محتوى المقال
كيفية علاج فطريات الفم للأطفال
دليل شامل للآباء: طرق طبيعية وعلاجات طبية فعالة
فطريات الفم أو ما يعرف بالقلاع الفموي هي حالة شائعة تصيب العديد من الرضع والأطفال الصغار، وتظهر على شكل بقع بيضاء كريمية داخل الفم. على الرغم من أنها عادة لا تكون خطيرة، إلا أنها قد تسبب إزعاجًا للطفل وصعوبة في الرضاعة. يقدم هذا المقال دليلاً متكاملاً للآباء، يتناول طرق العلاج المختلفة بدءًا من الحلول المنزلية البسيطة والآمنة، وصولاً إلى الخيارات الطبية المتاحة، مع التركيز على خطوات عملية وواضحة لضمان راحة طفلك وشفائه السريع، بالإضافة إلى نصائح هامة للوقاية من تكرار الإصابة.
فهم فطريات الفم (القلاع الفموي) لدى الأطفال
ما هي فطريات الفم؟
فطريات الفم هي عدوى فطرية تسببها نوع من الخمائر يسمى “المبيضة البيضاء” أو الكانديدا. هذا الفطر يتواجد بشكل طبيعي في الفم والجهاز الهضمي لدى معظم الناس دون أن يسبب أي مشاكل. ولكن في ظروف معينة، مثل ضعف جهاز المناعة لدى الرضع أو بعد استخدام المضادات الحيوية، يمكن أن ينمو هذا الفطر بشكل مفرط ويؤدي إلى ظهور العدوى المعروفة بالقلاع الفموي. الحالة شائعة جدًا في السنة الأولى من عمر الطفل.
كيف تبدو أعراض فطريات الفم؟
العرض الأكثر شيوعًا هو ظهور بقع بيضاء أو صفراء تشبه الجبن أو الحليب الرائب على اللسان، وبطانة الخدين، واللثة، وسقف الحلق. هذه البقع قد تكون مؤلمة عند محاولة مسحها وقد تنزف قليلاً. قد يعاني الطفل أيضًا من تهيج وانزعاج واضح، خاصة أثناء الرضاعة أو تناول الطعام. في بعض الحالات، قد يرفض الطفل الرضاعة تمامًا بسبب الألم، وقد تلاحظ أيضًا طفحًا جلديًا في منطقة الحفاض ناتجًا عن نفس الفطر.
الأسباب الشائعة لظهورها عند الأطفال
جهاز المناعة لدى الرضع لا يزال في طور النمو، مما يجعلهم أكثر عرضة لنمو الفطريات. كما أن تناول الأم أو الطفل للمضادات الحيوية يمكن أن يقتل البكتيريا النافعة التي تسيطر على نمو الكانديدا، مما يسمح للفطريات بالتكاثر. يمكن أن تنتقل العدوى أيضًا من الأم إلى الطفل أثناء الولادة إذا كانت الأم مصابة بعدوى فطرية مهبلية، أو من خلال الرضاعة الطبيعية إذا كانت حلمة الأم مصابة، أو عبر الأدوات غير المعقمة مثل اللهايات وزجاجات الرضاعة.
طرق العلاج المنزلية البسيطة والآمنة
استخدام المحلول الملحي الدافئ
يعتبر المحلول الملحي أحد الحلول البسيطة والآمنة التي يمكن استخدامها للمساعدة في تنظيف فم الطفل وتخفيف الأعراض. لتحضير المحلول، قم بإذابة نصف ملعقة صغيرة من الملح في كوب من الماء الدافئ المغلي مسبقًا. بعد أن يبرد المحلول تمامًا، اغمس قطعة شاش نظيفة أو قطعة قطن في المحلول ولفها حول إصبعك. امسح بلطف داخل فم الطفل، مع التركيز على المناطق المصابة بالبقع البيضاء. كرر هذه العملية عدة مرات في اليوم، خاصة بعد الرضاعة.
عجينة صودا الخبز
صودا الخبز (بيكربونات الصوديوم) لها خصائص مضادة للفطريات ويمكن أن تساعد في استعادة توازن درجة الحموضة في الفم، مما يخلق بيئة غير مناسبة لنمو الكانديدا. قم بخلط نصف ملعقة صغيرة من صودا الخبز مع بضع قطرات من الماء المغلي والمبرد لتكوين عجينة سائلة. باستخدام قطعة قطن نظيفة، ضع كمية صغيرة من العجينة على المناطق المصابة في فم طفلك. يُنصح بالقيام بذلك قبل الرضاعة بحوالي 30 دقيقة. تأكد دائمًا من استخدام كمية صغيرة جدًا لتجنب ابتلاع الطفل للكثير منها.
متى يجب اللجوء إلى العلاج الطبي؟
استشارة الطبيب المختص
على الرغم من فعالية بعض العلاجات المنزلية، إلا أنه من الضروري دائمًا استشارة طبيب الأطفال قبل البدء بأي علاج، خاصة إذا كان الطفل رضيعًا. الطبيب هو الوحيد القادر على تأكيد التشخيص واستبعاد أي حالات أخرى مشابهة. يجب عليك زيارة الطبيب فورًا إذا كان طفلك يرفض الرضاعة تمامًا، أو إذا بدت الفطريات منتشرة بشكل كبير، أو إذا لم تتحسن الحالة بعد بضعة أيام من الرعاية المنزلية. التشخيص الدقيق يضمن حصول طفلك على العلاج المناسب والآمن.
الأدوية المضادة للفطريات
إذا قرر الطبيب أن العلاج الدوائي ضروري، فعادة ما يصف دواءً مضادًا للفطريات على شكل جل فموي أو قطرات سائلة، مثل النيستاتين أو الميكونازول. يتم تطبيق هذا الدواء مباشرة على المناطق المصابة داخل فم الطفل باستخدام القطارة المرفقة أو إصبع نظيف. من المهم جدًا اتباع تعليمات الطبيب بدقة فيما يتعلق بالجرعة وعدد مرات الاستخدام، والاستمرار في العلاج للمدة الموصى بها بالكامل، حتى لو اختفت الأعراض، لمنع عودة العدوى مرة أخرى.
علاج الأم المرضعة
في حالة الرضاعة الطبيعية، من المحتمل جدًا أن تنتقل العدوى بين فم الطفل وثدي الأم. إذا كانت الأم تشعر بألم أو حكة أو احمرار في الحلمة، فقد تكون مصابة أيضًا. في هذه الحالة، من الضروري علاج كل من الأم والطفل في نفس الوقت لمنع إعادة إصابة كل منهما للآخر. قد يصف الطبيب كريمًا مضادًا للفطريات للأم لتطبيقه على حلمتيها بعد كل رضعة. الوقاية والعلاج المتزامن هو مفتاح كسر دائرة العدوى.
خطوات عملية للوقاية من فطريات الفم
الحفاظ على نظافة الأدوات
التعقيم هو خط الدفاع الأول لمنع الإصابة بفطريات الفم. يجب تعقيم جميع الأدوات التي تدخل فم طفلك بانتظام. يشمل ذلك زجاجات الرضاعة، والحلمات الصناعية، واللهايات، وأي ألعاب عضاضة. أفضل طريقة للتعقيم هي غلي هذه الأدوات في الماء لمدة 5 إلى 10 دقائق وتركها لتجف في الهواء. يمكنك أيضًا استخدام جهاز تعقيم بالبخار. تأكد من تفكيك جميع أجزاء زجاجة الرضاعة قبل التعقيم لضمان وصول الماء الساخن أو البخار إلى كل جزء.
النظافة الشخصية للأم والطفل
النظافة الشخصية تلعب دورًا حيويًا في الوقاية. يجب على الأم غسل يديها جيدًا بالماء والصابون قبل وبعد كل رضعة، وقبل التعامل مع أدوات الطفل. إذا كانت الأم ترضع طبيعيًا، فعليها الحفاظ على منطقة الحلمة نظيفة وجافة قدر الإمكان، وتغيير ضمادات الثدي باستمرار لمنع خلق بيئة رطبة تساعد على نمو الفطريات. هذه الإجراءات البسيطة تقلل بشكل كبير من خطر انتقال العدوى أو تكرارها.
مسح فم الطفل بعد الرضاعة
بعد انتهاء الطفل من الرضاعة، سواء كانت طبيعية أو صناعية، قد تبقى بقايا من الحليب في فمه. هذه البقايا يمكن أن توفر بيئة مثالية لنمو الفطريات. لمنع ذلك، يمكنك ببساطة أخذ قطعة قماش نظيفة ومبللة بالماء الدافئ ومسح لسان طفلك وباطن خديه بلطف لإزالة أي حليب متبقٍ. هذه العادة البسيطة لا تساعد فقط في الوقاية من الفطريات، بل تعود الطفل أيضًا على روتين نظافة الفم منذ الصغر، مما يمهد الطريق لعادات صحية في المستقبل.