صحة وطبكيفية

كيفية الوقاية من هبوط الضغط في الصيف

كيفية الوقاية من هبوط الضغط في الصيف

دليلك الشامل لتجنب الدوار والإغماء خلال الأيام الحارة

مع ارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف، يواجه الكثير من الأشخاص مشكلة انخفاض ضغط الدم، أو ما يعرف بهبوط الضغط. هذه الحالة قد تسبب أعراضًا مزعجة مثل الدوار، الغثيان، والإحساس بالإرهاق، وقد تصل في بعض الحالات إلى الإغماء. الوقاية من هذه المشكلة ليست صعبة، وتعتمد بشكل أساسي على فهم أسبابها واتباع خطوات عملية وبسيطة للحفاظ على استقرار ضغط الدم وصحة الجسم بشكل عام خلال هذا الفصل الحار.

الأسباب الرئيسية لهبوط الضغط في الصيف

الجفاف وفقدان السوائل

كيفية الوقاية من هبوط الضغط في الصيف
يعتبر الجفاف السبب الأول والأكثر شيوعًا لهبوط الضغط خلال فصل الصيف. عندما يفقد الجسم كميات كبيرة من السوائل عبر التعرق الشديد ولا يتم تعويضها بشكل كافٍ، ينخفض حجم الدم في الجسم. هذا الانخفاض في حجم الدم يؤدي مباشرة إلى انخفاض ضغط الدم، حيث لا يجد القلب كمية كافية من الدم لضخها بقوة عبر الشرايين، مما يسبب الشعور بالضعف والدوار.

توسع الأوعية الدموية

يعمل الجسم على تبريد نفسه في الطقس الحار عن طريق توسيع الأوعية الدموية القريبة من سطح الجلد. هذه العملية، التي تسمى توسع الأوعية، تسمح بتدفق المزيد من الدم إلى الجلد لتبديد الحرارة. لكن هذا التوسع يقلل من الضغط الكلي داخل نظام الدورة الدموية، مما قد يساهم بشكل كبير في هبوط ضغط الدم، خاصة عند الوقوف لفترات طويلة أو النهوض بسرعة.

خطوات عملية وفعالة للوقاية من هبوط الضغط

أولاً: الترطيب هو مفتاح الحل

الحفاظ على رطوبة الجسم هو خط الدفاع الأول. لا تنتظر حتى تشعر بالعطش لكي تشرب الماء، لأن العطش هو علامة متأخرة على بدء الجفاف. احرص على شرب ما لا يقل عن 8 إلى 10 أكواب من الماء يوميًا، وقم بزيادة هذه الكمية في الأيام شديدة الحرارة أو عند ممارسة أي نشاط بدني. يمكن أيضًا تناول السوائل الأخرى مثل عصائر الفاكهة الطبيعية والمشروبات التي تحتوي على الكتروليتات لتعويض الأملاح المفقودة.

ثانياً: تعديل النظام الغذائي الصيفي

يلعب نظامك الغذائي دورًا حيويًا في الحفاظ على استقرار ضغط الدم. بدلًا من تناول ثلاث وجبات كبيرة وثقيلة، والتي يمكن أن تسبب انخفاض الضغط بعد الأكل لأن الدم يتدفق إلى الجهاز الهضمي، حاول تناول وجبات أصغر ومتعددة على مدار اليوم. هذا الأسلوب يساعد في الحفاظ على مستويات طاقة وضغط دم أكثر استقرارًا.

زيادة استهلاك الملح باعتدال

على عكس النصائح المعتادة لمرضى ارتفاع ضغط الدم، قد يستفيد الأشخاص الذين يعانون من هبوط الضغط من زيادة طفيفة في استهلاك الملح، خاصة في الصيف بسبب فقدانه عبر العرق. يمكنك إضافة قليل من الملح إلى طعامك أو تناول وجبات خفيفة مالحة مثل المخللات أو الزيتون. لكن من الضروري استشارة الطبيب قبل إجراء أي تغيير كبير، لتحديد الكمية المناسبة لحالتك الصحية.

تغييرات في نمط الحياة لتجنب هبوط الضغط

تجنب الوقوف المفاجئ

عندما تكون جالسًا أو مستلقيًا لفترة، يتجمع الدم في الجزء السفلي من الجسم. إذا وقفت فجأة، قد لا يتمكن جسمك من إعادة ضخ الدم إلى الدماغ بالسرعة الكافية، مما يسبب الدوار. للوقاية من ذلك، تحرك ببطء. قبل النهوض من السرير، اجلس على حافته لبضع دقائق. وعندما تكون جالسًا، حرك قدميك لتعزيز الدورة الدموية قبل الوقوف.

اختيار الملابس المناسبة

نوع الملابس التي ترتديها يمكن أن يؤثر على درجة حرارة جسمك. اختر الملابس الفضفاضة ذات الألوان الفاتحة والمصنوعة من أقمشة طبيعية مثل القطن أو الكتان. هذه الأنواع من الملابس تسمح بتهوية الجسم بشكل أفضل وتعكس أشعة الشمس بدلاً من امتصاصها، مما يساعد في الحفاظ على برودة الجسم وتقليل التعرق المفرط.

تحديد أوقات الخروج والنشاط البدني

حاول تجنب الخروج أو ممارسة التمارين الرياضية الشاقة خلال ساعات الذروة الحارة، والتي تكون عادة بين الساعة 10 صباحًا و 4 مساءً. إذا كان عليك الخروج، فابحث عن الظل قدر الإمكان. قم بجدولة أنشطتك البدنية في الصباح الباكر أو في المساء عندما تكون درجات الحرارة أكثر اعتدالًا.

حلول إضافية ونصائح ذهبية

استخدام الجوارب الضاغطة

قد تكون الجوارب الضاغطة حلاً فعالاً للبعض. تعمل هذه الجوارب على تطبيق ضغط لطيف على الساقين، مما يساعد في منع تجمع الدم في الأطراف السفلية ويعزز عودته إلى القلب. هذا الأمر يمكن أن يمنع انخفاض الضغط الذي يحدث غالبًا عند الوقوف. استشر طبيبك لمعرفة ما إذا كانت هذه الجوارب مناسبة لك.

التعرف على الأعراض المبكرة

من المهم أن تكون على دراية بعلامات الإنذار المبكرة لهبوط الضغط. تشمل هذه الأعراض الدوخة، تشوش الرؤية، الغثيان، برودة الجلد ورطوبته، والتنفس السريع والسطحي. إذا شعرت بأي من هذه الأعراض، اجلس أو استلقِ فورًا وارفع قدميك فوق مستوى قلبك إن أمكن. هذا الإجراء البسيط يساعد على إعادة تدفق الدم إلى الدماغ بسرعة.

متى يجب استشارة الطبيب؟

إذا كانت أعراض هبوط الضغط متكررة أو شديدة، أو إذا صاحبها ألم في الصدر أو صعوبة في التنفس أو إغماء متكرر، فمن الضروري مراجعة الطبيب فورًا. قد يكون انخفاض ضغط الدم علامة على وجود مشكلة صحية كامنة تتطلب تشخيصًا وعلاجًا متخصصًا. الطبيب هو الوحيد القادر على تحديد السبب وتقديم خطة علاجية مناسبة وآمنة.

Dr. Merna

كاتب ومحرر بموقع هاو منذ عام 2017.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock