كيفية استخدام وضع الطاقة لتقليل استهلاك البطارية
كيفية استخدام وضع الطاقة لتقليل استهلاك البطارية
دليل شامل لتحسين عمر بطارية أجهزتك الذكية والكمبيوتر
تعتبر بطارية الأجهزة الإلكترونية بمثابة شريان الحياة الذي يمنحها القدرة على العمل والتفاعل في عالمنا الرقمي سريع الخطى. يواجه الكثير منا مشكلة نفاذ البطارية بسرعة، مما يعيق الإنتاجية ويحد من الاستمتاع بالتكنولوجيا الحديثة. لحسن الحظ، توجد حلول فعالة لهذه المشكلة، يأتي في مقدمتها استخدام وضع توفير الطاقة. هذا الدليل الشامل سيأخذك في رحلة تفصيلية لاستكشاف كيفية تفعيل هذا الوضع والاستفادة منه، بالإضافة إلى تقديم مجموعة واسعة من النصائح العملية والخطوات الدقيقة لإدارة استهلاك الطاقة بكفاءة، مما يضمن لك أقصى استفادة من بطارية جهازك.
فهم وضع توفير الطاقة وماهيته
وضع توفير الطاقة هو ميزة مصممة خصيصًا لتقليل استهلاك بطارية جهازك عن طريق الحد من نشاط الخلفية وتخفيض أداء بعض الوظائف. عند تفعيل هذا الوضع، تقوم الأجهزة بتقليل سطوع الشاشة، وإيقاف تحديثات التطبيقات في الخلفية، والحد من سرعة المعالج، وتقليل تأثيرات الرسوم المتحركة، وغيرها من الإجراءات التي تساهم في إطالة عمر البطارية المتبقي.
آلية عمل وضع توفير الطاقة
تختلف آلية عمل وضع توفير الطاقة قليلًا بين الأجهزة وأنظمة التشغيل المختلفة، لكن المبدأ الأساسي يبقى واحدًا. فهو يعمل على تقليص المهام غير الضرورية التي تستهلك طاقة كبيرة. على سبيل المثال، قد يتم إيقاف مزامنة البريد الإلكتروني بشكل متكرر، أو تعطيل المساعد الصوتي، أو تقليل دقة الشاشة، مما يؤدي إلى تقليل الحمل على المعالج وتقليل استهلاك الطاقة بشكل ملحوظ. هذه التعديلات تتم بشكل تلقائي بعد تفعيل الوضع، مما يوفر على المستخدم عناء ضبط كل إعداد على حدة.
متى يجب تفعيل وضع توفير الطاقة؟
يُنصح بتفعيل وضع توفير الطاقة عندما تكون نسبة شحن البطارية منخفضة وترغب في إطالة عمرها حتى تتمكن من الوصول إلى شاحن. كما يمكن تفعيله بشكل استباقي عند الخروج لفترة طويلة وعدم توفر مصدر طاقة، أو في المواقف التي تحتاج فيها إلى الجهاز لفترة أطول كالسفر. بعض الأجهزة تتيح لك إعداد هذا الوضع ليتم تفعيله تلقائيًا عند وصول البطارية إلى نسبة معينة، مما يوفر راحة إضافية للمستخدم.
طرق عملية لتقليل الاستهلاك على الهواتف الذكية
الهواتف الذكية هي الأكثر استخدامًا وتأثرًا بمشكلة نفاذ البطارية. هناك العديد من الطرق العملية التي يمكن اتباعها لتقليل استهلاك البطارية بشكل كبير، بدءًا من تفعيل الميزات المدمجة وصولًا إلى تعديل سلوك الاستخدام اليومي. سنستعرض هنا مجموعة من الحلول الفعالة لتلبية احتياجاتك.
تفعيل وضع توفير الطاقة المدمج
هذه هي الخطوة الأولى والأكثر فعالية. تتميز معظم الهواتف الذكية بوضع توفير طاقة مخصص يمكن تفعيله بسهولة.
لأجهزة أندرويد: انتقل إلى “الإعدادات” ثم “البطارية” أو “العناية بالجهاز والبطارية”. ستجد خيار “وضع توفير الطاقة” أو “وضع توفير الفائق للطاقة”. قم بتفعيله. يمكنك غالبًا تخصيص هذا الوضع ليناسب تفضيلاتك، مثل تحديد التطبيقات التي يمكنها الاستمرار في العمل في الخلفية.
لأجهزة iOS (آيفون): اذهب إلى “الإعدادات” ثم “البطارية”. ستجد خيار “نمط الطاقة المنخفضة”. عند تفعيله، تتغير أيقونة البطارية إلى اللون الأصفر، مما يشير إلى أن الجهاز يعمل في وضع الطاقة المنخفضة ويقلل من نشاط الخلفية وتحديثات التطبيقات.
إدارة التطبيقات والخدمات
تستهلك التطبيقات والخدمات الجارية في الخلفية جزءًا كبيرًا من طاقة البطارية حتى عند عدم استخدامها بشكل مباشر.
تحديث التطبيقات في الخلفية: قم بإيقاف تحديث التطبيقات في الخلفية للتطبيقات غير الضرورية. في أندرويد، يمكنك تقييد استخدام بيانات الخلفية لكل تطبيق. في iOS، اذهب إلى “الإعدادات” > “عام” > “تحديث التطبيقات في الخلفية” وقم بإيقاف تشغيلها بالكامل أو لتطبيقات محددة.
خدمات الموقع: تستهلك خدمات تحديد الموقع الجغرافي طاقة كبيرة. قم بتقييد استخدام الموقع للتطبيقات التي لا تحتاجها دائمًا. اضبطها على “أثناء استخدام التطبيق” أو “لا مطلقًا” بدلاً من “دائمًا”.
الإشعارات: كثرة الإشعارات تتطلب تنشيط الشاشة والمعالج، مما يستنزف البطارية. قم بإيقاف الإشعارات غير الضرورية للتطبيقات التي لا تحتاج تنبيهاتها الفورية.
ضبط إعدادات الشاشة
الشاشة هي العنصر الأكثر استهلاكًا للطاقة في الهاتف الذكي. يمكن للتحكم في إعداداتها أن يوفر الكثير.
سطوع الشاشة: قلل من سطوع الشاشة إلى أدنى مستوى مريح للرؤية. تجنب استخدام السطوع التلقائي إذا كان يضبط الشاشة على مستويات عالية بشكل مفرط.
مهلة الشاشة: اضبط مهلة الشاشة على أقصر وقت ممكن (مثل 15 أو 30 ثانية). هذا يضمن إيقاف تشغيل الشاشة بسرعة عند عدم الاستخدام.
الوضع الداكن (Dark Mode): إذا كان هاتفك يحتوي على شاشة OLED/AMOLED، فإن استخدام الوضع الداكن يوفر طاقة كبيرة لأن البكسلات السوداء تكون مطفأة بالكامل. قم بتفعيله في إعدادات العرض.
استخدام الاتصال اللاسلكي بحكمة
تقنيات الاتصال مثل Wi-Fi، بيانات الجوال، والبلوتوث تستهلك طاقة.
Wi-Fi مقابل بيانات الجوال: استخدم Wi-Fi دائمًا عندما يكون متاحًا ومستقرًا، حيث أنه يستهلك طاقة أقل من بيانات الجوال (خاصة في مناطق التغطية الضعيفة).
البلوتوث وNFC: قم بإيقاف تشغيل البلوتوث وNFC عندما لا تكون قيد الاستخدام. البحث المستمر عن الأجهزة يستهلك طاقة لا داعي لها.
تحسين استهلاك البطارية في أجهزة الكمبيوتر
لا تقتصر مشكلة استهلاك البطارية على الهواتف الذكية، فأجهزة الكمبيوتر المحمولة تعاني منها أيضًا. إليك خطوات عملية لتحسين عمر بطارية جهاز الكمبيوتر الخاص بك، سواء كان يعمل بنظام ويندوز أو ماك.
استخدام خطة الطاقة الموفرة (Windows)
نظام ويندوز يوفر خطط طاقة متعددة للتحكم في كيفية استهلاك جهازك للطاقة.
الوصول إلى خطط الطاقة: اذهب إلى “لوحة التحكم” > “خيارات الطاقة”. يمكنك اختيار “موفر الطاقة” أو إنشاء خطة طاقة مخصصة.
تخصيص الإعدادات: داخل خيارات الطاقة، يمكنك “تغيير إعدادات الخطة” لتحديد متى يتم إيقاف تشغيل الشاشة، ومتى يدخل الجهاز في وضع السكون، بالإضافة إلى إعدادات متقدمة مثل إدارة طاقة المعالج وبطاقة الرسوميات. اضبط هذه الإعدادات على القيم الأقل استهلاكًا عندما لا تكون متصلًا بالشاحن.
إدارة التطبيقات والعمليات الخلفية (Windows/macOS)
البرامج التي تعمل في الخلفية تستهلك موارد المعالج والذاكرة، وبالتالي البطارية.
إدارة المهام (ويندوز): افتح “إدارة المهام” (Ctrl+Shift+Esc). في علامة التبويب “العمليات”، يمكنك تحديد التطبيقات والعمليات التي تستهلك قدرًا كبيرًا من وحدة المعالجة المركزية (CPU) أو الذاكرة وإغلاقها إذا كانت غير ضرورية.
شاشة النشاط (ماك): افتح “شاشة النشاط” (Activity Monitor) من “التطبيقات” > “الأدوات المساعدة”. راقب علامات التبويب “المعالج” و”الطاقة” لتحديد التطبيقات التي تستهلك أكبر قدر من الموارد وأغلقها إذا لزم الأمر.
تطبيقات بدء التشغيل: قم بتقييد عدد التطبيقات التي تبدأ تلقائيًا مع تشغيل الجهاز. في ويندوز، من “إدارة المهام” > “بدء التشغيل”. في ماك، من “تفضيلات النظام” > “المستخدمون والمجموعات” > “عناصر تسجيل الدخول”.
ضبط إعدادات العرض والطاقة
كما هو الحال في الهواتف، تلعب الشاشة دورًا رئيسيًا في استهلاك الطاقة.
سطوع الشاشة: قلل سطوع الشاشة إلى مستوى مناسب.
إعدادات السكون والإسبات: اضبط جهازك للدخول في وضع السكون أو الإسبات بسرعة عند عدم الاستخدام. وضع الإسبات (Hibernate) يستهلك طاقة أقل من وضع السكون (Sleep) حيث يقوم بحفظ حالتك الحالية ثم يطفئ الجهاز تمامًا.
الأجهزة الخارجية: افصل الأجهزة الطرفية غير المستخدمة (مثل محركات أقراص USB الخارجية، الفئران اللاسلكية، أو سماعات الرأس) لأنها قد تستهلك طاقة من منفذ USB حتى عندما لا تكون قيد الاستخدام النشط.
تحديث البرامج والتعريفات
تحديث نظام التشغيل والتعريفات وبرامج التشغيل بشكل منتظم يمكن أن يحسن من كفاءة إدارة الطاقة. غالبًا ما تحتوي التحديثات على تحسينات في الأداء وإدارة البطارية التي يمكن أن تساهم في إطالة عمر الشحن.
نصائح إضافية وحلول متقدمة لعمر بطارية أطول
بالإضافة إلى تفعيل وضع توفير الطاقة واتباع الإعدادات الأساسية، هناك حلول إضافية ونصائح يمكن أن تساعدك في تحقيق أقصى استفادة من بطارية جهازك على المدى الطويل.
مراقبة استهلاك البطارية
لفهم كيفية استهلاك جهازك للبطارية، قم بمراقبة تقارير استهلاك البطارية المدمجة في نظام التشغيل.
الهواتف الذكية: في إعدادات البطارية، ستجد قائمة بالتطبيقات والخدمات التي تستهلك أكبر قدر من الطاقة. استخدم هذه المعلومات لتحديد التطبيقات الأكثر استنزافًا واتخاذ قرارات بشأن تقييدها أو إزالتها.
أجهزة الكمبيوتر: في ويندوز، يمكنك استخدام “إعدادات البطارية” أو تشغيل تقرير استخدام البطارية عبر موجه الأوامر (Powercfg /batteryreport). في ماك، “شاشة النشاط” تعرض لك التطبيقات الأكثر استهلاكًا للطاقة.
الحفاظ على درجة حرارة الجهاز
درجات الحرارة القصوى، سواء كانت عالية جدًا أو منخفضة جدًا، يمكن أن تؤثر سلبًا على أداء البطارية وعمرها الافتراضي.
تجنب الحرارة الزائدة: لا تترك جهازك في السيارة تحت أشعة الشمس المباشرة أو بالقرب من مصادر حرارة. عند الشحن، حاول ألا تغطيه بأغطية تمنع تبديد الحرارة.
التهوية الجيدة: تأكد من أن فتحات التهوية في أجهزة الكمبيوتر المحمولة غير مسدودة للسماح بتدفق الهواء وتبريد المكونات الداخلية بفعالية.
تجنب التفريغ الكامل والشحن الزائد
لإطالة العمر الافتراضي لبطاريات ليثيوم أيون الحديثة، من الأفضل تجنب تفريغها بالكامل (إلى 0%) بشكل متكرر وتجنب تركها موصولة بالشاحن لفترات طويلة بعد الوصول إلى 100%.
الشحن الأمثل: يُنصح بالحفاظ على مستوى شحن البطارية بين 20% و 80%. بعض الأجهزة توفر ميزة “الشحن الأمثل” التي تتعلم أنماط استخدامك وتؤخر شحن البطارية إلى 100% حتى تحتاج إليها.
التفكير في استبدال البطارية (إذا كانت قديمة)
إذا كان جهازك قديمًا وتتبع جميع النصائح المذكورة أعلاه ولا تزال البطارية لا تدوم طويلًا، فقد يكون ذلك علامة على أن البطارية قد وصلت إلى نهاية عمرها الافتراضي. في هذه الحالة، يمكن أن يكون استبدال البطارية القديمة بجديدة هو الحل الأمثل لاستعادة الأداء الجيد.