محتوى المقال
كيفية علاج الطفيليات بالأدوية
دليلك الشامل للتخلص من العدوى الطفيلية بطرق فعالة
تُعد العدوى الطفيلية مشكلة صحية عالمية تؤثر على ملايين الأشخاص، وتتراوح شدتها من حالات خفيفة إلى أمراض مهددة للحياة. تتطلب هذه العدوى تدخلاً طبياً دقيقاً، وغالباً ما يكون العلاج الدوائي هو الخيار الأكثر فعالية. يهدف هذا المقال إلى تقديم دليل شامل وخطوات عملية لعلاج الطفيليات باستخدام الأدوية المتاحة، مع التركيز على التشخيص الصحيح وأنواع العلاجات المختلفة وكيفية تطبيقها. ستتعرف هنا على الحلول المتعددة والجوانب الأساسية للإلمام بهذا الموضوع الصحي الهام.
فهم الطفيليات وأنواعها الشائعة
الطفيليات الداخلية (الديدان المعوية)
تُعرف الديدان المعوية بأنها كائنات حية تعيش داخل الجهاز الهضمي للإنسان، وتتغذى على المضيف مسببة مجموعة متنوعة من الأعراض. تشمل الأنواع الشائعة الديدان الشريطية، والديدان الأسطوانية مثل الإسكارس والديدان الخطافية، والديدان الدبوسية. تنتقل هذه الطفيليات عادةً عن طريق استهلاك طعام أو ماء ملوث بالبيض أو اليرقات، أو من خلال التلامس مع التربة الملوثة.
تشمل أعراض الإصابة بالديدان المعوية آلام البطن، الإسهال، الغثيان، فقدان الوزن غير المبرر، فقر الدم، وفي بعض الحالات النادرة قد تؤدي إلى انسداد معوي. تتطلب هذه الحالات تشخيصاً دقيقاً لتحديد نوع الدودة ومن ثم وصف العلاج المناسب الذي يستهدف القضاء عليها بفعالية.
الطفيليات الخارجية (مثل القمل والجرب)
تعيش الطفيليات الخارجية على سطح الجلد أو الشعر وتتغذى على الدم أو خلايا الجلد. من الأمثلة الشائعة القمل، الذي يصيب فروة الرأس والجسم والعانة، والجرب الذي تسببه حشرة صغيرة تحفر تحت الجلد. تنتقل هذه الطفيليات عادةً عن طريق الاتصال المباشر من شخص لآخر، أو من خلال مشاركة الأدوات الشخصية مثل الأمشاط أو الملابس أو أغطية السرير.
تتمثل الأعراض الرئيسية للعدوى بالقمل في الحكة الشديدة ووجود بيض القمل (الصئبان) على الشعر. أما الجرب فيتميز بحكة شديدة تزداد ليلاً، وظهور طفح جلدي على شكل خطوط صغيرة أو بثور. يتطلب علاج هذه الطفيليات استخدام مستحضرات موضعية ومتابعة دقيقة لضمان القضاء التام على الطفيلي ومنع انتشاره بين الأفراد.
الطفيليات وحيدة الخلية (مثل الجيارديا والأميبا)
تُعد الطفيليات وحيدة الخلية، أو الأوليات، كائنات دقيقة تتكون من خلية واحدة، ويمكن أن تعيش في الأمعاء أو الدم أو أعضاء أخرى من الجسم. من أبرز الأمثلة الجيارديا والأميبا. تنتقل هذه الطفيليات غالباً عن طريق استهلاك الماء أو الطعام الملوث بالطور الخامل (الكيسات) للطفيلي، أو من خلال التلامس الفموي البرازي المباشر.
تسبب الجيارديا مرض الجيارديا الذي يتميز بالإسهال المزمن، آلام البطن، الغثيان، والانتفاخ. بينما تسبب الأميبا مرض الزحار الأميبي الذي قد يؤدي إلى إسهال دموي حاد، وفي بعض الحالات، قد تنتشر الأميبا إلى الكبد أو أعضاء أخرى مسببة خراجات خطيرة. يتطلب التشخيص تأكيداً مخبرياً دقيقاً، ويتم العلاج باستخدام أدوية تستهدف القضاء على هذه الأوليات بفعالية.
التشخيص الدقيق: خطوتك الأولى نحو العلاج
تحاليل البراز
يُعد تحليل البراز من أهم الفحوصات لتشخيص العديد من أنواع الطفيليات المعوية. يتم جمع عينات البراز وإرسالها إلى المختبر لفحصها تحت المجهر للبحث عن بيض الطفيليات، اليرقات، أو الطور الخضري (التكيسات) للطفيليات وحيدة الخلية مثل الجيارديا والأميبا. قد يطلب الطبيب عينات متعددة على مدار أيام مختلفة لزيادة فرص اكتشاف الطفيلي، خاصة إذا كانت أعدادها قليلة أو تخرج بشكل متقطع. هذا التحليل أساسي لتحديد نوع الطفيلي وتوجيه العلاج.
تشمل طرق فحص البراز الفحص المباشر، وطرائق التركيز التي تساعد على زيادة تركيز الطفيليات لتسهيل رؤيتها. في بعض الحالات، قد تُستخدم تقنيات الكشف عن المستضدات أو الحمض النووي للطفيليات في البراز لزيادة الدقة، خاصة في الطفيليات التي يصعب رؤيتها مجهرياً. يجب الالتزام بتعليمات جمع العينات لضمان الحصول على نتائج موثوقة.
فحوصات الدم
يمكن أن تكون فحوصات الدم مفيدة لتشخيص بعض أنواع العدوى الطفيلية، خاصة تلك التي لا تقتصر على الجهاز الهضمي أو التي تسبب استجابة مناعية معينة. تُستخدم فحوصات الدم للكشف عن الأجسام المضادة التي ينتجها الجهاز المناعي استجابة للطفيلي، أو للكشف عن مستضدات الطفيل نفسه في الدم. على سبيل المثال، تُستخدم هذه الفحوصات لتشخيص الملاريا، داء المقوسات، وبعض أنواع الديدان الشريطية أو الديدان الخيطية التي تغزو الأنسجة.
بالإضافة إلى الأجسام المضادة، يمكن أن تكشف فحوصات الدم عن مؤشرات غير مباشرة للعدوى الطفيلية، مثل ارتفاع عدد كريات الدم البيضاء الحمضية (الـ eosinophils)، وهو ما يشير غالباً إلى وجود عدوى طفيلية، خاصة الديدان. يُطلب فحص صورة الدم الكاملة إلى جانب الفحوصات المصلية المحددة لتأكيد التشخيص وتحديد مدى تأثير العدوى على الجسم. هذا يوفر رؤية شاملة للحالة الصحية للمريض.
اختبارات الجلد والخزعات
تُستخدم اختبارات الجلد والخزعات لتشخيص أنواع معينة من الطفيليات، خاصة تلك التي تستوطن الجلد أو الأنسجة العميقة. في اختبارات الجلد، يتم حقن كمية صغيرة من مستضد الطفيلي تحت الجلد، وتُراقب الاستجابة لتحديد ما إذا كان الجسم قد تعرض للطفيلي من قبل. هذا الاختبار مفيد في تشخيص بعض أنواع الطفيليات التي تسبب تفاعلات جلدية.
أما الخزعات، فتُجرى بأخذ عينة صغيرة من الأنسجة المصابة (مثل الجلد، العضلات، أو الأعضاء الداخلية) وفحصها تحت المجهر للبحث عن الطفيلي نفسه أو الأضرار التي يسببها. تُعد الخزعة ضرورية لتأكيد تشخيص حالات مثل الجرب (بأخذ كشطة جلدية)، أو ليزمانيا الجلدية، أو بعض أنواع الديدان التي تتكيس في الأنسجة. هذه الطرق توفر تشخيصاً مباشراً وقطعياً في الحالات التي لا تُظهر فيها الفحوصات الأخرى نتائج واضحة.
الأدوية المضادة للطفيليات: استعراض شامل
مضادات الديدان (Anthelmintics)
تُعد مضادات الديدان فئة من الأدوية المصممة خصيصاً للقضاء على الديدان الطفيلية المختلفة في الجهاز الهضمي والأنسجة الأخرى. تعمل هذه الأدوية بآليات متنوعة، منها شل حركة الديدان، أو منعها من امتصاص الجلوكوز اللازم لبقائها على قيد الحياة، مما يؤدي إلى موتها وطردها من الجسم. من الأدوية الشائعة في هذه الفئة الميبندازول (Mebendazole) والألبيندازول (Albendazole) التي تُستخدم لعلاج الديدان الأسطوانية والشريطية.
يُستخدم البرازيكوانتيل (Praziquantel) بفعالية ضد الديدان الشريطية والبلهارسيا، بينما يُستخدم البيرانتيل باموات (Pyrantel Pamoate) لعلاج الديدان الدبوسية والديدان الأسطوانية. تختلف الجرعات ومدة العلاج حسب نوع الدودة وعمر المريض وحالته الصحية. من المهم جداً استشارة الطبيب لتحديد الدواء والجرعة المناسبة، حيث أن العلاج الخاطئ قد لا يكون فعالاً أو قد يؤدي إلى آثار جانبية غير مرغوبة.
مضادات الأوليات (Antiprotozoal Drugs)
تستهدف مضادات الأوليات الطفيليات وحيدة الخلية مثل الجيارديا والأميبا وداء المشعرات وداء المقوسات. تعمل هذه الأدوية عن طريق التدخل في العمليات الحيوية للخلية الطفيلية، مما يؤدي إلى موتها. يُعد الميترونيدازول (Metronidazole) والتينيدازول (Tinidazole) من الأدوية الأساسية المستخدمة على نطاق واسع لعلاج الجيارديا، الزحار الأميبي، وداء المشعرات المهبلي. هذه الأدوية فعالة جداً في القضاء على الطفيليات في الأمعاء وخارجها.
في حالات داء المقوسات، تُستخدم أدوية مثل البيريميثامين (Pyrimethamine) والسلفاديازين (Sulfadiazine). تعتمد فعالية العلاج بشكل كبير على الالتزام بالجرعات المحددة ومدة العلاج الموصوفة من قبل الطبيب. من الضروري إكمال الدورة العلاجية كاملة حتى لو اختفت الأعراض، لضمان القضاء التام على الطفيلي ومنع انتكاس العدوى أو تطور المقاومة للأدوية.
مضادات الطفيليات الخارجية (Ectoparasiticides)
تهدف مضادات الطفيليات الخارجية إلى القضاء على الطفيليات التي تعيش على سطح الجسم مثل القمل والجرب. تُطبق هذه الأدوية عادةً موضعياً على الجلد أو الشعر. من الأمثلة الشائعة البيرميثرين (Permethrin)، الذي يُستخدم في شكل كريم أو شامبو لعلاج القمل والجرب. يعمل البيرميثرين عن طريق شل الجهاز العصبي للطفيلي مما يؤدي إلى موته.
كما يُستخدم المالافيون (Malathion) والآيفرمكتين الموضعي (Topical Ivermectin) لعلاج القمل، بينما يُستخدم الكروتاميتون (Crotamiton) والكبريت في الفازلين لعلاج الجرب. من المهم اتباع التعليمات بدقة عند استخدام هذه المنتجات، بما في ذلك مدة التطبيق وكيفية الشطف. قد تتطلب بعض الحالات إعادة العلاج بعد فترة معينة للقضاء على أي بيض فقس حديثاً، ومن الضروري تطهير الملابس وأغطية السرير لمنع إعادة العدوى.
اعتبارات مهمة عند اختيار الدواء
يجب أن يتم اختيار الدواء المضاد للطفيليات بعناية فائقة بناءً على عدة عوامل أساسية لضمان فعالية العلاج وسلامة المريض. أولاً، تحديد نوع الطفيلي بدقة أمر حاسم، حيث أن لكل طفيلي دواء فعال خاص به. ثانياً، يجب مراعاة عمر المريض، وزنه، وحالته الصحية العامة، بما في ذلك وجود أي أمراض مزمنة أو حمل أو رضاعة، حيث قد تؤثر هذه العوامل على اختيار الجرعة أو حتى الدواء نفسه.
ثالثاً، يجب الأخذ في الاعتبار تاريخ المريض التحسسي تجاه أي أدوية سابقة. رابعاً، من الضروري مراعاة التفاعلات الدوائية المحتملة إذا كان المريض يتناول أدوية أخرى. وأخيراً، يجب على الطبيب أن يراجع الآثار الجانبية المحتملة للدواء مع المريض. كل هذه الاعتبارات تضمن أن يكون العلاج آمناً ومصمماً خصيصاً لاحتياجات الفرد، مما يقلل من المخاطر ويزيد من فرص الشفاء التام. الاستشارة الطبية المتخصصة هي الخطوة الأولى والأهم دائماً.
بروتوكولات العلاج لأنواع محددة من الطفيليات
علاج الديدان المعوية (مثل الميبندازول والألبيندازول)
لعلاج الديدان المعوية، مثل الديدان الأسطوانية والديدان الشريطية، يُعد الميبندازول والألبيندازول من الخيارات الأكثر شيوعاً وفعالية. يتميز الميبندازول بجرعة سهلة عادةً ما تكون حبة واحدة أو جرعة سائلة تُؤخذ مرة واحدة، أو لمدة ثلاثة أيام متتالية، حسب نوع الدودة. يعمل على منع الديدان من امتصاص السكر، مما يؤدي إلى استنزاف طاقتها وموتها.
بينما يُعتبر الألبيندازول أكثر شمولاً ويُستخدم لعلاج مجموعة أوسع من الديدان، بما في ذلك بعض الديدان الشريطية. غالباً ما يُؤخذ بجرعة واحدة أو على مدار عدة أيام حسب العدوى. في كلتا الحالتين، يُفضل تناول الدواء مع وجبة دسمة لتحسين امتصاصه. من المهم جداً استشارة الطبيب لتحديد الجرعة الدقيقة ومدة العلاج، وربما يتطلب الأمر إعادة الفحص بعد العلاج للتأكد من القضاء التام على الديدان.
علاج الجيارديا والأميبا (مثل الميترونيدازول والتينيدازول)
عند الإصابة بالجيارديا أو الأميبا، يُعتبر الميترونيدازول والتينيدازول من العلاجات الأساسية والفعالة. يُستخدم الميترونيدازول عادةً بجرعات متعددة على مدار 5 إلى 10 أيام لعلاج كل من الجيارديا والزحار الأميبي. يعمل عن طريق إتلاف الحمض النووي للطفيلي، مما يقتله. يُنصح بتناوله مع الطعام لتقليل الآثار الجانبية الهضمية.
أما التينيدازول، فيُقدم ميزة كونه يُؤخذ بجرعة واحدة في معظم الحالات لعلاج الجيارديا وداء المشعرات، مما يزيد من الالتزام بالعلاج. كما أنه فعال في علاج الزحار الأميبي. يجب على المرضى تجنب الكحول أثناء تناول هذه الأدوية وبعدها لمدة 48 ساعة على الأقل، لتجنب تفاعل كيميائي يؤدي إلى أعراض مزعجة مثل الغثيان والتقيؤ. متابعة الطبيب ضرورية لتقييم فعالية العلاج.
علاج الملاريا (أدوية متعددة حسب النوع والمقاومة)
يتطلب علاج الملاريا بروتوكولات معقدة تختلف بشكل كبير حسب نوع طفيل الملاريا المسبب للعدوى (مثل المتصورة المنجلية أو المتصورة النشيطة)، ومدى المقاومة للأدوية في المنطقة الجغرافية، وحالة المريض (الحامل، الأطفال). من الأدوية الشائعة الكلوروكين، ولكن بسبب المقاومة المتزايدة، غالباً ما تُستخدم مجموعات علاجية مثل العلاج المركب القائم على الأرتيميسينين (ACTs) كخط أول للعلاج.
تشمل أدوية أخرى مستخدمة الميفلوكين، الدوكسيسايكلين، والبريميكين. يُعطى البريميكين لعلاج المتصورة النشيطة والمتصورة البيضية للقضاء على الطور الكامن في الكبد ومنع الانتكاسات، ولكن يجب التأكد من عدم وجود نقص في إنزيم G6PD قبل استخدامه. يجب أن يُشرف أخصائي على علاج الملاريا لضمان اختيار الدواء المناسب والجرعة الصحيحة وتتبع الآثار الجانبية، حيث أن العلاج غير الصحيح يمكن أن يكون خطيراً.
علاج القمل والجرب (الكريمات والمستحضرات)
لعلاج القمل والجرب، تُعد المستحضرات الموضعية هي خط العلاج الأول. لعلاج القمل، يُستخدم شامبو أو مستحضر البيرميثرين 1% أو البيريثرين مع البيبرونيل بيوتوكسيد، يُطبق على الشعر الجاف، يُترك لفترة معينة (عادة 10 دقائق)، ثم يُشطف. يُنصح بإعادة العلاج بعد 7-10 أيام لقتل أي قمل فقس حديثاً. يجب أيضاً استخدام مشط خاص لإزالة الصئبان (بيض القمل).
أما لعلاج الجرب، فيُستخدم كريم البيرميثرين 5% ويُطبق على الجسم بالكامل من الرقبة إلى أخمص القدمين، ويُترك لمدة 8-14 ساعة قبل شطفه. يُنصح بإعادة العلاج بعد أسبوع إلى أسبوعين. في بعض الحالات الشديدة أو المقاومة، قد يصف الطبيب أقراص الآيفرمكتين عن طريق الفم. من الضروري جداً غسل جميع الملابس وأغطية السرير بالماء الساخن وتطهير البيئة المحيطة لمنع إعادة العدوى.
نصائح هامة أثناء العلاج وبعده
الالتزام بالجرعات ومدة العلاج
لضمان فعالية علاج الطفيليات والقضاء التام عليها، يُعد الالتزام الصارم بالجرعات الموصوفة ومدة العلاج أمراً بالغ الأهمية. إن التوقف عن تناول الدواء قبل انتهاء الدورة المقررة، حتى لو تحسنت الأعراض، يمكن أن يؤدي إلى بقاء بعض الطفيليات حية، مما يسمح لها بالتكاثر مرة أخرى ويسبب انتكاس العدوى. هذا لا يطيل فترة المرض فحسب، بل يمكن أن يؤدي أيضاً إلى تطور مقاومة الطفيلي للدواء، مما يجعل العلاجات المستقبلية أكثر صعوبة وأقل فعالية. لذا، يجب اتباع تعليمات الطبيب والصيدلي بدقة وعدم تغيير الجرعات أو التوقف عن العلاج دون استشارة.
مراقبة الآثار الجانبية
مثل جميع الأدوية، قد تسبب الأدوية المضادة للطفيليات آثاراً جانبية. من المهم جداً مراقبة أي ردود فعل غير عادية أو أعراض جانبية تظهر أثناء فترة العلاج. قد تشمل الآثار الجانبية الشائعة الغثيان، القيء، الإسهال، آلام البطن، أو الدوار. في بعض الحالات النادرة، قد تحدث آثار جانبية أكثر خطورة مثل ردود الفعل التحسسية الشديدة أو تأثيرات على الكبد أو الكلى. يجب إبلاغ الطبيب فوراً بأي آثار جانبية شديدة أو مستمرة أو مقلقة. يمكن للطبيب تقييم الحالة وتعديل الجرعة، أو تغيير الدواء، أو تقديم إرشادات حول كيفية التعامل مع هذه الآثار لضمان سلامة المريض وراحته.
أهمية النظافة الشخصية والبيئية
تُعد النظافة الشخصية والبيئية ركيزتين أساسيتين في منع انتشار العدوى الطفيلية وتكرارها، وهي تكمل العلاج الدوائي بشكل فعال. يجب غسل اليدين جيداً بالماء والصابون قبل الأكل وبعد استخدام المرحاض، وبعد التعامل مع الحيوانات الأليفة. التأكد من نظافة الطعام والماء هو أمر حيوي، بما في ذلك غسل الفواكه والخضروات جيداً وطهي اللحوم بشكل كامل وتجنب شرب الماء غير المعالج.
كما أن الحفاظ على نظافة المنزل والمناطق المحيطة به، خاصة في الأماكن التي تتواجد فيها الحيوانات الأليفة، يقلل من فرص التعرض للطفيليات. بالنسبة للطفيليات الخارجية مثل القمل والجرب، يجب غسل الملابس وأغطية السرير بانتظام بالماء الساخن وتعقيم الأدوات الشخصية لمنع إعادة العدوى. هذه الإجراءات الوقائية البسيطة لها تأثير كبير في كسر دورة حياة الطفيلي والحد من انتشاره.
المتابعة الطبية بعد العلاج
بعد إكمال دورة العلاج الدوائي، تُعتبر المتابعة الطبية ضرورية لعدة أسباب. أولاً، للتأكد من أن العدوى قد تم القضاء عليها تماماً. قد يطلب الطبيب إجراء تحاليل مخبرية إضافية، مثل فحص عينات براز جديدة، لتقييم فعالية الدواء والتأكد من عدم وجود طفيليات متبقية. ثانياً، لمراقبة أي آثار جانبية متأخرة قد تظهر بعد انتهاء العلاج. وثالثاً، لتقديم المشورة بشأن أي خطوات وقائية إضافية لمنع تكرار العدوى في المستقبل. هذه المتابعة تضمن أن المريض قد شُفي تماماً ويعيش حياة صحية خالية من الطفيليات. الالتزام بالمواعيد الطبية المجدولة جزء لا يتجزأ من رحلة الشفاء.
الوقاية من العدوى الطفيلية المتكررة
غسل اليدين بانتظام
يُعد غسل اليدين بانتظام وبشكل صحيح أحد أهم وأبسط طرق الوقاية من العدوى الطفيلية، خاصة تلك التي تنتقل عبر الطريق الفموي البرازي. يجب غسل اليدين بالماء والصابون لمدة لا تقل عن 20 ثانية، خاصة بعد استخدام المرحاض، قبل إعداد الطعام وتناوله، وبعد التعامل مع الحيوانات الأليفة أو التربة. هذا الإجراء الفعال يساعد على إزالة بيض الطفيليات أو أكياسها التي قد تكون موجودة على اليدين، وبالتالي يمنع دخولها إلى الجهاز الهضمي والبدء بدورة عدوى جديدة. تعليم الأطفال أهمية هذه العادة الصحية منذ الصغر يعزز الحماية على المدى الطويل.
التعامل الآمن مع الطعام والماء
تعتبر سلامة الطعام والماء حجر الزاوية في الوقاية من العديد من العدوى الطفيلية. يجب التأكد من غسل جميع الفواكه والخضروات جيداً بالماء النظيف قبل الأكل، ويفضل تقشيرها إن أمكن. طهي اللحوم والأسماك والدواجن بشكل كامل حتى تختفي أي علامات للون الوردي يقتل أي طفيليات قد تكون موجودة فيها. تجنب تناول اللحوم النيئة أو غير المطبوخة جيداً. أما بالنسبة للماء، فيجب شرب الماء النظيف والمعالج أو المغلي. في المناطق التي يُشتبه في تلوث المياه فيها، يُنصح بشرب المياه المعبأة في زجاجات أو استخدام فلاتر المياه المعتمدة. هذه الإجراءات تقلل بشكل كبير من خطر الإصابة بالعدفيات التي تنتقل عن طريق الغذاء والماء.
النظافة العامة للمنزل والحيوانات الأليفة
الحفاظ على نظافة المنزل والبيئة المحيطة يقلل من فرص التعرض للطفيليات. يجب تنظيف الأسطح بانتظام، خاصة في المطبخ والحمام. بالنسبة للحيوانات الأليفة، يمكن أن تكون مصدراً لبعض الطفيليات التي تنتقل إلى البشر، لذلك من الضروري الاهتمام بنظافتها وعلاجها بشكل دوري ضد الديدان والطفيليات الخارجية تحت إشراف طبيب بيطري. يجب أيضاً جمع فضلات الحيوانات الأليفة والتخلص منها بشكل صحي. فصل أماكن نوم الحيوانات الأليفة عن أماكن نوم البشر، وعدم السماح لها بلعق الوجه، يقلل من خطر انتقال الطفيليات. هذه الممارسات تحمي جميع أفراد الأسرة من العدوى الطفيلية.
تجنب مصادر العدوى في السفر
عند السفر إلى مناطق تشتهر بانتشار أنواع معينة من الطفيليات، يصبح اتخاذ تدابير وقائية خاصة أمراً حيوياً. يشمل ذلك تجنب شرب الماء غير المعبأ في زجاجات أو غير المغلي، وتجنب تناول الأطعمة النيئة أو غير المطبوخة جيداً من الباعة المتجولين. يُنصح بالتقيد بقاعدة “طهيها، غسلها، قشرها، أو نسيانها”. يجب أيضاً تجنب المشي حافي القدمين في المناطق التي قد تكون ملوثة بالبراز أو اليرقات الطفيلية، خاصة في المناطق الريفية أو التي تشهد ضعفاً في الصرف الصحي. استشارة الطبيب قبل السفر للحصول على معلومات حول اللقاحات أو الأدوية الوقائية التي قد تكون ضرورية، مثل أدوية الملاريا، يمكن أن يوفر حماية إضافية ويقلل من خطر الإصابة.