوازنة وأكثر واقعية. سنتناول في هذا المقال كيفية استخدام هذه التقنية بفعالية للحصول على أفضل النتائج.

فهم تقنية HDR في الهواتف الذكية

ما هو HDR وكيف يعمل؟

HDR هو اختصار لـ High Dynamic Range، ويعني المدى الديناميكي العالي. تعتمد هذه التقنية على التقاط عدة صور لنفس المشهد بوقفات تعريض ضوئي مختلفة. يقوم الهاتف أو الكاميرا بالتقاط صورة ذات تعريض ساطع لتفاصيل الظلال، وصورة ذات تعريض عادي، وصورة ذات تعريض مظلم لتفاصيل الأجزاء المضيئة. بعد ذلك، يتم دمج هذه الصور الثلاث معًا لإنشاء صورة واحدة نهائية تحتوي على أفضل أجزاء التعريض من كل صورة على حدة، مما ينتج عنه مدى ديناميكي أوسع.
تتجاوز تقنية HDR القيود الطبيعية لمستشعر الكاميرا في الهاتف، الذي لا يستطيع عادةً التقاط كل التفاصيل في المناطق الساطعة والداكنة في لقطة واحدة. من خلال دمج المعلومات من التعريضات المتعددة، تحصل على صورة غنية بالتفاصيل والألوان، تبدو أقرب إلى ما تراه العين البشرية. هذه العملية تتم تلقائيًا في معظم الهواتف الحديثة، مما يجعلها سهلة الاستخدام للمصورين من جميع المستويات.

لماذا تحتاج إلى HDR في تصويرك بالهاتف؟

تُصبح تقنية HDR ضرورية في العديد من سيناريوهات التصوير التي يصعب فيها على الكاميرا التقاط النطاق الكامل للضوء. على سبيل المثال، عند التصوير في وضح النهار مع وجود ظلال عميقة وأضواء ساطعة، أو عند التقاط صورة لمناظر طبيعية واسعة مع سماء مشرقة وأرض مظلمة. بدون HDR، قد تبدو السماء باهتة ومحروقة، أو تفتقر الظلال إلى التفاصيل.
كما أنها مفيدة للغاية عند التصوير في الأماكن المغلقة بالقرب من نافذة ساطعة، حيث يمكن أن يؤدي استخدام HDR إلى إظهار تفاصيل كل من داخل الغرفة وخارجها عبر النافذة. ببساطة، يساهم HDR في الحصول على صور أكثر توازنًا واحترافية، ويساعدك على تجنب فقدان التفاصيل المهمة في أي جزء من المشهد، مما يرفع من جودة صورك الملتقطة بالهاتف بشكل ملحوظ.

خطوات عملية لتصوير HDR احترافي بالهاتف

استخدام وضع HDR التلقائي في تطبيق الكاميرا

تُعد هذه الطريقة الأسهل والأكثر شيوعًا لتصوير صور HDR بهاتفك. معظم الهواتف الذكية الحديثة تأتي مزودة بوضع HDR تلقائي أو يدوي ضمن تطبيق الكاميرا الافتراضي. للبدء، افتح تطبيق الكاميرا على هاتفك. ابحث عن أيقونة HDR التي غالبًا ما تكون رمزًا يشبه الأحرف “HDR”.
قم بتمكين وضع HDR عن طريق النقر على الأيقونة. في بعض الهواتف، قد تجد خيارات مثل “تشغيل HDR”، “إيقاف HDR”، أو “تلقائي HDR”. يفضل استخدام “تلقائي HDR” في البداية، حيث يقوم الهاتف بتحديد ما إذا كان المشهد يحتاج إلى HDR أم لا. بمجرد التمكين، صوب هاتفك والتقط الصورة كالمعتاد. سيقوم الهاتف تلقائيًا بالتقاط التعريضات المختلفة ودمجها.

التحكم اليدوي في تصوير HDR (للمحترفين)

للحصول على تحكم أكبر ونتائج أدق، يمكنك استخدام تطبيقات كاميرا الطرف الثالث التي تتيح لك التحكم اليدوي في إعدادات التعريض. تطبيقات مثل “ProCam” (لـ iOS) أو “Filmic Pro” (لكلا النظامين) توفر خيارات للتحكم في التعريض الضوئي يدوياً، مما يسمح لك بالتقاط صور بوقفات تعريض مختلفة يدويًا.
الخطوات تتضمن: أولاً، ثبت هاتفك باستخدام حامل ثلاثي القوائم لضمان عدم اهتزاز الصورة بين اللقطات. ثانيًا، التقط ثلاث صور لنفس المشهد: واحدة بتعريض ساطع (لإظهار تفاصيل الظلال)، واحدة بتعريض عادي، وواحدة بتعريض مظلم (لإظهار تفاصيل الأضواء). ثالثًا، استخدم تطبيق تحرير صور مثل Snapseed أو Adobe Lightroom Mobile لدمج هذه الصور الثلاث يدويًا للحصول على صورة HDR النهائية. هذه الطريقة تمنحك سيطرة كاملة على النتيجة النهائية.

نصائح لتحقيق أفضل نتائج HDR

لتحقيق أقصى استفادة من تقنية HDR، هناك عدة نصائح عملية يمكنك اتباعها. أولًا، حافظ على ثبات هاتفك قدر الإمكان أثناء التصوير. اهتزاز بسيط يمكن أن يؤدي إلى صور ضبابية أو “أشباح” (Ghosting) بسبب عدم تطابق التعريضات. استخدام حامل ثلاثي القوائم صغير للهاتف يمكن أن يحدث فرقًا كبيرًا.
ثانيًا، استخدم HDR في المشاهد التي تحتوي على تباين عالٍ في الإضاءة. ليس كل مشهد يحتاج إلى HDR، وفي بعض الأحيان قد يؤدي استخدامه إلى صور تبدو غير طبيعية أو مبالغ فيها في تشبع الألوان. ثالثًا، انتبه للأهداف المتحركة. إذا كان هناك حركة في المشهد أثناء التقاط التعريضات المتعددة، فقد تظهر هذه الحركة بشكل غير مرغوب فيه في الصورة النهائية.

معالجة صور HDR وتحسينها

تطبيقات تحرير الصور لدعم HDR

بعد التقاط صور HDR، يمكنك تحسينها بشكل أكبر باستخدام تطبيقات تحرير الصور المتوفرة على الهواتف الذكية. Snapseed من Google هو خيار ممتاز ومجاني، يقدم أدوات قوية لضبط التعريض والتباين والتشبع. افتح الصورة في Snapseed، ثم استخدم أدوات مثل “ضبط الصورة” أو “المدى الديناميكي العالي” (HDR Scape) لتعديل المظهر العام للصورة.
Adobe Lightroom Mobile هو تطبيق آخر احترافي يتيح لك التحكم الدقيق في معالجة صور HDR. يمكنك استيراد الصور الملتقطة بتعريضات مختلفة (إذا التقطتها يدويًا) ودمجها لإنشاء صورة HDR. حتى إذا استخدمت وضع HDR التلقائي في هاتفك، يمكنك استخدام Lightroom لضبط الظلال والأضواء والحدة للحصول على مظهر أكثر احترافية وجاذبية.

الأخطاء الشائعة وكيفية تجنبها

هناك بعض الأخطاء الشائعة التي يقع فيها المصورون عند استخدام HDR. أحدها هو الاستخدام المفرط لـ HDR في المشاهد التي لا تتطلب ذلك، مما يؤدي إلى صور تبدو غير واقعية أو “كارتونية” بألوان مبالغ فيها. تجنب استخدام HDR في المشاهد ذات الإضاءة المتساوية أو المشاهد التي لا تحتوي على تباين عالٍ.
خطأ آخر هو عدم ثبات الهاتف. هذا يؤدي إلى ظهور أشباح أو صور ضبابية، خاصة عند التقاط صور لأهداف متحركة. تأكد دائمًا من تثبيت هاتفك قدر الإمكان، أو استخدم HDR في المشاهد الثابتة فقط. أخيرًا، لا تعتمد كليًا على HDR لجعل الصورة مثالية؛ فهو أداة للمساعدة في التغلب على تحديات الإضاءة، وليس بديلاً عن التكوين الجيد والإضاءة المناسبة. استخدمه بذكاء لتحقيق أفضل النتائج.

Dr. Merna

كاتب ومحرر بموقع هاو منذ عام 2017.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock