التقنيةالتنمية البشريةالكمبيوتر والانترنتكيفية

كيفية استخدام الكمبيوتر في إعداد الخطط الاستراتيجية

كيفية استخدام الكمبيوتر في إعداد الخطط الاستراتيجية

دليلك الشامل لتوظيف التقنية في صياغة رؤيتك المستقبلية

يُعد التخطيط الاستراتيجي ركيزة أساسية لنجاح أي منظمة أو مشروع، فهو البوصلة التي توجه الجهود نحو تحقيق الأهداف بعيدة المدى. في عالم اليوم المتسارع، أصبح دمج التكنولوجيا وتحديدًا الكمبيوتر، ضرورة حتمية لإضفاء الفعالية والدقة على هذه العملية الحيوية. هذا المقال سيكشف لك الستار عن الطرق المثلى لاستغلال قوة الحوسبة في كل مرحلة من مراحل إعداد خطتك الاستراتيجية، لضمان تخطيط مستنير ومحكم.

أهمية دمج الكمبيوتر في التخطيط الاستراتيجي

كيفية استخدام الكمبيوتر في إعداد الخطط الاستراتيجيةيُحدث استخدام الكمبيوتر في التخطيط الاستراتيجي تحولًا جذريًا في كيفية تعامل المنظمات مع مستقبلها. فهو يوفر إمكانيات غير محدودة لتحسين الكفاءة والجودة والدقة. تتجاوز هذه الأهمية مجرد تجميع البيانات لتصل إلى تعزيز الفهم العميق للظروف المتغيرة.

تساعد الأدوات الرقمية على تسهيل عمليات المعالجة المعقدة للمعلومات، مما يتيح للمخططين التركيز على التحليل واتخاذ القرارات بدلاً من الانشغال بالمهام الروتينية. هذا التكامل يؤدي إلى خطط أكثر مرونة وقدرة على التكيف مع التحديات والفرص المستجدة في البيئة الخارجية.

تسريع عملية جمع البيانات وتحليلها

يمكن للكمبيوتر أن يُسرّع بشكل كبير من عملية جمع البيانات اللازمة للتخطيط الاستراتيجي. من خلال استخدام قواعد البيانات، أدوات الويب لتحليل السوق، وأنظمة إدارة علاقات العملاء، يمكن للمنظمات تجميع كميات هائلة من المعلومات في وقت قياسي. هذه البيانات تشمل كل شيء من أداء المبيعات التاريخي إلى اتجاهات السوق العالمية.

بعد جمع البيانات، تأتي مرحلة التحليل التي تزداد تعقيدًا مع حجم البيانات. هنا، تُظهر برامج الجداول البيانية مثل Microsoft Excel أو Google Sheets، وبرامج الإحصاء، وحتى أدوات الذكاء الاصطناعي، قدرات فائقة في معالجة وتحليل هذه البيانات. يمكنها تحديد الأنماط، الكشف عن الارتباطات، وإنشاء تقارير مفصلة تدعم عملية صنع القرار الاستراتيجي.

هذا التحليل السريع والدقيق يوفر رؤى قيمة حول نقاط القوة والضعف الداخلية، بالإضافة إلى الفرص والتهديدات الخارجية، مما يشكل الأساس لتحليل SWOT وغيره من الأطر التحليلية. الاستفادة من هذه الأدوات تضمن أن القرارات الاستراتيجية مبنية على حقائق وأرقام دقيقة بدلًا من التخمينات.

تعزيز التعاون وتسهيل الاتصال

يُعد التعاون الفعال بين أعضاء فريق التخطيط الاستراتيجي أمرًا حيويًا، وقد يكون تحديًا خاصًا إذا كان أعضاء الفريق يعملون من مواقع مختلفة. يوفر الكمبيوتر مجموعة واسعة من الأدوات التي تسهل هذا التعاون وتجعل الاتصال أكثر سلاسة وفعالية.

منصات العمل الجماعي مثل Microsoft Teams، Slack، أو Google Workspace تتيح لأعضاء الفريق مشاركة المستندات، إجراء الاجتماعات المرئية، وتبادل الأفكار في الوقت الفعلي. يمكن تعديل الخطط والوثائق بشكل مشترك، مع تتبع التغييرات ومراجعة الإصدارات السابقة، مما يضمن أن الجميع يعملون على أحدث نسخة من الخطة.

هذه الأدوات لا تقتصر فقط على تيسير التواصل الداخلي، بل تمتد لتشمل التفاعل مع أصحاب المصلحة الخارجيين أيضًا. يمكن استخدامها لجمع الملاحظات، تنظيم ورش العمل الافتراضية، وعرض التقارير بشكل احترافي، مما يضمن مشاركة أوسع وامتلاكًا أكبر للخطة الاستراتيجية من قبل جميع المعنيين.

تحسين دقة التوقعات والمحاكاة

التنبؤ بالمستقبل عنصر أساسي في التخطيط الاستراتيجي، والكمبيوتر يمنح قدرة غير مسبوقة على تحسين دقة هذه التوقعات. بفضل البرامج المتخصصة، يمكن للمنظمات إنشاء نماذج محاكاة معقدة لسيناريوهات مختلفة.

تسمح هذه النماذج باختبار تأثير القرارات الاستراتيجية المحتملة قبل تنفيذها في الواقع. على سبيل المثال، يمكن محاكاة تأثير إطلاق منتج جديد، أو دخول سوق جديد، أو تغيير في نموذج التسعير على الأداء المالي للمنظمة. هذا يقلل من المخاطر ويساعد على اتخاذ قرارات مستنيرة.

كما يمكن للبرمجيات الإحصائية وتقنيات تحليل البيانات الضخمة التنبؤ بالاتجاهات المستقبلية بناءً على البيانات التاريخية والأنماط المعقدة. هذه التوقعات توفر أساسًا متينًا لوضع الأهداف الواقعية وتخصيص الموارد بكفاءة، مما يزيد من فرص نجاح الخطة الاستراتيجية.

الخطوات العملية لاستخدام الكمبيوتر في إعداد الخطط الاستراتيجية

يتطلب إعداد خطة استراتيجية فعالة اتباع منهجية منظمة، ويمكن للكمبيوتر أن يدعم كل خطوة من هذه الخطوات. توفر الأدوات الرقمية المرونة والكفاءة اللازمة لتحويل الرؤى إلى خطط عمل قابلة للتنفيذ. من تحديد الأهداف إلى متابعة الأداء، كل مرحلة يمكن تعزيزها بالاستخدام الذكي للتقنية.

إن تبني هذه الأدوات لا يقتصر على تسريع العملية فحسب، بل يضمن أيضًا أن تكون الخطة أكثر شمولًا ودقة وقدرة على التكيف مع التغيرات. سنستعرض هنا كيفية دمج الكمبيوتر في كل جانب من جوانب إعداد خطتك الاستراتيجية بخطوات عملية.

تحديد الأهداف وصياغة الرؤية والرسالة

في المراحل الأولية لتحديد الرؤية والرسالة والأهداف الاستراتيجية، يمكن الاستعانة ببرامج معالجة النصوص مثل Microsoft Word أو Google Docs لتوثيق هذه البيانات الأساسية. هذه البرامج توفر أدوات للمراجعة والتعديل المشترك، مما يسهل على الفريق العمل على صياغة متماسكة وواضحة.

لتعزيز التفكير الإبداعي وتنظيم الأفكار، يمكن استخدام برامج الخرائط الذهنية مثل MindMeister أو XMind. هذه الأدوات تسمح للمشاركين بتوليد الأفكار بشكل مرئي، ربط المفاهيم المختلفة، وتحديد الأولويات، مما يساعد في الوصول إلى رؤية ورسالة شاملة تعكس تطلعات المنظمة بدقة.

يمكن أيضًا استخدام أدوات العروض التقديمية مثل PowerPoint أو Google Slides لعرض الرؤية والرسالة والأهداف على أصحاب المصلحة بطريقة جذابة ومنظمة. هذا يضمن فهمًا موحدًا ويزيد من التزام الجميع تجاه الأهداف الموضوعة.

تحليل البيئة الداخلية والخارجية (SWOT/PESTEL)

يُعد تحليل البيئة الداخلية (نقاط القوة والضعف) والخارجية (الفرص والتهديدات) خطوة محورية في التخطيط الاستراتيجي. يمكن للكمبيوتر أن يقدم دعمًا قويًا في تنفيذ تحليلات مثل SWOT و PESTEL.

لتحليل SWOT، يمكن استخدام برامج الجداول البيانية مثل Excel لإنشاء مصفوفات منظمة لتسجيل وتصنيف نقاط القوة والضعف والفرص والتهديدات. يمكن إضافة درجات لكل عنصر لتحديد أولوياته، واستخدام الرسوم البيانية لتصور النتائج بوضوح.

بالنسبة لتحليل PESTEL (السياسية، الاقتصادية، الاجتماعية، التكنولوجية، البيئية، القانونية)، يمكن الاستفادة من محركات البحث والمنصات الإخبارية لجمع المعلومات حول هذه العوامل. بعد ذلك، يمكن تنظيم هذه المعلومات وتحليلها باستخدام أدوات معالجة النصوص أو حتى أدوات تحليل المحتوى لاكتشاف الاتجاهات والمخاطر المحتملة.

تطوير الاستراتيجيات والبدائل

بعد تحديد الأهداف وتحليل البيئة، تأتي مرحلة تطوير الاستراتيجيات وصياغة البدائل الممكنة لتحقيق تلك الأهداف. وهنا أيضًا يلعب الكمبيوتر دورًا محوريًا في تسهيل هذه العملية.

يمكن استخدام برامج إدارة المشاريع مثل Asana، Trello، أو Jira لتسجيل الأهداف الاستراتيجية وتفصيلها إلى مبادرات أو مشاريع أصغر. تتيح هذه الأدوات تحديد المهام، تعيين المسؤوليات، وتحديد الجداول الزمنية لكل مبادرة، مما يضمن تنظيمًا محكمًا للعمل.

لتقييم البدائل الاستراتيجية المختلفة، يمكن استخدام برامج الجداول البيانية لإنشاء نماذج مالية ومحاكاة. يمكن اختبار السيناريوهات المختلفة وتقدير العوائد المحتملة والمخاطر المرتبطة بكل استراتيجية، مما يساعد على اختيار البديل الأكثر جدوى وفعالية. تساعد العروض التقديمية في مقارنة البدائل وعرضها بشكل فعال.

صياغة خطط العمل وتخصيص الموارد

بعد اختيار الاستراتيجيات المناسبة، يجب ترجمتها إلى خطط عمل تفصيلية وتخصيص الموارد اللازمة لتنفيذها. يمكن للكمبيوتر تبسيط هذه العملية بشكل كبير.

تساعد برامج إدارة المشاريع في تفصيل الاستراتيجيات إلى مهام قابلة للتنفيذ وتحديد المسؤوليات والجداول الزمنية بوضوح. يمكن استخدام مخططات جانت (Gantt charts) لتصور التسلسل الزمني للمهام والتبعيات بينها، مما يسهل تتبع التقدم وتحديد الاختناقات المحتملة.

لإدارة وتخصيص الموارد، يمكن استخدام أدوات مخصصة لتخطيط موارد المؤسسات (ERP) أو برامج الجداول البيانية لتتبع الميزانيات، الموارد البشرية، والمعدات. هذا يضمن أن كل مشروع أو مبادرة استراتيجية لديها الموارد الكافية لتحقيق أهدافها دون إهدار أو نقص. برامج الميزانية توفر نظرة دقيقة للنفقات المتوقعة.

مراقبة الأداء وتقييم النتائج

لا تكتمل عملية التخطيط الاستراتيجي دون مراقبة مستمرة للأداء وتقييم دوري للنتائج. يوفر الكمبيوتر أدوات قوية لجمع البيانات وتحليلها وتقديم التقارير، مما يجعل هذه المرحلة أكثر فعالية.

يمكن استخدام أنظمة لوحات المعلومات (Dashboards) الذكية، مثل تلك المتوفرة في Power BI أو Tableau، لتتبع مؤشرات الأداء الرئيسية (KPIs) في الوقت الفعلي. هذه اللوحات توفر رؤية شاملة لأداء الخطة، وتبرز أي انحرافات عن المسار المحدد، وتساعد في اتخاذ الإجراءات التصحيحية بسرعة.

تسمح أدوات إعداد التقارير الآلية بإنشاء تقارير دورية حول التقدم المحرز، الإنجازات، والتحديات. يمكن استخدام هذه التقارير لمراجعة الخطة مع فريق القيادة وأصحاب المصلحة، وتقييم مدى تحقيق الأهداف الاستراتيجية، وإجراء التعديلات اللازمة لضمان نجاح الخطة على المدى الطويل.

أدوات وبرامج أساسية لتخطيط استراتيجي فعال

لتسخير قوة الكمبيوتر في إعداد الخطط الاستراتيجية، يتطلب الأمر معرفة بالأدوات والبرامج المناسبة. هذه الأدوات مصممة لتبسيط المهام المعقدة، تعزيز التعاون، وتوفير رؤى قيمة لاتخاذ قرارات مستنيرة. اختيار الأدوات الصحيحة يمكن أن يحدث فرقًا كبيرًا في كفاءة وفعالية عملية التخطيط بأكملها.

تتنوع هذه البرامج لتشمل مجالات متعددة، من إدارة المشاريع وتتبع المهام إلى تحليل البيانات وعرض المعلومات بشكل مرئي. سنستعرض هنا مجموعة من الأدوات الأساسية التي لا غنى عنها لأي فريق يسعى لإعداد خطة استراتيجية محكمة ومدعومة بالتكنولوجيا.

برامج إدارة المشاريع (مثل Asana، Trello، Monday.com)

تُعد برامج إدارة المشاريع حجر الزاوية في تحويل الأهداف الاستراتيجية إلى مهام قابلة للتنفيذ. هذه الأدوات تتيح لك تقسيم الخطة الكبرى إلى مشاريع أصغر، وتحديد المهام الفرعية لكل مشروع، وتعيينها لأعضاء الفريق، وتتبع تقدمهم بشكل فعال. Asana وTrello وMonday.com هي أمثلة رائدة في هذا المجال.

تساعد هذه المنصات في تحديد المواعيد النهائية، إنشاء قوائم تحقق، وتصور سير العمل باستخدام لوحات كانبان أو مخططات جانت. كما أنها تعزز الشفافية وتضمن أن كل فرد في الفريق على دراية بمسؤولياته والمواعيد النهائية، مما يقلل من الارتباك ويزيد من الإنتاجية في تنفيذ المبادرات الاستراتيجية.

تتيح لك أيضًا هذه الأدوات إمكانية التعليق على المهام، إرفاق الملفات، وإعداد التذكيرات، مما يضمن أن جميع المعلومات المتعلقة بالمشروع متوفرة في مكان واحد وسهلة الوصول إليها، وبالتالي تسهل المتابعة الدورية للتقدم المحرز.

أدوات تحليل البيانات والجداول البيانية (مثل Microsoft Excel، Google Sheets)

تُعد برامج الجداول البيانية أدوات لا غنى عنها لتحليل البيانات الكمية التي تدعم عملية التخطيط الاستراتيجي. Microsoft Excel وGoogle Sheets هما الأكثر شيوعًا وفعالية في هذا المجال. يمكن استخدامهما لتنظيم وتصنيف كميات هائلة من البيانات، بدءًا من بيانات المبيعات التاريخية وصولًا إلى تحليل التكاليف والإيرادات.

توفر هذه الأدوات مجموعة واسعة من الوظائف الإحصائية، الرسوم البيانية، وأدوات PivotTable التي تمكنك من استخلاص رؤى قيمة من البيانات. يمكن استخدامها لإجراء تحليلات SWOT وPESTEL، بناء نماذج مالية، تقدير التكاليف، والتنبؤ بالنتائج المحتملة للقرارات الاستراتيجية المختلفة.

علاوة على ذلك، تسمح Google Sheets بالتعاون في الوقت الفعلي، مما يسهل على أعضاء الفريق العمل معًا على نفس المستند، بينما يوفر Excel قدرات تحليلية متقدمة للمستخدمين المحترفين. استخدام هذه الأدوات يعزز دقة وشفافية القرارات المبنية على البيانات.

برامج العروض التقديمية والخرائط الذهنية (مثل PowerPoint، MindMeister)

تُستخدم برامج العروض التقديمية لعرض الخطط الاستراتيجية والنتائج على أصحاب المصلحة بطريقة جذابة ومنظمة. PowerPoint هو المعيار الصناعي، بينما تقدم Google Slides بديلاً تعاونيًا. تسمح هذه الأدوات بدمج النصوص والصور والرسوم البيانية لتوصيل رسالة واضحة ومؤثرة.

أما برامج الخرائط الذهنية مثل MindMeister أو XMind، فهي أدوات ممتازة لتوليد الأفكار، تنظيمها، وتصور العلاقات بين المفاهيم المختلفة في المراحل الأولية للتخطيط. يمكن استخدامها لتبادل الأفكار بشكل جماعي، هيكلة الرؤية والرسالة، وتحديد الأهداف الرئيسية بطريقة بصرية وبديهية.

يساعد الجمع بين هذه الأدوات في تقديم الخطة الاستراتيجية بشكل شامل، حيث يتم استخدام الخرائط الذهنية لتطوير الفكرة الأساسية، ثم العروض التقديمية لتفصيلها وعرضها بشكل احترافي أمام جمهور أوسع، مما يضمن فهمًا أعمق ومشاركة فعالة.

منصات التعاون والاتصال (مثل Microsoft Teams، Slack)

تُعد منصات التعاون والاتصال ضرورية للحفاظ على تواصل فعال ومنسق بين أعضاء فريق التخطيط الاستراتيجي، خاصة إذا كانوا يعملون عن بعد أو في مناطق زمنية مختلفة. Microsoft Teams وSlack هما من أبرز هذه المنصات.

تتيح هذه الأدوات إجراء محادثات نصية، مكالمات صوتية ومرئية، ومشاركة الملفات، مما يسهل تبادل المعلومات والمستندات المتعلقة بالخطة. يمكن إنشاء قنوات مخصصة لمناقشة جوانب محددة من الخطة، مما يضمن أن جميع المناقشات منظمة وسهلة التتبع.

بالإضافة إلى ذلك، تتكامل هذه المنصات غالبًا مع أدوات أخرى مثل برامج إدارة المشاريع أو الجداول البيانية، مما يخلق بيئة عمل موحدة ومنظمة. هذا التكامل يعزز الكفاءة ويقلل من الحاجة إلى التبديل بين تطبيقات متعددة، مما يسهل على الفريق التركيز على مهام التخطيط الجوهرية.

نصائح إضافية لتعظيم الاستفادة من الكمبيوتر في التخطيط الاستراتيجي

لتحقيق أقصى استفادة من إمكانيات الكمبيوتر في التخطيط الاستراتيجي، لا يكفي مجرد استخدام الأدوات الصحيحة، بل يتطلب الأمر تبني عقلية معينة وممارسات فضلى. هذه النصائح تهدف إلى تمكينك من تجاوز مجرد الاستخدام الأساسي للبرامج، والتوجه نحو استغلال كامل لقدراتها التحويلية. إنها تركز على التطوير المستمر، تبسيط العمليات، واستكشاف آفاق جديدة لتعزيز فعالية خططك.

من خلال تطبيق هذه التوصيات، ستتمكن من بناء خطط استراتيجية ليست قوية ومحكمة فحسب، بل أيضًا مرنة ومستجيبة للتغيرات، مما يضمن نجاح منظمتك في بيئة الأعمال المتطورة باستمرار. تبنى الابتكار وكن مستعدًا للتعلم والتكيف.

التدريب المستمر على الأدوات الجديدة

يتطور عالم التكنولوجيا بسرعة فائقة، وتظهر أدوات وبرامج جديدة باستمرار يمكن أن تعزز عملية التخطيط الاستراتيجي. لضمان أقصى استفادة، من الضروري أن يخضع فريق التخطيط لتدريب مستمر على كيفية استخدام هذه الأدوات بفعالية. هذا يشمل ليس فقط الميزات الأساسية، بل أيضًا الوظائف المتقدمة التي يمكن أن توفر الوقت وتحسن الدقة.

الاستثمار في تدريب الفريق على أحدث برامج إدارة المشاريع، أدوات تحليل البيانات، ومنصات التعاون يضمن أن الجميع مجهزون بالمهارات اللازمة لاستخدام التكنولوجيا بأقصى إمكاناتها. كما يشجع هذا التدريب على استكشاف طرق جديدة للعمل وتحسين العمليات القائمة، مما يعود بالنفع على جودة الخطة الاستراتيجية ككل.

يمكن أن يشمل التدريب ورش عمل داخلية، دورات عبر الإنترنت، أو حتى شهادات احترافية في استخدام أدوات محددة. التحديث المستمر للمهارات يضمن أن الفريق على اطلاع دائم بأفضل الممارسات والتقنيات المتاحة في مجال التخطيط الاستراتيجي المدعوم بالكمبيوتر.

التركيز على الأتمتة وتبسيط المهام

يمكن للكمبيوتر أن يلعب دورًا حاسمًا في أتمتة المهام المتكررة والمستهلكة للوقت في عملية التخطيط الاستراتيجي. التركيز على تبسيط المهام الروتينية يحرر وقت الفريق للتركيز على التحليل النقدي، الابتكار، واتخاذ القرارات الاستراتيجية الأكثر أهمية.

على سبيل المثال، يمكن أتمتة جمع البيانات من مصادر مختلفة، إنشاء التقارير الدورية، أو حتى إرسال التذكيرات بالمهام. باستخدام أدوات التكامل مثل Zapier أو IFTTT، يمكن ربط تطبيقات مختلفة ببعضها البعض لأداء مهام تلقائية، مما يقلل من الأخطاء البشرية ويزيد من كفاءة سير العمل.

تحليل سير العمل وتحديد النقاط التي يمكن فيها تطبيق الأتمتة هو خطوة أولى مهمة. سواء كان ذلك من خلال استخدام وحدات الماكرو في Excel، أو القواعد التلقائية في برامج إدارة المشاريع، فإن الهدف هو تقليل الجهد اليدوي وزيادة السرعة والدقة في إنجاز المهام المتعلقة بالتخطيط.

الاستفادة من الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات الضخمة

يمثل الذكاء الاصطناعي (AI) وتحليل البيانات الضخمة Frontier الجديد في التخطيط الاستراتيجي. يمكن لهذه التقنيات أن توفر رؤى غير مسبوقة وتنبؤات دقيقة للغاية، تتجاوز قدرة التحليل البشري التقليدي. يمكن للذكاء الاصطناعي معالجة كميات هائلة من البيانات لتحديد الاتجاهات الخفية، التنبؤ بسلوك العملاء، وتحديد المخاطر المحتملة.

يمكن استخدام أدوات التعلم الآلي للتنبؤ بظروف السوق المستقبلية، تقييم فعالية الاستراتيجيات المختلفة، وحتى اقتراح مسارات عمل محسنة. على سبيل المثال، يمكن للذكاء الاصطناعي تحليل بيانات المنافسين لتحديد استراتيجيات التسعير المثلى، أو تحليل بيانات العملاء لاكتشاف فرص لمنتجات أو خدمات جديدة.

دمج هذه التقنيات في عملية التخطيط الاستراتيجي يتطلب استثمارًا في التكنولوجيا والخبرات، لكن العائد المحتمل على شكل قرارات أكثر دقة وخطط أكثر فعالية يستحق العناء. إنها تمكن المنظمات من البقاء في طليعة المنافسة والتكيف بسرعة مع التغيرات في البيئة العالمية.

تأمين البيانات والمعلومات الحساسة

نظرًا لأن الكمبيوتر يُستخدم لمعالجة وتخزين كميات هائلة من البيانات الحساسة المتعلقة بالخطط الاستراتيجية، فإن تأمين هذه المعلومات يصبح أمرًا بالغ الأهمية. يجب اتخاذ إجراءات صارمة لحماية البيانات من الوصول غير المصرح به، الفقدان، أو التلف.

يتضمن ذلك استخدام كلمات مرور قوية، التشفير، النسخ الاحتياطي المنتظم للبيانات، وتطبيق سياسات الوصول المستندة إلى الأدوار لضمان أن الموظفين المصرح لهم فقط يمكنهم الوصول إلى المعلومات الحساسة. كما يجب استخدام برامج مكافحة الفيروسات وجدران الحماية لتوفير طبقة إضافية من الحماية ضد التهديدات السيبرانية.

يجب أيضًا وضع خطة للتعافي من الكوارث لضمان استمرارية الأعمال في حالة وقوع أي حادث يؤثر على أنظمة الكمبيوتر. الحفاظ على سرية وسلامة البيانات الاستراتيجية يضمن أن الخطة يمكن تنفيذها بثقة ودون التعرض لمخاطر أمنية قد تعيق تقدمها.

Randa

كاتب ومحرر بموقع هاو منذ عام 2018.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock