صحة وطبكيفية

كيفية علاج انخفاض الضغط في الطقس البارد

كيفية علاج انخفاض الضغط في الطقس البارد

دليلك الشامل لرفع ضغط الدم المنخفض والوقاية منه في الشتاء

يعاني الكثيرون من تقلبات في ضغط الدم مع تغير الفصول، ويعد انخفاض الضغط في الطقس البارد مشكلة شائعة قد تسبب الدوار والإرهاق. لحسن الحظ، هناك العديد من الطرق العملية والحلول الفعالة التي يمكن اتباعها للتعامل مع هذه الحالة والوقاية منها. يقدم هذا المقال خطوات دقيقة ومفصلة لمساعدتك على فهم المشكلة وإيجاد الحلول المناسبة للحفاظ على صحتك ونشاطك خلال أشهر الشتاء الباردة.

فهم العلاقة بين الطقس البارد وانخفاض ضغط الدم

تأثير البرودة على الأوعية الدموية

كيفية علاج انخفاض الضغط في الطقس الباردعندما يتعرض الجسم لدرجات حرارة منخفضة، تتجه الأوعية الدموية الطرفية في الجلد والذراعين والساقين إلى الانقباض. هذه العملية، المعروفة باسم “تضيق الأوعية”، هي آلية دفاعية طبيعية يقوم بها الجسم للحفاظ على درجة حرارة الأعضاء الحيوية الداخلية. هذا الانقباض يمكن أن يؤدي في البداية إلى ارتفاع مؤقت في الضغط، ولكن مع استمرار التعرض للبرد أو لدى بعض الأشخاص، قد يحدث تأثير عكسي يؤدي إلى انخفاض ضغط الدم الانتصابي عند تغيير وضعية الجسم فجأة، مما يسبب الشعور بالدوخة.

الجفاف وقلة الحركة في الشتاء

في الطقس البارد، قد لا نشعر بالعطش بنفس القدر كما في الصيف، مما يؤدي بسهولة إلى الإصابة بالجفاف دون أن ندرك ذلك. نقص السوائل في الجسم يقلل من حجم الدم، وهو أحد الأسباب الرئيسية لانخفاض ضغط الدم. بالإضافة إلى ذلك، يميل الناس إلى تقليل نشاطهم البدني خلال فصل الشتاء، وهذا الخمول يمكن أن يضعف الدورة الدموية ويساهم بشكل مباشر في انخفاض مستويات ضغط الدم بشكل عام.

خطوات عملية فورية لعلاج هبوط الضغط

الخطوة الأولى: تناول السوائل والأطعمة المالحة

إذا شعرت بأعراض انخفاض الضغط مثل الدوار أو الغثيان، فإن أول إجراء يجب اتخاذه هو زيادة حجم الدم بسرعة. يمكنك تحقيق ذلك عن طريق شرب كوب كامل من الماء. يساعد الماء على مكافحة الجفاف ورفع ضغط الدم بسرعة. كذلك، يمكن لتناول وجبة خفيفة مالحة، مثل بعض المكسرات المملحة أو قطعة من المخلل، أن يساعد في رفع الضغط لأن الصوديوم يساهم في احتفاظ الجسم بالماء، مما يزيد من حجم الدم ويرفع الضغط بشكل مؤقت وفعال.

الخطوة الثانية: تغيير وضعية الجسم بشكل صحيح

عند الشعور بالدوار، تجنب الوقوف بشكل مفاجئ. أفضل ما يمكنك فعله هو الجلوس أو الاستلقاء فورًا لمنع خطر الإغماء والسقوط. إذا كنت قادرًا على الاستلقاء، قم برفع ساقيك فوق مستوى قلبك بوضع وسائد تحتهما. هذه الوضعية تساعد على تدفق الدم من الساقين باتجاه القلب والدماغ، مما يخفف الأعراض بسرعة. إذا كنت في مكان عام ولا تستطيع الاستلقاء، يمكنك الجلوس ووضع رأسك بين ركبتيك لتحقيق تأثير مشابه.

استراتيجيات وقائية طويلة الأمد لفصل الشتاء

تعديل النظام الغذائي وشرب كميات كافية من الماء

للوقاية من نوبات هبوط الضغط، من المهم الحفاظ على ترطيب الجسم طوال اليوم حتى لو لم تكن تشعر بالعطش. استهدف شرب ما لا يقل عن ثمانية أكواب من الماء يوميًا. بدلًا من تناول ثلاث وجبات كبيرة، جرب تناول وجبات صغيرة ومتعددة على مدار اليوم للحفاظ على استقرار مستويات السكر والضغط في الدم. يمكن إضافة كمية معتدلة من الملح إلى طعامك بعد استشارة الطبيب، حيث يمكن أن يساعد ذلك في الحفاظ على ضغط دم صحي.

الحفاظ على الدفء وممارسة النشاط البدني

الحفاظ على دفء الجسم هو خط دفاعك الأول ضد تأثير البرد على ضغط الدم. احرص على ارتداء ملابس ثقيلة مكونة من عدة طبقات عند الخروج، ولا تنس ارتداء قبعة وقفازات وجوارب صوفية. في المنزل، حافظ على درجة حرارة معتدلة ومريحة. كذلك، تعتبر ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، حتى لو كانت مجرد مشي سريع لمدة ثلاثين دقيقة يوميًا، أمرًا حيويًا لتحسين الدورة الدموية وتقوية القلب، مما يساهم في تنظيم ضغط الدم.

حلول إضافية ونصائح بسيطة

تجنب المسببات الشائعة لهبوط الضغط

هناك بعض العادات اليومية التي قد تزيد من سوء حالة انخفاض الضغط. من أهمها النهوض بسرعة من السرير أو من الكرسي. اعتد على أخذ وقتك عند تغيير وضعيتك، اجلس لبضع دقائق على حافة السرير قبل الوقوف صباحًا. تجنب الاستحمام بماء شديد السخونة لفترات طويلة، حيث يمكن أن يؤدي إلى توسع الأوعية الدموية وانخفاض الضغط. أيضًا، قلل من المشروبات التي تحتوي على الكحول لأنها تسبب الجفاف وتخفض ضغط الدم.

استخدام الجوارب الضاغطة

تعتبر الجوارب الضاغطة أداة مفيدة جدًا للأشخاص الذين يعانون من انخفاض الضغط بشكل متكرر. تعمل هذه الجوارب على تطبيق ضغط لطيف على الساقين، مما يساعد على منع تجمع الدم في الأطراف السفلية ويشجع على عودته إلى القلب. هذا الإجراء البسيط يمكن أن يقلل بشكل كبير من أعراض الدوار والدوخة المرتبطة بانخفاض الضغط الانتصابي، خاصة عند الوقوف لفترات طويلة.

متى يجب عليك استشارة الطبيب؟

عندما تكون الأعراض شديدة أو متكررة

إذا كنت تعاني من نوبات متكررة من انخفاض ضغط الدم، أو إذا كانت الأعراض شديدة وتتضمن إغماءً، أو تشوشًا في الرؤية، أو صعوبة في التركيز، فمن الضروري تحديد موعد مع الطبيب. قد تكون هذه الأعراض علامة على وجود مشكلة صحية كامنة تتطلب تشخيصًا وعلاجًا متخصصًا. الطبيب هو الشخص الوحيد القادر على تقييم حالتك بدقة ووصف العلاج المناسب الذي قد يشمل تغييرات في نمط الحياة أو أدوية لرفع ضغط الدم.

Dr. Merna

كاتب ومحرر بموقع هاو منذ عام 2017.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock