تعد مشكلة بطء الأجهزة الذكية وأجهزة الكمبيوتر من أكثر التحديات شيوعًا التي يواجهها المستخدمون. غالبًا ما يكون السبب وراء هذا التباطؤ هو استهلاك بعض التطبيقات لكمية كبيرة من ذاكرة الوصول العشوائي (RAM) أو موارد الجهاز الأخرى. إن معرفة التطبيقات التي تستنزف الذاكرة أمر حيوي لتحسين الأداء العام والحفاظ على سلاسة عمل جهازك. يهدف هذا المقال إلى تقديم حلول عملية وخطوات دقيقة لمساعدتك على تحديد هذه التطبيقات على مختلف الأنظمة الأساسية.
معرفة التطبيقات المستهلكة للذاكرة على الهواتف الذكية
لنظام أندرويد
تتيح أجهزة أندرويد للمستخدمين مراقبة استهلاك التطبيقات للذاكرة بسهولة من خلال الإعدادات المدمجة. هذه الخطوات تساعدك على تحديد التطبيقات التي تستنزف موارد جهازك وتؤثر على أدائه.
الخطوة الأولى: افتح تطبيق “الإعدادات” على هاتفك. عادة ما يكون رمز التطبيق على شكل ترس أو مجموعة من الشرائح.
الخطوة الثانية: ابحث عن خيار “التطبيقات” أو “التطبيقات والإشعارات” أو “التطبيقات المثبتة” وانقر عليه. قد يختلف الاسم قليلًا حسب إصدار أندرويد وواجهة المستخدم الخاصة بهاتفك.
الخطوة الثالثة: داخل قسم التطبيقات، قد تجد خيارًا باسم “وقت الشاشة” أو “استخدام البطارية” أو “الذاكرة” أو “التخزين”. اختر الخيار الذي يعرض تفاصيل استهلاك الموارد.
الخطوة الرابعة: انقر على خيار “الذاكرة” أو “ذاكرة الوصول العشوائي (RAM)”. ستعرض لك هذه الشاشة قائمة بالتطبيقات وكمية الذاكرة التي تستخدمها خلال فترة زمنية محددة، مثل آخر 3 ساعات أو 24 ساعة.
الخطوة الخامسة: راجع القائمة لتحديد التطبيقات التي تستهلك أكبر قدر من الذاكرة. يمكنك النقر على كل تطبيق لمعرفة المزيد من التفاصيل حول استهلاكه وخيارات لإيقافه أو فرضه على التوقف أو إلغاء تثبيته.
لنظام iOS (الآيفون)
على الرغم من أن نظام iOS لا يوفر طريقة مباشرة لمعرفة استهلاك الذاكرة العشوائية لكل تطبيق بشكل مفصل كما هو الحال في أندرويد، إلا أنه يقدم أدوات لمراقبة أداء البطارية والتخزين، والتي يمكن أن تعطيك مؤشرًا جيدًا على التطبيقات النشطة والمستهلكة للموارد.
الخطوة الأولى: اذهب إلى “الإعدادات” على جهاز الآيفون الخاص بك.
الخطوة الثانية: انقر على “عام”، ثم اختر “مساحة تخزين الـ iPhone”. ستجد هنا قائمة بالتطبيقات وكمية التخزين التي يشغلونها. على الرغم من أن هذا لا يظهر استهلاك الذاكرة العشوائية بشكل مباشر، إلا أن التطبيقات التي تشغل مساحة كبيرة قد تكون أيضًا ثقيلة على موارد الجهاز.
الخطوة الثالثة: لمراقبة استهلاك البطارية، عد إلى “الإعدادات” ثم انقر على “البطارية”. ستجد قائمة بالتطبيقات التي استهلكت أكبر قدر من طاقة البطارية خلال الـ 24 ساعة الماضية أو الـ 10 أيام الماضية. غالبًا ما تكون التطبيقات المستنزفة للبطارية هي نفسها التي تستهلك الكثير من الذاكرة أثناء تشغيلها.
الخطوة الرابعة: راجع قائمة التطبيقات في قسم البطارية. التطبيقات التي تظهر في الأعلى هي التي تستهلك أكبر قدر من الطاقة. يمكنك النقر على كل تطبيق لمعرفة تفاصيل استهلاكه ومدة تشغيله في الخلفية.
الخطوة الخامسة: إذا وجدت تطبيقًا يستهلك قدرًا كبيرًا من البطارية أو التخزين دون مبرر، يمكنك التفكير في إيقاف تشغيله في الخلفية من خلال “الإعدادات” > “عام” > “تحديث التطبيقات في الخلفية” أو إلغاء تثبيته إذا لم تعد بحاجة إليه.
معرفة التطبيقات المستهلكة للذاكرة على أجهزة الكمبيوتر
لنظام ويندوز
يوفر نظام التشغيل ويندوز أداة قوية تسمى “إدارة المهام” (Task Manager) لمراقبة أداء النظام وتحديد التطبيقات التي تستهلك أكبر قدر من الموارد، بما في ذلك الذاكرة العشوائية.
الخطوة الأولى: لفتح “إدارة المهام”، يمكنك الضغط على مفاتيح Ctrl + Shift + Esc معًا، أو الضغط بزر الفأرة الأيمن على شريط المهام في الأسفل ثم اختيار “إدارة المهام”.
الخطوة الثانية: عند فتح “إدارة المهام”، تأكد من أنك في علامة التبويب “العمليات” (Processes). إذا كانت النافذة صغيرة، انقر على “المزيد من التفاصيل” (More details) لعرض كافة المعلومات.
الخطوة الثالثة: في علامة التبويب “العمليات”، سترى قائمة بالتطبيقات والخلفيات والعمليات التي تعمل حاليًا. ابحث عن عمود “الذاكرة” (Memory) وانقر عليه لفرز العمليات بترتيب تنازلي حسب استهلاك الذاكرة.
الخطوة الرابعة: سيعرض لك هذا الترتيب التطبيقات التي تستهلك أكبر قدر من الذاكرة في أعلى القائمة. يمكنك مراجعة هذه التطبيقات لتحديد أي منها قد يسبب بطئًا في جهازك.
الخطوة الخامسة: إذا وجدت تطبيقًا يستهلك كمية كبيرة بشكل غير مبرر، يمكنك تحديده ثم النقر على “إنهاء المهمة” (End task) لإغلاقه. كن حذرًا عند إنهاء المهام، وتأكد من أنك لا تغلق عملية نظام حيوية.
لنظام macOS
مثل ويندوز، يحتوي نظام macOS على أداة مدمجة لمراقبة أداء النظام تُسمى “مراقب النشاط” (Activity Monitor) تتيح لك رؤية استهلاك التطبيقات المختلفة للذاكرة والعديد من الموارد الأخرى.
الخطوة الأولى: لفتح “مراقب النشاط”، اذهب إلى “التطبيقات” (Applications) ثم “الأدوات المساعدة” (Utilities) ثم انقر على “مراقب النشاط”. بدلاً من ذلك، يمكنك البحث عنه باستخدام Spotlight (Command + Space ثم اكتب Activity Monitor).
الخطوة الثانية: عند فتح “مراقب النشاط”، انقر على علامة التبويب “الذاكرة” (Memory). ستعرض لك هذه الشاشة قائمة بجميع العمليات والتطبيقات الجارية وكمية الذاكرة التي يستهلكونها.
الخطوة الثالثة: انقر على رأس العمود “الذاكرة” (Memory) لفرز العمليات بترتيب تنازلي. ستظهر لك التطبيقات التي تستهلك أكبر قدر من الذاكرة في أعلى القائمة.
الخطوة الرابعة: راجع القائمة لتحديد التطبيقات التي تستهلك كميات كبيرة من ذاكرة الوصول العشوائي. توفر هذه الأداة أيضًا معلومات حول الذاكرة المستخدمة، وذاكرة التخزين المؤقت، ومساحة التبديل (swap space).
الخطوة الخامسة: إذا أردت إغلاق تطبيق أو عملية تستهلك الكثير من الذاكرة، حددها من القائمة ثم انقر على زر “X” في شريط الأدوات (إنهاء العملية). سيسألك ما إذا كنت متأكدًا من إنهاء العملية.
نصائح إضافية لإدارة استهلاك الذاكرة وتحسين الأداء
فهم أسباب استهلاك الذاكرة
تستهلك التطبيقات الذاكرة لأسباب متعددة. بعضها طبيعي نظرًا لوظيفتها المعقدة أو كونها مفتوحة لفترات طويلة. بينما قد يكون البعض الآخر بسبب أخطاء برمجية أو عملها في الخلفية دون علمك. فهم هذه الأسباب يساعدك على اتخاذ قرارات أفضل بشأن كيفية التعامل مع هذه التطبيقات. التطبيقات التي تعمل في الخلفية باستمرار أو التي تحتوي على إشعارات كثيرة يمكن أن تكون مستهلكة للذاكرة.
إدارة التطبيقات والعمليات
بمجرد تحديد التطبيقات الأكثر استهلاكًا للذاكرة، لديك عدة خيارات لإدارتها. يمكنك إغلاق التطبيقات التي لا تستخدمها حاليًا، خاصة تلك التي تعمل في الخلفية. على الهواتف، يمكنك فرض إيقاف التطبيق أو إلغاء تثبيته. على أجهزة الكمبيوتر، يمكنك إنهاء العملية من “إدارة المهام” أو “مراقب النشاط”.
تحديث التطبيقات ونظام التشغيل
غالبًا ما تتضمن تحديثات التطبيقات وإصدارات نظام التشغيل الجديدة تحسينات في الأداء وإصلاحات للأخطاء التي قد تتسبب في استهلاك غير مبرر للذاكرة. تأكد دائمًا من تحديث جميع تطبيقاتك ونظام التشغيل الخاص بك بانتظام للحصول على أفضل أداء.
تقييد عمل التطبيقات في الخلفية
العديد من التطبيقات تستمر في العمل في الخلفية وتستهلك الذاكرة حتى عندما لا تستخدمها بشكل فعال. يمكنك الذهاب إلى إعدادات كل تطبيق وتقييد قدرته على العمل في الخلفية. هذا يقلل من استهلاك الذاكرة والموارد بشكل عام.
استخدام أدوات تنظيف وتحسين النظام
هناك العديد من التطبيقات والأدوات المتاحة التي تساعد على تنظيف الذاكرة المؤقتة، إزالة الملفات غير الضرورية، وإدارة بدء تشغيل التطبيقات. استخدم هذه الأدوات بحذر وتأكد من أنها موثوقة، حيث أن بعضها قد يكون له تأثير عكسي.
إعادة تشغيل الجهاز بانتظام
تعد إعادة تشغيل جهازك بشكل دوري طريقة بسيطة وفعالة لتفريغ الذاكرة العشوائية وإزالة أي عمليات مؤقتة أو عالقة قد تكون تستهلك الذاكرة. هذه العملية تنعش النظام وتساعده على العمل بكفاءة أكبر.
إن معرفة التطبيقات التي تستهلك ذاكرة جهازك هي الخطوة الأولى نحو تحسين أدائه وتوفير تجربة استخدام أكثر سلاسة وفاعلية. باتباع الخطوات والنصائح المذكورة أعلاه، يمكنك التحكم بشكل أفضل في موارد جهازك وإطالة عمره الافتراضي. تذكر دائمًا أن المراقبة الدورية وإدارة التطبيقات هي مفتاح الحفاظ على جهازك في أفضل حالاته.