محتوى المقال
كيفية التعامل مع الحروق عند الأطفال
دليل شامل للإسعافات الأولية والرعاية اللاحقة
تُعد الحروق من الإصابات الشائعة والمؤلمة التي قد يتعرض لها الأطفال، وتتراوح شدتها من بسيطة إلى خطيرة. معرفة كيفية التصرف السريع والصحيح في اللحظات الأولى بعد الحرق أمر حيوي لتقليل الضرر وتجنب المضاعفات. هذا المقال يقدم لك دليلاً مفصلاً خطوة بخطوة للتعامل الفعال مع أنواع الحروق المختلفة عند الصغار.
فهم أنواع الحروق ودرجاتها
الحروق من الدرجة الأولى
الحروق من الدرجة الثانية
تتجاوز هذه الحروق الطبقة الخارجية للجلد وتصل إلى الطبقة الداخلية، وتسبب ألمًا شديدًا واحمرارًا وتورمًا واضحًا، بالإضافة إلى تكون فقاعات مليئة بالسائل. قد تظهر المنطقة المحروقة رطبة. تتطلب هذه الحروق عناية طبية في بعض الحالات، خاصة إذا كانت تغطي مساحة كبيرة أو في مناطق حساسة. يستغرق الشفاء وقتًا أطول وقد يترك ندوبًا.
الحروق من الدرجة الثالثة
تُعد الحروق من الدرجة الثالثة الأشد خطورة، حيث تدمر جميع طبقات الجلد وقد تصل إلى الأنسجة تحت الجلد والعظام. قد تبدو المنطقة المحروقة بيضاء، بنية داكنة، أو متفحمة. غالبًا ما لا يشعر الطفل بالألم في هذه المنطقة بسبب تدمير النهايات العصبية. تتطلب هذه الحروق رعاية طبية طارئة وفورية، وغالبًا ما تحتاج إلى تدخل جراحي وزراعة جلد.
الإسعافات الأولية الفورية للحروق
التعامل مع الحروق البسيطة (الدرجة الأولى والثانية السطحية)
أولاً، يجب إبعاد الطفل فورًا عن مصدر الحرق لضمان سلامته. بعد ذلك، ابدأ بتبريد منطقة الحرق تحت الماء البارد الجاري لمدة 10 إلى 20 دقيقة. هذا يساعد على تقليل الألم والتورم ومنع الحرق من التغلغل أكثر في الجلد. تجنب استخدام الثلج مباشرة على الحرق لأنه قد يسبب ضررًا إضافيًا للجلد الحساس.
ثانيًا، قم بإزالة أي ملابس أو مجوهرات ضيقة من المنطقة المصابة برفق قبل أن تبدأ بالتورم، لكن لا تحاول إزالة أي ملابس ملتصقة بالجلد. ثالثًا، غطِ الحرق بضمادة معقمة غير لاصقة أو قطعة قماش نظيفة وجافة. يجب ألا تكون الضمادة مشدودة جدًا لتجنب الضغط على المنطقة المصابة. لا تضع أي كريمات أو زيوت أو زبدة على الحرق.
التعامل مع الحروق الشديدة (الدرجة الثانية العميقة والثالثة)
في حالات الحروق الشديدة، يجب التصرف بسرعة وحذر. أولاً، اتصل بخدمات الطوارئ فورًا أو اطلب المساعدة الطبية العاجلة. لا تحاول تبريد الحروق الكبيرة بالماء البارد لأن ذلك قد يتسبب في انخفاض حرارة جسم الطفل بشكل خطير، مما يزيد من صعوبة حالته الصحية.
ثانيًا، لا تحاول إزالة أي ملابس ملتصقة بالجلد المحروق أو فقع أي فقاعات متكونة. قم بتغطية منطقة الحرق برفق باستخدام قطعة قماش نظيفة وجافة أو ملاءة نظيفة. هذا يساعد على حماية الحرق من التلوث وتقليل الألم. حافظ على دفء الطفل عن طريق تغطيته ببطانية أثناء انتظار المساعدة الطبية.
ثالثًا، راقب علامات الصدمة مثل الشحوب والتعرق وسرعة التنفس والنبض الضعيف. حافظ على طمأنة الطفل وتحدث معه بهدوء. إذا كان الطفل واعيًا، يمكن إعطاؤه رشفات صغيرة من الماء إذا لم يكن هناك شك في إصابة داخلية أو حاجة لجراحة فورية. اتبع تعليمات المسعفين فور وصولهم.
متى يجب طلب المساعدة الطبية؟
علامات تستدعي زيارة الطبيب فوراً
يجب طلب العناية الطبية الفورية إذا كان الحرق من الدرجة الثالثة، أو إذا كان من الدرجة الثانية ويغطي مساحة كبيرة أكبر من حجم كف يد الطفل. كذلك، إذا كان الحرق يؤثر على الوجه، اليدين، القدمين، الأعضاء التناسلية، المفاصل الرئيسية، أو حولها. هذه المناطق حساسة وتحتاج إلى تقييم متخصص لتجنب المضاعفات.
تتطلب الحروق الناجمة عن المواد الكيميائية أو الكهرباء دائمًا عناية طبية عاجلة بسبب طبيعتها الخاصة وتأثيرها العميق على الأنسجة. إذا ظهرت علامات العدوى مثل زيادة الاحمرار، التورم، الألم، القيح، أو ارتفاع درجة الحرارة، يجب مراجعة الطبيب. كذلك، إذا كان الحرق لا يلتئم بشكل جيد بعد بضعة أيام أو إذا كان هناك أي قلق بشأن مدى شدة الحرق.
الرعاية اللاحقة للحروق والوقاية
رعاية الجرح بعد الإسعافات الأولية
بعد الإسعافات الأولية، يجب تنظيف الحرق بلطف بالماء والصابون الخفيف بشكل يومي، ثم وضع طبقة رقيقة من مرهم مضاد حيوي يصفه الطبيب، وتغيير الضمادات بانتظام. استخدم ضمادات معقمة وغير لاصقة للحفاظ على نظافة الجرح ومنع العدوى. تجنب الضغط على الفقاعات إذا تكونت واتركها تنفجر بشكل طبيعي تحت الضمادة. استشر الطبيب حول أفضل طريقة لإدارة الألم.
من المهم متابعة حالة الحرق عن كثب وملاحظة أي تغييرات. يجب الحفاظ على المنطقة المحروقة بعيدة عن أشعة الشمس المباشرة أثناء عملية الشفاء لتجنب التصبغ والندوب. قد يصف الطبيب أدوية لتخفيف الألم أو كريمات خاصة لتسريع الشفاء. الالتزام بتعليمات الطبيب يعد عاملاً أساسياً في تحقيق الشفاء الكامل وتجنب المضاعفات المحتملة على المدى الطويل.
نصائح للوقاية من الحروق عند الأطفال
تتمثل الوقاية في اتخاذ إجراءات استباقية لتقليل خطر تعرض الأطفال للحروق. في المطبخ، يجب إبعاد مقابض الأواني عن حافة الموقد، وعدم ترك الأطفال وحدهم أثناء الطهي. تأكد من أن أسلاك الأجهزة الكهربائية بعيدة عن متناول الأطفال، واستخدم أغطية المقابس لمنع لمسها. يجب اختبار درجة حرارة ماء الاستحمام قبل وضع الطفل فيه.
قم بتركيب أجهزة إنذار الدخان في المنزل وتأكد من أنها تعمل بانتظام. احفظ الكبريت والولاعات بعيدًا عن متناول الأطفال. عند استخدام السخانات المحمولة، تأكد من وضعها في مكان آمن بعيدًا عن الأقمشة والأثاث القابل للاشتعال. لا تدع الأطفال يلعبون بالقرب من مصادر النار المفتوحة مثل المدافئ أو الشموع. التوعية المستمرة للأطفال بمخاطر الحروق هي خطوة أساسية في الوقاية.
