صحة وطبكيفية

كيفية تدريب عضلات اللسان والبلع لمرضى الجلطات

كيفية تدريب عضلات اللسان والبلع لمرضى الجلطات

استعادة القدرة على البلع بأمان: دليل عملي لتمارين اللسان والحلق

يعاني الكثير من الناجين من الجلطات الدماغية من صعوبة في البلع، وهي حالة تُعرف طبيًا باسم “عسر البلع”. هذه المشكلة لا تؤثر فقط على القدرة على الاستمتاع بالطعام والشراب، بل قد تؤدي إلى مضاعفات خطيرة مثل سوء التغذية، الجفاف، والالتهاب الرئوي الشفطي. لحسن الحظ، يمكن لمجموعة من التمارين المستهدفة أن تساعد في تقوية العضلات المسؤولة عن عملية البلع وتحسين التنسيق بينها، مما يعيد للمريض قدرته على الأكل بأمان. يقدم هذا المقال دليلاً عمليًا ومفصلاً لهذه التمارين.

أساسيات قبل البدء: السلامة والتحضير

استشارة الفريق الطبي المتخصص

كيفية تدريب عضلات اللسان والبلع لمرضى الجلطاتقبل البدء بأي برنامج تمارين، من الضروري استشارة الطبيب المعالج وأخصائي أمراض النطق واللغة. هؤلاء المتخصصون هم القادرون على تقييم حالة المريض بدقة وتحديد نوع وشدة صعوبة البلع، ومن ثم التوصية بالتمارين الأكثر أمانًا وفعالية للحالة الفردية. قد يكون من الخطر ممارسة بعض التمارين دون إشراف طبي، لذا فإن هذه الخطوة لا يمكن تجاوزها لضمان سلامة المريض وتحقيق أفضل النتائج الممكنة في رحلة التعافي.

اتخاذ وضعية الجلوس الصحيحة

تعتبر الوضعية السليمة أثناء أداء التمارين أو تناول الطعام عاملاً حاسماً. يجب أن يجلس المريض في وضع مستقيم تمامًا، إما على كرسي أو في السرير مع رفع الظهر بزاوية 90 درجة. يمكن استخدام الوسائد لدعم الظهر والرأس للحفاظ على هذه الوضعية. يساعد الجلوس المستقيم على ضمان مسار آمن للطعام والسوائل نحو المريء، ويقلل بشكل كبير من خطر دخولها إلى مجرى الهواء، مما يمنع حدوث الاختناق أو الالتهاب الرئوي.

تمارين عملية لتقوية عضلات اللسان

تمرين إخراج اللسان بشكل مستقيم

هذا التمرين البسيط يهدف إلى تحسين نطاق حركة اللسان وقوته. للقيام به، اطلب من المريض فتح فمه بشكل مريح ثم مد لسانه إلى الخارج بشكل مستقيم قدر الإمكان دون أن ينحرف إلى أي من الجانبين. يجب عليه الحفاظ على هذه الوضعية لمدة تتراوح بين 3 إلى 5 ثوانٍ، ثم إعادة اللسان إلى داخل الفم ببطء. يُنصح بتكرار هذا التمرين من 5 إلى 10 مرات في كل جلسة، مع التركيز على التحكم في الحركة بدلاً من السرعة.

تمرين تحريك اللسان بين زاويتي الفم

يستهدف هذا التمرين تقوية العضلات الجانبية للسان وزيادة قدرته على التحكم في حركة الطعام داخل الفم. يبدأ المريض بفتح فمه قليلاً، ثم يقوم بلمس زاوية فمه اليمنى بطرف لسانه. يثبت على هذه الوضعية لثانيتين، ثم يحرك لسانه ببطء عبر الشفاه ليصل إلى زاوية الفم اليسرى ويثبت لثانيتين أخريين. تمثل الحركة من اليمين إلى اليسار والعودة تكرارًا واحدًا. يوصى بأداء 5 تكرارات في كل جلسة تدريبية.

تمرين ضغط اللسان على سقف الحلق

يساعد هذا التمرين على تقوية الجزء الخلفي من اللسان، وهو جزء حيوي في عملية دفع الطعام إلى الحلق. يقوم المريض بوضع طرف لسانه خلف أسنانه الأمامية العلوية مباشرة. بعد ذلك، يقوم بضغط كامل جسم اللسان بقوة نحو سقف الحلق الصلب، كما لو كان يحاول تسطيحه بالكامل. يجب عليه الحفاظ على هذا الضغط لمدة 5 ثوانٍ قبل إرخاء العضلات. يُكرر هذا التمرين من 5 إلى 10 مرات لضمان بناء القوة اللازمة للبلع الفعال.

تمارين متقدمة لتحسين وظيفة البلع

تمرين البلع بقوة (Effortful Swallow)

يهدف هذا التمرين إلى زيادة قوة العضلات التي تدفع الطعام إلى أسفل الحلق. اطلب من المريض أن يتخيل وجود قطعة طعام في فمه ويستعد لبلعها. عند البلع، يجب عليه أن يضغط بكل عضلات لسانه وحلقه بأقصى قوة ممكنة، كما لو كان يحاول ابتلاع كرة جولف. هذا المجهود الإضافي يعمل على تنشيط وتقوية كافة العضلات المشاركة في عملية البلع. يجب القيام بهذا التمرين عدة مرات خلال اليوم، خاصة قبل تناول الوجبات لتحضير العضلات.

تمرين ماساكو (Masako Maneuver)

يركز هذا التمرين بشكل خاص على تقوية قاعدة اللسان والجدار الخلفي للحلق. لأداء هذا التمرين، يقوم المريض بإخراج طرف لسانه من فمه بلطف، ثم يقوم بتثبيته بين أسنانه أو شفتيه برفق. أثناء إبقاء اللسان في هذه الوضعية، يقوم المريض بعملية البلع. سيشعر بشد في عضلات قاعدة اللسان والحلق. نظرًا لصعوبته، لا يجب أداء هذا التمرين مع الطعام أو السوائل، بل باللعاب فقط. يكرر من 3 إلى 5 مرات في الجلسة.

تمرين مندلسون (Mendelsohn Maneuver)

يعمل هذا التمرين على تحسين حركة الحنجرة وإطالة مدة فتح المريء العلوي، مما يسمح بمرور الطعام بشكل أفضل. يبدأ المريض بوضع أطراف أصابعه برفق على “تفاحة آدم” في رقبته ليشعر بحركتها. أثناء البلع العادي، سيشعر بارتفاعها ثم انخفاضها. في هذا التمرين، عندما ترتفع الحنجرة إلى أقصى نقطة، يستخدم عضلات حلقه لإبقائها مرتفعة لمدة 3 إلى 5 ثوانٍ قبل أن يتركها تنخفض. يتطلب هذا التمرين تركيزًا وتدريبًا ولكنه فعال جدًا.

عناصر إضافية وحلول مساعدة

تعديل قوام الأطعمة والسوائل

إلى جانب التمارين، يعد تعديل قوام الطعام حلاً عمليًا وفوريًا لتقليل خطر الاختناق. قد يوصي أخصائي النطق بتحويل الأطعمة الصلبة إلى قوام مهروس أو مفروم ناعم. أما بالنسبة للسوائل، فغالبًا ما تكون السوائل الخفيفة مثل الماء والعصير هي الأصعب في التحكم. يمكن استخدام مواد مثخنة مخصصة لجعل السوائل أكثر كثافة، مما يبطئ تدفقها ويمنح المريض وقتًا أطول للتحكم في عملية البلع بأمان.

التركيز وتناول لقمات صغيرة

يجب أن تكون أوقات الوجبات خالية من المشتتات مثل التلفزيون أو المحادثات الصاخبة. يجب على المريض التركيز بشكل كامل على عملية المضغ والبلع. كما أن تناول كميات صغيرة من الطعام في كل مرة (لقمات صغيرة) واستخدام ملاعق صغيرة يساعد على التحكم بشكل أفضل في الطعام داخل الفم ويقلل من العبء على عضلات البلع الضعيفة. يجب التأكد من بلع اللقمة بالكامل قبل تناول اللقمة التالية.

الصبر والمواظبة على التمارين

إن إعادة تأهيل عضلات البلع عملية تتطلب وقتًا وجهدًا وصبرًا. لن تظهر النتائج بين عشية وضحاها. من المهم جدًا المواظبة على أداء التمارين يوميًا حسب توجيهات الفريق الطبي. التحلي بالإيجابية والاحتفال بالتحسينات الصغيرة يمكن أن يكون دافعًا قويًا للمريض للاستمرار في رحلة التعافي. الدعم النفسي من العائلة والأصدقاء يلعب دورًا حيويًا في نجاح هذا البرنامج العلاجي.

Mena

كاتب ومحرر بموقع هاو منذ عام 2014.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock